عزل؛ وتولى أمرها موسى بن © عام اه
التمر الذين سباهم خالد بن الوليد سنة "١ه وأعتق بنو أمية نصيراً» فأقام بالشام
وأصبح من حرس معاوية بن أبي سفيان؛ ثم عليهم؛ ثم على جيوشه وكان ابنه موسى
من بعده؛» إذ تولى البحرء وغزا قبرص وكان نائب معاوية عليها وفي عام 14ه كان
عبد العزيز بن مروان فحماه وسار معه إلى مصر
وفي عام ؟لاه كان موسى وزير بشر بن مروان في العراق؛ وبعد وفاة بشر بن مروان خشي
الحجاج فانتقل إلى عبد العزيز بن مروان في مصر الذي عزل حسان بن النعمان الغاني عن
إفريقية عام 0ه وولى موسى بن نصير مكانه؛ فأخضع المغرب» وتقدم في الأندلس
ففتحهاء ثم سار إلى الشام وولى مكانه ابنه عبد العزيز على الأندلس» في أثناء عودته وأبقى
ابنه عبد الله على القيروان؛ ووصل إلى دمشق وذهب للحج مع الخليفة سليمان بن
عبد الملك فمات بالمدينة سنة 47ه
الفلوحات
استغل الأعداء حروب المسلمين فيما بينهم فقاموا بحركات على كل
جبهات القتال» وهدد الروم بلاد الشام» واضطر عبد الملك إلى أن يدفع
أنطاكية» وتمكنوا في إفريقية من قتل عقبة بن نافع وأبي المهاجر دينار عام
7ه ثم قتل زهير بن قيس البلوي عام ١لاه؛ وحتى تراجع المسلمون
أمرهم قاموا برد الضربة؛ وعاد للجهاد أثره وحدثت فتوحات على الجبهات
الإسلامية كلها
١ الجبهة الغربية:
ينقطع أبداء وكان محمد بن مروان أمير الجزيرة هو الذي تتؤلى فى الحْزّق
في أغلب الأحيان فقد غزا الروم عام #اهء وهزمهم في العام نفسه
عثمان بن الوليد في جهات أرمينياء وكان في أربعة آلاف مقاتل والروم في
ستين ألفاً وخرج الروم من جهات مرعش متجهين نحو بلاد الشام عام
لاه فوقف في وجههم محمد بن مروان وردهم على أعقابهم مدحورين
وتوقف غزو أهل الشام عام 4لاه بسبب مرض الطاعون الذي انتشر بينهم
استغلال الفرصة ودخل عبد الملك بن مروان بنفسه المصيصة عام 6ه
على رأس صائفة قادها بنفسه ثم غزا مسلمة بن عبد الملك بلاد الروم عام
ب - في البحر: غزا عطاء بن رافع جزيرة صقلية عام كه
- ح - في إفريقية: بعد أن وصل عقبة بن نافع”'" إلى ساحل المحيط
فاجأه الروم وهو في عدد من جنده لا يزيد على ثلاثمائة فارس؛ وكلموا
كسيلة الذي كان في عسكر عقبة فأظهر غدره وجمع أقرباءه وهاجموا عقبة
فاستشهد ومعه أبو المهاجر دينار وذلك عام 77ه وكان نائبه على القيروان
وانتزع كسيلة القيروان من أيدي المسلمين» وقد كثر الروم في إفريقية إذ
توقفت هجمات المسلمين عليهم عن طريق بلاد الشام بسبب الأحداث التي
بمجيء الروم إليهم؛ وكتب زهير إلى عبد الملك يخبره بذلك فأرسل إليه
قوة كبيرة من بلاد الشام سار بهم إلى إفريقية واقترب من القيروان عام
ولاحق المسلمون الروم والبربر حتى المغرب الأقصىء وكانت معركة
(ممس) معركة حاسمة ذل بعدها الروم تماماً؛ وضعفت مقاومة البربر
وجاءت مراكب كثيرة من الروم من القسطنطينية وجزيرة صقلية فأغارت على
برقة فسلبت ونهبت كثيراً؛ وصادف ذلك قدوم زهير فطلب من جنده
)١( عقبة بن نافع الفهري: ولد قبل الهجرة بسنة؛ شهد فتح مصر مع ابن خالته عمرو بن
٠ده» عزله مسلمة بن مخلد والي مصرء وأعطى إفريقية لمولاه أبي المهاجر دينار» ثم
عاد عقبه والياً عام 717ه على إفريقية؛ فوصل إلى المحيط الأطلسي واستشهد في بلاد
الزاب عام 77 وله ضريح هناك
وهم يسحبون نحو المراكب فأسرع لنجدتهم وكانت الروم بأعداد كبيرة
فجرت معركة استشهد فيها زهير عام ١/اه
وأرسل عبد الملك عام لاه حسان بن النعمان الغساني والياً على
إفريقية فسار من مصر بأربعين ألفاً؛ ويقال إنه أول من دخل إفريقية من جند
الشام فنزل طرابلس عام 4لاه وسار بعدها إلى القيروان ولم يجد أثناء سيره
الروم من الإفادة من مرافشثهاء ثم أقام إلى الجنوب متها مدينة تونسء
ولاحق الروم إلى الساحل فهزمهم في (بنزرت)؛ و (صطفورة)؛ ثم عاد إلى
القيروان فمكث فيها مدة؛ ثم انطلق نحو الكاهنة في جبال (أوراس)؛ وكان
البربر يطيعونهاء وأمرها عظيم بخشونه الروم؛ والتقى الطرفانء وهزم
المسلمون بعد بلاء عظيم»؛ وأخبر حسان الخليفة عبد الملك بذلك فأمره
بالانتظار حتى تصل إليه الأوامر أما من ناحية الروم فقد سروا بهزيمة
المسلمين وحرصوا على استرجاع إفريقية؛ ووصل أسطولهم عام 4لاه إلى
قرطاجنة بإمرة البطريق يوحنا فتمكن من دخولهاء وقسا الروم على المسلمين
والمدن المجاورة لها وأخبر حسان أمير المؤمنين عبد الملك بما قسا به
الروم
بقي حسان مقيماً في مكان (قصور حسان) بالقرب من سرته مدة
خمس سنوات؛ وهو يستحث عبد الملك لإرسال الجنود إليه إلا أن
عبد الملك كان مشغولاً في حوادث المشرق التي شغلته مدة من الزمن
وهي حركة الخوارج وحركة ابن الأشعث وأرسل نجدة إلى حسان عام
١ه وأمره بالسير نحو إفريقية فتحرك حسان نحو الكاهئة؛ فهزمها وقتلها
عام 87ه؛ وعمل على الإحسان إلى البربر فحسن إسلامهم» ثم عاد إلى
القيروان فاستراح بها مدة ثم اتجه شمالاً نحو قرطاجئة لمنازلة الروم فانتصر
عليهم واحتمى البطريق يوحنا بقرطاجنة وجرت معركة بحرية هزم فيها
قوم
الروم وفتحت قرطاجنة» وانتقل البطريق يوحنا هارباً إلى بيزنطة وطلب
حسان النجدة البحرية من عبد الملك فأرسل له أسطولاً بإمرة عبد الملك بن
قطن فاستولى على جزر (كركنة)؛ ثم أرسل حسان خيلا إلى المغرب فسيطر
على (فاس) وخلصت له المغرب تماماً» وحتى لا يعود الروم إلى قرطاجنة
أنشأ حسان مرفاً تونس جنوب قرطاجنة
قام حسان بتدوين الدواوين وضرب الدنانير والدراهم العربية؛ ثم عزل
عن إفريقية عام 8ه
- الجبهة الشرقية: يعيش على حدود بلاد المسلمين الشرقية قبائل
يعود أكثرها إلى أصول تركية» وإن كان يمكن تمييز ثلاث جبهات:
أ- بلاد ما وراء النهر: وهي التي تقع إلى الشمال الشرقي من بلاد
لأمراء المناطق التي تعيش في جوارها وقد كان المسلمون يغزون تلك
الجهات ثم يعودون إلى خلف النهر وغزا أمية بن عبد الله ولكنه حوصر
عادوا إلى مرو وذلك عام لالاهء وقطع المهلب نهر (بلخ)ء ونزل مدينة
(كش)؛ كما غزا حبيب بن المهلب صاحب مدينة بخارى عام 88هء وغزا
المهلب بلاد ما وراء النهر وفقئت عينه؛ ودخل يزيد بن المهلب قلعة
(باذفيس)» ولكن هذه الغزوات لم تكن للفتح والاستقرار وإنما لإضعاف
معنويات الخصم ودراسة أرض المعركة للمستقبل
ب شرق سجستان: وتعيش هناك قبائل تركية؛ وقد اشتهر فيها أيام
عبد الملك بن مروان أمر الملك (رتبيل)» وقد غزاه المسلمون كثيراً؛ وفي
عام لاف هاجم يلاد المسلمين حتى قتل أميرهم عبيد الله بن أبي بكرةء
وفي العام التالي غزا بلاده عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث؛ وتوغل فيها
إلا أنه قام بحركة فيما بعد فتوقف القتال بين الطرفين» كما التجأ إليه ابن
الأشعث بعد هزيمته وكان رتبيل يدفع مبلغاً من المال للمسلمين مقابل
عدم تقدمهم في أرضه
ح - السند: وهي المنطقة الواقعة في الجنوب الشرقي من بلاد
المسلمين» وتزدهر الحياة الزراعية فيها بسبب وجود نهر السندء كما يكثر
السكان بسبب الحياة المستقرة وكثرة المياه وخصوبة التربة؛ واشتهر من
حكام المنطقة (داهر) الذي قاتله المسلمون؛ وسبق أن أغار المسلمون على
المهلب بن أبي صفرة الأزدي عام 44ه ونال شيئاً من النجاح؛ وأرسل
عبد الملك سعيد بن أسلم بن زرعة عامل له على ثغر السندء ولكنه قتل»
والتجأ قاتلاه إلى داهر ملك السند وأرسل الحجاج والي المشرق
مجاعة بن سعر التميمي فغلب على الثغرء وفتح بعض المناطق» ووافاه
الأجل قبل مرور عام وفي هذه الأثناء اختطف القراصنة الهنود بعض النساء
المسلمات» فطلب الحجاج من ملك السند داهر تسليم هذه النساء فأجاب:
إن يده لا تصل إلى القراصنة فأرسل إليه الحجاج بعض المقاتلين كان على
رأسهم عبيد الله بن نبهان فقتل فأرسل بُديل ولكن الأجل وافاه ثم أرسل
بعدئذ محمد بن القاسم الثقفي على رأس جيش كبير
تولى المهلب بن أبي صفرة الأزدي قتال الخوارج بأمر من عبد الملك
١ /اه هاجم صالح بن مسرح!؟ مير الصفرية من الخوارج؛ وشبيب بن
يريد" خيلد لمحمد بن مروان أفير الجزيرة لأخية عبد الملك» وَنفروا بهاء
وأقاموا بمنطقة دير الزور فأرسل لهم جنداً يقدر عددهم بألف رجل فقتلهم
بأرض آمد فأرسل لهم ثلاثة آلاف مقاتل ففر الخوارج بعد أن فقدوا أكثر
من نصفهم في المعركة التي جرت بين الطرفين» واتجهوا نحو الموصل
فأرسل لهم الحجاج ثلاثة آلاف مقاتل مع الحارث بن عميرة فجرى قتال
بين الجانبين كان نتيجته هزيمة الحارث بن عميرة لكن قتل صالح بن مسرح
الخوارج بعد مقتل صالح بن مسرح
جمع جموعه؛ ونال من جماعة شبيب الذي سار نحو المدائن فهرب جئدها
إلى الكوفة؛ فأرسل له الحجاج أربعة آلاف مقاتل اتجهوا نحوه إلى المدائن
ل صالح بن مسرح التميمي زعيم الصفرية» وأول من خرج فيهم؛ كان كثير العبادة يقيم في
أرض دير الزورء والموصل» والجزيرة؛ وله أصحاب يقرأ لهم القرآن ويعظهم فدعاهم
إلى الخروج وإنكار الظلم وجهاد المخالفين له فأجابره؛ وقتل عام 1لاه
)0 شبيب بن يزيد بن نعيم بن قيس الشيباني» أبو الضحاك: ولد عام 1ه وهو أحد أبطال
العالم» بايعه الخوارج بالخلافة أرهب ملك بني أمية؛ مات غرقاً عام لالاه
مقدمتهم فيهزمهاء ويحوز على ما في المعسكر وهكذا عدة مرات وليس
معه سوى ستين وماثة رجل» والحجاج يرسل لجيشه المدد والسرايا سرية
إثر سرية
أراد شبيب حصار الكوفة فاتجه نحوها فأسرع إليه الجيش كاملا
فهزمه؛ ووصلت فلوله إلى الكوفة؛ وهرب الحجاج منهاء والتجأ إلى
الكوفة أخبر عروة الحجاج بذلك فأسرع إليها الحجاج فدخلها عصراً قبل
وصول شبيب إليهاء إذ جاء وقت الغروب» وفي آخر الليل دخل شبيب
إلى مكان قريب منها يصلح للنزال» وخرج الجند وراءه فكان لا يبالي بهم
ثم يكر عليهم ويهزمهم؛ وقد قتل منهم خلقاً كثيراً؛ وكان من جملة من
قتل زائدة بن قدامة الثقفي” "ابن عم الحجاج
وجه الحجاج بعد زائدة بن قدامة لقتال شبيب عبد الرحمن بن
الأشعث ولكن لم يتقابلا ثم أرسل عثمان بن قطن الحارثي فالتقى بشبيب
واشتد أمر شبيب حتى "خافه عبد الملك والحجاج والأمراء جميعاً؛ فأرسل
أشهر النساء في الشجاعة والفروسية إذ كانت تقاتل في الحروب قتال الأبطال» وقد
خشي الحجاج منها يوم دخلت الكوفة فاختب وتحصن»؛ وقال في ذلك عمران بن حطان
شاعر الخوارج مخاطباً الحجاج:
أسد علي وفي الحروب نعامة ربداء تجفل من صفير الصافر
قتلها خالد بن عتاب الرياحي في معركة على أبواب الكوفة قبل غرق زوجها
() زائدة بن قدامة بن مسعود الثقفي: قائد من الشجعان» من أهل الكوفة؛ ابن عم المختار
قتل في لقائه مع الخوارج عام 7ه بأسفل الفرات
الطعام والشراب أحب إليه؟ قيل له: العسل» فأهدى له عسلاء وقال: إن
واتهم سيدنا معاوية بقتل حجر بن عدي الكندي؛ وهو أول من قتل
أصحابه من أهل الكوفة وأربعة من غيرها «ولما صار إلى مرج عذراء على
الني عشر ميل من دمشق تقدم البريد بأخبارهم إلى معاوية»؛ فبعث برجل
أعور» فلما أشرف على حجر وأصحابه قال رجل منهم: إن صدق الزجر
ترون الرجل المقبل مصاباً بإحدى عينيه فلما وصل إليهم قال لحجر: إن
أمير المؤمنين قد أمرني بقتلك يا رأس الضلال ومعدن الكفر والطغيان
والمتولي لأبي تراب وقتل أصحابك؛ إلا أن تراجعوا عن كفركم» وتلعنوا
حد السيف لأيسر علينا مما تدعونا إليه؛ ثم القدوم على الله وعلى نبيه
وعلى وصيه أحب إلينا من دخول النار؛ وأجاب نصف من كان معه إلى
البراءة من علي» فلما قُدّم حجر ليقتل قال: دعوني أصلي ركعتين» فجعل
تحر وألحق به من وافقه على قوله من أصحابه؛!"
010 مروج الذهب - المسعودي - ج؟ ص 7١-17
(؟) مروج الذهب المسعودي - ج” ص١١ - ١7