بقيت مجهولة. وتجدر الاشارة الى أنه في اليوم الأول للغزو العراقي
للكويت تمكن جميع المسجونين من الفرار من السجن.. وفي وقت
لاحق أصدرت الكويت بعد تحرير البلاد من الاحتلال . عفوا عاما
شمل جميع المواطنين المحكومين في قضايا أمن دولة. ومع أن
محكمة أمن الدولة كانت قد أصدرت عدة أحكام بالاعدام الا أنه لم
يتم تنفين أي منهاء
بمنطقة الشرق الاوسط منذ الهزيمة العربية في حرب ١1437
فالحظر البترولي الذي أعقب حرب ١773 العربية؛ وتطورات القضية
الى انعكاسات الحرب العراقية - الايرانية وما يرتبط بهاء بل
وكانت الكويت ساحة للانتقام من اطراف خارجية متنازعة.
من التطور السياسي والمجتمعي. فإن بعض الأعمال الارهابية
بأشكالها المختلفة بات يُستخدم كبديل عن الحرب التقليدية.؛ أو
كتعبير عن رغبة جماعة معينة في اثارة «الرهبة»ء أو الرعب لدى
الآخرين (وكلمة 7000:1500 بالانكليزية ولفات لاتينية اخرى»
ويجمع المحللون والمتخصصون على أن التأثير النفسي للعمل
العنفي يكون؛ في معظم الحالات. مقصودا في ذاته؛ أكثر مما يُقصد به
ايقاع خسائر بشرية أو مادية معينة. وهنا يكمن دور الاعلام في
الشخصية - لخاطفي طائرة أو مفجّري قنبلة أو محتجزي رهائن.. فإن
ين بالأعمال التي يتناولها هذا الكتاب.. ومن المدهش أن
ترى أن خاطف طائرة لأجل غرض شخصي يكاد يكون هزيلا وباهتاء
يرى نفسه منساقا الى آلية متكاملة وسلسلة مترابطة من الأعمال
والتصرفات التي «يدير» بواسطتها عملية الاختطاف والاحتجاز
والمفاوضة والشروط والردود والنداءات والتهديدات...الخ؛ وهو في ذلك
إنما يتقمص نهج (وتقنيات) تنظيمات عريقة في هذا المضمار أو دول
ونحمد الله لأننا ننشر هذا الكتاب فيما تنعم دولة الكويت بالأمن
لصون الأمن والاستقرار في المنطقة.
تصرفات القادٌ
وأخيراء فإننا نتقدم بجؤزيل الشكر الى جميع المراجع
والهيئات والمؤسسات القضائية والأمنية والدبلوماسية والاعلامية
التي ساعدت أو أسهمت في تأمين المعلومات والمعطيات الواردة في
هذا الكتاب. مقدّرين لهم جهودهم القيّمة وتعاونهم الرائع,؛ آملين
أن يكون الأمن والاستقرار والرخاء السمة الدائمة لهذا الجزء من
العالم.؛ وأن توضع الطاقات كلها في سبيل خير ورفاهية الأجيال
معدا الكتاب
الحركة الشعبية الثورية
«الحركة الشعبية الشورية» هو اسم التنظيم الذي انشق عن حركة
القوميين العرب وبالتحديد في النصف الثاني من عام 1438 . أي بعد نكسة
حزيران . (يونيو) . ونح هذا التنظيم الجديد في تكوين بنائه ؛ وصارت له أجهزة
تتبعه ؛ تتمثل في جهاز يباشر أعمال العنف التي يكلف بها أفراده » ولجنة
فكرية تشرف على النواحي الفكرية » وأمانة للصندوق تتولى الشؤون المالية»
وأعضاء ينتظمون في حلقات ؛ الخ ٠
وما استكمل التنظيم شكله » تقرر أن يعقد مؤتمرا تأسيسيا لاختيار
قيادته . . وم تعيين قيادة مؤقتة تتولى العمل ريثما ينعقد ذلك المؤتمر ء وتكونت
الحياة الدراسية . . وقد غلب عليهم الحماس في تلك الفترة المشتعلة
وانعقد المؤتمر التأسيسي في -٠١ 1468/7/11 بمنطقة «الجليعة» المطلة
على شاطىء الخليج العربي ؛ وحضره أعضاء » ومندوب عن المكتب
السياسي في الخليج وآخر عمًا يسمى بالجبهة الشعبية لتحرير الخليج العربي +
وثلاثة آخرون لم تكشف التحقيقات والتحريات عن أسمائهم .
واتخذ المؤتمر عدة قرارات من بينها قرار بالارتباط بالمكتب السياسي في
الخليج والالتزام بالخ الاستراتيجي والتنظيمي والأيديولوجي والعنف الثوري
لذلك المكتب واختيار قيادة
وما أن التنظيم كان يعيش أزمة فكرية ؛ ولم يكن مستقرا على هوية
فكرية أو عقيدة اجتماعية مستقرة أو محددة ؛ على نحو يجعل منها غاية يسعى
التنظيم إلى بلوغها , لذلك طرحت فكرة الالتزام بالاشتراكية العلمية -
وكان لأفراد التنظيم أسماء حركية يعرفون بها ضمانا للسرية مثل
(ماجد . . فارس . . جدعان . . سعود . . وليد . .سليمان . . يوسف . . الخ) كما كانوا
يساهمون في مالية التنظيم ببعض المبالغ ؛ يدفعونها إما في صورة اشتراكات
شهرية محددة ؛ أو مبالغ بحسب مقدرة العضو المالية
وعندما أعلن أن شاه إيران محمد رضا بهلوي يعتزم زيارة دولة الكويت +
بحثت قيادة التنظيم في اجتماع عقدته للقيام بشيء ما للتعبير عن مشاعر
أعضائها ضد تلك الزيارة ؛ وضد التسلل الإيراني وتهديده لدولة البحرين في
ذلك الوقت . . واتخذ قرارا بإجراء تفجيرات وتوزيع منشورات بهذه المناسبة +
وكلف التنظيم أحد أعضائه بشراء المتفجرات اللازمة » وصرف له أمين
الصندوق مبلغ ثلاثماثة دينار كويتي ؛ وهو من تبرعات أعضاء التنظيم +
«عشة» بمنطقة الشدادية ؛ ثم إلى مزرعة دواجن في منطقة سلوى . . وقام أعضاء
التنظيم بالتدرب على استعمال الأسلحة والمتفجرات نظريا وعمليا .
وقبيل زيارة شاه إيران بأيام ؛ كان أحد أفراد التنظيم في دار السينما وفي
طريق عودته بعد منتصف ليلة 1458/1/74 تصادف مروره بجوار مخزن
للبلدية أودعت فيه أقواس للزينة أعدت الإقامتها في الشوارع والميادين بمناسبة
تلك الزيارة ؛ فعن له أن يقوم بإحراقها ..فتناول صفيحة بنزين ؛ كانت بحقيبة
سيارته » وسكب قدرا منها على قطعة من الخشب ء ثم ألقى بالصفيحة إلى
داخل المخزن ؛ وأشعل النار في قطعة الخشب وألقاها هي الأخرى إلى ليضل؛ +
فأشتعلت النار في أخشاب مهملة كانت بجوار جدران المخزن ّ
حارس المخزن يبيت في غرفة مجاورة للمخزن ؛ فاتصل فورا برجال الإطفاء ؛
إلى أقواس الزينة ٠
وفي ليلة 1438/11/18 أعد اثنان من أعضاء التنظيم عبوة متفجرة
عبارة عن إصبعين من البلاستيك ؛ وتوجها إلى مقر السفارة الإيرانية » الذي يقع
في شارع الاستقلال بمدينة الكويت . . حيث وضعا العبوة في حوالي الساعة
الحادية عشرة والنصف ليلا على الرصيف المحاذي للجهة الجنوبية للسفارة »عند
مدخل أحد أبوابها ؛ وهيئت للانفجار بقلم زمني مدته ساعة ..فانفجرت في
الساعة الثانية عشرة والنصف من بعد منتصف الليل » فأحدثت انبعاجا في
باب مدخل السفارة » وكانت الأضرار طفيفة ٠ 0
وفي اليوم التالي +قدم شاه إيران إلى البلاد » وحل ضيفا بقصر السلام
العام » فقام التنظيم بوضع قنبلة صوتية محلية الصنع ؛عبارة عن قطعة من
مواسير المياه مملوءة بالبارود ومغلقة من طرفيها »بعيدا عن قصر السلام بماثة
عليه وقوع أية أضرار للغير . .أما القنبلة الأخرى التي وضعت في طريق مرور
الشاه من المطار فإنها لم تنفجر +
بالإضافة إلى ذلك قام أعضاء التنظيم بتوزيع المنشورات في بعض
المناطق ؛ وقد اتبع في التوزيع عدة أساليب منها : القاؤها في الشوارع . . ووضعها
في السيارات الواقفة بالطريق . . وفي فتحات النوافذ . . وتحت أبواب المنازل +
وبعد مرور ثلاثة أشهر على هذه الأحداث ؛ وعندما قرب موعذ ذكرى
انتخابات مجلس الأمة ؛ عقدت قيا التنظيم اجتماعا لفعل شيء ما في هذه
وخلصوا بعد تقليب وجوه الرأي إلى القيام بتفجيرات عند مبنى وزارة
الداخلية ؛ ومنزل وزير الداخلية » ومبغى مجلس الأمة . . بالإضافة إلى اصدار
وتمت مراقبة الأماكن وتخير المواضع التي تلقى فيها المتفجرات ؛ على
نحو يقي الناس من خطرها » وم تجهيز ثلاث قنابل محلية مزودة قلم توقيت
زمني . وقد انفجرت القنبلة الأولى حوالي الساعة العاشرة من مساء ليلة
148 في حديقة وزارة الداخلية في منطقة الشامية » وتسببت في
تدمير أغلب توافذ الوزارة المطلة على مكان الانفيكان ونلفت قيمنة الأضرار 6
دينارا . . ات القنبلة الثانية في حوالي الحادية عشرة أمام مبنى مجلس
الأمة الواقع قبالة محافظة العاصمة » وتسببت في تهشم أحد الألواح
الزجاجية ؛ وبلغت تكاليف إصلاحه 3١ دينارا . . وانفجرت القنبلة الثالثة بجوار
منزل وزير الداخلية في حوالي العاشرة صباحا » وأصابت شظاياها أحد
الأشخاص في فخذه ؛ حيث كان قاصدا منزل الوزير لإعفائه من قرار نقل
«عشته» من مكانها . وتبين أن القنبلة وضعت في ثقب بالحائط معد لمرور سلك
كهربائي إلى المنزل
وفي أعقاب ك الحوادث » دلت تحريات رجال الشرطة والمباحث ؛
أن الملتفجرات والمنشورات مخبأة في قطعة أرض (قسيمة) بمنطقة سلوى .
فانتقل وكيل وزارة الداخلية في ١658/8/7١ إلى تلك القسيمة .فوجدها
عبارة عن حوطة ؛ تحتوي على عدد من الشبرات المصنوعة من الكارتون
المستعمل في ايواء الدواجن » ولا توجد بها أية مرافق للسكن ؛ كما وجد
فيها غرفة مقفلة ؛ عثر بداخلها على صندوق حديدي ؛ فقام يكسر
وتم القبض على مستأجر القسيمة ؛ الذي اتضح أنه أحد أعضاء
التنظيم . ومن ثم جرى التوصل إلى معرفة جميع أعضاء التنظي وهم )7١(
عضوا من المواطنين الشبان » وفلسطيني واحد .
وقدم سبعة عشر منهم للمحاكمة ؛ في حين ظل أربعة آخرون
هاربين . . ونظرت محكمة أمن الدولة القضية في أولى جلساتها في
17 » بعد أن تبين أنه ليس من المنتظر إمكان القبض على الأربعة
الهاربين في وقت مناسب ٠
وأصدرت المحكمة بيانا سجلت فيه للصحافة دورها في هذه القضية؛
تحقيقا لعلانية المحاكمة التي نص عليها الدستور ؛ وأشارت المحكمة إلى أن
القانون والتقاليد القضائية توجب أن يكون دور الصحافة في خصوص
المحاكمات القضائية مقصورا على مجرد سرد الوقائع والحوادث ورواية
الأقوال التي تدور أمام المحكمة ؛ وتجنب التعليق على وقائع المحكمة وظروفهاء
تحقيقا للمصلحة العامة » بالرغم من أن قانون الجزاء الكويتي قد خلا من أية
نصوص تحمي الخصومة القضائية من وجوه النشر الضارة » بجزاء جنائي +
واستمعت المحكمة لأقوال شهود الإثبات . . واعترافات المتهمين واحدا
تلو الآخر ؛ واطلعت على الأدلة المستمدة من المعاينات والتقارير الفنية » وأوراق
من الدفاع . . ومن ثم حجزت القضية للحكم
وفي جلسة السبت 1854/11/74 أصدرت محكمة أمن الدولة برئاسة
المستشار صلاح الدين موسى ذكري ؛ وع
الرفاعي وعبدالله العيسى حكمها علنا في أول قضية أمن دولة ؛ بحبس
سبعة عشر متهما ما بين أربعة أشهر إلى سبع سنوات . . وعدم النطق
بالعقاب متهم واحد . . وبراءة ثلاثة متهمين ٠
ية المستشارين محمد السيد يوسف
وصدر قرار بعد ذلك بفترة ؛ بالعفوعنهم +
كيف تتصرف إذا اعتقلت؟1
من ضمن المستندات التي اطلعت عليها المحكمة » المستند رقم )١( بعنوان
«كيف تتصرف إذا اعتقلت» وهو يتحدث عن مبدأ السرية باعتباره مبدأ أساسيا
في التنظيم الثوري الناجح » وعن واجب الحرص والحذر واتخاذ الاحتياطات
الكافية في العمل . وخلص إلى أن هناك بعض التصرفات يتعين على العضو أن
يسلكها منذ اعتقاله وقسمها إلى مراحل : المرحلة الأولى تتناول التصرفات
أثناء الاعتقال وفيها يحث المنشور العضو على أن لا يقُوت الفرصة التي قد
الا اذا كان لا دليل قبله يدينه فإنه ليس من الضروري الهرب ء لأنه بهروبه
يجعل رجال الأمن يشكون أكثر في أمره . ويحضه على إتلاف ما قد يكون في
يلجأ إلى الكتابة بالرموز حين يضطر إلى الكتابة .
والمرحلة الثانية تتناول التصرفات أثناء التحقيق وفيها يلفت المنشور
النظر إلى أن فترة التحقيق تعتبر أصعب مراحل الاعتقال وذلك لأن المحقق
يتبع كافة الوسائل ليأخذ أكثر ما يمكن من الاعترافات والمعلومات وليكشف
عن خيوط جديدة في كشف التنظيم ؛ كما يلجأ في بداية الأمر إلى عدة
أساليب مهذبة والمعاملة الحسنة والوعود بغية الحصول على الاعتراف . . فإن
وجد أن أسلوب الحسنى غير مجد فإنه يلجأً إلى التعذيب الجسدي والنفسي .
ويوصي العضو بالصلابة وقوة الاحتمال إذا لم يكن هناك أدلة تدينه . أما إذا
إليهم كأن يكونوا خارج البلد . وحذر من التسرع بالكلام أو الاستفاضة فيه .
والمرحلة الثالثة وفيها يدعو من لم يعترف في التحقيق بالتمسك
بالإنكار أمام المحكمة » أما إذا كان قد اعترف رغم عدم توفر أدلة تدينه فينصحه
بالتراجع أمام المحكمة عن اعترافه بحجة أنه انتزع منه تحت التعذيب
والإرهاب . وإنه حيث يارس القضاء بشكل نزيه فإن العضو يتمكن بهذا
الأسلوب من فتح باب تحقيق جديد بعيدا عن الإرهاب أو على الأقل ينال
عقوبة مخففة ٠
أما الأعضاء الذي جوبهوا أثناء التحقيق بأدلة تديتهم واعترفوا بجرأة
وإرادة فقد دعاهم إلى الاستمرار بموقفهم هذا أمام القضاء إذ أنه يكسبهم
احترام القضاء النزيه » ويمكنهم من جعل المحاكمة ؛ إذا كانت نزيهة »منيرا
يدافعون فيه عن عقيدتهم بصلابة وبلاغة ٠
والمرحلة الرابعة : العضو أثناء الاعتقال ؛ وفيها يقول أن العضو أثناء
الاعتقال يبقى عضو يتابع الأحداث ويتصل بالسجناء ويجسد بينهم
صورة المناضل الذي يتصدى للمشكلات فيعالجها .ثم تحدث عن
موقف الجهاز إزاء المعتقلين فأشار إلى أنه يجب أن يشعر العضو المعتقل
باستمرار أن وراءه في الخارج جهازا يهتم به وبعائلته وأن حركته مستمرة .
رئيس محكمة أمن الدولة امستشار صلاح ذكري