وكذا ألف نسخة”'؟ (وجاز عليها إلى مجىء محمد أكثر من ستماثة سنة
وصارت في أيدي الناس يقرؤونها باختلاف ألسنتهم على تشاسع
فمن الذي تكلم باثنين وسبعين لساناً؛ ومن هو الذي حكم على
في أقطار الأرض؛ وجمعها في أربع زوايا العالم حتى يغيرهاا»؟
وإن كان غير بعضهاء وترك بعضهاء فهذا لا يمكن أن يكون. لأن
كلها قول واحد. ولفظ واحد في جميع الألسن؛ فهذا مالا يجوز
لقائل أن يقوله أبداً» .
() ما بين القوسين ورد بلفظه مع تغيير يسير ونقص في بعض الألفاظ هكذا:
ألسنتهم على تشاسع بلدانهم».
المتحف القبطي بماري جرجس بمصر القديمة بالقاهرة تحت رقم 04-48
المسلمون في كتبهم» وتبين أنهم لفرط جهلهم يظنون أن المسلمين
يقولون مقالة لا يخفى فسادها على من له أدنى عقل ومعرفة» والمسلمون
لا9» يشك أحد من الأمم أنهم أعظم الأمم عقولا وأفهاماً وأتمهم معرفة
وبياناً. وأحسن قصداً وديانة. وتحرياً للصدق والعدل» وأنهم لم يحصل
في النوع الإنساني أمة أكمل منهم» ولا ناموس" أكمل من الناموس
الذي جاء به نبيهم محمد - صَلى الله عليه وسلّم - » وحذاق
الفلاسفة!" معترفون لهم بذلك وأنه لم يقرع العالم ناموس أكمل من
وقد جمع الله للمسلمين جميع طرق المعارف الإنسانية»
وأنواعهاء فإن الناس نوعان:
(4) في جميع اللسخ (فلا يشكك). والأظهر هو أن الفاء زائدة كما أثبته أعلاه - +
ويطلق على ما جاء به موسى .عليه السلام - من شريعة.
انظر: قاموس الكتاب المقدس ص 47/8.
)٠( الفلاصفة: هم المشتغلون بالفلسفة؛ وكلمة فلسفة: كلمة يونانية دخيلة على اللسان
العربي» وهي مركبة من (فيلو ومعناها: محبة أو إيثار أو طلب»؛ و (سوفيا) ومعناها:
الحكمة؛ فكلمة فلسفة إذً تعني محبة الحكمة أو طلب الحكمة؛ أو إيثار الحكمة
انظر: قاموس الكتاب المقدس ص 544 .
اليونانية جرت على المسلمين الكثير من الويلات
أهل كتاب» وغير أهل كتاب, كالفلاسفة والهنود!» .
والعلم ينال بالحس والعقل» وما يحصل بهماء وبوحي الله إلى
مشاركتهم لغيرهم فيما يشترك فيه الناس من" العلوم الحسيةء
والمسلمون حصل لهم من العلوم النبوية والعقلية ما كان للأمم
الأمم هذبوه لفظاً ومعنى حتى صار أحسن مما كان عندهم؛ ونفوا عنه
ظاهر لمن تدبر القرآنء مع تدبر التوراة والإنجيل» فإنه يجد من فضل
علم القرآن ما لا يخفى إَّ على العميان.
فكيف يظن مع هذا بالمسلمين أن يخفى عليهم فساد هذا الكلام
() في ك زيادة هي (والوحي والحس والقياس والنبوة)
(4) في طء ك» | (الناموس). وأثبت كلمة (الباطل) من س ؛ لدلالة السياق بعدها عليها
في مقابلة (الحق)
انتشارهاء وكثرة النسخ بهاء ولكن جميعهم متفقون على وقوع التبديل
فإنهم يسلمون أن اليهود دلوا كثيراً من معانيها وأحكامها .
ومما تسلمه النصارى في فرقهم؛ أن" كل فرقة تخالف
متفقون على أن النصارى تفسر التوراة والنبوات المتقدمة على الإنجيل
بما يخالف معانيها» وأنها بدلت أحكام التوراة. فصار تبديل كثير من
معاني الكتب المتقدمة متفقاً عليه بين المسلمين» واليهود. والنصارى.
وأما تغيير بعض ألفاظها ففيه نزاع بين المسلمين.
والصواب الذي عليه الجمهور أنه بُدّل بعض ألفاظهاء كما ذكر
لا تسمع» دعوى التبديل فيه؛ فكذلك في كتبهم قياس باطل في
معناه ولفظه .
أما معناه: فكل ما أجمع المسلمون عليه من دينهم إجماعاً ظاهراً
معروفاً عندهم فهو منقول عن الرسول نقل متواتراً. بل معلوماً
بالاضطرار من دينه؛ فإن الصلوات الخمس» والزكاة.؛ وصيام شهر
رمضان» وحج البيت العتيق؛ ووجوب العدل. والصدق؛ وتحريم
الشرك» والفواحش» والظلم» بل(" وتحريم الخمرء والميسر» والرباء
وغير ذلك منقول عن النبي صل الله عليه وسلّم - (نقلً متواتراً كثقل
ألفاظ القرآن الدالة على ذلك.
جاهدهم وأمر بجهادهم .
فالمسلمون عندهم منقولاً عن نبيهم نقل متواتراً ثلاثة أمور:
لفظ القرآن. ومعانيه التي أجمع المسلمون عليهاء والسنة المتواترة؛
وهي الحكمة التي أنزلها الله عليه غير القرآن.
كما قال تعالى :
© ما بين القوسين ساقط من أ
وقال تعالى - :
وقال تعالى _ +
161 سور من الآية )١(
() سورة النساء: من الآية 117
سقطت من س» ك لفظ الجلالة (الله).
الله العتيق. بمكة المكرمة بأرض الحجاز يقال بأن أول من بتشه
إبراهيم وولده أسساعيل عليهما السلام
تعالى - : وإ يرع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل» [سورة ١|
الآية 177].
(بأرض «فاران»» المذكورة في الكتاب الأول9)» قال تعالى - :
ريم
متَاركَارييْعكنا تك نكت ام توه ول يَنهُعْ
المسلمين إلى يوم القيامة؛ قال تعالى
قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجاد
الحرام» [سورة البقرة: الآية 166]
انظر: تفسير ابن كثير 0177/1 1718/7 ومعجم البلدان 811/1
)١( فاران: اسم عبراني وليس ألفه الأول همزة - وهي جبال بني هاشم اي كان
يتحنث في أحدها رسول الله صل الله عليه وسلّم - وفيه فاتحة الوحي
انظر: معجم البلدان 118/4 بيروت.
() المقصود بالكتاب الأول: هو التوراة وقد ورد ذكر فاران فيه لأول مرة في سفر
التكوين الإصحاح الحادي والعشرون فقرة 1١ في الحديث عن هاجر وابنها
إسماعيل (وسكن في برية فاران)» وقد ذكرت فاران. بعد ذلك كثيراً من أشهرها قول
موسى في سفر التثنية. الإصحاح الثالث والثلاثون فقرة ؟ «جاء الرب من سيناء
وأشرق لهم من ساعير وتلألا من جبال فارات»
انظر: العهد القديم؛ ط. دار الكتاب المقدس ص 74
© ما بين القوسين ساقط من ك.
(ه) الحديث بلفظه في مسند الإمام أحمد؛/131: عن المقدام بن معد يكرب
رضي الله عنه .
فالمسلمون عندهم نقل متواتر عن نبيهم بألفاظ القرآن» ومعانيه
المتفق عليهاء وبالسنة المتواترة عنه مثل : كون؛ الظهر والعصر والعشاء
أربعاً؛ وكون المغرب ثلاث ركعات؛ وكون الصبح ركعتين ومشل
كون الركعة فيها سجدتين» وكون الطواف بالبيت؛ وبين الصفا والمروة
سبع ورمى الجمرات كل واحدة سبع حصيات» وأمثال ذلك.
وأيضاً فالمسلمون يحفظون القرآن في صدورهم حفظاً يستغنون به
عن المصاحف. كما ثبت في الصحيح الذي رواه مسلم عن النبي
-صلى الله عليه وسلّم - أنه قال (إن ربي قال لي : إني منزل عليك
والقرآن ما زال محفوظً في الصدور نقل متواتراً. حتى لو أراد
مريد أن يغير شيئاً من المصاحف؛ وعرض ذلك على صبيان المسلمين
وكذلك في سنن أبي داود 710/4 حديث رقم 4104 كتاب السئن بلفظه عن
الراوي المذكور.
(©) هذا جزء من حديث طويل رواه عياض بن حمار رضي الله عنه - +
صحيح مسلم كتاب ١ه صفة الجنة ونعيمها باب ١* حديث رقم 1858
ومسند الإمام أحمد بن حنبل 137/4 آخر مسند عياض بن حمار.
وأهل الكتاب يقدر الإنسان منهم(') أن يكتب نسخاً كثيراً من
(وأيضاً فالمسلمون لهم الأسانيد المتصلة بنقل العدول الثقات
أقرب إلى التغيير من الكتاب الواحد باللغة الواحدة؛ فإن هذا مما يحفظه
الخلق الكثير» فلا يقدر أحد أن يغيره.
وأما الكتب المكتوبة باثنين وسبعين لساناًء فإذا قدر أن بعض
النسخ الموجودة ببعض الألسنة غير بعض ما فيهاء لم يعلم ذلك سائر
أهل الألسن الباقية9)؛ بل ولم يعلم بذلك سائر أهل النسخ الأخرى»
وما ادعوه من تعذر جمع جميع النسخ» هو حجة عليهم» فإ
© ما بين القوسين ساقط من ك