عقدمة 7
والعفو عن المسيء؛ وكظم الغيظ» والتواضع» ومقابلة الإساءة
للإنسانية المتعطشة للنبل والخير والحق والفضيلة.
الإسلام في أنقى صوره وأسماه.
الجزء الأول (78) قصة ويحتوي الثاني (90) قصة أخرى؛
والذي يقرأ هذا الأثر الخالد للمعلم الشهيد مطهري؛ يعرف
والله نسأله أن يوفقنا للسير على خطى الشهيد» وأن نقتدي
قصص الأبرار 0
دخل النبي قله ذات يوم مسجد المدينة فشاهد جماعتين
من الناس» كانت الجماعة الأولى منشغلة بالعبادة والذكر؛
والأخرى بالتعليم والتعلّم؛ فألقى عليهما نظرة فرح واستبشار
يقوم به هؤلاء! ثم أضاف قائلاً: إنما بعثت للتعليم! ثم ذهب
- الرجل الذي طلب المساعدة
بينما كان يستعرض صور ماضيه المليء بالمشقة ويتذكر
كان كذلك وإذا بحديث سمعه من قبل يطرق سمعه ثلاث مرات
مما بعث فيه العزم وغيّر مسيرة حياته وأنقذه مع عائلته من أسر
الفقر والنكبة.
ويطلب منه العون والمساعدة.
(1) منية المريدء ص١٠
ب قصص الأبرار (القسم الأول)
زوجته؛ وقبل أن يتفوه بحاجته؛ سمع هذا الحديث من
الفقر اضطر إلى أن يذهب إلى النبي 488 في اليوم التالي لطلب
المساعدة؛ وإذا بالحديث نفسه يطرق سمعه للمرة الثانية «من
سألنا أعطيناه ومن استغنى أغناه الله».
وعاد كما في المرة الأولى إلى بيته من دون أن يظهر حاجته
إلا أنه وجد نفسه في قبضة الفقر لا مناص منها. فنهض قاصداً
النبي َه للمرة الثالثة» وما أن سمع حديث الرسول يه حتى
يسير بخطوات واثقة مردداً في نفسه : لن أطلب معونة العبيد أبداً»
ساعتمد على الله وأتوكل عليه فهو حسبي؛ وسأستعين بما وهبني
عزّ وجل من قوة» وما التوفيق إلا من عند الله
وبينما هو في غمرة الأفكار استوقفه سؤال: ترى ما العمل
الذي بمقدوري أن أعمله؟
وفجأة خطر له أن يذهب إلى الصحراء ويحتطب؛ فاستعار
قصص الأبرار 1
سألنا أعطيناه ومن استغنى أغناه الله6ل0.
- طلب الدعاء
دخل على الإمام الصادق غلي# رجل في حالة يرثى لها من
الاضطراب والقلق والانفعال» وقال له: «يا مولاي» ادع لي
فقال الإمام يل : دلن أدعو لك!».
فتعجب السائل قاثلاً: «ولم لا تدعو لي يا مولاي؟».
فرد الإمام قائلاً: «إنّ الله تبارك وتعالى أمرنا بالسعي في
.١74ص أصول الكافي» ج؟ )١(
7" قصص الأبرار (القسم الأول)
- عقل الناقة
ظهرت آثار التعب والإنهاك على قافلة الرسول 885 ؛ بعد
كانت تفتش عنه لتنزل بالقرب منه؛ ألقت عصا الترحال ونزل
النبي قي سرعان ما قفل راجعاً إلى ناقته مما أثار عجب
يأمرهم بالسير فقالوا له: إلى أين تريدديا رسول الله؟
فقال: «أعقل ناقتي».
«نحن نعقلها يا رسول الله».
فقال فل : «لا يستعن أحدكم بغيره ولو بقضمة من
0 - صديق في طريق الحج
عندما عاد من الحج أخذ على الإمام الصادق غلكلة
ما حدث له في سفره مع رفاقه الذين كانوا معه» فكان يثتي على
+34 كحل البصرء ص )١(
قصص الأبرار 1
والعبادة على الدوام» وكنّا ما أن ننزل بمكان حتى يتنحى ناحية
يشتغل بالطاعة والعبادة فيها».
وهنا سأله الإمام الصادق غلي# : «من ذا الذي كان ينجز
له شأن سواها».
فقال له الإمام: «فتلعموا إذاً أنكم كلكم أفضل منه!».
7 - على مائدة الطعام
أحمالها حتى استقر رأيهم على أن يذبحوا شاة ويعذّوها غداء
وقال الثاني : «عليّ سلخها».
وقال الرايع: لي
ن قصص الأبرار (القسم الأول
فقال كلو : «أعلم ذلك إلا أنني أكره أن أتميز عليكم فإن
وجمع مقداراً من الحطب وأتى به-
وصلت إلى المديثة حتى ألقت عصا الترحال وألقت بغوب
التعب عنهاء ثم واصلت السير - بعد أيام - شطر مكة
وفي الطريق بين مكة والمديتة وفي أحد المنازل صادف
رجال القافلة شخصاً كان يعرفهم وفي أثناء الكلام معه جلب
انتباهه شخص كان مشغولاً بخدمة القافلة وإدارة شؤونهاء
وكانت آثار الصلاح والصالحين بادية عليه؛ فعرفه للوهلة
الأولى وسأل الرجال بتعجب: أتعرفون من هذا الرجل
المشغول بخدمتكم وإنجاز أعمالكم؟
)١( كحل البصرء ص74
(9) بحار الأنوار؛ ج١١ ص١١
قصص لأبرار ن
زاهدء صالح؛ ذو ورع وتقوى؛ يرغب أن يشترك في إنجاز
أعمال الآخرين ومساعدتهم دون أن نطلب منه مساعدة أو إنجاز
فنهض رجال القافلة؛ وتقدموا صوب الإمام فل معتذرين
فقال غلا : إنما رغبت بكم رفقاء للسفر لأنكم لا
أعمل شيئاً» ولهذا فإني أرغب أن أسافر مع الذين لا يعرفونني
كي أحظى بخلمتهم.
يوهي
6 - المسلم والذميّ
كانت الكوفة فيما مضى محط أنظار الدولة الإسلامية؛
وكانت أنظار المسلمين عامة؛ ما عدا الشام» متوجهة إليها
تنتظر ما يصدر فيها من أمر وتترقب ما يتخذ فيها من قرار.
ومن محاسن المصادفات أن التقى خارجهاء ذات يوم من
1 قصص الأبرار (القسم الأول
الأيام. مسلم وذميٌ فسأل احدهما الآخر عن الجهة التي
فقال المسلم : أنا أريد الكوفة.
بعضهما. ولانسجامهما في الحديث لم يشعرا بمضيّ الوقت
الذمي لما رأى أن رفيقه المسلم يترك طريق الكوفة ويواصل
- أعلم ذلك» فمن حسن الصحبة عندنا أن يشيع الرجل
)١( أصول الكافي» ج؟ «باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السقر؟