يتناول هذا الكتاب سيرة الشيخ أحمد اسماعيل ياسين عملاة العمل
الإسلامي وأستاذ الجيل في الأراضي الفلسطينية كلهاء هذا الشيخ المجاهد الذي
ٍ له رغم مرضه وإعاقته الكثير من العطاء والتضحيةلا
النضالي الفلسطيني حيث الأمان والدعة.؛ لذلك كان لا بد من تعريف بهذه
الشخصية المجاهدة الفذة التي تخطت صعوبات الإعاقة الجسمية وما يمكن أن
عن التفاعل الاجتماعي تخطت كل ذلك نحو الأفق. نحو بناء انجازات تعجز الكثير
من الطاقات البشرية عن القيام بهاء
الشخصيات المعاقة على أصعدة متعددة سواء في ميدان العلم أو الأب أو
اللضة مثل هيلن كيلر» وطه حسين؛ والأعشى وكثير من أمثال مؤلاء وحقيق على
الشعب الفلسطينى أن يفاخر بهذه الشخصية الفذة التى حباها الله قدرة
عالية من الحطاء الشحبها فإذا أنجز مؤلاء الأدباء والكتاب متفر قات من العلم
على منهج الدعوة الإسلامية القويمة فخرج الكتاب والأدباء ورجال الدعوة والفكر
والأساتذة وقد انتشر تلامذته في أنحاء العالم يبلخون رسالة الإسلام ليكونوا
إن تأثير الشيخ أحمد ياسين لم يقتصر فقط على إحياء الدعوة الإسلامية
وتكوين حركة المقاومة الإسلامية «حماس» فيما بعد ولكن الامتدادات الفكرية
والسلوكية انطلقت في شتى الاتجامات بانطلاق النشيء الذي تربى في مدرسة
الشيخ الايمانية مدرسة الاخوان وربما هذا ما أغرى الكثير من تلامذته على إطلاق
كلمة «أستاذ الجيل» عليه.
إن الجهد الذي بذله الشيخ أحمد سواء على الصعيد الدعوي أو الاجتماعي أو
السياسي لا يمكن أن يقدر أو يستطيع شخص أن يحص ره بين دفتي كتاب واحد إذ
ان أي عمل يجده صاحبه ضئيلاأً أمام رحلة شاقة أو عمل مجهد تكبد فيه هذا
الشيخ المعاق الحركة الكثير من المتاعب والجهد لينسد ما أصلحه البعض سواء
من الأفراد أو الؤسسات أو المنظمات أو يبني شيئاً جديدا.
محاولة مبدئية لإلقاء الضوء على بعض النواحي في حياة الشيخ ولا يمكن أن بي
حصراً لسيرته وعطائه مطلقاً فهذا شيء كان سيحتاج إلى جهد أكبر ووقت
أطول وظروف أفضل للبحث والتدقيق والاستنباط إذ الظروف التي يعيشها
شعبنا تجعل من مثل هذا العمل في مثل هذه المرحلة عملأ صعبا وغير مأمون
العواقب إذ السجن أو الاعتقال أصبح بسبب وبدون سبب»
لقد اتبع البحث المنهج التاريخي القانوني في جانبيه الوضعي والتحليلي وقد
تم ذلك حسب مقتضيات الظرف والحدث الخاص بكل مرحلة با لا يقدم أكثر من
اللازم أو يتلل من قيمة الحدث أو المرحلة ثم اعتمد أيضاً على البحث الميدانى
حيث قام الكاتب بمقابلة الحديد من الشخصيات الإسلامية التي كانت مقربة من
الشيخ أحمد ياسين أو شاركته في صناعة الحدث أو كانت شاهدة عليه (على الحدث).
صعوبات ومعوقات
لقد صادف الباحث العديد من المعوقات والصعوبات التي جعلت من عملية
البحث عملية أكثر تعقيداً من هذه اللعوقات:
-١ إن المرحلة التي يكتب فيها هذا البحث والشخصية التي يكتب عنها من
الأمور التي تعرفها الباحث إلى ما لايحب لذلك فإن البحث كان أشبه بالسير
حافي القدمين في حقل أشواك لابد منه من اختيار مكان الخطوة واتجامهاء
7- إن طبيعة المرحلة التى يعيشها مجتمعنا الفلسطينى فى الداحنل شكلت
عائتا أمام البحث إذ أن البحث في حياة وسلوك الشيخ أحمد ياسين في كثير
من الأحيان هو بحث في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطنية ولكون الحركة قد مورت
الصدامات العنيفة قد جعلت الباحث مكتوف الأيدي إذ وجد نفسه أمام خيارين
أحلاهما مر أما الأول فهو الاتيان على أسباب المشاكل وأبعادها مما يثير
حساسيات وحزازات جديدة مما قد يمكر صفو الوحدة الوطنية وهذا مالا
يحتوي على ثفرات واسعة ويترك أسئلة تاج إلى إجابات وقد آثر الباحث
الدرب الثاني للظروف التي محُتا إلى عناية في التناول وقد تأتي المرحلة في
المستقبل الذي يشعر أي باحث فيها حر في تناول الأسباب والظروف والنتائج
*- إن المعلومات المتوفرة عن الشيخ أحمد رغم شهرته السياسية والديينية
التحت أولأمما نشر ثم وضع أساس سليم للبحث وقد أدت تدرة المحلومات إلى
دفع الباحث إلي الاعتماد كثيراً على المقابلات الشخصية وعلى ذاكرة من عايشوا
الشيخ وعرفوه وهذه أيضاً لم تكن موفقة كثيراً خاصة ما تناول منها مرحلة
الصغر بالنسبة للشيخ أحمد إذ أن إخوانه أبو نسيم وأبو علي لم تسعفهما
الذاكرة في توثيق حياة الشيخ توثيقاً دقيقا وقد أدت قلة ثافتهما إلى عدم
كانت عظيمة الأهمية لكونها تعرف للمرة الأولى للقارىء.
+ - إن طبيعة المرحلة السياسية والظروف الاحتلالية قد فرضت الكثير من
القيود الأمنية والاجتماعية والسياسية التي حددت التصرف في اللعلومات
وخاصة فى الفصول الأخيرة.
لعدم وجود المعلومات الكافية حول حياته وعلاقته بحركة الإخوان السلمين
وكيفية دخوله الحركة. وربما يرجع ذلك إلى عدم وجود الكثير من الشخصيات
ٍ الحركة في هذه المرحلة داخل القطاع مما حجب
الكثير من العلومات.
-١ إن البحث الميداني الذي صاحب البحث التاريخي قد شكل عقبة كبيرة إذ
كان لا بد من شرح مسبق لأهداف البحث وطبيعة المعلومات وحدودها وقد
دفعت صعوبة المرحلة الكثير ممن ثم الترتيب للقائهم ويحجمون عن اللقاء.
الوثائق والملاحق
لم تتوفر الوثائق الخاصة بالشيخ أحمد ياسين في أي مرحلة من سنين حياته
عدا مرحلة سجنه إذ تمت المحاولة للحصول على أية أوراق خاصة به لإلقاء الضوء
على عمله التدريسي إلا أنه تعذر مناماً سواء في مرحلة الدراسة أو التدريس وقد
مرحلة السجن فقد توفرت والشكر في ذلك لله أولأأولتعاون بعض من الأخوة
المحامين المحترمين وأذكر منهم الأستاذ الحامي عمر أحمد البرش, الأستاذ الحامي
ناظم عويضة؛ الأستاذ المحامي عادل خليفة وغيرهم ممن كان لمساعدتهم كبير الأثر
في الحصول على لوائع الاتهاح وأقوال الشيخ وزملائه في المرتين اللتين سجن
هليهما وقد تم وضع بعضاً منها في الللاحق وخاصة تلك الوثائق التي تتعلق منها
بالشيخ أحمد بشخصه والتي تساعد على فهم شخصيت د وسلوكه ومعتقداته.
ومن الجدير ذكره أنه قد بدأات ثق في
الطباعة إلا أنها لم تجد المجال للنشر والله أسأل أن يكون فى الطبعات القادمة
للكتاب شيا« جديدةهامة ّ
هيكلية البحث
لقد قمت بتقسيم الكتاب إلى ثمانية فصول بحيث غطى كل فصل منها
موضوع بعينه أو حقبة من حياة الشيخ فقد تناول الفصل الأول: الذي عنون
«ولادة الشيخ ونشأته» طفولة الشيخ المبكرة فى قريته الجورة ودراسته ونشاطاته
ثم الهجرة من بلدته في فلسطين المحتلة نتيجة عارك 1148م التي خسرها
الطرف الفلسطيني والعربي والتي ماجر على أثرما مئات الآلاف من أبناء
فلسطين من قراهم ومدنهم إلى قطاع غزة واستقراره فيه ثم انضمامه لحركة
الإخوان السلمين كما تعرض هذا الفصل إلى الحادث الأليم الذي أدى إلى الشلل
الدائم الذي صاحب الشيخ منذ فجر شبابه المبكر إلى الآن وكيف أكمل الشيخ
دراسته الثانوية واستلامه العمل كمدرس في مدارس الحكومة.
عمل الشيخ كمدرس والصعوبات التي واجهته في حياته التدريسية وإلى دوره في
الحركة الإسلامية وأسلوبه في العمل الدعوي قبل عام 1571م عندما كانت الإدارة
االصرية العسكرية مي التي تشرف وتدير أمور قطاع غزة وقد ذكر هذا الفصل
بعض الضايقات التى تعرض لها الشيخ فى هذه الرحلة.
الفصل الثالث: حرب 1537ح وما بعدما. وقد ألتى هذا الخصل الضوء على أثر
مزيمة 1577م النفسي على الجماهير الفلسطينية وكيث أدى ذلك إلى انتزاع الثقة
من الفكر القومي الذي نادى به عبد الناصر مما أتام فرصة للتيارات الإسلامية أن
تقدم فكراً بديلأًثم تناول هذا الفصل كيفية الرد على نظرية التوازن التي تبناما
الحركة الإسلامية لتكون منافضساً وموازثاً للمقاومة الفلسطينية.
ثم ألقى هذا الفصل الضوء على كيفية تبوء الشيخ قيادة الحركة الإسلامية بعد
571اح وأسلوب قيادته وكيث تم ربط الضفة بالقطاع ثحت قيادة حركية واحدة.
الفصل الرابع: وقد تحدث هذا الفصل المعنون «الاتجاه للمؤسسات» عن اتجاه
الشيخ أحمد ياسين لإنشاء االؤسسات الإسلامية وجعلها نقاط انطلاق للعمل
الإسلامي الشرعي لذلك يلقي الفصل الأضواء على نشأة كل من الجمعية
ثم تعرض هذا الفصل كذلك لانطلاقة الدعوة من قطاع غزة إلى بقية القرى
واللدن الفلسطينية في الضفة الغربية وداخل الأراضي الفلسطينية المحتلة قبل
عام 68 ام ومن الأمور الهامة التى جاء ذكرها فى هذا الفصل علاقة الحركة
الإسلامية بالجامعة الإسلامية بخزة دور الحركة في المحافظة على إسلامية الجامعة.
الفصل الخامس: وعنوانه «معالم بارزة في حياة الشيخ أحمد ياسين» ويبرذ
هذا الفصل بعض السمات البارزة في شخصية الشيخ أحمد ياسين وفي حياته
مثل الصبر والأناة والفطنة والقدرة و شخصيته كجار ثم يعرض لرحلة الحج التي
قام بها الشيخ عاح 10/14ام.
الفصل السادس: «العمل العسكري في حياة أحمد ياسين» وقد بحث هذا
الفصل الذي يعد من أهم الفصول في إلقاء الضوء على حياة أحمد ياسين
الحالية في بدء نزوع الشيخ للحمل الجهادي في سبيل الله والعوامل التي أثرت
فيه ثم الظروف التي أدت إلى سجن الشيخ في المرتين الأولى والثانية ودور أحمد
ياسين في تنظيم العمل العسكري الجهادي في كلاهما.
حقيقة مامةتتعلق بأمم فترة من فترات تاريخ «شعبنا الجهادي إذ أنها قد
حسمت موضوعاً شكل ولايزال جدلاً كبيراً حول من اتخذ قرار الانتفاضة
الإسلامية "حماس" وعرض لبعض الأعمال العسكرية التي قامت بها حماس
وبعض مقتطفات من لائحة الاتهام التي وجهت للشيخ في سجنه الحالي.
وردوده على بنود الاتهام التي قدمتها النيابة العسكرية ضده ثم اتجه الفصل إلى
ذكر بعض القضايا السياسية الهامة وموقف الشيخ أحمد منها وقد ارتكزت هذه
العلومات على تصريحات الشيخ أحمد ياسين نفسه لأجهزة الإعلام المحلية
والعالمية وفي النهاية يلقي الأضواء على وضع الشيخ حالياً في السجن والمعاناة
فالفضل والمنة لله دائماً وإن صادفت الأخطاء هي ترجع لطبعي البشري الذي
د. عاطف عدوان
بيت حانون - قطاع غزة
ذا /لا/لثتام
ولد الشيخ أحمد ياسين في قرية الجورة الفلسطينية في عام ١135م وكانت
عائلته في ذلك اليوم يسكنون بيارتهم التي تقع على بعد كيلومترين من شمال
القرية وكان الفلاحون يتضون معظم أوقاتهم حين نزول الفاكهة أو الخضار في
في مساء ذلك اليوم عانت الأم اللخاص المؤلة ولكنها كخاملت على نفسها لدرجة
أن أولادها لم يشعروا بوجع أمهم فقد كان عيباً أن تصرخ المرأة وأن تسمع صوتها
للآخرين؛ وقد ساعدها زوجها إذ لم تاج إلى قابلة وفي الصباح أيقظ الوالد ولده
الأكبر الذي أصبح يسمى هيما بعد أبا نسيم وطلب منه أن يذهب إلى القرية
لإحضار بعض الأغراض والحاجيات اللازمة وكان في العادة يذهب الأب ولكن عندما
والده أن أمه قد ولدت وأن الله رزقهم بولد وما كان من عادة الصغار الاستعجال
على الأمور قد بادر الابن إلى السؤال ما إسمه يا والدي؟ فقال له: إن أمك تود أن
تسميه أحمد؛ وأسباب التسمية أن الأم كانت قد رأت رؤيا في منهامها أن الله
اسما آخر وذلك لخلاف شخصى بينه وبين رجل آخر تصادف أن إسمه أحمد.
كان والد الشيخ أحمد رجلا محترماً له شأن ليس في عائلته فحسب ولكن في
القرية بشكل عام إذ كان يرقى إلى منصب أكبر من المختار يسمى «أعظوي» وهذه
التسمية نابعة اختيار الرجل ليكون مندوباً عن القرية في التجمعات أو القتوى
السياسية أو الاجتماعية الهامة وكان من الرجال الميسورين إذ زاد ما يملكه في
في مناطق متناثرة أكثر من 1 دوغ ا وكانت هذه الساحات مزروعة بيارات
برتقال وكروم وعنب وقد توزعت هذه الأراضي في عسقلان وني بثر أبو جرموع
وفي منطقة صور»
تقريب اًوكنا نبيع البرتقال في المجدل إذ كان والدي يرسلني لبيع البرتقال وكنا نبيع