«رودبك » من أشهرٍ علماء زمانه ؛ وله من الفضلٍ العظيم على
العلم ما لايمكن تجامله أو إنكاة ٠
له ميوله الابتكارية ومواهبة الصناعيةٌ + فكان وآلد ١ نوبل »
با للابتكار والاختراع » ولكنه لم ينل من الشهرةٍ والمجد إلا
قل القليلٍ + فلم تكن له نفل قدراتٍ ومواهب وعبقرية
لكن مما لاشك فيه أن « ألفريد نوبل » قد تأثر تأثرًا عظيمًا
بشخصية والدهٍ وجده + وأنه قد ورث عنهما الذكاءً والفطنة
والعبقرية والميول الابتكارية ؛ وحبٌ الاختراع ؛ وليس من
العجيب - بعد ذلك - أن تظهر كل هذه المواهب والصفات
على شخصية ١ نوبل » وهو لم يزْلْ فى مرحلة دراسته الابتداثية
فى « بطرسبرج» أو حتى فى السويدٍ قبل التحاقه بالمدرسة ©
فقد شهد له الجميعُ بالفطنةٍ والذكاء والعبقريةٍ والنبوغ المبكر +
كان من الأطفال الذين يمتازون بِالنَّشاطِ والقوة الفكرية
وليس من شك فى أن الأساتذة الذين تلقى تلقى ١ نويل » العلم
على أيديهم فى السنوات الباكرة من حياته » كان لهم أعظمٌ
فيها © وواصل ١ نوبل » تقدمَهُ ونجاحة فلم يتجاوز السادسة
عشرة من عمره إلا وهو من أنجح وأشهر علماءٍ الكيمياء !
وعندئذٍ بدأ « نوبلي » يفكر فى السسفر إلى مختلف دول العالم +
والاطلاع على كل جديدٍ مُبتكَرٍ في هذا العلم .
وكان « نويل » قد بلغ السابعة عشرة من عمره عندما بدأ
أولى رحلاته » فسافر إلى باريس عام 1850م » وظل بها قرابة
العام » ثم رحل إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث التقى
بالعآلم الشهير ١ جون أريكسون » وعم معه لفترة من الوقت +
وكانت فرنسا وأمريكا فى هذا الحين من أعظم الدول من
حيث المكانة العلمية » وفيهما كان العلماء يلتقون ويتبادلون
البحثٌ والدراسة وتنفيذ المشاريع والاختراعات العلمية ؛ ومن
خلال الفترة التى قضاها « نويل » فى فرنسا وأمريكا .
أدرك أنه قد أصبخ مُتكُمنَا كلّ التمكن من علم الكيمياء +
وزار أحدث المصانع والمعاملي » والتقى بأعظم العلماء
مصنع المتفجرات
مفاجأةٌ من أعظم المفاجآت ؛ والواقع أن هذه المفاجأة كان لها
إنها كانت أهمٌ نقطة تحول فى حياته على الإطلاق . فقد تمكن
والدهُ من إنشاء مصتع للمتفجرات وصناعة الطوربيدات
له معملة الكيميائئ الخاص ؛ لكن ها هى ذى الأقدار تمنحه
ِعِذَّةِ معامل ضخمة بها الكثير من الأدواتٍ والأجهزة العلمية
التى لم يجلم ١ نوبل » من قبل إمكان امتلاكها :
وقبل ذلك » كان « نوبل » قد قرر دراسة الكيمياء عمومًا ؛
لكنه عندما عاد إلى « بطرسبرج » » وبعد أول زيارة إلى مصنع
لهذا إلسبب قلنا ٠ إن إنشاء وال # نويل المسم ل جه
الخاصّة على الموادٍ المتفجرة عمومًا » .ومادة ١ النيتروجلسرين »
الشديدة الانفجار خصوضًا . ب
حماس وذونما انقطاع + وكأنه فى سباق مع الرّمن » وكان
يريد أن يحققّ حُلمّه الوحيد العظيمٌ الذى سافر من أجل إلى
فرنسا وأمريكا » وهو أن يصبح من أهمٌ وأشهر وأعظم علماء
الكيمياءٍ فى القرن العشرين » ولكى يحقق هذا الهدفٌ العظيم
كان عليه أن يبذل أقضى جهدهٍ لكى يصلّ إلى أعظم
تجارب نوبل
والده على مادةٍ ١ النيتروجلسرين» » وهى من أخطر المواد
الكيميائية ؛ وأشذّها من حيث قوة الانفجار © وكانت هذه
المادةٌ الخطيرةٌ من أكثر الموادٍ التى يتم استخدائها فى مصنع
يعملون فى المصنع يعرفون خطورتها ؛ كما يعرفون أنها ليست
وحدها ! إذا وضعت فى آنية محكمة الغلتي بفعل الضغط !
ومع ذلك لم يتردد « نوبل » لحظةٌ واحدةٌ فى إجراء تجاربه
الانفجار » ولم يكن أحدٌ قد توصل من قبل إلى ابتكار وسيلةٍ
نوبل » تجاربه وأبحائه لعله يصل إلى تحقيق هذا الهدف ؛
١نوبل» يلم أيضًا أن الاستخدام غير الآمن لادة
النيتروجلسرين قد تسبب فى صل وإزهاق أرواح عدد كبير
من النامن الذين اضطرتهم أعمالهم إلى استخدام هذه المادة »
فكان ذلك من أعظم الأسباب التى جعلته يعتقد أن التوضَّلٌ
إلى طريقةٍ لجعل هذه المادة آمنةٌ الاستخدام سكون مل أجل
وأعظم الخدمات التى يمكنه أن يقدمها للبشرية .
لذلك قام ١ نوبل » بإلغاء أو تأجيل كافةٍ مشاريعه وأبحاثه
النيتروجلسرين وحده .
وى عام 9م وقع مالم يكن «نوبل » يتوقع حدوله ١
فقد أفلس والده واضطر إلى وقف نشاط مصنع المتفجرات بعد
أن عانى الكثيرٌ من المشاكل والصعوبات الفنية خاصة أن
صناعة المتفجراتٍ فى السويد قد بدأت تعانى من مشاكل
الكسادٍ وكان هذا الحادثُ هو أولى العقباتٍ والعراقيل التى
وحزن «نوبل» حزنًا شديدًا بسبب إغلاق مصنع
المتفجرات + لكنه مع ذلك لم يستسلم لليأس + وسرعان ما
جهد هذا المصنع على إنتاج مادة النيتروجلسرين حتى يتمكنّ
من مواصلة تجاربه عليها .
لكن أبى القدر إلا أن يتابع ضرباته القاسية فى العام نفسه
ففى هذا العام تلقى « نوبل » أعظم ضرباتٍ القدر » وكانت
الانفجار المروعٌ إلى وفاة خمسةٍ من العاملين ؛ وعلى رأسهم
أخوه الأصغرٌ « أميل » فكان انفجارُ المصنع ومقتل «أميل » من
أقسى الضرباتٍ + وأعظم الصدمات التى تلقاها ١ نويل » فى
الآلام + لكنّ عبقريته أبت أن تستسلم مرةٌ أخرى +ورغم
الحزنٍ والألم ؛ قرر ١ نوبل » ألا يتراجع عن مواصلةٍ تجاربه
الخصوص !!
لقد تذكر ١ نوبل » بمقتل « أميل » عشرات الأرواح البريئة
التى راحت ضحية لهذه المادة المتفجّرة غير الآمنة » فزاده ذلك
استخدام النيتروجلسرين السائل آمنًا .
عبقرية الإصرار
كان ١ نوبل » يقضى معظم الوقتٍ فى معمله الصغير +
تذكر « أميل » وعشرات القتلى الذين أزهقت أرواحهم مادةٌ
التيتروجلسرين الفتاكة .
كان التحدى هو الرُوح الكامنة فى عبقرية ١ نوبل » وهو
الشعلة التى تضىء الليل وتلهب حماس العبقرية + فتعمل
وتعمل دون أن تعبا بالتعب أو الملل + بل إن العمل فى
الكيمياء كان بالنسبة لتوبل هو الشىء الوحيدّ الذى يدفعٌ عنه
ذهن ١ نوبل» سوى الرغبة العارمة فى السيطرة على مادة 88 +
النيتروجلسرين » تلك المادةٌ التى لم يفلح أحدٌ قبلهُ فى السيطرة [ د
عليها أو التحكم فيها .
وحدها » من تلقاء ذاتها ؛ إذا تعرضت لأقل ضغط داخل
الآنية التى تحتوبها ١ وكان ١ نوبل » لا يفكر فى شىء سوى فى
الطريقة التى يمكته أن يحول بها هذه المادة الشديدة الانفجار إلى .
مادةٍ آمنةٍ » وقد تفتق ذهنُ 3 نوبل » عن فكرةٍ كان يعتقد - عن
نجح فى ذلك فإن النيتروجلسرين لن يتأثر بالضغط 6 ولن
وعلى هذا الأساس راح ١ نوبل » يجرب العديدّ من الموادٍ
الجافةٍ التى تصلح لامتصاص مادةٍ النيتروجلسرين + وقد
أجرى العديد من التجارب على عشرات الموادٍ ؛ وفى كل مرةٍ
يستسلمون لزوح الفشل والهزيمة بأى حالٍ من الأحوالٍ . 9
انتصار العبقرية
واصل «نوبل» تجاربه فى معمله الصغير بروح يحدوها
الأمل فى تحقيق الهدفٍ + وكان كلما واجهتة المشاكل ١ أو
ا » يبدأ من جديدٍ » فيبحث عن أسباب
الفشل ُ ولالقلى جذوز المشكلة َ ثم يبدأ فى مواصلة البحث
حول إمكان تعرض حياته للخطرٍ من جراءٍ التجارب التى
6 هى طريقة اختراع « الديناميت » ! وفى نفس السنة التى
اخترع ١ نوبل » فيها الديناميت » راح يجرى الكثير من التجارب
لاختباره والتأكدٍ من درجة الأمان فى استخدامه .
وفى نفنن, العام حصل « نويل » على براءة اختراع
الديناميت » وهى البراءة التى تعنى نجاحَ الاختراع
والاعتراف ضمنًا بعبقرية صاحبهِ ومكانتهِ العلمية وفضلة
على العلم + وكان من الممكن أن يتوقف ١ نوبل » عند هذا
الحذ » بعد أن حققّ حُلمّه الكبيرٌ » وأصبح فى مقدمة قائمة
© توبل » لم يكن من النوع الذى يقف عند هذا الحد .
"0 من التوصل إلى إنجاز الكثير من المنجزاتٍ العلمية