دليل
الجزء الأول : الإعجاز البياف
© مدخل : خطوات على الطريق.
© المبحث الأول
- وجوه الإعجاز والبيان القرآق.
© المبحث الثانى : دراسة استقرائية.
الجزء الثانى : مسائل ابن الأزرق
© المسائل : نص ودراسة.
فاتحة :
لولا نَسَبٌ لى فى الشيوخ عريق» لتهبيت التصدى لهذا الموضوع الدقيق
الصعب الذى توارد عليه أئمة من علماء السلف أفنوا أعمارهم فى خدمة
القرآن الكريم» وقدموا إلى المكتبة الإسلامية ثمار جهودهم السخية الباذلة.
ولولا ما أعلم من مكانة جليلة للمرأة المسلمة فى تاريخناء لاحجمت عن
مع الكتاب المعجزة عشت عمرى كله؛ وف المدرسة القرآنية كانت تلمذق
العليا التى وجهنى إليها أستاذى الإمام «أمين الخولى» وظل لمدى ثلث قرن
يقود خطاى عل الطريق الشاق» ويجمينى من عثرة الرأى ومزالق التأويل
وسطحية النظرء ويأخذنى بضوابط منهجه الدقيق الصارم. الذى لا يجيز لنا أن
نفسر كلمة من كلمات الله تعالى دون استقراء لمواضع ورودها بمختلف صيغها
الأسلوبية. دون استيعاب لنظائرها وتدبر سياقها الخاص فى الآية والسورة»
وسياقها العام فى القرآن كله .
وقد شغلتنى قضية الإعجاز البيانى دون أن أتجه إليها قصدًا : فأثناء اشتغال
موقف العرب الأصلاء من المعجزة القرآنية فى عصر المبعث» ووجهنى إلى
حاولة منهجية فى فهم عجزهم عن الإنيان بسورة من مشل هذا القرآن؛ وقد
تحداهم أن يفعلواء والعربية لغته ولغتهم» والبيان طوع السنتهم.
وهم لاريب قد أدركوا من أسرار إعجازه البيانىء ما أيأسهم من محاولة
الإتيان بلفظ يقوم مقام اللفظ منه» أو أن يأتوا بآية عل غير الوجه الذى
وهذا هو مجال المحاولة المتواضعة التى أقدمها اليوم فى فهم إعجاز البيان
القرآنى. لا أجحد بها جهود السلف الصالح فى خدمة القرآن الكريم؛ تفسيرًا
.وإعرابًا وبلاغة وإعجاذًا» وقد زودتى بمعالم هادية على الطريق الذى سرت فيه
من حيث انتهت خطواتهم . واثقة أن الأجيال بعدنا
الصالح» رضى الله عنهم.
الجزء الأول» فى الإعجاز البيانن. يجمع خلاصة ممالمحت من أسراره
الباهرة؛ فى دراساق القرآنية المنشورة من قبل*: وبحوث قدتتها إلى
مؤتمرات : المستشرقين بالهند (سنة 1474) والأدباء العرب ببغداد(ةه145)
وندوة علماء الإسلام بالمغرب (1478) وأسبوع القرآن بجامعة أم درمان
الإسلامية (/145) ومحاضراق فى الدراسات القرآنية العليا بجامعة القرويين.
القرآى» بدراسة نحو مائتى مسألة فى كلمات قرآنية. سأل فيها نافع بن
الأزدق» عب الله بن عباس رضى الله عنبماء وطلب إليه فى تفسير كل مسألة
منها أن يأ بشاهد له من كلام العرب.
قدمتها فى الطبعة الأولى. ول أكن وقفت عل غطوطات ثلاث للمسائل
بالخزانة الظاهرية بدمشق ودار الكتب المصرية؛ أتاحت لى فى هذه الطبعة
#امنها: التفسير البياى» المجلد الأول والثاى : دار المعارف بالقاهرة.
مقال فى الإنسان : دراسة قرآنية. دار العارف بالقاهرة.
والتفسبر العصرى. دار المعارف بالقاهرة.
القرآن وقضايا الإنسان : دار العلم للملايين» يروت
ة : دار العلم للملايين. ببروت.
ورات جامعة بيروت العربية.
- كتابنا الأكبر : منشورات جامعة آم درمان الإسلامية.
الجديدة أن أعود على بدء فأدرس المسائل بعد بضع عشرة سنة انقطعت فيها
الخدمة القرآن» مزودةٌ بما تعلمت وعلمت فى هذه المرحلة الأخيرة من عمرى»
وما أشرفت عليه من رسال فى علوم القرآن والحديث والعربية؛ لطلاب
الدراسات العليا بجامعات القرويين والأزهر وععين شمس وكلية البنات
نضج وتثبت؛ وتواضع وتهيباء. ا
والله من وراء القصد؛ له سبحانه الفضل والمنة. ومنه التوفيق ويه
الائفكة
الإعجاز البياف
- المبحث الأول : المعجزة
- الجدل والتحدى
- وجوه الإعجاز والبيان القرآق
- علماء السلف والاعجاز البياق
- المبحث الثانى : محاولة فى فهم الإعجاز البياق
مدخل
من إعجاز القرآن أن يظل مشغلة
الدارسين العلماء جيلا بعد جيل؛ ثم
من إعجاز القرآن أن يظل مشغلة الدارسين العلماء جيلا بعد جيل ثم
فى القرن الثالث للهجرةء كانت البيئة الإسلامية تموج بأقوال فى الإعجاز
أخذت وضمًا حادًا فى صراع الفرق الإسلامية» فانتصر أعلام كل فرقة لرأيهم
فيه وتصدوا لنقض آراء مالفيهم
ول تنفرد قضية الإعجاز فى أول الأمر بالبحث والنظرء وانما عولجت مع
تتصل بالنبوة والمعجزة؛ كالذى فى (تأويل مشكل القرآن) لابن قتيمة؛
و(الانتصان لأ الحسين الخياط الذى نقض كتب «ابن الراوندى» ومتها
أو تناولها المففسرون فى سياق التفسير كالذى فى (جامع البيان) للطيرى
و (مجاز القرآن) لأى عبيدة . .
على أن القضية لم تلبث أن استقلت بالتأليف المفرد : ففى القرن القالث
ظهرت كتب فى الإعجاز تحمل فى الغالب عنوان (نظم القرآن) وللجاحظ
)١( يذكر الكتابان فى بعض المصادر باسمى (الدافع والفرند) - انظر فهرست ابن النديم ص14 ومقدمة.
(إعجاز القرآن للباقلاق) صم ط الفخائر..
67376 سليمان ت 777» ومعاصره «أبوبكر أحمد بن على : ابن الإخشيدات
وفى أواخر القرن الثالث» ظهر أول كتاب - فيا نعلم - بعنوان (إعجاز
(ت707ه) وقد ذكر حاجى خليفة فى (كشف الظنون) أن كتاب الواسطى
فى إعجاز القرآن. شرحه الشيخ عبد القاهر الجرحانى فى شرحين : الكبير وسماه
وظن أعلام هذه الطبقة الأولى ممن كتبوا فى نظم القرآن وإعجازه» أنهم
استوفوا الكلام فيه فلم يدعوا لمن بعدهم مجالا لجديد يقال.
كتب الجاحظ فى (حجج النبوة) يقدم كتابه (نظم القرآن) إلى الفتح بن خاقان +"
فى الاحتجاج للقرآن والرد على كل طعان. فلم أدع فيه مسألة لراففى
ولا لحديثى ولا لحشوى» ولا لكافر مبادٍ ولالمنافق مقموع ولا لأصحاب النظَّام
تنزيل وليس ببرهان ولا دلالة».
وشهد أبو الحسين الخياط لهذا الكتاب فقال فى (الانتصار) :
«ومن قرأ كتاب عمرو الجاحظ فى الرد على المشبهة وكتابه فى الأخبار
وو بان رسا .مانا
)١( ذهب الأستاذ السيد صقر - فى مقدمة إعجاز القرآن للبافلانى : ص ٠١ ذخائر - إلى أن السجستاق
السجستاى (ت7116ه) - وقد نرى أن (نظم القرآن» كان العنوان الختار لمصنفى القرن الثالث؛ دون أن
() (فهرست ابن النديم) لادط الرحانية؛ ومقدمة (إعجاز القرآن للباقلاف) ص١٠ ذخائر وهو ق
(كشف الظنون مادة إعجاز القرآن) : [محمد بن زيد].
وإثبات النبوات؛ وكتابه فى نظم القرآن» علم أن له فى الإسلام غناء عظييًا ل
يكن الله عز وجل ليضيعه عليه. ولا يُعرف كتاب فى الاحتجاج لنظم القرآن
وعجيب تليفه وأنه حجة لمحمد على نبوته غير كتاب الجاحظ».
كتاب أبى زيد البلخى :
لم أر كتاباً فى القرآن مثل كتاب لأبى زيد البلخى'؛ وكان فاضلا يذهب
إلى رأى الفلاسفة. لكنه يتكلم فى القرآن بكلام لطيف دقيق فى مواضع+
وأخرج سرائره وسماه نظم القرآن» ول يأت على جميع المعانى فيه».
وتلقى القرن الرابع هذا الجهد فلم يجد فيه مع ذلك ما يغنى» بل كان فى
تقديرء كيا قال القاضى أبو بكر الباقلان فى (إعجاز القرآن)!" :
«وقد كان يجوز أن يقع ممن عمل الكتب النافعة فى معان القرآن وتكلم فى
القول فى الإبانة عن وجه معجزته والدلالة على مكانه. فهو أحق بكثير
«وقد قصر بعضهم فى هذه المسألة حتى تحول قوم منهم إلى مذاهب البراهمة
فيهاء ورأوا أن عجز أصحابهم عن نصرة هذه المعجزة يوجب أن لا مستتصرّ
فيها ولا وجه لهاء حين رأوهم قد برعوا فى لطيف ما أبدعوا وانتهوا إلى الغاية
فيا أحدثوا ووضعواء ثم رأوا ما صنفوه فى هذا امعنى - إعجاز القرآن - غير
19 ذكره اين النديم فى : الكتب المؤلفة فى القرآن (الفهرست؛ 08
(1) طبعة الذخائر: ص١ لا