ب 1[ عالق ا اع 3
أتى آله +
واي تود العالم والمتعلم بل حكم وجكمة؛ وموعظةٍ حَسة؛ وتهدي إلى
يدون لقا والناس إْجازا كيرا على أي مُنتوئٌ كان وفي أي ميْدان.
بسم الله الرحمن الرحيم
[ قرا أن كريم ]
الحمد لله الواحد القهار » العزيز الغفار مقدّر الأقدار . مصرف الامور » مكور الليل
على النهار » تبصرة لاولى القلوب والأبصار » الذى أيقظ من خلقه من اصطفاء فادخله
فى جملة الاخيار » ووفق من اجتباه من عبيده فجعله من المقرّين الأبرار ؛ وبصر من أحبه
والحذر من عذاب النار » وأخذوا أنفسهم بالجدٌ فى طاعته وملازمة ذكره بالعشى والإبكار +
وعند تغاير الأحوال ؛ وجميع آثناء الليل والنهار ؛ فاستشتارت قلوبهم بلوامع الأنوار +
أحمده ابلغ الحمد على جميع نعمه » واساله المزيد من فضله وكرمه .
وأشهد أن لا إله إلا الله العظيم » الواحد الصمد العزيز الحكيم » واشهد أن محمدا
عبده ورسوله ؛ وصفيه وحبيبه وخليله » أفضل المخلوقين » واكرم السابقين واللاحقين +
أما بعد: فقد قال الله العظيم العزيز الحكيم : 3 فلذكرُونى ارك 1 سودة البقرة :
فعلم بهذا ان من أفضل حال العبد حال ذكره رب العالمين + واشتغاله بالأذكار الواردة
عن رسول الله َف سيد امرسلين +
وقد صنف العلماء - رضى الله عنهم - فى عمل اليوم والليلة والدعوات والاذكار كنبا
الطالبين» فقصدت تسهيل ذلك على الراغبين ؛ فشرعت فى جمع هذا الكتاب مختصرا
الاختصار» ولكونه موضوعا للمتعبدين وليسوا إلى معرفة الاساتيد متطلعين + بل
يكرهونه؛ وإن قصر » إلا الاقلين» ولان المقصود به معرفة الاذكار والعمل بها » وإيضاح
مظانها للمسترشدين + وأذكر - إن شاء الله تعالى - بدلا من الأسانيد ما هو أهم منها مما
المطالب من جهة الحفاظ المتقنين» والأئمة الحذاق المعتمدين» وأضم إليه إن شاء الله
الكريم؛ جملاً من النفائس من علم الحديث ودقائق الفقه ومهمات القواعد » ورياضات
النفوس » والآداب التى تتأكد معرفتها على السالكين ؛ وأذكر جميع ما أذكره موضحا
بحيث يسهل فهمه على العوام والمتفقهين ٠
وقد روينا في صحيح مسلم عن أبى هريرة » رضى الله عنه؛ عن رسول الله ب قال :
فين" اريت مساعدة أهل الخير بتسهيل طريقة والإشارة إليه » وإيضاح سلوكه والدلالة
فى اول الكتاب فصولا مهمة يحتاج إليها صاحب هذا الكتاب وغيره من
المعتنين » وإذا كان فى الصحابة من ليس مشهورا عند من لا يعنى بالعلم نبهت عليه
وأقتصر فى هذا الكتاب على الاحاديث التى فى الكتب المشهورة التى هى أصول
الإسلام وهى خمسة : صحيح البخارى + وصحيح مسلم » وستن أبى داود » والترمذى +
والنساثى + وقد أروى يسيرا من الكتب المشهورة غيرها ٠
وأما الأجزاء والمسانيد فلست أنقل منها شيئاً إلا فى نادر من المواطن » ولا أذكر من
غالاً ؛ فلهذا أرجو أن يكون هذا الكتاب اصلاً معتمدا ؛ ثم لا أذكر فى الباب من
والله الكريم أسأل التوفيق والإنابة والإعانة » والهداية والصيانة ١ وتيسير ما أقصده من
الخيرات؛ والدوام على أنواع المكرمات » والجمع بيثى وبين أحبابى فى دار كرامته وسائر
وجوه المسرّات +
وحسبى الله ونعم الوكيل » ولا حول ولا قوَّة إلا بالله العزيز الحكيم ؛ ما شاء الله لا
استودع شيئا حفظه » ونعم الحفيظ.
(1) أخرجه مسلم ( 1977/13 النووى ) من طريق يحى بن أيوب وقنيبة بن سعيد + وابن حجر
فى الأمر بالإخلاص وحسن النيات
فى جميع الأعمال الظاهرات والخفيات
وقال تعالى لأ ونه ولا وك يل لشو 4 مر [صورة
قال ابن عباس + رضى الله عنهما : معناه ولكن يناله النيات.
١ - أخبرنا شيخنا الإمام الحافظ أبو البقاء خالد بن يوسف بن الحسن بن سعد بن الحسن
الكندى ؛ أخبرنا محمد بن عبد الباقى الأنصارى » أخبرنا أبو محمد الحسن بن على
الجوهرى + وأخيرنا أبو الحسن محمد بن المظفر الحافظ ١ أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد
ابن سليمان الواسطى ؛ حدثنا أبو نعيم عبيد بن هشام الحلبى + حدثنا ابن المبارك عن يحبى
ابن سعيد هو الانصارى عن محمد بن إبراا ابم اليس عن ملقم بن وقاص اليي عن عير
ابن الخطاب؛ رضى الله عنه » قال قال رسول الله قف َم عمال الات وما
عليها مدار الإسلام » وكان السلف وتابعوهم من الخلف ؛ رحمهم الله تعالى ؛ يستحبوة
استفتاح المصنفات بهذا الحديث ؛ تنبيها للمطالع على حسن النية + واهتمامه بذلك
والاعتناء به .
روينا عن الإمام أبى سعيد عبدالرحمن بن مهدى رحمه الله تعالى : من أراد أن يصف
وقال الإمام أبو سليمان الخطابى رحمه الله : كان المتقدمون من شيوخنا يستحبون تقديم
حديث الاعمال بالنية أمام كل شىء ينشا ويبتدا من أمور الدين لعموم الحاجة إليه فى جميع
.) ومسلم فى الإمارة / باب قوله َه : « إنما الأعمال بالنيات » ( 8 / 19 / © - النووى
أنواعها . وبلغنا عن ابن عباس » رضى الله عنهما » أنه قال : إنما يحفظ الرجل على
قدر نيته. وقال غيره : إنما يعطى الناس على قدر نياتهم +
وروينا عن السيد الجليل أبى على الفضيل بن عياض رضى الله عنه قال : ترك العمل
لاجل الناس رياء + والعمل لاجل الناس شرك » والإخلاص أن يعا
الإمام الحارث المحاسبى ؛ رحمه الله : الصادق هو الذى لا يبالى لو خرج كل قدر له فى
قلوب الخلق من أجل صلاح قلبه » ولا يحب اطلاع الناس على مثاقيل الذّر من حسن
قال: الإخلاص أن تستوى أفعال العبد فى الظاهر والباطن +
وروينا عن الإمام الاستاذ أبى القاسم القشيرى رحمه الله قال: الإخلاص إفراد الحقٌ
سبحانه وتعالى فى الطاعة بالقصد » وهو أن يريد بطاعته التقرب إلى الله تعالى دون شى*
آخر : من تصنع لمخلوق » أو اكتساب محمدة عند الناس» أو محبة مدح من الخلق + أو
معنى من المعاثى سوى التقرب إلى الله تعالى . وقال السيد الجليل أبو محمد سهل بن عباد
الله التسترى » رضى الله عنه: نظر الاكياس فى تفسير الإخلاص فلم يجدوا غير هذا : أن
وروينا عن الأستاذ أبى على الدفاق ؛ رضى الله عنه » قال : الإخلاص_التوقى عن
ملاحظة الخلق + والصدق : التنقى عن مطاوعة النفس » فالمخلص لا رياء له » والصادق
لا إعجاب له . وعن ذى النون المصرى » رحمه الله » قال :ثلاث من علامات الإخلاص
: استواء المدح والّم من العامة »+ ونسيان رؤية الأعمال فى الأعمال » واقتضاء ثواب
العمل فى الآخرة
سهل التسترى : لا يشّم رائحة الصدق عبد داهن نفسه أو غيره » وأقوالهم فى هذا غير
منحصرة وفيما أشرت إليه كفاية من وفق +
( فصل ) اعلم أنه ينبغى لمن بلغه شىء فى فضائل الاعمال أن يعمل به ولو مرة واحدة
ل فصل ) قال العلساء من المحدثين والفقهاء وغيرهم : يجوز ويستحب العمل فى
+) 184/17 ( أخرجه البخارى فى كتاب الاعتصام » باب الاقنداء بسئن رسول الله وَل )١(
الفضائل والترغيب والترهيب بالحديث الضعيف ما لم يكن موضوعا » وآما الأحكام
كالحلال والحرام والبيع والنكاح والطلاق وغير ذلك فلا يعمل فيها إلا بالحديث الصحيح أو
الحسن إلا أن يكون فى احتياط فى شىء من ذلك » كما إذا ورد حديث ضعيف بكراهة
بعض البيوع أو الانكحة » فإن المسستحب أن يتنزه عنه ولكن لا يجب . وإنما ذكرت هذا
أسكت عنها لذهول عن ذلك أو غيره » فاردت أن تتقرر هذه القاعدة عند مطالع هذا
الكتاب .
( فصل )اعلم أنه كما يستحب الذكر يسشحب الجلوس فى حلق أهله » وقد تظاهرت
الادلة على ذلك » وسترد فى مواضعها إن شاء الله تعالى + ويكفى فى ذلك حديث ابن
عمر » رضى الله عنهما قال:
< قال رسول الله كيه
؟ < وروينا فى صحيح مسلم عن معاوية + رضى الله عنه » أنه قال : 3 خرج رسول
أخرجه الترمذى فى الدعوات / باب منه ( 8 / 087 / ح 02604 قال حدثنا إبراهيم بن يعقوب ثنا
يزيد بن حبان أن حميد المكى مولى ابن علقمة حدثه أن عطاء بن أبى رياح +حدثه عن أبى هريرة
مجهول كما فى التقريب + ويزيد بن حبان لم أجده فيمن روى عن حميد إنما هو ريد بن الحباب
وهو صدوق يخطئ + وقد روى الحديث من وجه آخر عند الترصذى فيسا تقدم (اح :0001 6
وأحمد فى « مسنده 8 (9/ :19) كلاهما من طريق محمد بن ثابت البنانى + عن
مرفوعا به ؛ قال الترمذى : « حسن غريب من حديث ثابت عن أنس © + دفيه محمد بن
(©) اخرجه مسلم فى الذكر والدعاء والتوية / باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر (4/
1 - وروينا فى صحيح مسلم أيضا عن أبى سعيد الخدري وأبي هريرة رضى الله
( فصل ) الذكر يكون بالقلب » ويكون باللسان والافضل منه ما كان بالقلب واللسان
جميّعا ؛ فإن اقتصر على أحدهما ؛ فالقلب افضل » ثم لا ينبغى أن يترك الذكر باللسان
مع ١ من أن يظنٌ به الرياء » بل يذكر بهما جميعا ويقصد به وجه الله تعالى +
وقد قمنا عن الفضيل رحب الله أن ترك العمل لاجل الناسس رياء + ولو فتح الإنسان عليه
باب ملاحظة الناس » والاحتراز من تطرق ظنونهم الباطلة لانسلً عليه أكثر أبواب الخير
الآية : ولا تم ولا تخافتُ بها » [ سورة الإسراء : ١١١ ] فى الدعاء +
( فصل ) اعلم أن فضيلة الذكر غير منحصرة فى التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير
الله عنه » وغيره من العلماء . وقال عطاء ؛ رحمه الله : مجالس الذكر هى مجالس
الحلال والحرام ؛ كيف تشترى وتبيع وتصلى وتصوم وتتكح وتطلق وتحج واشباء هذا :
( فصل ) قال الله تعالى : ل إن الْسْلمينَ واقُلمات 6 إلى قوله تعالى : «والذاكرين
3 - ودوينا فى صحيح مسلم عن أبى هريرة + رغى الله عن + أن رسول الله 988 قال
قلت : روى المفرّدون بتشديد الراء وتخفيفها + والمشهور الذى قال الجمهور التشديد +
واعلم أن هذه الآية الكريمة مما ينبغى أن يهم بمعرفتها صاحب هذا الكتاب . وقد
اختلف فى ذلك» فقال الإمام أبو الحسن الواحدى : قال ابن عباس : المراد يذكرون الله فى
(4) أخرجه مسلم فى الذكزو الدعاء / باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكرل 6 / 17 /
الفتح ) ؛ ومسلم فى الصلاة / باب السوسط فى القراءة فى الصلاة الجهرية ( ١ / / حل فا
() أخرجه مسلم فى الذكر والدعاء / باب الحث على ذكر الله تعالى( + / 17/ - التورى )-
أدبار الصلوات + وغدوً وعشياء وفى المضاجع» وكلما استيقظ من نومه » وكلما غدا أو
راح من منزله ذكر الله تعالى . وقال مجاهد : لا يكون من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات+
حتى يذكر الله قائما وقاعدا ومضطجما . وقال عطاء : من صلى الصلوات الخمس
-١/ وقد جاء فى حديث أبى سعيد الخدرى ؛ رضى الله عنه + قال : قال رسول الله
كل ««إذَ قا الرجل أهله فى الليل فصلا أوْصَلى ركمتين جمِيعا كا فى الذاكرين الله
وسثل الشيخ الإمام ابو عمرو بن الصلاح + رحمه الله عن القدر الذى يصير به من
الذاكرين الله كثيرا والذاكرات ؛ فقال : إذا واظب على الاذكار الأثورة المثبتة صباحا ومساءٌ
فى الاوقات والاحوال المختلفة ليلاً ونهارا ؛ وهى مبينة فى كتاب عمل اليوم والليلة كان
من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات » والله أعلم +
( فضل ) آجيع العلماء على جواز الذكر بالقلب واللسان للمحدث والجّب والحائض
والتفساء + وذلك فى التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والصلاة على رسول الله كي
والدعاء وغير ذلك . ولكن قراءة القرآن حرام على الجنب والحائض والنفساء + سواء قرأ
قليلاً أو كشيرا حتى بعض آية ؛ ويجوز لهم إجراء القرآن على القلب من غير لفظ +
وكذلك النظر فى الصحف + وإمراره على القلب . قال أصحابنا : ويجور للجنب
والحائض أن تقولا عند الصيبة : « إن لله وإنا إليه راجعون © © وعند ركوب ١١
«سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ن © ١ وعند الدعاء : أربنا آنا فى الدنيا حسنة
وتطوع النهار / باب ثواب من امستيسفظ وايقظ اسرأته (1 /*41/ ح 0191١ + وابن ماجه فى
الصلاة / باب من ايقظ أهله (1/ 4979 / اح 1738 ) ؛ والحاكم ( 413/7 ) © ثلاثتهم من
طريق على بن الأقمر + عن الأغر » عن أبى سعيد الخدرى وأبى هريرة مرفوعا به + قال الحاكم :
حديث صحيح على شرط الشيخين ؛ ولم يخرجاء وأقره الذعبى +
ثم لا فرق بين أن يكون تيممه لعدم الماء فى الحضر أو فى السفر » فله أن يقرأ القرآن بعده
وإن أحدث » وقال بعض أصحابنا إن كان فى الحضر صلى به وقرأ به فى الصلاة ء ولا
الغضل. ولو تيمم الجنب » ثم راى ماء يلزسه استعماله فإنه يحرم علي السقراءة وجميع ما
يحرم على الجنب حتى يفتسل . ولو تيمم وصلى وقرأ ثم أراد التيمم لخدت أو لفريضة
أخرى أو لغير ذلك لم تحرم عليه القراءة ٠
هذا هو الذهب الصحيح المختار ؛ وفيه وجه لبعض أصحابنا أنه يحرم © وهو ضعيف
القراءة خارج الصلاة + ويحرم عليه أن يقرأ فى الصلاة ما زاد على الفانحة +
بها ؛ وكما جازت الصلاة للضرورة تجوز القراءة . والثانى تحرم بل يأتى بالاذكار التى يأتى
مختصرة » وإلا فلها تتمات وادلة مستوفاة فى كتب الفقه » والله أعلم +
( فصل) ينبغى أن يكون الذاكر على أكمل الصفات » فإن كان جالسا فى موضع استقيل
القبلة وجلس متذللاً متخشعا بسكينة ووقار مطرقا رأسه + ولو ذكر على غير هذه الأحوال
اجاز ولا كراهة فى حقه » لكن ان يق ملن كات تازكا للافّل:: والدليل على عتم
والْأَرْض © [ سورة آل عمران : 6146 ]141
» - وثبت فى الصحيحين عن عائشة ؛ رضى الله عنها + قالت : « كان رسول الله قن