رائد التنوير زكي نجيب محمود
الوصف
رائد التنوير زكي نجيب محمود احد الفلاسفة المتالقين ومازالت البشرية تحاور نفسها قائلة : هب أننا لم نلتق بالرجل والإنسان زكي نجيب محمود . لقاء التلميذ بالاستاذ داخل قاعات الدرس بالجامعة وخارجها فهل كنا سنصل بمفردنا إلي الافكار التي اعتقد نا بصوابها ونرددها كل يوم وفي كل مناسبة ؟ وسرعان ما نجيب انفسنا قائلين : لا . لقد وصلنا الي أفكار معلمنا زكي نجيب محمود اإلي اعمق أعماق نفسي وخلجات عقلي ووجداني وبحيث لا نتردد في القول اليوم مؤكاً على ما قلنا منذ عشرات السنين بأننا أعتقد نااعتقاداً لا يخالج صدورنا فيه أدنى شك بأن بصمات زكي نجيب محمود علي فكرنا وعقلنا تعد بصمات واضحة وبحيث لابد لنا من القول بأن زكي نجيب هو معلمنا ورائدنا وبشرط أن نفهم ذلك في حدود الاتفاق والاختلاف بيننا .
رائد التنوير زكي نجيب محمود لـ عاطف العراقي إنني أشهد أن الرجل قام بصياغة عقلي صياغة جديدة تماماً . لقد عشت في الريف سنوات طوال وكنت اعتقد بوجود الاشباح والعفاريت بين المقابر , وكنت اخشى المرور بينها وخاصة اثناء الليل . وحين بدأ زكي نجيب محاضراته أدركت أنني كنت اعيش في وهم كبير وبدأت الدخول في عالم جديد تماماً , أنه العالم العلمي . العالم القائم على التجربة وعلى العقل . وليس العالم الذي كنت أعيش فيه , عالم الاشباح والعفاريت .
كنت احاور الرائد والمعلم داخل قاعات الدرس حتى تكشفت أمامي مجالات جديدة تماماص لم أكن اعرف عنها شيئاً . ولم يكن الرجل يضيق بجواري وقد تعلمت منه فن الحوار . الحوار الهادئ الذي يستند إلي العلم والمعرفة ولا يعتمد على الخطابة والبلاغة والانشاء .
شكر وتقدير
يتوجه المؤلف باعمق أيات الشكر والتقدي رلجميع
المؤسسات العلمية واثقافية التى اهتمت بفكر الأستاذ والمفكر
والرائد زكى نجيب محمود فى حياتة وبعد وفاته, وسواء كانت
مؤسسات داخل مص رأم غيرها من بلدان العالم العربى والعالم
الأوربى. لقد قدمت لى كل عون أثناء تأليف هذا الكتاب كما
بتوجه المؤلف بالشكر الجزيل إلى زوجة المفكر الكبير الأستانة
على سبيل التقديم
د. غازى زين عوض الله
لقد حققت سلسلة المبدعين العرب - وهى إحدى سلاسل
أوساط المثقفين العرب؛ وذلك لأهمية هؤلاء المبدعين وتفردهم ودورهم
الرائد فى حياتنا الفكرية المعاصرة وغزارة إنتاجهم من جهة ولتنوع تلك
السلسلة وإحاطتها بعدد كبير من هؤلاء المبدعين من جهة ثانية؛ ولعمق
التناول وجدية الدراسات وشمولية الاستقصاء والقدرة على قراءة أعمال
أولئك المبدعين من قبل صفوة العلماء الذين تصدوا للتأليف وكتابة
صفحات تلك السلسلة من جهة ثالثة.
وذلك ليس غريباً على منهج الصالون حيث إن الأصل فى تكريم
المبدعين هو تكريم علمى منهجى فى المقام الأول؛ ولذلك نحشد عدداً من
صفوة الأقلام لتناول أعمال هؤلاء المكرمين تناولاً علمياً. وتصدر بذلك
كتب الصالون.. لكن هذه السلسلة تنفرد عن سلسلة كتب الصالون بأنها
تتناول أعمال شخصية واحدة فقط فى كتاب مستقل.
ويحمل هذا الكتاب الذى بين أيدينا رقم سبعة من تلك السلسلة
الفريدة؛ وهو عن فيلسوف العروبة الراحل زكى نجيب محمود -١966(
)١447 والذى يشرفنا أيضاً أن نكرم اسمه فى احتفالية الصالون السادسة
عشرة إن شاء الله تعالى.
فكره وعظمة مشواره وغزارة إنتاجه وتنوع اهتماماته؛ وحاجتنا الملحة
إلى الحرية والعقل؛ الحرية فى العيش عيشة كريمة؛ والتعبير دون خوف
من عوائق التفكير؛ ثم العقل بوصفه أساس الحضارة ؛ ولابد أن يصبغ
الحياة كلها بصبغته الموضوعية الحيادية.. كما تصدى لمشكلة الأمسالة
والمعاصرة وأن المدار فى كليهما هو العمل والتطبيق وما يعاش به..
ودعا إلى قيام فلسفة عربية مقترحة تقوم أولاً على ثائية السماء
ويسعدنا أن يكون مؤلف هذا الكتاب هو الصديق الكبير الدكتور
عاطف العراقى حكيم العرب والتلميذ النجيب للرائد الراحل.. فهو الأقدر
على إضاءة دور أستاذه وتقديم تجربته والإحاطة بمسيرته الحافلة؛. وسرد
ذكرياته المتعددة معه؛ فله الشكر مقدماً وكثيراً؛ ونتمنى للقارئ العزيز أن
يجد فى تلك الأوراق ما يمتع عقله ويسمو بوجدانه...
د. غازى زين عوض الله
تصدير عام
غير مجد فى يقينى واعتقادى إهمال الدور الرائد والحيوى الذى
قام به زكى نجيب محمود. إن الدور الذى قام به طوال حياته لا يمكننا
إهماله؛ إذ إن دوره فى مجال الفكر العربى لا يقل عن الدور الذى قام به
أعظم المفكرين فى حياتنا الحاضرة.
لقد احتل زكى نجيب محمود مكانة كبيرة فى تاريخ الفكر العربى
القوية البارزة فى مجال الفكر العربى بفروعه المختلفة واتجاهاته
المنطقية"؛ والفنون والآداب إلى آخر تلك المجالات.
فلابد أن نضع فى الاعتبار أنه من أوجب الواجبات علينا أن
نجيب لم يكن معبراً عن الانقطاع والإهمال فى زوايا النسيان. بل كان
لقد تسلح زكى نجيب بالثقافة الموسوعية الشاملة؛ وقبل دراسته
للدكتوراه؛ وجمع بين الأدب والفلسفة برباط وثيق؛ فكان مفكرا بروح
والفكرية بعدا فلسفياً وأدبياً.. فتح أمامنا زكى نجيب محمود كثيراً من
الأبواب المغلقة والتى كانت موصدة تماماً قبل أن يكشف عنها النقاب
مفكرنا الشامخ العملاق؛ وكان مدافعاً باستمرار عن العلم والاتجاه العلمى»
عن الأخلاق والفضائل الخلقية؛. عن الإنجازات والتطبيقات التكنولوجية؛
وحصاد السنين.. إن زكى نجيب محمود يبدو شامخاً كالهرم؛ وإذا كان كل
كعرب أن يعرف كل منا زكى نجيب محمود؛ إنه البوصلة الكاشفة
والضياء المستديم والشعلة الفكرية الخالدة.. نقول هذا ونحن نضع فى
الاعتبار أننا كعرب قد أصبحنا فى حالة صعود إلى الهاوية وأصبح الفكر
ندرس كل كلمة كتبها زكى نجيب محمود؛ وكل دعوة دعانا إليهاء وهل
يمكن أن نقلل من كتب خالدة قامت حولها المعارك الفكرية؟!.. ومن بينها
على سبيل المثال لا الحصر؛ المنطق الوضعى؛ وخرافة الميتافيزيقاء
ونحو فلسفة علمية؛ وشروق من الغرب؛ وجنة العبيط؛ إن هذا يعد فرض
عين إذا أرادت أمتنا العربية لنفسها طريق التقدم.
لكن ماذا نفعل إزاء أناس عبروا عن أفكارهم من خلال مناصبهم
تارة وكثرة ضجيجهم تارة أخرى؛ ويقينى أن زكى نجيب محمود لو كان
قد عاش حياته فى البلدان الأوربية لكان الحال غير الحال» ولكن ماذا
نفعل أمام أناس يريدون الارتماء فى أحضان فوائد البترول؟ ماذا نفعل
لأناس تكونت ثقافتهم المزيفة من كل ما هو متصل بالخرافة
المعارك الأدبية والفكرية من أجل رفعة العلم وتطبيقاته التكنولوجية ومن
أجل الدفاع عن النور والتنوير؛ والنظر فى سخط إلى الظلام وثقافة
الظلام؛ وخرافة الظلام وهل يمكن أن ننسى معاركه حول الأفهام الخاطئة
بالنسبة للغزو الثقافى والهجوم على الحضارة الحديشة؛ والخلط بين
نجيب محمود ماريقه وسط الأشواك والصخور؛ وتسلح بروح نقدية من
النادر أن نجدها فى تاريخ العرب المعاصرء فإذا كان زكى نجيب محمود
من منطلقات سياسية؛ إذ لابد أن نضع فى الاعتبار أن جزءا من شهرة
عن عباس العقاد؛ لم تكن شهرة زكى نجيب محمود آتية من منصب
حاد بين المكانة العلمية والمنصب الإدارى؛ ولعل هذا ما أدى بزكى نجيب
يستفيد من إشعاعات فكره الخصب وثقافته الغزيرة وليسن من منطلق
المنصب الإدارى الذى لم يحرص عليه إطلاقاً زكى نجيب محمود طوال
حياته وحتى أظلمت الدنيا فى التاسع من سبتمبر عام 1947 حين تم
الإعلان عن وفاة الهرم الشامخ والمدافع عن التنوير فى العصر الحديث
زكى نجيب محمود.
كان زكى نجيب محمود قمة فى التواضع؛ فرغم علمه الغزير
فيلسوفا فى الوقت الذى كنا ومازلنا نسمع عن الصغار والأقزام ومتخلفى
العقول والعياذ باللهء إنهم يعدون أنفسهم فلاسفة حين يكتبون... إنهم
يتحدث بإكبار وإجلال واحترام عن أساتذته وزملاثه... أنكر أنه كان
يتحدث أثناء لقائى به فى منزله عن عديد من الشخصيات ويركز على أن
يبين لى أثرهم فى تشكيل عقول ووجدان الأمة العربية؛ من أمثال رفاعة
الطهطاوى وأحمد أمين؛ وطه حسين؛ والعقاد؛ وصديقه الصدوق توفيق
الحكيم... فهل يعلم ما قاله هؤلاء الأشباه الذين أصيبوا بتضخم الأناء
والذين يكتبون فى كل شئ دون فهم من جانبهم لأى شئ.
لقد خاض زكى نجيب محمود العديد من المعارك الفكرية بعد أن
تسلح بشجاعة منقطعة النظير؛ وأحسب أننا فى كل عام وحتى يرث الله
الأرض ومن عليها؛ نعتقد أننا سنكون محتاجين باستمرار إلى التذكير
صدرت عنه. سنكون فى حاجة باستمرار مهما امتد بنا الزمان أو طال»؛
إلى التمسك بدروس زكى نجيب محمود وما أعظمها؛ وما أعمقها وإن
كان أكثر الجاهلين فى بلادنا لا يعلمون؛ منهم أناس انتقلوا إلى الدار
الآخرة؛ ومنهم فريق مازال يعيش بيننا... فريق من الأشباه والأقزام
محمود دون فحص من جانبهم لكتابات الرجل الفكرية والأدبية والثقافية
على وجه العموم.
هنري ألفريد كيسنجر والأصح هاينز ألفريد كيسنجر ، باحث سياسي أمريكي وسياسي ألماني النشأة، ولد وسمي هاينز ألفريد كسنجر، كان أبوه معلماً، وبس...
حصل على الجنسية الأمريكية مؤلف المذكرات بجزءها الثاني ووقت حصوله علي الجنسية كان عام 1948 والتحق بالجيش في نفس العام, شغل منصب وزير الخارجية...