وأمّا ناشره بالطبع فجماعة مقدمهم الشريف الفاضل الذكي الزكي المحامي
العلامة المقدس السيّد هاشم الشهير بالحطاب من سلالة السيّد النقيب فخار بن معد
العلوي ؛ والشيخ الفاضل الشيخ هادي نجل العالم الشيخ عباس من سلالة الشيخ أسد
الله صاحب المقابيس ؛ وصاحب مطبعة الزهراء النجفية الفاضل ميرزا الخليلي من
سلالة الميرزا خليل الرازي النجفي المشتهرة بعلمي الأديان والأبدان » فجزاهم الله
عن مودة القربى خير جزاء المحسنين وجعل ذلك العمل الصالح ذخيرة لهم في
العقبى يوم الدين ؛ وحقّ لهم أن ينشروا مثل هذا المقتل المفصل فإنّ المقائل القديمة
المفصلة كمقتل أبي مخنف لم يبق منها شيء إلآ ما نقله الطبري والجزري وأمثالهما
في ضمن كتبهم فأمًا أعيانها فلم يبق منها لأنّ مقتل أبي مخنف لم يوجد منذ خمسة
أو ستة قرون وكذلك أمثاله ؛ فأمّا هذا المقتل القديم المفصّل المروي بالإسناد
المعنعن عن الأفضل فالأفضل ؛ فلم يوجد بالأيدي مثله : فهو الكنز الدفين أثاروه
والكوكب الخفي أظهروه وأناروه ؛ وهذه يد لهم على كل من أحب النبي المصطفى
وآله الطاهرين ؛ صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين ؛ ونعمة أسدوها على
محبّي الحسين (عليه السلام) ؛ والمتعطشين إلى ذكره على الكمال والتمام ؛ فلنشكر
يدهم البيضاء ؛ وليدع محبّ الحسين لهم بأحسن الجزاء ؛ على إسداء هذه النعماء
وقد قلت في تاريخ طبع هذا الكتاب الثمين ؛ وأسماء ناشريه للمحبّين :
أبهج قلب المصطفى والمرتضى ***. وفاطم الزهرا محمّد الرضا
بطبع تأليف الموفق الذي . *** - حاز به الفضل وأدرك الرضا
في مقتل الحسين سبط المصطفى *** - ومهجة الزهرا وقلب المرتضى
سنة 1367
النجف - محمّد السماوي
مقدمة المؤلف
المصطفى ؛ وأوجه الرضوان إلى ذريّته أولاد فاطمة البتول ؛ وعلي المجالد
الصؤول ؛ يوم نطاح الكباش والوعول ؛ الذين لحمهم لحم الرسول ؛ قد جعل الله
سيرهم حججه على كافة الأنام ؛ وصيّرهم أسنمة أئمّة الإسلام ؛ الداعين إلى دار
السلام ؛ ورخّص عنهم الدنس ووقرهم توقيرا ؛ وأذهب عنهم الرّجس وطهّرهم
تطهيرا ؛ وافترض مودتهم على الخلق وجعلها من جملة الإيمان ؛ وأمرنا بها من
تأرج بقدمه الحرمان ؛ ونزلت الملائكة لنصرته يوم التقى الجمعان ؛ كما في سورة
الشورى من القرآن على ما قال عزّ من قائل حكاية عنهم : ( قل لا أسألكم عليه
أجراً إل المودّة في القربى ) روي أته لمّا نزلت هذه الآية ؛ قيل : يا رسول الله !
وحديث المباهلة تؤكدها ويعضدها ويؤيّدها وهو ما أخبرنا الشيخ الصالح العالم
الأوحد عبد الملك ابن أبي القاسم بن أبي سهل الكروخي الهروي ببغداد منصرفي
من السفرة الحجازية على شط دجلة عن مشايخه الثلاثة القاضي أبي عامر محمود
بن القاسم الأزدي, وأبي نصر عبد العزيز بن محمّد الترياقي, وأبي بكر أحمد بن
عبدالصمد الغورجي (رحمهم الله) ثلاثتهم عن أبي محمّد عبد الجبار بن محمّد
الجراحي عن أبي العباس محمّد بن أحمد المحيوبي عن الإمام الحافظ أبي عيسى
بكير بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : أمر معاوية بن أبي
بعض مغازيه فقال له علي (عليه السلام) : يا رسول الله ! أتخلقني مع النساء
والصبيان ؟ فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : أما ترضى أن تكون
متي بمنزلة هارون من موسى إلا أته لا نبوّة بعدي ؛ وسمعته يوم خيبر يقول :
أهلي ".
وأخبرنا الشيخ الثقة العدل الحافظ أبوبكر محمّد بن عبدالله بن نصر الزاغوني
بمدينة السلام قال : أخبرنا أبوالحسين محمّد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخثد
الباقرحي قال : أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن الحسن بن علي بندار قال : أخبرنا
أبوبكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمّد بن شاذان قال : أخبرنا أبوالقاسم
عبدالله بن أحمد بن عامر الطائي قال : أخبرني أبي أحمد بن عامر بن سليمان قال :
حتثني أبو الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) قال : حدتثني أبي موسى بن
البطين , منزوع
(1) هكذا في جامع الترمذي وفيه إجمال وتفصيله أمر معاوية بسب عليّ فامتنع سعد فقال له
من الشرك بطين من العلم .
وأخبرنا الإمام الأجل الكبير أخي سراج الدين ركن الإسلام شمس الأئمّة إمام
الحرمين أبو الفرج محمّد بن أحمد المككي رحمة الله عليه قال : أخبرنا الإمام الزاهد
أبو محمّد إسماعيل بن علي بن إسماعيل قال : أخبرنا السيّد الإمام الأجل المرشد
بالله أبوالحسين يحيى بن الموفق بالله قال : أخبرنا أبو طاهر محمّد بن علي بن
المعروف بابن ميثم قال : أخبرنا أبو محمّد القاسم بن جعفر بن عبدالله بن محمّد بن
عمر بن علي بن أبي طالب قال : حدّثني أبي جعفر بن محمّد بن عبدالله بن محمّد
عن أبيه محمّد عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد عن أبيه محمّد بن علي الباقر عن
أبيه عليّ بن الحسين زين العابدين عن أبيه الحسين بن علي الشهيد قال : سمعت
ويموت ميتتي ويدخل الجتة التي وعدني رتّي, فليتول عليّ بن أبي طالب وذريّته
الطاهرين أئمّة الهدى ومصابيح الدجى من بعده فإتهم لن يخرجوكم من باب الهدى
إلى باب الضلالة ".
وأخبرنا العلامة فخر الخوارزم محمود بن عمر الزمخشري قال : أخبرنا الأستاذ
الأمين علي بن مردك الرازي قال : أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو سعد أحمد بن
أخبرنا محمّد بن الحسين بن حفص الأشتاني قال : أخبرنا محمّد بن يحيى الفارسي
والحسين (عليهم السلام) فقال :" معشر المسلمين ؛ أنا سلم لمن سالم أهل الخيمة ؛
وحرب لمن
شقيّ الجدّ رديء الولادة ". فقال رجل : يا زيد أأنت سمعت منه ؟ قال : إي ورب
الكعبة ".
وأنبأني مهتب الأئتّة أبوالمقر عبدالملك بن علي الهمداني نزيل بغداد قال :
أنبأنا محمّد بن الحسين بن علي المقري قال : أخبرنا محمّد بن محمّد بن أحمد
الشاهد قال : أخبرنا هلال بن محمّد بن جعفر قال : أخبرنا أبوالحسن علي بن أحمد
الحلواني قال : أخبرنا محمّد بن إسحاق المقري قال : أخبرنا علي بن حمّاد الخثتاب
قال : أخبرنا علي ابن المديني قال : أخبرنا وكيع بن الجرّاح قال : أخبرنا سليمان
بن مهران قال : أخبرنا جابر عن مجاهد عن ابن عباس قال : قال رسول الله (صلى
الله ؛ محمّد رسول الله ؛ علي حبيب الله ؛ الحسن والحسين صفوة الله ؛ فاطمة أمة
وممّا قلته في أهل البيت (عليهم السلام) :
يزيد لظى(1) قد رام أن يتسقلوا . *** ._ وأن يترتوا في مهاوي المعاطب
وقد رشح العدل المهيمن حالهم *** . بمنزلة قعساء فوق الكواكب
ومن خذلان مبغضيهم المستحكم القواعد ؛ وإدبارهم المستحصف المقاعد »
دركات النار ؛ أن حملهم بغض أحبّاء الله وأحبّاء رسول الله ؛ على أن أنكروا أولاد
(1) بالإضافة أي يزيد النار .
علي من فاطمة أولاد الرسول ؛ فمن أولئك الحجّاجٍ المحجوج ؛ الحقود اللجوج »
على ما أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد الحافظ زين الدين والأئمّة علي بن أحمد
العاصمي قال : أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد قال : أخبرنا والدي شيخ
الستة أحمد بن الحسين البيهقي قال : أخبرنا أبوالحسين بن بشران العدل ببغداد قال :
أخبرنا أبو عمرو بن السماك قال : أخبرنا حنين بن إسحاق قال : أخبرنا داود بن
عمرو قال : أخبرنا صالح بن موسى قال : أخبرنا عاصم بن بهدلة عن يحيى بن
يعمر العامري قال : بعث إليّ الحجّاج فقال : يا يحيى ! أنت الذي تزعم أنّ ولد علي
إسحاق ويعقوب كلاً هدينا ) إلى قوله : ( وعيسى وإلياس كلّ من الصالحين ) :
إبراهيم . قال : ما دعاك إلى نشر هذا وذكره ؟ قلت : ما أوجب الله تعالى على أهل
والأخبار في أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يسسّي الحسن
يحيى بن يعمر المؤيّد من الله بالجواب الصواب ؛ الذي أوتي عند سؤاله فصل
أنفاصه ؛ وأوضح له الحجّة مثتل موضحة رأسه ؛ وتركه يهيم في وادي وسواسه »
حبله ؛ من مبغضي أهل البيت ؛ ولعن الله من لم يلعن مبغضيهم ؛ وقاتليهم ؛
عرف من دين الإسلام ؛ أنّ من دلَ على قتل صيد الحرام ؛ كمن قتل صيد الحرم
في الأحكام ؛ فهذا حكم الله في الدال على صيد الحرم ؛ فكيف يكون حكم الله في من
انتهك حرمة رسول الله في الحرم ؛ وسفك من دم سبط شفيع يوم العرض ؛ ولم يكن
حينئذ ابن نبي غيره في بسيط الأرض ؛ وأنا لمّا عجزت لتأخير زماني عن
المناضلة دونه وإراقة دمي » والمثول بين يديه على قدمي ؛ أحببت أن أجمع مقتله
بلعاب قلمي ؛ وأطاعن دونه ودون ذريّته باللسان ؛ إذ لم أطاعن دونهم بالسنان
وأضارب قراهم(2) بالبيان المساعد ؛ إذ لم أضارب دونهم بالبنان والساعد ؛ ليجّد
مطالع مجموعي اللعن على قاتليهم ؛ ويوجّه اللائمة إلى خاذليهم وخاتليهم ؛ وليكون
ينادي المنادي من وراء حجب العرش : يا أهل الموقف غضتوا أبصاركم لتجوز
فاطمة بنت محمّد ؛ فتمضي في عرصات ١
الحسين ؛ فتحتوي على ساق العرش ثمّ تقول : أنت الجبّار العدل ؛ اقض بيني وبين
الكعبة ؛ ثم تقول : شقعني فيمن بكى على مصيبتي ؛ فيشفعها الله تعالى فيهم .
وكسرت هذا المجموع على خمسة عشر فصلا :
امة متلقفة بثوب مخضوب بدم
(2) لعثه عداهم .
الفصل الأوّل : في ذكر شيء من فضائل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) .
الفصل الثاني : في فضاتل خديجة بنت خويلد سابقة نساء العالمين إيماناً بالله
الفصل الثالث : في فضائل فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف أمّ عليّ بن
أبي طالب (عليه السلام) .
الفصل الرابع : في أنموذج من فضائل أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه
الفصل الخامس : في فضائل فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله
الفصل السادس : في فضائل الحسن والحسين (عليهما السلام) .
الفصل السابع : في فضائل الحسين (عليه السلام) خاصة .
الفصل الثامن : في إخبار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن الحسين
وأحواله فكان كما أخبر (عليه السلام) .
الفصل التاسع : في بيان ما جرى بينه وبين الوليد بن عتبة ومروان بن الحكم
حال حياة معاوية وبعد وفاته .
الفصل العاشر : في بيان أحواله مدة مقامه بمكئة وبيان ما ورد عليه من كتب
أهل الكوفة وإرسال مسلم بن عقيل إلى الكوفة ومقتله بها .
الفصل الحادي عشر : في خروجه من مكة إلى العراق وما جرى عليه في
طريقه ونزوله بالطف من كربلا ومقتله بها صتى الله عليه ورزقنا شفاعته .
الفصل الثاني عشر : في بيان عقوبة قاتليه وخاذليه صثى الله عليه ولعن
الفصل الثالث عشر : في ذكر المصيبة به ومرثيته (عليه السلام) .
الفصل الرابع عشر : في زيارة تربته وققنا الله لزيارته .
الفصل الخامس عشر : في انتقام المختار بن أبي عبيدة الثقي (رحمه الل) من