#«ا ا سفاك الدماء ومادم الحضارات © ©
فلا هادى له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ند له. خلق الخلق
وقدر الأرزاق فلم ينس احداً؛ سبحانه وتعالى عما يشركون. له الملك وله الحمد
الله وصيره ذكرى وأحاديث وأماثل وعبرة لمن أراد الاعتبار.
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه خير الرسل
وخاتمهم بلغ الرسالة وادى الأمانة فكان خير من بلغ عن الله عز وجل فختم
الله به الأنبياء والمرسلين فلا نبى ولا رسول بعده صلوات ربى وسلامه عليه
فقد تحدثنا فى إصدارات سابقة عن سيرة ملوك المفول الأوائل وعن سيرة
مؤسس إمبراطوريتهم الأخيرة جنكيزخان ثم حفيده هولاكو, وما الحقوه بالعالم
كله من دمار وخاصة العالم الإسلامى, ثم دخولهم فى الإسلام؛ وبالرغم من
إسلام معظمهم إلا أنهم لم ينسوا سابق عهدهم من تدمير الأمم والحضارات
وسيرهم على نهج جدهم الأكبر «جنكيزخان» فقد سرت الجينات الوراثية فى
عروقهم ودمائهم فظلوا على سابق عهدهم من شوك الدمار وقتل ألشعوب وها
يتضح جليّاً فى سيرة أحد ملوكهم الذى جاء بعد دخولهم الإسلام «تيمورلنك»
حفيد هولاكو وجنكيزخان الذى دمر حضارات وسفك دماء الشعوب أكثر من
وقد يمادله سفاح القرن الواحد والعشرين بوش الابن الرئيس الأمريكى

«« تيمور نك امبراطوز على صهوة جواد هه
الراحل عن البيت الأبيض إلى غير رجعة بعد سفك دم أكثر من مليونى عراقى
مسلم فى غضون سنوات قليلة فى فترة حكمه كما فعل هولاكو التترى وحفيده
تيمورلنك. فكان بوش الابن مثلهم يحمل جينات السفك والهدم؛ يقتل ويهدم من
الصحفى العراقى على أرض العراق فى آخر زيارة له للعراق فى أيامه الأخيرة
بعد انتهاء ولايته الأخيرة فى يناير عام 7004 م
هكذا يكون الطفاة سفاكو الدماء كالحيوانات المفترسة التى تحيا على لحوم
ودماء الضحايا وهكذا سيظلون حتى يرث الله الأرض ومن عليها .
وفى هذا الإصدار نستعرض سيرة هذا الطاغية حفيد هولاكو وجنكيزخان
كما يدعى والذى يعده البعض بطلاً قوميا ويدعون أن له حسنات تذكر رغم
سفكه لدماء المسلمين وهدمه لحضارات كانت موجودة على الخريطة السياسية
للأرض كى يقيم إمبراطورية على منوال اجداده المفول التقرء
وبالفعل استطاع ذلك لفترة قصيرة من الزمن حيث انتهت إمبراطوريته بعد
فكثير من الطفاة يولدون من رحم التمرد؛ وتيمورلنك من هذا الصنف كما كان
فقد بدأ تيمورلنك مشواره لتحقيق أهدافه وتكوين إمبراطورية بالثورة ضد
«تغلق خان» ثم صراع مع الأمير حسين ثم استيلاؤه على الملك وحروبه وحملاته
ضد الدول المجاورة كما فعل جنكيزخان تماماً .
وانتهت حملاته وحروبه من تدمير دول وحضارات فاستولى على بلاد فارس
إنها حياة حافلة بالغزو والقتل والاحتلال حياة استمرت حوالى سبعين عاماً
على صهوات الجياد وفى الخيام والقصور, حياة غير هادثة لكنها فى نظر

« # ساك الدماء وهادم الحشارات ©
لكنها فى النهاية حياة لشخصية أثرت فى حياة الشعوب حينهًا وفى زمانها
تستحق الدراسة والتأمل وليس الاستعراض القصصى فقط.
الله عز وجل حين ذكر فى قرءانه الكريم بعضاً من قصص الطفاة مثل
فرعون والنمرود وغير ذلك من القصص قال سبحانه: ا في قصصهم
عِرَةٌلأولي الأتاب>.
نسأل الله عز وجل أن يوفقنا لاستخراج العبرة من سيرة هذا الطاغية
الذى يعده البعض وهم قلة بطلاً لعلنا نستفيد من سيرته؛ فما أكثر الطفاة فى
عصرنا الحالى.
إن سر الطفاة ووجودهم يكمن فى ضعف واستسلام الشعوب لهم فلا يوجد
فرعون ولا نمرود ولا طاغية إلا فى ظل شعب مقهور ضعيف يستسلم له
رحلوا غير مأسوف عليهم تشيعهم اللعنات من شعوب الأرض فى قبورهم.
ما أكثر الطفاة والجبارين وما أكثر الشعوب المستكينة الضعيفة التى
نسأل الله التوفيق والسداد وأن يتقبل منا عملنا هذا وسائر أعمالنا الصالحة
خالصة له وأن تكون ميزان حسناتنا يوم القيامة إنه ولى ذلك والقادر عليه.
وصلٌ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.
متصور عبد الحكيم
سف .ممطمر © 2455 -- «متصفا

«ا« ساك الدماء وهادم الحضارات ه ©
الطغيان والطغاة
-وصف شخصية الطاغية من منظور علم
- الشعوب الضميضة والمنافقل هم صتاعلة (لحاكم
‎٠‏ المستبد الطاغية.
المبجلزية والدى وف مخطية الحا

«ا# ساك الدماء وهادم الحشارات # ©
شخصية الطاغية من متظور
علم النضضس
التاريخ بالظلم والعدوان والدم والعار, منهم على سبيل المثال: فرعون الذى اضل
مرارات الحكم الدكتاتورى المستبد ودفع به إلى أتون حروب مدمرة ثم تركه فى
النهاية بعد أن ورطه فى احتلال أمريكى؛ ومعهم بوش الابن الذى فاق من
تقدمه من رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية فى إذلال الشعوب وفى الزمن
والاجتماع من تصنيفهم تحت بند «الشخصية البارانوية الملوثة بسمات
وإذا عدنا إلى النشأة الأولى للشخص «البارانوى» نجد أنه قد عاش فى
الغالب طفولة مضطربة تتسم بصعوبة إقامة علاقة ثقة دافئة مع أحد الأبوين
وفى أحيان أخرى تكون الأم عنيفة ومسيطرة والوالد ضعيفاً ومستسلماً
وفى هذا الجو الأسرى المضطرب الخالى من الحب والثقة يتعلم الطفل أنه لا
أمان ولا ثقة ولا حب؛ وأن العالم المحيط به يتسم بالعدوانية والقسوة ولا مكان

©« تيموز لنك. امبراطور على صهوة جواد « ع
الحقيقة المطلقة؛ وهذا الشخص حين يكبر يكون بالغ الحساسية لأية كلمة او
كثيرة تدور كلها حول رغبة الآخرين
إشارة تصدر من الآخرين ويعطيها تفسيرات
فهو لا يعرف النوايا الحسنة. بل إن كل شىء بالنسبة له يحمل نوايا
عدوانية شريرة من الآخرين وهو يحتقر المواطف العليا مثل الحب والتسامع
والرحمة والتعاطف ويعتبرها نوعاً من الضعف فى الشخصية. وتصبح القيم
السائدة عنده: القوة والتفوق والتملك والانفراد بكل شىء؛ ويصبح الصراع عنده
وبناءً على هذه النظرة للعالم نجد أن الشخص البارانوى يسخر كل إمكاناته
ويستفل إمكانات من حوله فى سبيل الوصول إلى مركز يمكنه من السيطرة
وهو يبالغ كثيراً فى تقدير ذاته وقدراته ولديه شعور بالعظمة والأهمية
والتفرد؛ وفى المقابل يحط كثيراً من قيمة الآخرين ويسفههم ويميل إلى لومهم
والصاق الدوافع الشريرة بهم.
وفى بداية مشوار هذا الشخص البارانوى يكتشف أن صفاته السابق ذكرها
ما يريد. فيتعلم الكذب والخداع والتظاهر بالمودة والاحترام والصداقة. وريما
يتوشح ببعض القيم ‎١|‏ 3 والأخلاقية ذات القيمة الاجتماعية والإنسانية
العالية بغفرض خداع الناس. أو يبدو فى صورة الضحية المظلوم.

سفاك الدماء وهادم الحضارات # #
‎١‏ - العجز عن الولاء الدائم للأشخاص أو المجموعات أو القيم الاجتماعية
أو الدينية إلا بقدر ما تحقق له من مصالح ذاتية مرحلية؛ ثم سرعان ما ينبذ
هذا الولاء أو يدوسه بقدميه.
‏المبالغة فى الأنانية فيسخر كل شىء لتضخيم ذاته.
‏؟ ‏ التبلد فى الشعور مما يمنحه قسوة حتى على أقرب الأقربين له
‎١‏ - القدرة على تقديم تبريرات ظاهرة الوجاهة والإقناع لما يقدم عليه من
والخديمة) فعندئذ يندفع هو ومن وراءه نحو حلم القوة والسيطرة والتميز
ليقود العالم.
التماثيل والصور ويضعونها فى الميادين العامة وفى كل مكان+
‏وهو فى سبيل استمراره فى طفيانه يعنى من حوله ويمدهم بالمستقبل
الباهر والجنة على الأرض ويبالغ فى تصوير قدراته وانتصاراته فتصدقه
الجماهير ويعيشون جميماً فى سكرة الوهم حتى يفيقوا فى لحظة ما لابد آتية
‏واستقراء التاريخ الإنسانى يضع أيدينا على حقيقة لم تتخلف وهى: أن
التاريخ كله لم تخل آية مرحلة من مراحله عن طفاة يختلفون فى الشكل
والصورة والوسائل. ولكن الجوهر: والملامح الأساسية - نفسيا وسلوكيا - واحدة

#« تيمور لنك. امبراطور على صهوة جواد « ©
لا تتبدل. ولا تتغير ولعل «فرعون» هو الصورة النموذجية «للطاغية» على مدار
كفرعون موسى. لأن الشعوب المستضعفة المنافقة هى صانعة الفراعين والطفاة.
واسهب القرءان الكريم فى تحديد شخصية فرعون فزيادة على ادعائه
ومن مكانه الفوقى وبرجه العالى وكما يحدث فى كل عصر قال فرعون

#ا ا سفاك الدماء وهادم الحضازات # «
وحينما يظهر للسحرة وجه الحق يعلنون إيمانهم بموسى ورب موسى:
هذا هو منطق الفرعون الطاغية, فكلمة فرعون تعنى الملك ولكن فرعون
موسى جعلها رمزاً للطفاة.
وفرعون كان يقف على رأس النظام الذى يتحكم فى كل أبوره أما هامان
فى كتابه «المفردات فى غريب القرآن» عرف الراغب الأصفهانى «الطغيان»
والطاغوت. هو كل متعد وكل معبود من دون الله. ويستعمل فى الواحد
والجمع وناقشت هذه الدراسات النفسية الأسباب والعوامل التى تجعل من
الإنسان طاغية؛ ووصلوا إلى أنه من الصعب - بل من المستحيل - تعليل ظاهرة
«الطفيان» بعامل واحد؛ أو علة واحدة؛ إنما ترجع إلى عدد من العوامل
المتشابكة؛ المعقدة.؛ ولكنها تتفاوت فى التأثير والتوجيه.
منها طريقة التربية والطفولة القاسية المطحونة بظلم الأهل والأبوين؛
فينشا مسكيناً بالتطلع إلى الانتقام الذى تفذيه عقدة الشمور بالاضطهاد.
فإذا ما جاءته فرصة الحكم؛ تحكم وظلم؛ وقصف أعناق العبادء ووجد فى