جانب ذلك يعمل حدادًا لحداوى الخيلٍ 6 وقد حرص
ُ « أجد البيطار » على تنشئة ابنه الصغير وفقً لتعاليم الدين
الإسلامى © وقد شب «عبد الله » بالفعلٍ عارفًا بأركان
الدين عام بأسرار حرفة البيطرة ؛ فلم تكن هناك كبيرةً
بها » وكان ذلك عندما بلغ من العمر عشرّ سنواتٍ . -
ويبدو أنه لم يكن يفكرُ فى أنه سينشاً ليحترف مهنة
ٍِ الحداوى يستهويه ؛ ولذلك كان « عبد الله » يترك البيت
كثيرًا ٠» وينطلق إلى الغابة ليقضى معظم الوقتٍ متجولاً
بين الأشجار والنباتات والأزهار أو متائلاً على
شاطئ البحر أو النهر » أو باحنًا عن الكائناتٍ الغريبة فى
سفوح جبلٍ الفتج .
تأمُلٍ الطبيعة عمومًا ؛ وكثيرًا ما كان يعمد إلى رسم
الأشجار والأزهار والنبانات » وقذ راح بعدما لمسّ حب
مهنة البيطرة لكنّه فشل ١ كان الفتى «عبد الله » دائمًا
ويشويها عل نار يوقدها بنفسه » ثم يتناول طعامّه ويستغرقٌ
ما أبدى « أحمد البيطار » قلقَهُ على ابنه ؛ بسبب نفوره من
تقلق . . إن ولدّنا لم يُخلق ليمارسٌ البيطرة » أظلُه يميل
عندئذٍ ل يملك الأب إلا أن يبتسم ويقول : أتمنى أن
يصبح ولدى أفضلٌ منى »لكم أتمنى أن أراه من أعظم
العلماءٍ فى الصيدلة ؛ ولذلك فقد قررتُ أن أتكلم مع
صديقى . . ٠ ابن الروميّة » . . العالم المشهور فى النباتات
العطارٌ من أعظم أهل الزمانٍ فى علْم النباتٍ » وتركيب
الأدوية . . ولو صار ابنى « عبد الله » على درب هذا العالم
وأخذ عنه العلْمٌ لأصبح هو أيضًا من أعظم علماءٍ النباتٍ
العرب :
لقد سمع ١ عبد الله » والده ذاتَ مرة يتحدث عن العالم
ب وعادة الثنات والصبيئلة وتركيب الأدوية © فغلبه
يا أبى فقال ١ أحمد البيطار : نعم سيأتى . . إنه يقيم
العقاقيرٌ والأدوية والتى استخدمها فى علاج الحيواناتٍ .
منذ تلك اللحظة عاش « عبد الله » يحلم بلقاء
« ابن الرومية » » وذات يوم عاد « عبدُ الله » إلى البيت
وفوجئ بوالدته تخبره بأن والدّه فى إحدى غرف الدار مع
العالم الشهير « ابن الرومّة» + وأن والده يتحدث مع
صديقّه العالم فى شأنٍ تعليمه » فطار قلبٌ « عبد الله » من
ومقنت لظاتٌ كان فيها «عبد الل ؛ بعدها يَعَرض +
رسوماته النباتيةً على « ابن الروميّة » الذى راح يطالعُها أ
بسرور » وارتسمت عل محيّاه ابتسامة أدرك « أَحدٌ البيطاز »
بحرفة البيطرة » لكن الآن أقول لك : إن ابتك أكثرٌ ذكاءً
بماذكرت ل . . إننى أتنبأ له بمستقبل عظيم . . لكنه لن
يكون مثلّكَ + ولن يحترفٌ البيطرة ؛ بل سيصبح هذا
وضحك ١ ابن الرومئة » وهو يقول : حقّايا ١ عبد الله »
لكن أرنى بعض رسوم النباتاتٍ مزةً أخرى .
وأسرع « عبد الله » ليعرض على العالم « ابن الرومئة »
بحصلون على الصبغياتٍ من بعض أنواع النباتات
لايعرفون كيف يثتونها بعد مزجها بالأحبار ؛ لكى
وتركيبها © ٠ يساعذك معلم ؛ ول تأخذ عن خبير ؛ فإن
وما تتمتع به من الذَّكاءٍ والموهبةٍ -
قال : كلا .
الوقت هنا .. فى أحضان الطبيعة » لكى تتعرف
النباتات » ولسوف يجعلك ذلك تتوصل إل الكثير من
المعارف بمجهويك. الذاتئ وبطريقتك الشخصية .
إننى أقصد من ذلك أن أتيحَ لك المزيد من الوقتٍ لتنمية
أتيحَ لك الفرصة؛ فإن مكانتك سوف تتحجر ١
وبعدها تأتى لزيارتى والعيشس معى .
أ فى رسم كل محتويات المعمل : فلم يكن ١ ابن البيطار »
عن النباتاتٍ وأدواتٍ المعمل » لكى أتمكن فيما بعد من
إنشاء معل الخاص...
عندئذٍ قال ذ ابن الروميّة » : إذن . . فأنت لا تنوى
فقال «١ ابن البيطار» : إذا رحلتُ فسيكونُ رحيل فى
هذه المرحلة ؛ وأن أبحث عمّن هو أعلمُ منا ؛ لكى أتلقى
طلبه فى مختلف البلادٍ .
والتزود بالمزيد من العم والمعرفةٍ -
نزل ١ ابن البيطار » على رغبةٍ والده وتزوّج ابنة خالته »
كان كل ما يفكر فيه « ابن البيطار » هو أن يدفع والدهُ
إلى الموافقة على الهجرة إلى المغرب + فوالده يحترفٌ
يذهب إلى المغرب خاصةٌ لأن أستاذَهُ ١ ابن الروميّة » قد
أخبره أن ما لا يعرفه من علوم النباتٍ سوف بجده عند
وهكذا تزوّج « ابن البيطار » ابن خالته ١ خضراء » 6
« ابن الروميّة » وأخذ من أستاذه رسالة توصيةٍ إلى عالم
ليستقل إحدى السفن الذاهبةٍ إلى مدينة ١ سبتة » ١ وكانت
ليمهدٌ الأمور » فإذا تمكن من الحصول على دكانٍ لوالده
وبالفعلٍ وصل « ابن البيطار » إلى بيت أستاذه الجديدٍ
« أبو الحجاج » ؛ وقد رحب به الأستاذ كثيرًا ؛ وقال له
بعد أن جلس إليه وعرفٌ ما عنده من معارف علوم
« إن ما عندك لا يقل عما هو عندى يا « ابن البيطار »