عن المعادن والأحجار وخواصّها وصفاتها ؛ وكان ١ جابر يستمعٌ
أقرانه » وتنبًاً له بأنه سيكون فى المستقبل من نوابغ العلماءٍ +
ولذلك حرص «حبان» على تعليم ابنه كل ما يتصل بعلم
العطارةٍ والنباتات والأعشاب والدواءٍ وصناعته » وعرج به على
صناعة الكيمياء ؛ وعلّمه كلّ معارف الفلاسفة القدماءٍ ؛ فأصيح
ولقد كان الفلاسفة قبل ذلك يحلمون بتحويل المعادن الخسيسة
الكيمياء ؛ ولكن ١ حيان » حذر ابنه من الاعتقاد فى هذا الوهم +
البداية ليكون فى زُمرة العلماءٍ .
بك معان 1 بعل حرا إذا لم يلبث أن اسْتُشْهِد فى
الدراسة والقراءة » ودراسة علوم الطبيعيات والرياضياتٍ ٠
وفى العام الثانى والثلاثين بعد المائة الأولى للهجرة 132ه +
كان « جاب » قد بلع من العمر ثلائين سنةٌ » وكانتٍ الحربٌ قد
شمس الدولةٍ العباسية » وتولى الحكمّ الخليفةً العباسئ الأول
١ أبو العباس » وانتقلت عاصمة الخلافة من دمشق إلى الأنبارٍ
بالكوفة فى العراق ٠ حيث يعيش « جابر بن حيان » على مقربةٍ من
العامة فى طوس
لكن لم يبت « جابر » بعد قليل أن فكّر فى الانتقالٍ بأهلهٍ إلى
وبعد سنوات قليلة فى الكوفة ؛ كان الخليفةٌ العباسئ الأول
« أبو العباس » قد مات وتولى الحكمّ بعده « أبو جعفر المنصور» ©
وفى هذه الفترة التقى ١ جابر بن حيان » بالإمام الفقيه ١ جعفر
دراي عظيّمةٍ بعلم الكيمياء والحفر ؛ وعن طريق الإمام ١ جعفر
« القراطيس » وهو من كتب الكيمياء اليونانية التى ترجها « خالد
ابن يزيد الأموى » بمعرفة « مريانوس » الراهب +
أن سير ّ.,
الصادق » من أعظم الأحداثِ فى حياة « جابر » » وقد غَبَرَ الإمام
3 جعفر الصادق » عن سعادته بما وجد عليه « جابر » من العلم »
) ويعرف اللغة : نحوًا + وصرفًا ؛ وفقة لغةٍ» ويحفظ القرآن »
وقد طلب ١ جابر » من الإمام ١جعفر الصادق » أن يعلمه
بعض أسرار الدين وعلومه وخصوصًا علم الحفر ء لكن الإمام
1 «جعفر » أخبره بأن الجفر ليس علمًا من العلوم » وأنه لا يصح
أن يصبح موضوعًا لعلم هن العلوم المشرية
وقد أخذ «جابر بن حيان» عن الإمام « جعفر الصادق »
والرقى والتعاويذ والسحر والشعوذة + وقد أخبره الإمام بعد
ذلك أن كلّ ما ذكره له من معارف ليس نباية المعرفة © وأن
معرفته محدودة » ولذلك على « جابر » أن يواصل طلبّ العلم
بنفسه وألا يتوقف عند هذا الح من التعليم ٠
تربط بين الكيمياء والسحر » ولم يستطغ فى النهاية أن يقتنع
والصينيين والمصريينئ بشكل أكثر تفصيلا © وأن يبحث بنفسه
عن هذه المعارفٍ أيضًا عند أصحاب الحرفٍ والصنائع الذين
يستخدمون الكيمياء فى أعمالهم وصناعاتهم المختلفةٍ .
العالم الشاب
أراد « جابر بن حيان» بعد ذلك أن يضمن لنفيه ولأهله
لمهنة وثيقةُ الصلة بعلم الكيمياء ؛ وقد كان أهل الصنعة الذين
يشتغلون بعلوم الكيمياء قديمًا يشتغلون كذلك بالعطارة +
وهكذا كان ١ جابر » يقضى يومَّه نهارًا فى حانوت العطارة
كتبه وأوراقه ليقرأ ويدوّن ما شاء من علوم الكيمياء والطبيعيات
بصحته ؛ وأنه يرهق نفسّه فى العمل نهارًا وفى طلب العلم ليلا +
«جابر بن حيان» من أهل الكوفة +
وبعد أن اطمأن على حياته وعمله » قرر أن يتفرع للعلم وأن
بدأ فى إعدادٍ وتجهيز هذه الغرفةٍ بكافة أدوات وأجهزة الكيمياء »
عليها كافة الأدوات والأجهزة الكيميائية التى كانت معروفة فى
كان « ابر »يعمل بالنهارٍ + ويتفرع ف المساء للدراسة والتجارب +
وكان همه الأول هو التحقق عمليا من كافة المعارفٍ الكيمبائية
التى حضّلها أثناء طلب العلم + وقد دفعته عه العارمةٌ إلى
«التجريب » - فيما بعد - إلى اكتشاف العديدٍ من الأحماض التى
ويستخدمونه فى التجارب الكيميائية الخاصةٍ بتحويل المعادن
وتمكن بها من معرفةٍ الوزن النوعئ للموادٍ والأشياءٍ السائلةٍ
حيان » هو أول من وضع أسَاسٌ « علم السموم» .
الضة » وعنصر البوتاس ؛ وملح النشادر » وأوكسيد الزرنيخ +
وكربونات الرصاص + وعنصز الأنتيمون » والصوديوم ©
ليس هناك ما يدل على عبقرية المنهج الذى البعه وابتكرَهُ
اللاتينيةٍ فى القرن الثالث عشر الميلادى ؛ كان لهما أعظم الأثرنى
رسم المنهج التجرييئ فى أوروبا فى العصور الوسطى وفى السيزٍ
على هذاه .
- فيما بعد - أمثال : 3 روجر بيكون » » و ١ روبرت الشسترى » +
إٍ و« فرانسيس بيكون » » 7 نيوتن 6 ؛ و« جاليليو » و١ لافوازييه» +
«جابر بن حيان» هو أول من جعل الكيمياء علمًا حقيقيًا ١
وأزاح عنها ستارٌ الكهانة والسريةٍ؛ وفض من حولها ظروفت
التحايل والاحتكار » كما كانت من قبل أو كما يقول « هوليارد» :
١ كانث موضوعًا للشعوذة والجدلٍ لا البحث العلمئ »!
وستجد أن المنهج العلمئ «لجابر بن حيان » يتلخصُ فى :
المحسوس ؛ ثم مواصلة البحث والتطبيق والدقة فى التجربة »
إلى أن يصل الباحث إلى قانون عام » ثم امتحان هذا التعميم الذى
يمكنْ أن يخالفه أيضًا إن وجد ؛ إذ أن صورة القانون العلمى
وقد تحدث ١ جابر » كثيرًا عن الأمانة العلمية ٠ وعن صدقٍ
؛ وإنما افتخرت بجودة التدابير فعليك بالرفق
والثأنى وترك العجلة ».: :
وقد كان «جابر بن حيان» أول من أرسى قواعدٌ المنهج
العرب الثانى : « أبو بكر محمد ابن زكريا الرازى » (932م) ©
واتبع هو الآخر طريق « جابر بن حيان » فى البحثٍ والتجريب .
منهج عبقرى الكيمياء
من الرُواد العظماء الذين ساهموا فى تطوير علم الكيمياء خصوصًا 6
والعلوم التجريبية عمومًا ؛ وقد ارتبط اسَمْ « جابر بن حيان»
الكيميائية ؛ فهو لم يكتف بمعارفٍ القدماء الكيميائية ؛ بل راح
المركبات الكيميائية التى ارتبط اسمُه فى تاريخ العلم باكتشافها
يقول الدكتور ١ مدحت إسلام» فى كتابه « الكيمياء عند
العرب » أنه يتبين لنا من دراسةٍ تاريخ العلم الحديث أن الأخذّ
بمبدأ التجربة والمشاهدة أو ما سمى بعذ ذلك باسم «المنهج
العلمى» قد نشأ وتطور فى العصور الوسطى على يد
الفلاسفة والعلماءٍ التجريبيين أمثال : ١ روجر بيكون » و« روبرت
الشسترى » و ١ فرانسيس بيكون وغيرهم .
يتبين على الفور دوْرَ العلماء العرب الواضح فى الإعداد للنهضة
١ العلمية الحديثة » بل يبدو له بجلاءٍ أنهم وضعوا أسسٌ المنهج
وقد توافرت لبعض العلماء العرب أمثال «جابر بن حيان»
و« أبو بكر الرازى » الشروط الضرورية اللازمٌ توافرزها للبحث
دقتهم الفائقة فى إجراء التجارب » والقدرة على الابتكار بجانب قوة
ملاحظتهم وصحة استنتاجاتهم .
وبالاطلاع على مؤلفاتٍ ١ جابر بن حيان » فى الكيمياء مثل :
النقاط التالية :
- على صاحب التجربة العلمية أن يعرف عل قيامه بالتجربة
- على صاحب التجربة العلمية أن يفهم الإرشاداتٍ جيدًا .