« باستور » ظن أساتذته ؛ لكنه تكن على خلاف « إديسون من إنباء
دراسته الابتدائية ؛ على الرغم من قسوة الحياةٍ وسوء الظروفٍ المادية
القى عاشتها أسرتة .
وعلى الرغم من سوء الحالة الاقتصادية + أصرّ «جان
جوزيف » أن يُلحق ابنه لويس » بمدرسة المعلمين لكى يُكيِلٌ
تعليمّه + وبالفعل التحق الويس» بمدرسة المعلمين فى عام
لويس » إذ هاجمه المرض وأقعده عن مواصلة الدراسة ؛ فعاد مرة
للأسرة تزداد سوءًا » فلم يعد « لويس » إلى مدرسة المعلمين مرة
أخرى .
أن يعودٌ مرةٌ أخرى لمواصلة التعليم ؛ وأمامٌ رغبته الشديدة فى
ظل لويس باستور » يِتقَدُمُ فى الدراسة إلى أن حصل على شهادة
البكالوريا فى الآداب عام 1840م » ثم واصل دراستّه فى نفس
الكلية حتى نال بعد عامين فقط شهادة البكالوريا فى الكيمياء ٠
التحصيل العلمئ ؛ لكنّ حبَّه العظيم لدراسة الكيمياء دفعه إلى
إصرارّه العظيمٌ ورغبته الشديدة فى تحقيق طموجه قرر الأب
العالى . ويحصل على أعلى الذّرجاتٍ العلمية .
المي وتخرج فيها عام 1847م وهو يحمل شهادة الدكتوراة فى
العلوم .
وفى أثناء فترة دراستهِ الجامعية » كان « باستور » قد تعرّف على
نخبةٍ من ألمع وأعظم العلماء فى الجامعة» وكان أيضًا قد بدأ
على تقدم العلم .
ويقول أغلب الذين تناولوا سيرة حيّاة «باستور» أن نشأته
خاضًا لأدوات الكيمياء والمواد الكيميائية © وفى هذا الركن
الصغير من الغرفةٍ كان «باستور» الطفل يقضى أغلب وقن
منهيكًا فى تجاربه الكيميائية الأول والمبكرة ٠
شخصية باستور
كان « باستور » منذ طفولته يتمتعُ بشخصية
الرغم من أن أساتذته فى المدرسة الابتدائية وصفوه بالغباءٍ +
الأساتذةُ » فهو يملك شخصية هادثةً أكثر من اللازم » وربما كان
بالتبلدٍ وبطء التفكير ؛ لكنَّ ١ باستور » على العكس من ذلك ؛ كان
يميل إلى التفكير بهدوءٍ وروي » وكان يُمعن التفكير بعمق فى كافّة
الظواهر الطبيعية المحيطة به +
وأفضلها ومن هذه الصفات : دقة الملاحظة ؛ والذاكرة القوية +
وسعة الخيال والوجدان الحى المتفجر » والذّكاء » والفطنة +
وحب الاستطلاع والمعرفة » وكانت دقةٌ الملاحظة على وجه
الأسئلة فى سنْ مبكرة عن بعض الظواهر التى لم تستوقف غيره
سواء ممن هم فى مثل سه أو أكبر منه بكثيرٍ +
وفى الواقع كان لهذه الأسئلة دوزها العظيم فى تشكيل عقلية
« باستور » وبلورة ميوله العلمية فيما بعد » فهى أسئلة لا يطرحها
أنفسهم عن الأسباب الخفية الكامنة خلفٌ هذه الظواهرٍ ٠
بيثما تظل المواد غير الحبة على حالتها دون أن تصابٌ بالعطب أو
وعندما تقدم ١ باستور » فى السن ظلّت هذه الأسئلة تلخ على
نتيجة لهذه الأبحاث ذات القيمة البالغةٍ الأهمية تمكن من
التوصل إلى القانون العلمئ التالى ؛
« أن منتجات المادة الحيّة تؤثر على الضوء المستقطب . . بيثما
لا تؤثر المنتجات المعدنية فى الضوء المُستقطب » ٠ وكان اكتشاف
« باستور » لهذا القانون من الأحداث العلمية المهمة والرائعة فى
الاكتشاف العظيم
محال البلورات ؛ تم تعيين « باستور » أستاذًا للكيمياء فى أكاديمية
يُفكر فى الزواج ؛ وبعد فترةٍ قصيرةٍ كان قد تزوّج بالفعل من ابنة
وفى عام 4 1858م كان ١ باستور » فى الثانية والثلاثين من عمره »
وعندئذٍ تم تعيينة عميدًا لكلية العلوم فى « ليل » » وظل ١ باستور »
منصب ؛ وظلت شهِرَتَهُ تيع ؛ والحديثُ والجدل حول أفكاره
ونظرياته وتجاربه لا يتوقف .
أغلبّ الوقتٍ فى معمله مُنْهمكًا فى البحث وإجراء التجارب 6
كان كل هم «باستور» هو أن يكتشفٌ أسرار التعفن والتخْمرٍ
الى تصيب المواد الحية -
وبعد سلسلةٍ طويلةٍ من الأبحاث 6 وجهودٍ شاقةٍ فى
«باستور » إلى أعظم اكتشافاته ؛ فقد توصل أخيرًا إلى أن « فى
هى النى نسميها اليوم باسم الجراثيم أو الميكروبات © وأن هذه
الجراثيم هى التى تسبب ظواهر التخمر والتعفن .
كان هذا الاكتشافٌ من أهمٌ وأعظم اكتشافات « باستور»
يحدثُ نتيجةً لتحلل المواد الحية الذى يؤدى إلى ظهور الميكروبات ٠
الخاصة وتجاربه على المواد الحيةٍ © وكان هَدقَةُ الأول ال اع
أن يعرف الأسباب الكامنة التى تؤدى إلى فسادٍ وتعفن الموادٍ
الحيّة » وكان السؤال الذى يُلح على ذهنه باستمرار هو :
لم يتخمر اللبنن؟ ولاذا نصاب الأطعمةٌ على اختلافها
بالحموضة ؟
العلمية ؛ حتى تحخولت إلى معمل تتكدس فيه الأجهزة العلميةٌ
وفى هذا العمل الصغير كان « باستور» يقضى أغلبٌ وقته
دونما كلل أو ملل » وكثيرًا ما نسى ١ باستور » فى غمرة انهماكه
فى العمل أن يتناول طعامّه أو يحصل على قسطٍ ولو بسيط من
وهكذا كاد بخص العالم الشاب «باستور؛ من
فى تحقيق الهدفٍ . ولكى يحقق ١ باستور » هدفه العلمئ العظيم »
معمله بين أدوات متبره وهو يجرى التجارب » فالعمل وحده هو
عبقرية باستور
لأحد أساتذةٍ الرياضيات العظماءٍ . . وفى عام 1859م أصبح
«باستور » مديرًا للمعهد الذى درس فيه وتخرج فيه © ثم نشر
وقد أحدثث أفكارٌ ١ باستور » عن التشكيل البللورى وتأثيره
على الضوءٍ المستقطب والتركيب الكيميائى الخاص للبللورات
دويًا هائلا فى مختلف الأوساطٍ العلمية » وبدأ العلماء يتحدثون
المهمة غير المسبوقة فى مجالها » وبعد فترة قصيرةٍ وجد العلماءُ
جميعًا أنفسهم مُضطرين إلى التسليم بصحةٍ أفكارٍ ونظريات
أكاديمية العلوم ؛ وتوالت اكتشافاثة العلميةٌ الرائعة © فتمكن
بعد ذلك من إثباتٍ أن للجراثيم أنواعًا شتى » وأنها هى السبب
فى نقل الأمراض والأوبئة + وأن الميكروبات هى العدوٌ الخفى
الذي لا تراء العين المجردةٌ والتئ شسبب الأمراضى الخطيرة مل ١
الكوليرا » والتيفود » والحمَّى الصفراء » والملاريا وغيرها .
العظماءٍ والعباقرة الذين أسدوا إلى البشرية أجل وأعظم الخدماتٍ :
اكتشافات » لكنه راح يواصل العمل ويبذل المزيد من الجهد لكى
يتوصل إلى تحديد أنواع البكتريا المنسيبة فى كل مرضٍ على حدة -
ونحج ١ باستور » فى النهاية بعد الكثير من الجهدٍ والعملٍ ©
فكان نجاحة سببًا من أعظم الأسباب التى مهدت الطريقٌ لاختراع
الجراحية أو فى تطهيرٍ الجروح .» أو فى الوقاية العامة من الجراثيم
والميكروبات .
وبهذا الاكتشاف وحذه تمكّن « باستور » من تغيير مسارٍ علوم
١ الطب » والتمريض » والوقاية » وأنقذ الكثيرٌ من الأرواح التى
كانت عرضةٌ للهلاك نتيجة للتلوث بعد العملياتٍ الجراحيةٍ ٠ أو
نتيجة التُعرضٍ للجراثيم قبل اكتشاف المطهراتٍ ومعرفة أنواع
الجراثيم المسببة لمختلف أنواع الأمراض -
وهكذا برهن « باستور » على صحة أفكاره » وصدقٍ نظرياته +
النادرة » وقد واصل مع ذلك عمله بلا توقف حتى بعد كل هذه
كان العلما قبل « باسنتور » إذن على معرفةٍ بوجود الجراثيم +
والتعفن » إنما كانوا يعزون أسباب التخمر إلى التحلل الذاتى
لأنسجة الموادٍ الحية .
وجاء « باستور » وتمكن أن يثبت بالتجارب وبالدليل العلمئئ
القاطع أن البكتريا أو الجراثيم هى التى تؤدى إلى التحلل » ومن
ثم إلى النّخْمَرٍ والتعفن .
الذاتى » للميكروبات من الموادٍ الحية © وأثبت « باستور» أن