مقدمة الطبعة الرابعة
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد » فاني أحمد الله سبحانه على ما أفاض وأنعم علي من حسن
التوفيق في إتمام هذه السلسلة المباركة ( الأركان الأربعة ) الث كانت ولا تزال
موضع اهتمام القراء الكرام في العالم الإسلامي الواسع كما دل على :لك
تكرار طبعها بأعداد كبيرة » ولعل أهمها هذا الكتاب الذي بين يديك ( أبو
ذر) والذي ترجم منذ أربع سنوات إلى اللغة الفارسية ترج جيدةً بإخراج
أنيق .
إنشاء البنية الإسلامية وتشييد دعائمها مستلهها هداه من روح القرآن ومن
تعاليم النبي الأكرم ( ص ) وستته الشريفة المباركة +
انه يبقى الصحابي العظيم الذي ورث الكثير الكثير من صحبته للنبي
الأعظم (ص ) ولم يفرط في ذلك الارث فيد شعرة » بل صانه بروحه وقلبه
وفكره » فكان راشداً عظيياً من رواد الإصلاح حين استشرى الفساد في
صفوف الولاة والحاكمين .
وما أحوج المسلسين اليوم إلى إطلالة هذه الشخصية عليهم من
جديد ؛ وما أحوجهم إلى قادةٍ يحملون روح أبي ذر متمثلين بعبادتة وهديه +
إن سيرته تبعث فينا روح التكاتف والتوحد الني هي أحوج ما تكون
إليها في عصرنا الحاضر .
إنها الإطلالة السمحة الندية الي تبعث في النفوس الأمل بحياة أفضل
مشفوعةٍ بالعمل للآخرة . والله الموفق ٠
٠ه المؤلف
غرة رمضان المبابة يو زتر/رمجو1
تقديم ؛ اتج اريبخ حرق اليه
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف خلقه محمد وآله
الطيبين الطاهرين » الذين آد"وا الأمانة ؛ واجنبوا الخيانة ؛ ونصحوا لله
ورسوله وللمؤمنين » فكانوا من خيرة أوصياء الأنبياء » من أشدهم قينا
واعظمهم صبراء واكثرهم اجتهادا ؛ في حفظ ما ورثوه عن رسول الله (ص7)
وصيائته من التحريف والتأويل والتبديل ؛واتباع المتشابه من الكتاب
العزيز » ثم تحملوا من المصاعب والمناعب » ومقاساة الشدائد ما تحملوا ؛
في سبيل إيصاله الى العلماء الصالحين ؛ المحافظين ؛ الذين اختارهم الله
جهدهم ؛ فكان ذلك مصداقا لقول رسول الله (ص) :لماة نجي لاإباء
بني اسرائيل » أو أفضل من أنبياء بني اسرائيل ٠ ولقوله (ص) : يدلا
العلماء أفضل من دماء الشهداء + وقد صدق رسول الله (ص) وهو لا ينطق
عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ٠ انثا كنا وما زلنا ثلمس ونلمح في
العلماء » وفي آثارهم » وفيما يحكى عنهم » من الصبر والورع والتسديد »
ما يشهد بأنهم في صفوف هؤلاء الأنبياء +
الذين يقتفون آثارهم » ويترسمون خطاهم ؛ ويستعينون بالله ؛ وبه
يستنصرون » لتفوز بالانضمام الى هذا الموكب المشرق الرفيع » قولا وعملا»
وسمتا ؛ وهدياً ؛ ولنتشرف بمحاولة حمل رسالتهم » وفي فهمها ؛ وحفظها +
والعمل بها ء ونشرها +
وانني يحمد لله سبحانه المح آثار الاستجابة ؛ في نفسي »
وولدي » وفي طليعتهم اليوم ثانيهم « ولدي الجواد » ويتجلى ذلك في كتبه
الثلاثة : ١ ( الانسان بين الحياة والموت ) ؟ ( نظريات تتعلق بالكون
فقد أعطاه الله قلماً محبباً مفهمآً ؛ قليل الفضول ؛ وهداه الى الأخذ
بأوائل معالم الطريق ؛ فهو ممن يهتم في فهم الاسلام » وفي تفهيمه لأهل
ساهمت مع النبي (ص) مساهمة فعالة ؛ في نشر دعوته ؛ بالسير في سيرته»
في سلوكها » وأقوالها » وآفعالها » فقد كانوا يجسدون الاسلام قولا وعبلاء
وكتاب ( أبي ذر ) الذي هو بين يديك ؛ يهدف فيه مؤلفه الى تجسيد
العقيدة الاسلامية ؛ بعرض صور اعتنقوا الاسلام وهو في مهده »
صور هي أقرب شيء لواقعهم باحاطة وأمانة » وتفهم » وإتقان على عكس
يرغب في الزهد ب سواء فهم معناه أو لم يفهمه ب تحدث عن أبي ذر من
هذه الناحية فقط » ومن كانت له ميول فكرية خاصة » انحرف بسيرة أي ذر
إلى ما يتلائم مع ميوله .
وعلى مرور الوقت ؛ أصبح أبو ذر يظهر للقراء على شاشة العرض
شخصية محدودة بحدود ضيقة جد » تجعله متعبدا غيورا على الاسلام »
جريئاً على الحكام ؛ جرأة تنسيه قوله تعالى : أدع الى سبيل ربك بالحكمة
والموحظة الحسلة *
هذا » مع ان أبا ذر ؛ أحد أركان الاسلام في مهده » وهو أول من شهر
السيف في وجه المشركين » حين كان يقطع الطريق على قوافل قريش >
يسلموا + وهو أيضا ب أحد معتمدي النبي (ص) ؛ وأحد عظماء الصحابة »
وهو من حواربي رسول الله (ص) وحواربي أسير المؤمنين علي ( عليه
السلام ) » وليس من المنطق أن يمر في مخيلة أي انسان عاقل » أن محمداً
(ص» وعليآ (ع) » وهما من عظماء البشر ؛ رفعا أيا ذر الذي تصوّره كتب
وستراه في الكتاب الذي بين يديك انسانا آخر يرتفع عن عظماء
الصحابة بالشجاعة » والعلم والعمل » وقوة الارادة والزهد » والاخلاص »
والصبر ؛ والتحمل ٠ ولو فسح لي الوقت مجالا لأوجرت ما أعرفه عنه »
لأريتك أبا ذر انسانا يسير في ركب الأنبياء » يتمتع بكياسة وقوة » وعزة +
وجرأة ؛ ونراهة +
وفق الله المؤمنين للاقتباس من أنواره وآرائه ؛ وحشرنا واياهم » يوم
القيامة تحت لوائه ؛ والسلام عليه » وعليهم ؛ ورحمة الله وبركاته *
عي لات
ومشاهد » تضفي علينا مزيدً من الوضوح في البحث عن الجوانب الهامة
المحيطة بها +
وأول شيء يواجهنا في هذا المضمار » هو « السيرة » ولكن لا فائدة
ولا جدوى منها بدون دراسة وتحليل + إذ أنها وحدها هيكل شاخص لا
راوح فيه » فهي لا تتجاوز أن تكون كلمات مرسومة على الورق؛ بمستطاع
إك في نفس القارىء أو السامع أي آثر نافع مفيد »
مثيرة » من دون أن
سوى ا ثفعالات تفسلية
ولكن ؛ حينما يصل الحديث الى عظماء الصحابة » واستجلاء سيرتهم »
جد أنفسنا أمام مدرسة مثالية ؛ غنية بالعطائين » الفكري والروحي » ومليئة
بالعظات والعير ٠ ونلمس في سلوكهم وأفعالهم » مع أنفسهم ومحيطهم +
الكلمة المسؤولة ؛ وحياتهم كات كلها مواقف خالدة خلود
بقاء الإنسان +
إن هذا النسط من العظماء » يخضع لمراحل صعبة على محك الإختبار
والصحبة ١ تتعدى مرحلة الذات الى مستوى أمانة وممثلية لمواجهة
الناس على اف أهوائهم ؛ وآلواتهم » ومراتبهم *
وتتعدى مرحلة الوقت والجيل » الى عصور وأجيال +
ونحن بدورنا نراهم يجتازون مراحل الإختبار هذه » بصبر عجيب »
ومن هذا النمط النادر في الإسلام ب الأركان الأربعة » وهم :
« آبو ذر الفقاري ؛ وسلمان الفارسي» والمقداد بن الأسود » وعمار إن
ياسر » *
لقد عثرف هؤلاء الأربعة » بأنهم أول من نادى بالتشيع لعلي عليه
السلام والولاية له بعد رسول الله (ص) ؛ لقد نادوا بذلك على أنه من
صميم الاسلام +» فكانوا المثل الأعلى للثبات على هذه العقيدة » والدفاع
عنها + وبذلك استحقوا هذا الوسام « الأركان الأربعة » +
الأول : ما لهذه الشخصية من الأثر الديني الكبير في حياتنا الدينية
مدة طويلة من الزمن » آتاحت له الفرصة في نشر التشيم ( لمذهب أهمل
البيت ) + فالمشهور بين سكان هذه المنطقة أن أبا ذر هو صاحب الفضل
ان الذين تناولوا شخصية أبي ذر لم يعطوه القدز الكافي من
الإحاطة » فقد لاحظت من خلال قراءاقي لبعض ما كتب حول هذا الموضوع »
ان بعضهم يحاول التركيز على الناحية القصصية » والبعض الآخر على
الناحية 3 الثورية » في مسلك هذا الرجل » والبعض الآخر يجهد في
إخراجه بصورة « المتصوف الراهب » ؛ وآخر يعطيه صفة « الحاقد على
الأغنياء » الى غير ذلك من الأوصاف التي تتناسب مع رغبة الكاتب وتفكيره»
ولا تتلائم مع شخصية أبي ذر المسلم الصحابي الجليل +
فأبو ذر لا يعدو كونه من أجلاء الصحابة وخيرتهم » وجدير بمثله أن
يكون عنوانا واضحآً للاسلام +
لذا فانني بذات كامل جهدي في إلقاء الضوء على هذه الشخصية
شيئا مما يتعلق بها » عدا بعض النصوص الزائدة التي لا جدوى من إثباتها »
هذا الكتاب هو الحلقة الأولى في سلسلة متناول حياة
« الأركان الأربعة » وسيرتهم » آملين من وراء ذلك ؛ رضا الله وحده »
الخالدين في تاريخنا الإسلامي المجيد » علنا نستمد من سيرتهم مزيدا
من الصبر » والثبات » في دربنا الطويل والله الموفق +
محمد جواد الفقيه
)ا بيع الثاني / 1200
صبورة مجُْملة
؛ التتارسل الجاع
٠ تعَبْدهُ قبل الإسْلام