أثر العقيدة فح حياة الفرد واليبجتبخ
القلب بأى شىء » سواء التجارة أو الأهل أو الولد » ويأتى إخلاص
أولتك هم المنادفُون » 1 الحجرات : ١١ ] تفهم من ذلك وجود الإيمان
الكامل بالله تعالى ١ وانعدام الشك أو الريب فى ذلك ؛ والاستعداد
لبذل النفس والمال رخيصة فى سبيل الله تعالى .
وناتج العقيدة الصحيحة والإيمان الكامل أن يخش المؤمن الله ؛
وحده» مطمثن لمجازاة الله له » سواء فى الدنيا أو فى الآخرة ؛
فالمكافئ على المعروف هو الله سبحانه وتعالى + ولا يُضيع الله أجر
من أحسن عملا . والنبع الصافى لذلك مازال بين أيدينا قرآنا يتلى ؛
عنه تعالى : # ولا تكن من الغافلين # [ الأعراف : 205 . واليقين بقرب
الله فى كل الأحوال مادام العبد قريبا منه 7 وإذا سألك عبادي عتي
فإنّي قريب # 1 البقرة : 141 ].
أخى القارئ لهذا السفر الجيد .. مالى أتردد وأدور بين معانى
أداها الكاتب أوفى أداء » وهذا هو بين يديك تشع منه المعرفة تراها
من خلال شعاعات نورانية سلطها الأخ الفاضل الأستاذ / نعيم
يوسف ء وقد تجول فى مباحثه الثلاث بين العقيدة وأثرها وسمات
أثر الحعقيدة فح حياة الفرد واليجتمغ
رجل العقيدة » وحاول فى ذكاء أن يعرف برجل العقيدة الذى ننشده؛
فكان حاضر البديهة » صافى العبارة فاضا بالخير الذى احتواه
قلبه الكريم. فجزاه الله عنا وعن الإسلام خير الجزاء وأوفاه ؛
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين .
فؤاد الهجرسى
من علماء الأزهر الشريف
الإهداء
إلى الجماهير الضاربة فى أعماق التيه لعلها تستيقظ
وتتحرك .
إلى الذين ينشدون التحرر فى كل أرض وتحت كل
سماء .
رؤوسهم نحو السماء .
العذاب .
إلى الذين تغلغل الإيمان فى قلوبهم فجعل منهم
رجالا يأبون العيش الذليل .
إلى هؤلاء جميعاً أهدى هذا الكتاب .
أثر العقيدة فه حياة الفرط والبجتيغ مي ب
الطقرمة
ومن يضلل فلا هادى له 6 وأشهد أن لا إله إلا الله وحذه لا
شريك له » وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
والأرحام إن الله كان عليكُم رقيا ) [ الناء: ٠ » هل يا أيَهَا الدين آمنوا اَّفُوا
ورسُوله فقَد فار ورا عَظيمَا)» 1 الاحزرب : ٠/٠ ] .
أما بعد :
فهذه الرسالة ما هى إلا خواطر وهمسات فى مجال العقيدة .
تعرضت فيها للتعريف بها وبيان خصائصها ومزاياها ؛ ثم عرجت
حياة عرد مي ' + ثم ختمتها ببيان حاجة الأمة مة إلى رجال العقيدة
والله أسأل أن ينفع بها إخوانى من شباب الدعوة وطلبة العلم ؛
من مجانبة الصواب فمن نفسى الظالمة ومن الشيطان الرجيم .
محمداً رسول الله .
نيب [ هود : 48 ] .
أبو محمود
المبحث الأول
* دلالة الفطرة على وحدانية الله .
* ماهية العقيدة .
أولاً: دالة الفطرة
على وحدانية الله
النفس البشرية حصن أحكمت أقفاله ولغز معقد أتعب العقول
وحير الفلاسفة منذ أقدم العصور + وما زالت أقفال هذا الحصن
عصبية لا تلين » وطلاسم هذا اللغز متأبية لا تحل . ولقد بُذلت فى
العصر الحديث جهود كبيرة » واهتمت المدنية الحديثة بعلم النفس
اهتماماً بالغاً » وأنشئت له المعاهد » وألفت الكتب » حتى ظن الناس
أنهم وصلوا إلى معرفة اللفس وفهم أسرارها وعقدها ثم تبين لهم أن
هذه النظريات والآراء ما زالت محاولات فى أول الطريق » ولم تصل
بعد إلى المعرفة الصحيحة للنفس .
لكن منهج القرآن الكريم مع النفس البشرية هو منهج العليم
بأسرارها » الخبير بما يفسدها أو يزكيها » المطلع على مواطن القوة
والضعف فيها وَأَسرُوا قولكم أو اجهرُوا به َه عليم بذات الصدور . آلا
يعلّم مَن خلق وَهوٌ الألطيف الخْبير 6 [ الملك : “1 ١ 14 ] + وعمل القرآن
الأول فى سبيل تربية النفس هو ردها إلى فطرتها السليمة ء
وتخليصها مما علق بها من أوساخ الوراثة والبيئة وخرافات العرف
والتقليد . وأساس هذه الفطرة هو « التوحيد » ؛ فقد جبلت النفس
على معرفة ربها » وقد تحجبها الغفلة والبيئة والتقليد » لكن جذور
من قَبْلُ ون دري من بعدهم أفتهلكنَا بم فَعل الْمبطلُون [الأعراف :آلا
دليل الفطرة :
ودليل هذه الفطرة أن الإنسان بطبعه يحس بالحاجة إلى القوة
المعينة » والإشراقة الهادية » والسكينة المطمئنة خاصة إذا ضاقت به
السبل ؛ وغلقت الأبواب فى وجهه يحتاج إليها فيدعوها مخلصاً
ويسألها المخرج والنجاة » ولذلك فإن المريض الذى برح به المرض
والألم ٠» وراكب البحر الذى أشرف على الهلاك . والأم التى يست
من شفاء وحيدها » حين تتقطع بهم أسباب الأرض يتوجهون بفطرة
١ وقد سأل رجل جعفر الصادق عن الله فسأله جعفر: ألم تركب
البحر ؟ قال : بلى .. . فقال جعفر : هل هاجت بكم الريح
عاصفة ؟ . . . قال :نعم . فقال جعفر: فهل خطر ببالك أو انقدح فى
أند الحقيدة فج حياة القرط والمجتيغ بِسِ ا حا “٠>ك> تي سحت حتت 7
قال جعفر : فذلك هو « الله » . وإبراهيم طخ قبل بعثته كان سليم
القطرة » مرهف الحس » نافذ البصيرة » كبير العقل» نشأ بين قوم
يعبدون الأصنام » فأنكرت فطرته هذا الضلال 6 وأخذ يبحث عن
الله حتى عرفه » ولذلك جعله القرآن مثلا لأصحاب الفطرة السليمة
الى لم تدنس «( وكذلك نري إبراهيم ملكوت السَموات والأرض وليكُون
لأكوئن من القوم الضالين . لما رأى الشمس بَازِغَة قال هذا ربي هذا أكبر فَلَمَ
السموات والأرض حنيفا وما أنا من اْمشرِكِين » [ الأنعام : 7/4-17/8] .
وهكذا نرى أن العقيدة فى الله ليست ترفاً فى التفكير ؛ ولا
حاشية على هامش الحياة »ولا مظهراً من مظاهر الخوف أو الضعف؛
إنما هى فطرة الله التى فطر الناس عليها » وسئة باقية من ستن الله ؛
والهدف الأول لكل رسالة . والدعوة التى دعا إليها جميع الرسل
فَاعبدون 6 [ الأنياء :75 ] . وهى الضابط الأمين الذى يحكم التصرفات
ويوجه السلوك؛ لذلك عنى القرآن ببناء العقيدة » فلا تكاد تخلو
سورة مكية كانت أو مدنية من شد الإنسان بكليته إلى ربه وربط
كل تصرف بهذه العقيدة التى تمثل القاعدة الأآساسية لهذا الدين الذى