المقدمة
وبقدر البذل والجهاد من أجل هذا الدين يكون المنح والعطاء من رب العالمين +
ولكن الله لا يتقبل جهدا إلا إن كان خالصا لوجهه وعلى سثة رسول الله له
فى المنهج والتطبيق +
وإن أى انحراف عن المنهج والتطبيق يبعد أصحابه عن الجادة وبضيع منهم
الطريق .
ومن هنا كان أقسى ما يعانيه المنتسبون لهذا الدين هو الوهم أو الغرور +
والوهم هو الخطأ والجهل هذا الدين ؛ والغرور هو المنزلق الخطر الذى يقدم
الإنسان فيد نفسه أو فكره على رب العالمين ؛ أو رسوله الكريم !!
هذا من ناحية ...
ومن ناحية أخرى لقد طغت المادة وغلب الهوى فى حياة الناس ؛ فصرفهم
ذلك عن طريق أسلافهم الكرام الذين استنارت الدنيا يوما من الأيام بنورهم
وتحولت بهم الأرض إلى ربيع مزهر وحياة نابضة مشرقه !!
وفى محاولة لمعرفة المنهج والتطبيق لهؤلاء الأسلاف حيث إنهم يمثلون الفرقة
انهم سلف هذه الأمة ورعيلها الأول الذين كانت عقيدتهم هى العقيدة الصافية؛
صفاء العسل المصفى ؛ القوية . قوة الجبال الرواسى . المتينة ؛ متائة العروة
الوثقى ١!
لقد غير الله بأصحاب تلك العقيدة مسار التاريخ الإنسانى , فهل لنا أن
الوحى الربانى والعقل الإنسانى معا على ترقية الحياة وسعادة الإنسان ؟1
إن رذية واقع البشرية اليوم تؤكد مرارة المعاناة ونكد الحياة ولا خروج لهم من
يضع اللبنة الأولى فى بناء الفرد الذى يكون المجتمع المسلم الجدير بالظهورر
والتمكين فى الأرض .
وما دام الإسلام يخوض معركة المصير » فإن أبسط قواعد النصر استقامة
الصف ووحدة الجماعة .
ومن هنا فلابد من العقيدة السليمة التى تجمع المسلمين على كلمة سواء .
المسلمين على كتاب الله وسنة رسوله له - كانت هى موضوع البحث والدراسة .
ات سمجة ؛ بالإضافة إلى أن معظم الدراسة قاصرة على مذاهب الأشاعرة
والمعتزلة . وإغفال جانب السلف ٠٠١
عقيدة السلف ؛ وكان لزاما أن نجمع ما تفرق منها من المنابع الأصيلة
ولأول مرة - فيما يبدو - تكون الدراسة المقارنة فى العقيدة السلفية بين
الإمام ابن حنبل والإمام ابن تيمية وكان فضل الله أن تم ذلك فى رقت تقتضى
فيد الحاجة بحث هذا الموضوع حتى يستبين لطلاب العلم والمعرفة العقيدة
من عقيدة السلف ٠ وإلى أى مدى كان القرب رالبعد بينهما ٠
وكان توفيق الله تعالى أن أعائنا على تنسيق المادة على نحو يجمع بين
السياق الموضوعى ؛ إلى جانب العرض والتفسير رالمناقشة رالتحليل ٠
(أ) المقدمة :
ذكرت فيها أهمية الموضوع والحاجة إليه والأسباب الملحة للبحث فيه .
(ب) التمهيد :
ذكرت فيه نبذة عن نشأة الفرق وبيئت أوصاف الفرقة الناجية كما بينها رسول
الله 45 وبينت كيفية تكوينها والإنتماء إليها +
(ج) الموضوع :
رقد عالجته فى أربعة أبواب :
© الباب الأول :
عن الاتجاه السلفى
ويتكون من الفصول الأتية :
: الفصل الأول - ١
التعريف بالسلف وفيه حددت مفهومهم تحديدا شاملا وبينت السلفية الحقيقية
الصادقة وصححت الفكر لمن ظن أن ال .2 مذهب أنشأه المتأخرون أو مجرد
مظاهر يتقمص فيها الظاهريون ٠
وإنما السلفية هى التطبيق الصادق الواعى لكتاب الله تعالى وسنة رسوله نه
وإن السلفية كمنهج هى الكتاب والسنة .
ن هم العاملون بالكتاب والمطبقون للسنة دون تحريف أو تعطيل ودون
تشبيه أو تقشيل . وبينت أن السلف هم الرعيل الأول من الصحابة والتابعين ومن
تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ممن هم بكتاب الله عاملون وبسنة رسوله له
مستمسكون .
؟ - الفصل الثائى :
عن عقيدة السلف
مسائل العقيدة مبينا مذهيهم فيها ٠
- الفصل الغالث :
عن منهج السلف .
وقد بينت فيه أن منهجهم يتركز فى التمسك بالنصوص ورفض التأويل
واتخاذ طريقة القرآن الكريم فى الإستدلال .
والسنترآثار الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان .
© الباب الثاني :
عن الإتجاه السلفى عند الإمام ابن حنيل
ويتناول الفصول العالية +
الفصل الأول : عن التعريف بالإمام ابن حنبل +
الفصل الثالث : عن منهجه .
واتضح أن عقيدته ومنهجه هى عقيدة السلف ومنهجهم +
© الباب الغالث :
عن الإتباه السلفى عند الإمام ابن تيمية +
ويتكون من الفصول التالية :
الفصل الأول : عن التعريف بالإمام ابن تيمية +
الفصل الثالث : عن منهجه .
وتبين من خلال البحث مدى قربه من منهج السلف وعقيدتهم ٠
© الباب الرابع :
ويتكون من الفصول العالية :
الفصل الأول : عن المقارنة بينهما فى المنهج +
الفصل الثانى : عن المقارنة بينهما فى التطبيق ٠
الفصل الثالث : المسائل المتفق عليها والمختلف فيها وتحقيقها .
وقد اتضح من خلال البحث توافق الإمامين فى المنهج والتطبيق وقد تبين مع
التحقيق والتحليل أنه وإن كان الإمام ١ له مسائل انفرد بها عن الإمام
(د) والخاتمة :
ذكرت فيها نتائج البحث وتوصياته وأهم المصادر والمراجع +
وفى النهاية أرجو أن أكون بهذا الجهد قد أديت بعض واجب ملقى على
كاهلى نحو الله عَرّو جل ٠
وأرجو أن يكون هذا « البحث » وقفة حق ؛ قد ترضى الناس وقد لا ترضيهم
ولكن عزائى أن الله يرضى عنى !!
ويعلم الله أن رضوانه كان نصب عينى وأنا أسطر هذه المباحث وعلى الله
قصد السبيل .
واعتذر عن كل ناحية جانبنى فيها الصواب فالكمال لله وحده والعصمة
للأنبياء والمرسلين ٠
وما دام فى العمر بقية فانى راجع عن كل خطأ يغضب الله منى ؛ وأن أخذ
الله أمانته قبل أن أعرف خطئى وأعلن رجوعى فسأقول ما قاله الإمام الشافعى
رحمه الله ( إذا صح الحديث فهو مذهبى ؛ وإذا رأيتم قولى يخالف قول رسول
الله 5ه فاضربوا بقولى عرض الحائط ) +
وأسأل الله تعالى أن يجعل هذه الرسالة ورا على الدرب لهداية الحيارى
والسالكين ؛ وأن يتقيلها بالقبول الحسن وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم ؛ وان
من أتى الله بقلب سليم +
بسم الله الرحمن الرحيم
تمهيد
نشأة الفرق ؛ والفرقة الناجية
ينبغى الإشارة إلى نشأة الفرق فى هذه الأمة وقد صدق ما تنبأ به رسول الله
وليست مهمة البحث التأريخ لهذه الفرق وتحقيق مذاهبها فذلك موجود فى
التمهيد بالوقوف على الفرقة الناجية +
لأن الذ كل مسلم وغاية كل إنسان .
فإن قيل : هم من كانوا على ما كان عليه الرسول له والصحابة رضى الله
وإن قيل : إن الصحابة ومن تبعهم بإحسان هم سلف الأمة وأهل السنة .
فيلزم توضيح منهجهم واتجاههم .
الحديث المأثور فى إفتراق الأمة :
( عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله 4# :
قت اليهود على إحدى وسبعين أو اثنتين وسبعين فرقة والتصارى مثل ذلك
وتفترق أمتى على ثلاث وسبعين فرقة ) 6١١ .
)١ أخرجه الترمذى فى كتاب الأيمان باب ما جاء فى إفتراق هذه الأمة ( 18/8 ) عن أبى
هريرة وقال الترمذى حديث صحيح ٠
: وعن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله له ١
, ١١ ) النار إلا ملة واحدة قالوا من هى يا رسول الله ؟ قال ما أنا عليه وأصحابى
١ وعن أنس عن النبى له قال أن بنى إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين
فرقة كلها فى النار إلا واحدة وهى الجماعة ) .
قال الإمام البغدادى ١؟! للحديث الوارد فى افتراق الأمة أسانيد كثيرة "١
وقد رواه عن النبى له جماعة من الصحابة كأنس بن مالك وأبى هريرة وأبى
الدرداء وجابر وأيى سعيد الخدرى وأبى بن كعب وعبد الله بن عمرو بن العاص
وأبى أمامة وغيرهم . وقد روى عن الخلفاء الراشدين أنهم ذكروا افتراق الأمة
الدنيا والبوار فى الآخرة +
وقد اشتهر حديث الفرق فى كثير من السئن والمسانيد ولفظه :
قال صلى الله عليه وسلم : افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة كلها فى
النار إلا واحدة وافترقت التصارى على اثنتين وسبعين فرقة كلها فى الثار إلا
واحدة . وستفرق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها فى النار إلا واحدة .
وفى لفظ على ثلاث وسبعين ملة وفى رواية قالوا يا رسول الله من الفرقة الناجية؟
قال : من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابى وفى رواية : قال هى
الجماعة يد الله على الجماعة ) .
)١( أخرجه الترمذى فى كتاب الإمان باب ما جا ء فى إفتراق الأمة ( 19/8 ) عن عبد الله بن
عمرد بن العاص . وهو طعيف +
() هر الإمام أبر منصور عبد القاهر بن طاهر التميمى من أئمة الأصول وأعيان ققهاء الشافعية
() الفرق بين الفرق البغدادى ص 8