بع تقصيره في اشكرها :
الثاني : مِحنٌ من الله تعالى
والتسلي . والصبرٌ: حبس النفس عن التسخْط بالمقدور » وحبسٌ اللسان
عن الشكوى ؛ وحبسٌ الجوارح عن المعصية » كاللطم ؛ وشق الثياب »
ونتف الشعر ونحو ذلك .
ينبغي انقلبت المحنة في حقه منحة. واستحالت البلية عطية وصار
المكروه محبوباً . فإن الله سبحانه وتعالى لم يبتله ليهلكه » وإنما ابتلاه
فيما يحب ؛ وأكثر الخلق يعطون العبودية فيما يحبون » والشأن في إعطاء
العبودية في المكاره » ففيه تفاوتت مراتب العباد ؛ وبحسبه كانت منازلهم
عند الله تعالى) .
فالوضوء بالماء البارد في شدة الحر عبودية ؛ ومباشرة زوجته
هذا والوضوء بالماء البارد في ة البرد عبودية » وتركه المعصية التي
اشتدت دواعي نفسه إليها من غير خوف من الناس عبودية » ونفقته في
الضراء عبودية » ولكن فرق عظيم بين العبوديتين .
والمحبوب ؛ فذلك الذي تناوله قوله تعالى : «أَلَيسَ الله بِكَافٍ عَبْدَهُ »
)١( انظره عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين » للمصنف » و« تسلية أهل المصائب » لمحمد بن
محمد بن محمد المنبجي » وهما من منشورات مكتبة دار البيان بدمشق
[ الزمر : 98 ] وفي القراءة الأخرى : «إعباته 0")وهما سواء ؛ لأن
المفرد مضاف ؛ فيعم عموم الجمع .
فالكفاية التامة مع العبودية التامة . والناقصة مع الناقصة » فمن
ليس لعدوه عليهم سلطان . قال تعالى :
وقد كان آدم أبو البشر كَيةِ من أحلم الخلق ؛ وأرججهم عقلا »
اشة الحلم » ومن عقله في جنب عقل أبيه كتفلة في بحر ؟ ولكن
أبي جعفر وحمزة والكسائي وخلف + انظر تقريب النشرص ١68 وتفسير الطبري
وأهاكته .وفضل الله تعالى ١ حمته وعفوه ومغفرته من وراء ذلك كاه"
فإذا أراد الله بمبده حيرا فتح له من آبواب التوبة » والندم ؛
والأنكسار » والذل » » والاستعانة به وصدق اللجا اليا ء
والدعاء
والتقرب اليه بما أمكن من الحسنات ما تكو
ربه تعالى ؛ ناكس الرأس بين يديه » متكسر القاب له
بها النار
وفلاحه . حتى يكون ذلك الذنب سبب دخوله الجنة
ويفعل الحسنة فلا يزال يمن بها على زبه ؛ ويتكبر بها و
فإذا أراد الله بهذا المسكين خيراً ابتلاء بأمر بكسره به » ويذل به علقة +
هو الخذلان الموجب لهلاه) .
لابن مفلح المقدس
علهذا قل أنقدأ 2 معصية أي
اانه تعالي بين هذين الجناحين » لا يمكنه أن
ور الأنصاري الهرؤي + أبو إسماعيل +
من كباز الحخابلة» من قري
ليت لين السسيف دس مزلت » لا يقال الي
بن خالفك » فأقول : لا أسكث » +
علي بن جعغربن
+ مقبراء مؤرخ +
كن تيقال لي : امكت
و سنة ا مزه رحمه الله تعالى ؛ من تصائيفه : « منازل الساثرين إلى
ال-2, المرين » ود شرحه المؤلف ابن القيم بكتاب سماه : « مدارج السالكين ؛
الصفات » بره منافب الإمام أحمد » و« الأربعين في السئة »
مشاهدة المنة ومطالعة عيب النفس والعمل .
فمشاهدة المئة توجب له المحبة والحمد والشكر لولي النعم
والاحسان » ومطالعة عيب النفس والعمل توجب له الذل والانكسار »
والافتقار » والتوبة في كل وقت » وأن لا يرى نفسه إلا مفلساً ؛ وأقرب
باب دخل منه العبد على الله تعالى باب الإفلاس » فلا يرى لنفسه
حلا ؛ ولا مقاماً » ولاسبياً يتعلق به ؛ ولا وسيلة منه يمن بها ؛ بل يدخل
على الله تعالى من باب الافتقار الصرف » والافلاس المحض . دخول
من قد كسر الفقر والمسكنة قلبه حتى وصلت تلك الكسرة إلى سويدائه
فانصدع » وشملته الكسرة من كل جهاته ؛ وشهد ضرورته إلى ربه عز
وجل ؛ وكمال فاقته وفقره اليه ؛ وأن في كل ذرة من ذراته الظاهرة والباطنة
فاقة تامة . وضرورة كاملة الى ربه تبارك وتعالى » وأنه إن تخلى عنه طرفة
عين هلك ؛ وخسر خسارة لا تجبر » إلا أن يعود الله تعالى عليه ويتداركه
)١( رواه البخاري /١١ 8# في الدعوات : باب أفضل الاستغفار؛ و١١/ ١١١ : باب
ما يقول إذا أصبح ؛ وأحمد في « المسند» 4/ ١77 و9١ ؛ والترمذي رقم
4 ) في الدعوات : “باب رقم 16 ؛ والنسائي 8/ 174 في الاستعاذة ؛ باب
الاستعاذة من شر ما صنع ؛ من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه ؛ وليسن لشداد في
« صحيح البخاري » سوى هذا الحديث .
وفي الباب عن أبي هريرة ؛ وابن عمر » وابن مسعود » وابن أبزي » وبريدة رضي
الله عنهم . انظر « الأحاديث الصحيحة » للألباني رقم (1748) ١
برحمته . ولا طريق إلى الله تعالى أقرب من العبودية » ولا حجاب أغلظ
من الدعوى .
تام . ومنشاً هذين الأصلين عن ذينك الأصلين المتقدمين ؛ وهما مشاهدة
المنة التي تورث المحبة ؛ ومطالعة عيب النفس والعمل التي تورث الذل
التام + وإذا كان العبد قد بنى سلوكه إلى الله تعالى على ين الأصلين
لم يظفر عدوه به إلا على غرة وغفلة © وما أسرع ما ينعشه الله عز وجل
)١( قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتاب « العبودية » ص 4118 من « مجموعة
التوحيد » طبعة دار البيان بدمشق
العبادة والطاعة والاستقامة ولزوم الصراط المستقيم ونحو ذلك من الأسماء مقصودها
أحدهما : أن لا يعبد إلا الله
[ الكهف : 11١ ] وقال تعالى : ل بل مَنْ ألم وه لله وَُومُحْسٌِ ف جر
1 6[ البقرة : ١17 ]وقال تعالى وَتَنْأَحَْنْديامِمُنْ ا
فالعمل الصالح هو الإحسان » وهو فعل الحسنات ؛ والحسنات : هي ما أحبه الله
ورسوله وهو ما أمر به أمر إيجاب أو استحباب
من قالها وعمل بهامن عمل ليست مشروعة فإِنَّ الله لا يحبها ولارسوله :فلا تكون من الحسنات
من العمل الصالح . اها. انظر بقية كلامه ثم
)١( انظر ما قاله المصنف ص 74
فصل [ في استقامة القلب]!*»
أحدهما : أن تكون محبة الله تعالى تتقدم عنده على جميع
المحاب ؛ فإذا تعارض حب الله تعالى وحب غيره ؛ سبق حب الله
تعالى حب ما سواه» فرتب على ذلك مقتضاه » وما أسهل هذا
بالدعوى » وما أصعبه بالفعل »«فعند الامتحان يكرم المرء أو يهان» .
من الخلق ؛ أو يحبه على محبة الله تعالى .
وقد قضى الله تعالى قضاءً لا يرد ولا يدفع ؛ أن من أحب شيئاً
الأمر الثاني : الذي يستقيم به القلب : تعظيم الأمر والنهي ٠ وهو
ناشىء عن تعظيم الآمر الناهي » فإن الله تعالى ذم من لا يعظمه ولا
(«) عناوين القسم الأول من الكتاب من وضع المحقق وقد وضعت بين حاصرتين .
يعظم أمره ونهيه » قال سبحانه وتعالى :ما لَكُمْ لآ نر
وما أحسن ما قال شيخ الإسلام في تعظيم الأمر والنهي!" : هو أن لا
يُعَارّضا بترخص جاف . ولا يعارضا بتشديد غال » ولا يحملا على علة
ُوْهِنُّ الانقياد
ومعنى كلامه : أن أول مراتب تعظيم الحتى عز وجل : تعظيم أمره
رسول الله قل إلى كافة الناس!”؟ »ومقتضاها الانقياد لأمره ونهيه . وإنما
يكون ذلك بتعظيم أمر الله عز وجل وقيموء وتعظيم نهيه واجتنابه +
فيكون تعظيم المؤمن لأمر الله تعالى ونهيه دالا على تعظيمة لصاحب
الأمر والنهي » ويكون بحسب هذا التعظيم من الأبرار المشهود لهم
بالإيمان والتصديق وصحة العقيدة» والبراءة من النفاق الأكبر ء فإن
الرجل قد يتعاطى فعل الأمر لنظر الخلق , وطلب المنزلة والجاه
عندهم ؛ ويتقي المناهي خشية سقوطه من أعينهم » وخشية العقوبات
الدنيوية من الحدود التي رتبها الشارع على المناهي » فهذا ليس فعله
وتركه صادراً عن تعظيم الأمر والنهي » ولا عن تعظيم الآمر الناهي .
فعلامة التعظيم للأوامر : رعاية أوقاتها وحدودها ؛ والتفتيش على
والمسارعة إليها عند وجوبها ؛ والحزن والكابة والأسف عند فوت حق من
)١( هذا قول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ومجاهد والضحاك انظر « تفسير القرآن
العظيم » للحافظ ابن كثير 475/4
() مدراج السالكين 4/7
©) كذا في الأصول
حقوقها . كمن يحزن على فوت الجماعة ؛ ويعلم أنه لو تقبّلت منه
البيع والشراء يفوته في صفقة واحدة في بلده من غير سفر ولا مشقة
ضعف مما تضاعف به صلاة الجماعة خير من ألف . وألف ألف ؛ وما
شاء الله تعالى » فإذا فوت العبد عليه هذا الربح خسر قطعاً .
كثير من العلماء يقول : لا صلاة له وهو بارد القلب ؛ فارغ من هذه
المصيبة » غير مرتاع لها , فهذا من عدم تعظيم أمر الله تعالى في قلبه +
لجالد عليه ؛ ولكانت قرعة . وكذلك فوت الجمع الكثير الذي تضاعف
وكلما بعدت الخطا كانت خطوة تحط خطيئة » وأخرى ترفع درجة!) ,
وكذلك فوت الخشوع في الصلاة ؛ وحضور القلب فيها بين يدي
الرب تبارك وتعالى الذي هو روحها وليّها ؛ فصلاة بلا خشوع ولا
حضور » كبدن ميت لا روح فيه » أفلا يستحي العبد أن يهدي إلى
الهدية ممن قصده بها . من ملك ؛ أو أمير » أو غيره » فهكذا سواء
الصلاة الخالية عن الخشوع والحضور وجمع الهمة على الله تعالى
)١( انظ ركتاب« اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملا الاعلى » للحافظ ابن رجب الحنبلي
ص (14- 7©) في فضيلة المشي إلى المساجد ؛ وهو من منشورات مكتبة دار البيان
بنمشق ,