وليس فى الخطب الشابتة عن على شىء من أصول المعتزلة
الخمسة» بل كل ذلك إذا نقل عنه فهو كذب عليه . وقدماء المعتزلة لم
فإذا شهد أحدهما لم أقبل شهادته. وفى قبول شهادة على منفردة قولان
لهم . وهذا معروف عن عمرو بن عبيد وأمثاله من المعتزلة!".
والشيعة القدماء كلهم» كالهشامين وغيرهماء يثبتون الصفات»
ويقرون بالقدر, على خلاف قول متأخرى الشيعة؛ بل يحون
عن أهل البيت".
يقول ابن طاهر البغدادى فى كتابه «أصول الدين» (ص 141-790 ٍ
عطاء وعمرو بن عبيد والنظام وأكثر القدرية : نتولّى عليّا واصحابه على انقرادهم» ونتوأر
مع طلحة على باقة بقل لم نحكم بشهادتهماء لان أحدهما فاسق» والفاسق مخلد فى
(4) ذكر الأشعرى فى «مقالات الإسلاميين» ٠١4-٠١1/١ مقالات الروافض فى التجسيم
وقسمهم فى ذلك إلى ست فرق وذكر تفصيل أقوالهم. ثم قال ٠١8/١ : دوقالوا فى
التوحيد بقول المعتزلة والخوارج» وهؤلاء قوم من متاخريهم . فأما أوائلهم فإنهم كانوا
يقولون ما حكينا عنهم من ١ وتكلم الاشعرى بعد ذلك ١١9-114/١ على قول
الرافضة فى أعمال العباد فقال إن الفرقة الأولى فرقة شام بن الحكم يقولون: إن أفعال
وقد ثبت عن جعفر الصادق أنه سُثل عن القرآن: أخالق هوام
وأما قول الرافضى؛ «إن واصل بن عطاء أخذ عن أبى هاشم
ابن محمد بن الحنفية».
فيقال؛ إن [الحسن بن] محمد بن الحنفية" قد وضع كتابا فى
الإرجاء» نقيض قول المعتزلة. ذكر هذا غير واحد من أهل العلم".
وهذا يناقض مذهب المعتزلة؛ الذى يقول به واصل بن عطاء» ويُقال:
الإنسان اختيار له من وجه واضطرار من وجه. وكذلك الفرقة
كما قال الجهمى» ولا تفويض كما قالت المعتزلة . وأما الفرقة الثالثة منهم فهم «يزعمون
أن أعمال العباد غير مخلوقة لله . وهذا قول قوم يقولون بالاعتزال والإمامة».
»)0 فى جميع الأصول: محمد بن الحنفية ؛ وأرجو أن يكون الصواب ما أل
عليه كلام ابن تيمية بعد قليل؛ إذ أنه يتكلم على الحسن وعلى أبى هاشم ابتى محمد
ابن الحنفيا
()_المعروف أن الحسن بن محمد بن الحنفية هو لا والده أول من ألف فى الإزجاء وهو صاحب
أقدم رسالة في الإرجاء وفى الرد على القدرية. انظر: سزكين م ١ جد ص 16-19
© أبوماشم هو عبدالله بن محمد بن عل بن أبى طالب (أى ابن الحنفية). قال ابن حجر
فى «تهذيب التهذيب» 16/7: د. . عن الزهرى ثنا: عبدالله والحسن ابنا محمد بن
وقال: «وكان عبدالله يتبع - وفى رواية - يجمع : أحاديث السبائية. . مات سنة ثيان وتسعين
وأرخه الهيثم سنة تسع وتسعين» .
وبكل حال الكتاب الذى نسب إلى الحسن يناقض ما يُسب'" إلى
أخذا هذين المتناقضين عن أبيهما محمد بن الحنفية؛ وليس نسبة
أحدهما إلى محمد بأيْلى من الآخرء فبطل القطع بكون محمد بن
بل المقطوع به" أن محمداء مع براءته من قول المرجثة؛ فهومن
قول المعتزلة أعظم براءة» وأبوه على أعظم براءة من المعتزلة والمرجثة
) ذكر ابن حجر فى ترجمتة للحسن بن محمد بن الحنفية فى «تهذيب التهذيب»
311*007 أنه أول من تكلم فى الإرجاء؛ ثم قال: «وقال سلام بن أبى مطيع عن
أيوب: أنا أتبرأ من الإرجاء؛ إن أول من تكلم فيه رجل من أهل المدينة يقال له الحسن
ابن محمد. وقال عطاء بن السائب عن زاذان وميسرة أنهما دخلا على الحسن ب "محمد
فلاماه على الكتاب الذى وضع فى الإرجاء» فقال لزا أبا عمرو لوددت أنى كنت
مت ولم أكتبه» وذكر ابن حجر أن الحسن توفى سنة 44 أو ٠٠١ وقيل غير ذلك فى وفاته
ثم ذكر أن الإرجاء الذى تكلم الحسن فيه غير الإرجاء الذى يعيبه أهل السنة المتعلق بالإييان
وقال إنه ال على كتابه المذكور فوجد أن الحسن يقول فيه إنه يرجى » من كان بعد أبى بكر
قال: «وأما الإرجاء الذى يتعلق بالإيان فلم يعرّج عليه».
مذهبه؛ لكنه خالفه فى نفى الصفات» وسلك فيها طريقة ابن كلاب
وخالفهم فى القدر ومسائل الإيمان والأسماء والأحكام» وناقضهم فى
ذلك» أكثر من مناقضة حسين النججار وضرار بن عمرو ونحوهماء ممن
هو متوسط فى هذا الباب» كجمهور الفقهاء وجمهور أهل الحديثء
حتى مال فى ذلك إلى قول جهم . وخالفهم فى الوعيد. وقال بمذهب
الجماعة؛ وانتسب إلى مذهب أهل الحديث والسنة؛ كأحمد بن /
حنبل وأمثاله» وبهذا اشتهر عند الناس.
فالقّدْر الذى يُحمد من مذهبه؛ "هو ما وافق فيه أهل السنة
ماوافق فيه بعض المخالفين للسنة والحديث» من المعتزلة والمرجئة
وأخذ مذهب أهل الحديث عن" زكريا بن يحبيى الساجى بالبصرة"؛
وعن طائفة ببغداد من أصحاب أحمد وغيرهم . وذكر فى المقالات ما
اعتقد أنه مذهب أهل السنة والحديث» وقال”": «بكل ما ذكرنا من قولهم
)١( 9م : حمل. (هنه) : ما بين النجمتين ساقط من (م)-
محدث البصرة فى عصره؛ كان من الحفاظ الثقات» ولد سنة 11١ وتوفى سنة 3*7 . انظر
ترجمته فى : طبقات الشافعية 701-144/7 الأعلام 41/7
وهذا المذهب هومن أبعد المذاهب عن مذهب الجهمية والقدرية.
وأما الرافضة"" - كهذا المصنف وأمثاله من متأخرى الإمامية فإنهم
فى أفعال العباد» ومذهب الرافضة فى الإمامة والتفضيل.
فتبين أن ماتُقل عن علىٌ من الكلام فهو كذب عليه؛ ولا مدح فيه.
وأعظم من ذلك أن القرامطة الباطنية ينسبون قولهم إليه؛ وأنه أعطى
ومن الداس من ينسب إليه الكلام فى الحوادث» كالجفر وغيره»
(4) جاء هذا الأثر فى ثلاثة مواضع فى البخارى عن الشعبى عن أبى جُحيفة: 14/1 ركتاب
العلم» باب كتابة العلم)» 14-18/4 (كتاب الجهاد والسيرء باب فكاك الأسير)+
4 17-17 (كتاب الديات» باب العاقلة؛ باب لا يُقتل المسلم بالكاف)؛ سنن
الترمذى 437-4131/7 (كتاب الديات» باب ماجاء لا يُقتل مسلم بكاف؛ سنن النسائى
دمل (كتاب القسامة؛ باب سقوط القود من المسلم للكاف)؛ سنن الدارمى 146/7
(كتاب الديات» باب لا يقتل مسلم بكاف؛ المسند (ط . المعارف) 5/17*-7*.
الله حتى نُسب إليه القول فى أحكام النجوم والرعود والبروق»
والقرعة» التى هى من الاستقسام بالأزلام» ونُسب إليه كتاب «منافع سور
القرآن»» وغير ذلك مما يعلم العلماء أن جعفراً رضى الله عنه برىء من
ذلك» وحتى نسب إليه أنواع من تفسير القرآن على طريقة الباطنية؛ كما
قطعة من التفاسير التى هى من تفاسيره؛ وهى من باب تحريف الكلم
عن مواضعه» وتبديل مراد الله تعالى من الآيات بغير مراده!".
الله فى تفسير كتابه العزيز.
وكذلك قد نسب إليه بعضهم الكتاب الذى يسمى «رسائل إخوان
الْكُدَر". وهذا الكتاب صُنّف بعد جعفر الصادق بأكثر من مائتى سنة؛
فإن جعفرا تُوفى سنة ثمان وأربعين وماثة؛ وهذا الكتاب صنّف فى أثناء
طائفة من الذين أرادوا أن يجمعوا بين الفلسفة والشريعة
ولد على .
(1) انظر عن الكتب الباطنية التى نسبت إلى جمفر الصادق ماسبق أن ذكرته فيما مغى
وأهل العلم بالنسب يعلمون أن نسبهم باطل» وأن جدّهم" يهودى
فى الباطن وفى الظاهر» وجدهم ديصانى من المجوس» تزوج امرأة هذا
ابن جعفر» وهؤلاء يدّعون إمامة إسماعيل بن جعفر.
جنس الاثنى عشرية» لكن إنما طرقهْم على" هذه المذاهب الفاسدة
نسب هؤلاء إليه مذهب الجهمية والقدرية وغير ذلك .
ينتسبون" إلى علىّ» وهم طرقية وعشرية وغرباء وأمثال هؤلاء» صاروا
يزعمون أن معهم كتاباً من علىّ بالإذن لهم فى سرقة أموال الناس» كما
ادعت اليهود الخيابرة أن معهم كتاباً من علىّ بإسقاط الجزية عنهم»
وإباحة عُشر أموال أنفسهم”"» وغير ذلك من الأمور المخالفة لدين
وقد أجمع العلماء على أن هذا كله كذب عَلَى على وهو من أبرأ
وبغضاء حتى صارا" رؤوس الباطنية تجعل منتهى الإسلام وغايته هو
ويجعلون هذا هوباطن دين الإسلام الذى بُحث به الرسول» وأن هذا هو
ابن إسماعيل بن جعفر» وهو عندهم / القائم» ودولتة هى القائمة
عندهم» وأنه ينسخ ملة محمد بن عبدالله» ويُظهر التأويلات الباطنة التى
وصار هؤلاء يُسقطون عن خواص أصحابهم الصلاة والزكاة والصيام
)١( م : أموال الناء )ع : عن.
© ان : ويجعلون تنزه ذلك من مثل الأباطيل؛ م: ويجعلون بين أولئك من مثل الأباطيل؛
الصواب ما أثيته.
وصنّف المسلمون فى كشف أسرارهم وهتك أستارهم كتباً معروفة
لما علموه من إفسادهم الدين والدنياء وصنّف فيهم القاضي عبدالجبان
وأبوعبدالله الشهرستانى » وطوائف غير هؤلاء.
وهم الملاحدة الذين ظهروا بالمشرق والمغرب» واليمن والشام»
ومواضع متعددة كأصحاب الألموت'" وأمثالهم .
وكان من أعظم ما به دخل هؤلاء على المسلمين"" وأفسدوا الدين هو
طريق الشيعة» لفرط جهلهم وأهوائهم وبعدهم من دين الإسلام.
وصاروا يستعينون"" بما عند الشيعة من الأكاذيب والأهواء؛ ويزيدون هم
عبدة الأوثان والصلبان» وكان حقيقة أمرهم دين فرعون الذى هو شر“ من
دين اليهود والنصارى وعبّادا* الأصنام .
وأول دعوتهم التشيع» وآخرها الانسلاخ من الإسلام» بل من الملل
كلها .
)١( انظرما سبق أن ذكرته عن الألموت فيما مضى 440/17 .
)م : أشر. (*) ان : وعبادة