عندما انتشر المسلمون فى الأرض وعلت أعلامهم فى كل مكان فى أمد قليل وكانت
والسنة يتأملون فيهما ويستخرجون الحقيقة؛ وبالقرآن أيضا يخاطبون الأمم. أمماً عريقة فى
تبر وهذا التفكّر فى أعماق النص الإلهى بدأ الفكر الإسلامى؛ اختلفث الطرق بالناس ولكن
الأصل واحد هو القرآن. فمن النظر فى كوانين القرآن نشأ الفقه؛ ومن النظر فيه ككتاب للحكم
نشأ علم السياسة؛ ومن النظر فيه ككتاب يحدد العقائد نشأ الكلام؛ وهذا العلم كان له دور هام
فى إثراء الحياة الفكرية فى الإسلام.
هذا وقد كان للمعتزلة السبق فى نشأة علم الكلام فهم أصحاب الفضل فى تأصيل التيار
هذا وقد كان الإمام أبو حنيفة هو أحد أقطاب الفقه الإسلامى بيد أن ظهور علم الكلام وظهور
بعض الأفكار الدى فها شطط كما حدث عند الخوارج جعل الإمام أبا حبفة يتجه إلى علم الكلام؛ فكان
أول من وضع مذهب أهل السنة والجماعة فى صورته المبكرة؛ فقد أتخذ الإمام أبو حنيفة من آرائه
الكلامبة مذهبا يتوافق مع تعاليم الدين ومع آرائه الففهية.
وترجع أهمية البحث إلى أن الإمام أبا حنيفة عرف لدى جمهور المسلمين بأئه فقيه تعرض
الفقه؛ وقد تنبه البغدادى فى كتابه " تاريخ بغداد " إلى هذا * فذكر أنه أول متكلم فى الفقهاء".
على جمهور المسلمبن لما ينطوى عليه مذهبها من وسطية واعندال وهو من سمات الإسلام كدين وسط
" وكذلك جعلناكم أمة وسطا " ؛ وهذه الآراء كان لها من القوة والانتشار ما يجعل العامة والخاصة
بعدقدون فيها ويتمسكون بها لأنها تتوافق والنصوص القرآنية والسنة النبوية؛ أما الماتريدى فقد استقى
معظم أرائه الكلامية من كناب الفقه الأكبر للإمام أبى حنيفة.
وقد قام البحث على مجموعة من الفرضيات وهى:
-١ عرض للآراء الكلامية لأبى حنيفة محاولين معرفة إذا ما كانت هذه الآراء تتوافق والعقيدة
7- مدى تأثير هذه الآراء على الفرق الإسلامية كالأشاعرة والماتريدية والفكر الإسلامى بشكل
*- معرفة موقف أبى حنيفة من الآراء الكلامية التى ذاعت فى عصره وهل كان على اتفاق معها
أم لاء وتقييمه لهذه الآراء ثم نخاول أن نتعرف على ما إذا كان هناك ارتباط منهجى بين فقه
وقد قسمت الرسالة إلى مقدمة وستة فصول وخاتمة ثم قائمة بأهم المصادر والمراجع.
الفصل الأول؛
اتجهت فيه إلى دراسة حياته دراسة متعرف لشخصه ثم بينت الحياة العقلية عند
العرب فى القرن الأول الهجرى؛ ولما للإسلام من تأثير كبير على عقلية العرب ومكونات هم
الفكرية؛ فقد جاء الإسلام مخاطباً العقل ومستنهضاً الفكرء وقد أثمر ذلك بنتائجه على العقل
العربى الذى فهم معانى القرآن وفسر آياته واستتبط منه الأحكام ومن هنا ظهرت الفرق
الذى كانت تتصارع فيه تيارات فكرية كثيرة كان لها تأثيرها على عقل الفقيه وتفتق ذهئه
لاستخراج المسائل ووضع مقاييس لها بعض العموم لمجموع الفروع المتباينة؛ ثم عرضثت
بداية حياته الثقافية علم أصول الدين كذلك عرضت لشيوخه الذين أخذ عنهم وهم حماد بن أبى
مختلفة؛ كما الثقى بالمبرزين فى الفقه ألشيعى ومنهم الإمام زيد بن على والإمام جعفر
- مدون له بالمعنى الذى عرف فيما بعد من تأليف وتدوين وأن يخلو العالم إلى نفسه فيكتب أو
يملى الأشياء الكثيرة؛ لم يكن الإمام متفرغ للتأليف بقدر تفرغه التدريس» أما تلامذته فقد دونوا
الفصل الثانى:
جعلت عنوانه "المنهج العقلى عند أبى حنيفة؛ وعرضت فيه لطبيعة منهجه الذى تلقاء
المخالف والموافق؛ فاستذكره المخالف وناصره الموافق؛ ورأى فيها الأول وهو المستمسك
أتصف به من ورع وتقىء لذلك كانت تخف حدة النقد لدى المعارض إذا راء أو علم وجه
الدليل؛ وقد عرضت لطبيعة منهج أهل الحديث وهم المستمسكون بالنص وطبيعة منهج أهل
إنه جامع لأنواع الاجتهاده ويقوم منهج أبى حنيفة على أصول سبعةٌٍ وهى:
-١ الكتاب *- السنة *- أقوال الصحابة . +- القياس
©- الاستحسان -١ الإجماع -١ العرف
وقد تعرضت لهذا المنهج فى الرسالة بالتفصيل محاولا التعرف عليه ومدى ما حتققه
متكاملاً استطاع أبو حنيفة من خلاله أن يدرس مواضيع شتى كونت فى مجملها إنتاجه الفكرى
ثم عرضت لموقفه من النقل والعقل موضحاً مذهبه الذى يقوم على إعمال العقل مع عدم
مخالفة النص.
الفصل الثالث:
وضع فروقاً دقيقة بينهاء كذلك تناولت مشكلة كلام الل تعالى بين أبى حنيفة وبعض الفرق
ورددت عليها ثم عرضت لموقف أهل السلف من مشكلة خلق القرآن وأوضحت أنهم تبنوا
رأى الإمام أحمد بن حتبل بقدم القران؛ ثم عرضت لآراء الماتريدية والأشاعرة والذى جاء
وسطأً بين غلو الحنابلة القائلين بالقدم وغاو المعتزلة القائلين بحدوث القرآان وقد عرضث
قديم والكلام اللفظى وهو عنده حادث» وتابعه فى هذا القول الماتريدية والأشاعرة.
ثم عرضت لمبحث الرؤية وأدلة أبى حنيفة عليهاء وكثلك أهل السنة والماتريديه
الفصل الرابع:
الصحابة منها وكذلك موقف أبى حنيفة الذى ذهب إلى أن القضاء والقدر والمشيئة هى صفات
فى الأزل بلا كيف» ولكن هذا لا يعنى عنده نوعاً من الجبر» لقد أعان أبو حتيفة المذهب
الكسبى الذى كان سمة لأهل السنة والجماعة؛ فجميع أفعال العباد من الحركة والسكون هحى
كسبهم على الحقيقة والل سبحانه وتعالى خالقهاء ومعنى ذلك أن الإنسان عند أبى حنيفة يتمتع
بحرية الاختيار والإرادة ومن هنا كانت مسئوليته عن أفعاله.
ثم عرضت لآراء الماتريدية والأشاعرة والمعتزلة وأوجه الاتفاق والاختلاف بينهم» ثم
الفصل الخامس:
وعنوانه "موقف أبى حنيفة من النبوة والإيمان" وتناولت فيه تعريف النبوة وحاجة
عدهه ثم تناوات موقف أبى حنيفة من عسمة الأنبياء» فقد ذهب إلى أن الأنبياء معصومون عن
الصغائر والكبائر» ثم إن هذه العصمة للأنبياء ثابئة قبل النبوة وبعدهاء وهم معصومون عن
الكذب خصوصاً فيما يتعلق بعمل الشرع وتبليغ الأحكام» أما عن الإيمان فذهب إلى أن الإيمان
هو الإقرار والتصديق؛ والإيمان لا يزيد ولا ينقص من جهة المؤمن ولكن يزيد وينقص من
جهة اليثين والتصديقء فالمومنون متساوون فى الإيمان والتوحيد؛ وإن كإنوا متفاضلين فى
الأعمال ثم عرضت ارأيه فى مشكلة مرتكب الكبيرة وآراء بعض الفرق الأخرى وكثلك
أسلات
عرضت للإسلام والإيمان فهما كالظهر مع البطن؛ والدين اسم واقع على الإيمان والإسلام
الفصل السادس:
وهو "موقف أبى حنيفة من الفرق الإسلامية" لقد روى الإمام أبو حنيفة عن محمد
من حكام بنى أمية وبنى العباس وموقفه من آل البيت الذى كان يعرف لهم قدرهم ثم عرضنا
لموقفه من الخوارج ورميهم لصاحب الذنب بالكفر وكيف كان رده عليهم؛ وكذلك موقفه من
فعل المعتزلة وهذا بينته فى منهج كل منهم.
ثم ختمت البحث بخاتمة تحتوى على أهم النتائج ثم قائمة بأهم المصمادر والمراجع
وقد قام المنهع الذى استخدمته فى البحث على دعائم أربع هى:
*-عرض تاريخى لبعض الأفكار وذلك فى عجالة سريعة.
الأخبار قد تسودها المبالغة ولا يكاد يخلو خبر منها من الإغراق؛ فتمييز صحيحها من سقيمها
يحتاج إلى مقاييس النقد المستقيمة الذى تقتضيه طبيعة البحث العلمى» الذى أرجو أن أكون قد
ولد أبو حنيفة بالكوفة؛ فى سنة 1٠ من الهجرة النبوية على رواية الأكثرين التى يكاد
يجمع عليها المورخون؛ وهناك رواية أخرى تقول أنه ولد سئة 1ه ولكن لا مويد لهذه
والأكثرون على أنه مات بعد أن أنزل المنصور به المحنة؛ وعلى رواية أنه ولد سنة ١
يكون إنزال المحنة به لةولى القضاء وهو فى سن التسعين» ومن كان فى هذه السن لا يعوض
الشيخوخة الفائية؛ ولكن لم يذكر أى خبر أو رواية أنه اعتذر فلا تستقيم إذن الرواية مع هذه
ثعلبه.!" فقيه أهل العراق» وإمام أصحاب الرأى» وقيل إنه من أبناء فارس.)
أهل كابل وقد أسر عند فتح العرب لهذه البلادء واسترق لبعض بنى تيم بن ثعلبه؛ ثم أعتق»
بن النعمان بن المرزبان."! ويقول 'والله ما وقع لنا رق قط"
لام حص١١
”.أبو إسحاق الشبرازى: طبقا الففهاء - المكتبة العربية - بغداد - 11768ه-- ص18 +
شهاب الدين بن حجر المسقلائى - تغريب التوليب - مطبمة الفاروقية - السهلد - 04 اه#حج١/
؛.المرزبان: هو الرئيس من أبناء فارس الأحرار-
شرو
على الجد. وقد نوافقه على هذا التوفيق فيما يتعلق باختلاف الاسم فى الظاهر. ولكن لا نوافق
النفى المؤكد لا يكون مقصوراً على الأب فقط. وهناك جهاً آخر: التوفيق بين الروايتين
وهو: أن زوطى أو النعمان قد أسر عند فتح بلاده. ولكن يظهر أنه قد من عليه. كما هو الشأن
فى معاملة المسلمين ابعض كبراء البلاد المفتوحة حفظاً لوجوههم وسماحة من الإسلام وإنثاء
لقلويهم وقلوب ذوى قرباهم؛ ومن يتصلون بهم.(!)
سواء أكان الرق جرى على جده أم لم يجرء فقد ولد هو وأبوه على الحريق وإن زعم
بعضهم فى قول غير موثوق به من المحتقين أن الرق قد جرى على أبيه وايس يفيد أبا
بل أن يكون قد جرى على نفسه هوء فما كان من شرفه من نسب ولا مال ونشب» ولكن كان
ولقد قال فى هذا المقام المكى: '” اعلم أن التقوى أعلى الأنساب» وأقوىأسباب
”الى كل برتقى“؛ ولذا عد سلمان الفارسي رضي الله عنه من أهل البيت فقال صلى الله عليه
ونفى الله ولد نوح عليه السلام من نوح؛ فقال تعالى: “ إن أبس ون ألْلِكَزنَة عَمَلهٌ
غير هلما وقرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالاً الحبشى. وأبعد عمه أبا لهب
7. المرجع السابق: نفس الصفحة.
مشاهدى الخندق- مات سلة أربع وثلاثين < يقال بلغ ثلاثمائة سئة (تقريب التهذيب 167/1
©. سورة هود: آية 45
الحاجة؛ إلى الشرف النسبى. يروى فى هذا أن بعض بنى قديم الذين ينتمى إإيهم ولاؤء قال
نفوسهم» وتبين ذلك فى بيان حياته.("!
الاسم الذى أطلقه المورخون على غير العرب". هم حملة الفقه فى عصر التابعين الذين تلقى
عليهم أبو حنيفة؛ وتخرج على فقهم فأكثر فقهاء الأمصار فى عصر التابعين وتابعيهم كانوا
فقدوا فخر النسب فقد آتاهم الله فخر ات وهو أزكى وأنمى» وأبقى على الدهرء وأحفظ
معلقاً عند الثريا لتناوله رجال من أبناء فارس"' وقد اختلفت ألفاظه فى هذه الكتب واتحد
.المرجع السابق - نفس الصفحةء
3.البخارى هو: أبوعبدالله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الجعفى» الحافظ العلم؛ صاحب الصحيح وإمام هذا
الشأنء روى عن الإمام أحمد وابن المدينى؛ وخلق» وعنه مسلمبروالترمذى وخاق له ترجمة فى؛ (لبداية
والنهاية لابن كثير 4/1١ 1» وتاريخ بغداد للخطيب البغدادى 2/7؛ (اللباب ٠١٠/١ تهذيب الأسماء
واللفات ص74 شذرات الذهب جص 4 ؟١)-
؛-مسلم هو: ابن الحجاج بن مسلم القشيرى أبو الحسن النيسابورى الإمام الحافظ صاحب الصحيج”روى
*.الجزازى هو الإمام الحافظ الجوال أبو بكر أحمد بن عبدالرحمن بن أحمد الفارسيء سمع الطبرالي
١.البيهقى «و؛ الإمام الحافظ العلامة شيخ خراسان أبوبكر أحمد بن الحسين الخسروجردى. صاحب
التصائيف ولد سئة أربع وثمانين وثلاثماتة فى شعبان ولزم الحاكم وتخرج باه واكثر عله جيدأء له ترجمة
فى: (وفيات الأعيان لابن خلكان 1//ا”؛ والدجوم الزاهرة لابن تغرى بردى 17/5الاباب -)195/١