ابن القيم تله © : لقاح الافتقار والاضطرار إليه؛ ومتئ اجتمعا أثمرا
إجابة الدعاء؛ فتصبح البلية عطيّة؛ ويصير المكروه محبوباً؛ وتنقلب
لطيف في مبناه؛ للإمام الهُمام؛ والعالم القَّمقَامٍ ""؛ يوسف بن حسن بن
من الآيات؛ والأحاديث النبوي والآثار في الحض علئ الدعاء والأمربه»
وأوقات الإجابة وأحوالها وأماكنهاء ومن أدعية ورد بهاالشرع» وفضيلة
)١( انظر: «الزهد» للإمام أحمد (ص:141).
() انظر: «الفوائد» لابن القيم (ص :1448
(©© القمقام والُماقم من الرجال: السيد الكثير الخير» الواسع الفضل. انظر: السان
العرب» لابن منظور (444/17).
الدّاعين والذّاكرين» وأسباب الإجابة وموائعها.
وعرض فيه فصولاً فقهية تتعلق بدعاء المأمومين مع الإمام؛ ورفع
اليدين؛ وصفة الرّفع» وفيما يشرع لمن أكل حراماً؛ وفي الجهر والإسرار
ده وديدله في أكثر مؤلفاته -» فذكر فيه فصولا في استحباب التذلل
والخضوع والمسكنة» وإخلاص الدُعاء؛ والأخذ علئ يد الطَّالم والصَّبر
عليه؛ والتحذير من الظُلم؛ ودعاء المظلوم.
للحزين» محرّضاً للمشمّرين» فقد جمع بين دفتيه فرائد أثيرة؛ وفوائد
كثيرة» وتهذيب كلام أئمة أعلام كبار؛ كالحافظ ابن رجب الحنبلي» فقد
وبالجملة: هو كتاب يصلح للملوك والأمراء» والأغنياء والفقراء»
فالله أسأل أن يثيب مؤلّفه بهئذا السّغر الجليل جميل الذكر في الدُنياء
وجزيل الأجر في الآخرة. آمين.
* وصف النسخة الخطية المعتمدة في التحقيق:
اعتمدت في تحقيق هذا السفر الحافل علئ نسخة خطية بقلم
المؤلف المعروف بغرابة الشكل والتركيب؛ واتصال الحروف» وقلة
وهلذه النسخة من محفوظات دار الكتب الظاهرية بدمشق المحروسة
»)44-١( وقياس ورقها 47700 سم)ء وفي الصفحة (77) سطراً
وقد وقع في أوله خرم قليل - بمقدار نصف ورقة -» وهو ما ابتدأ فيه
مؤلفه من الاستفتاح والتقديم لكتابه.
وقد انتهئ المؤلف من نسخ كتابه في آخر شهر ربيع الأول سنة
0 ه). وأنبت علئ طُوّة النسخة الخطية ختم المدرسة العمرية - التي
لا تزال آثارها باقية حتئ اليوم - بصالحية دمشق حيث أنهئ المؤلف كتابه
هلذاء كما أثبت في آخره.
# تحقيق اسم الكتاب:
جاء علئ ظهر النسخة الخطية بخط المؤلف قوله: «وبعدء فهنذا
وكذا سمّاه غير واحد ممن ترجم لابن عبد الهادي أو ذكر مؤلفاته من
المصنفين» كالبغدادي في «هدية العارفين» (178/1) و«إيضاح
وقد وسمه غير واحد من المعاصرين الذين كتبوا عن الإمام
عبد الهادي ونشروا بعض كتبه بلآداب الدعاء»» أو «أدب الدعاء»؛ أو
«الأدب في علم الدعاء»» وأغرب بعضهم فسمّاه «المرتضئ في علم
الدعا». وكل هلذه الأسماء خطأ لا ريب» والصحيح ما قدمته. ولعلّ
السبب في ذكر هلذه الأسماء: صعوبة خط الإمام ابن عبد الهادي» الذي
يحتاج إلى ممراس طويل» وخبرة خاصة» الأمر الذي يوقع الكثيرين من
المشتغلين بكتبه بالتصحيف والتحريف الكبيرين» والتوفيق والعصمة من
الله وحده.
*# عملي في الكتاب:
١ - نسخ الأصل المخطوط» ومعارضته على المصادر التي نقل
ومقصود المؤلف بالمرتعئ: المحفوظ المرعي؛ فيكون: «المرتعئ: صفة لموصوف
شأن الدعاء. فالأدعية والتعوذات - كما يقول ابن القيم تكله بمنزلة السلاح+
في الدعاء» أو كان ثم مانع من الإجابة؛ لم يحصل التأثير .
عنها المؤلف؛ لزيادة التثبت في تحقيق الكتاب؛ فما وقعت عليه من خطأ
وتصحيح الكتاب» وتحقيق متنه؛ من أكبر الأعمال وأشقّهاء يحتاج
من الجهد والعناية إلى أكثر مما يحتاج إليه التأليف» وقديماً قال الجاحظ
في كتابه: «الحيوان» (74/1): «ولربما أراد مؤلف الكتاب أن يصلح
تصحيفاً؛ أو كلمة ساقطة» فيكون إنشاء عشر ورقات من حر اللفظ
من اتصال الكلام» .
- أضفت إلئ الكتاب عناوين لفصول ذكرها المؤلف دون أن
يعنون لها؛ وذلك لتيسير الفائدة والمراجعة؛ وصنع الفهارس؛ وجعلتها
بين حاصرتين.
؛ - تخريج الأحاديث النبوية؛ فإن كان الحديث في الصحيحين»
فإني أكتفي بالعزو إليهما دون غيرهماء وإلا فمن السنن الأربعة؛ بذكر رقم
أحد الكتب الستة» فإني أعزوه إلى كتب الحديث الأخرئ بذكر رقم
الحديث» أو الجزء والصفحة. وقد أشير أحياناً إلى الكلام عن الحديث
صحة وضعفاً؛ بالاعتماد علئ كلام الحفاظ والأئمة المتقدمين.
© - تخريج الآثار والحكايات التي أوردها المؤلف في صلب كتابه
هلذاء بالرجوع إلى المصدر الذي أخذ عنه المؤلف» وبنسبتها إلى الكتب
> - تخريج الأشعار التي ذكرها المؤلف» بالإحالة على الديوان إن
كان للشاعر المذكور ديوان» وإاّ فمن كتب العربية وأمهات المصادر»
دون الاستفاضة في التخريج؛ ثم وضعت الأوزان الشعرية بين حاصرتين.
7 - ترجمت لبعض الأعلام الوارد ذكرهم في الكتابء دون
» - عرفت ببعض الكتب غير المطبوعة والتي ذكرها المؤلف في
ثنايا كتابه .
بالاستدراك عليه من كلام الأئمة النقات؛ وذلك استكمالاً لفوائد الكتاب»
٠ - ضبطت الكتاب بالشكل ضبطاً شبه تام؛ لتيسير قراءته
ذيّلت الكتاب بفهرس تحليل تناول رؤوس الآي» وأطراف
الحديث» وقوافي الأشعار» والأرجاز» والأعلام الواردة أسماؤهم في
وبعد» فأحمد الله -عز وجل علئ توفيقه لإخراج الكتاب على
هنذا النحوء وأثتّي بإزجاء الشكر والعرفان لأخينا وأستاذنا الحاذق النبيه
اللبيب؛ والأديب الأريب» الفاضل المحقق الشيخ نور الدين طالب مدير
العظيم أن يعظم قراه يوم يلقاء.
أبو عبد الله
محمد خلوف العبد الله
دمشق في الحادي والعشرين من رمضان سنة (1571 ه)
٠ ٠ل حلم
هو الإمام يوسف بن حسن بن أحمد بن حسن بن أحمد بن
عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن
قدامة؛ المنتهي نسبه بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -؛
فهو قرشي عمري عدوي؛ دمشقي صالحي»؛ مقدسي الأصل» حنبلي
وهو جمال الدين بن بدر الدين بن شهاب الدين.
ويعرف بابن عبد الهادي» ويلتَّبٍ بابن المثرّد بكسر الميم وسكون
ويكنى بأبي المحاسن» وبأبي عمر أيضاً.
قال تلميذه ابن طولون عن نسبه» أنشدني قاثً (من الإجزا:
من يطلب التعريف عني قد هدي فاسمي يوسف وابن نجل المبرد
1141/70 انظر: «فهرس الفهارس كله )١(
وأبي يعرف باسم سبط المصطفئل والجد جدي قد حذاه بأحمد ©
فهو ربيب أسرة عريقة؛ ضاربة جذورهاء راسخة معالمها بشرف
العلم والنسب والدين.
فجده الأعلى محمد بن قدامة؛ هو أخو الشيخ أحمد بن قدامة والد
الإمام موفق الدين.
وأبوه كان وافر الحظ من العلم والدين» وكان من أماثل القضاة»
ذوي السيرة النزيهة الحسنة !".
وجده كان من مشايخ المحدثين. صاحب صفات حميدة في الدين
والعفة والصلاح !".
ولد الإمام ابن عبد الهادي سنة (851 ه) في أول يوم منهاء كما
أخبر هو عن نفسه "*'؛ في السهم الأعلئ بصالحية دمشق» كما ذكر تلميذه
ابن طولون '* وغيره.
انظر: ترجمته في: «الضوء اللامع» للسخاوي (©/ 37)؛ ودالقلائد الجوهرية» لابن
طولون (9/ +584
(©) انظر ترجمته في : «الضوء اللامع» للسخاوي (1/ 1177
(4) «زبد العلوم» للمؤلف (ورقة:1/47).