2 (11) سورة هود
إهلاك الله تعالى للظالمين ؤذلك من أنباء القرى نقصه عليك متها قائم وحصيد . ٠ إلى قوله تعالى :
# وختمت السورة الكريمة ببيان الحكمة من ذكر قصص المرسلين ؛ وذلك للإعتبار بما حدث
للمكذبين في العصور السالفة » وا قلب النبي عليه السلام أمام تلك الشدائد والأهوال أوكلاً نقص
عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك . وجاءك في هذه الح وموعظة وذكرى للمؤمنين . . إلى قوله
فاعبده وتوكل عليه ؛ وما ربك بغافل عما تعلمون» وهكذا تختم السورة بالتوحيد كما بدأت به ليتناسق
البدء مع الختام ! !
الغ سدم : «أحكمت» الإحكام : المنمُ من الفساد يقال : أحكم الأمر إذا أتى به على وجه لا
بعد الموت لأمة معدودة» الأمة هنا بمعنى المدة من الزمن أي مدة محدودة من السنين قال القرطبي :
ولأ اسم مشترك يطلق على ثمانية أوجه : الجماعة » الملة » الرجل الجامع للخير » الحين والزمن + أتباع
قول الخليل وسيبويه لأخبتوا» خشعوا وخضعوا والاإخبات : الذل والخضوع «الأصم» الذي لا يسمع
وبه صمم .
بت ارول : ذكر القرطبي عن ابن عباس أن « الأخنس بن شريق » كان رجلاً حلو الكلام وحلو
لمنطق » يلقى رسول الله 8 بما يجب » وينطوي له بقلبه على ما يسوء فأنزل الله فألا إنم يثدون
الَفِي#ِجّر : «(ات47 إشارة إل إعجاز القرآن ؛ وأنه مركب من أمثال هذه الحروف
الهجائية ؛ وعن ابن عباس أن معناه : أنا الله أرى إكتاب أحكمت آياته» أي هو كتاب جليل
والحرام » وما يحتاج إليه العباد في أمور المعاش والمعاد من لدن حكيم خبير» أي من عند الله فصلا
وبيّنها الخبير العالم بكيفيات الأمور » ولذا كانت محكمة أحسن اللإحكام ومفصلة أحسن التفصيل فألا
أي ملة ودين الخ . (9) القرطبي 4/*
الجزء الحادي عشر
حصنا أي ممتعكم في هذه الدنيا بالمنافع الجليلة من سعة الرزق ورغّد العيش «إلى أجل
اف حلب عتاب ب سن أي أخاف عليكم عذاب يوم القيانة » ووصف العذاب اليا
قدبر» أي قادر عل إماتتكم ل ثم إحيائكم وعلى معاقبة من كذبٍ لا يعجزه شيء + وفي الآية تهديد عظيم
ألا بم نون صمتو ره ليستخضوا متي قال اب باس :زا في الأخنس بن شريق كان يجالس
رسول الله ك8 ويحلف أنه ليحبه ويضمر خلاف ما يظهر'" وقال القرطبي : أخبر عن معاداة المشركين
للنبي يل والمؤمنين ؛ ويظنون أنه تخفى على الله أحواهم!" والمعنى إنهم يطوون صدورهم على عداوة
يُظهرون وكأن الآية تقول ا و ل ا ا
برزقه تفضلاًمنه تعالى وكرماً ؛ فكما كان هو الخالق كان هو الرازق ؤإويعلم مستقرها ومستودعهيا»
قال ابن عباس : مستقرها حيث تأوي إليه من الأرض » ومستودعها الموضع الذى تموت فيه فتدفن”؟
لكل في كتابٍ مبين» أي كلمن الأرزاق والأقدار » والأعمار . مَسَطْرٌ في اللوح المحفوظ
ؤ(وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام» أي خلقها في مقدار ستة أيام من أيام الدنيا ؛ وفيه
الحث للعباد على التأني في الأمور فإن الإله القادر على خلق الكائنات بلمح البصر خلقها في ستة أيام
8 (11) صورة هود
لإركان عرشه على الماء» أي وكان العرش قبل خلقهما على الماء قال الخشري : أي ما كان تحته
خلق ؛ وفيه دليل على أن العرش والماء كانا حلوقين قبل السموات والأرض"" «إليبلوكم أيكم أحسسن
عملا أي خلقهن لحكمة بالغة ليختبركم فيظهر المحس من المسيء ؛ ويجازيكم حسب أعالكم
المنكرون للبعث والنشور ما هذا القرآن إلا سحرٌ واضح مكشوف ؤولنن أخرنا عنهم العذاب إلى
الكفر به لإولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته» أي ولئن منحنا الإنسان نعمة من بعد ما نزل به من
و الضيق والمصائب ولن تصيبني بعد اليوم #إنسه لفرح فخور» أي بطرٌ بالنعمة مغترّبها + . متعاظم على
الصالحات» أي هذه عادة الإنسان إلا المؤمنين الذين يصبرون على الضراء » ويفعلون الخير في النعماء +
فهم في حالتي المحنة والنعمة محسنون «أوللك لهم مغفرةٌ وأجركبيد» أي أولئك الموصوفون بالصفات
الحميدة لهم مغفرة لذنوبهم وأجر كبيرٌ في الآخرة هو الجنة قال في البحر : ووصف الثواب بأنه كبير وذلك
لما احتوى عليه من النعيم السرمدي » والأمن من العذاب » ورضا الله عنهم » والنظر إل وجهه
بكنز أو يأتي معه ملك ؛ وكانوا يستهزثون بالقرآن فقال الله تعالى له : فلعلك يا محمد تارك بعض ما أنزل
٠. الكشاف 1/ نم ) البحرة/6 )١(
الجزء الثاني عشر 0
جب كورام 0 ل
نزل عليك من ربك خشية التكذيب » والغرض تحريضئّه قل على تبليغ الرسالة وعدم المبالاة بمن عاداه
ملّك» أي جاء معه ملك يصدقه كما اقترحنا ؛ قال تعالى محدداً مهمته عليه السلام ؤإنا أنت نذير»
شئون العباد يحفظ عليهم أعالهم آم يقولون افتراه» أي بل أيقولون اختلق محمد هذا القرآن وافتراه
مثله في الفصاحة والبلاغة مفتريات فأنتم عرب فصحاء إوادعوا من استطعتم من دون الله أي
فاعلموا أيها المشركون نما نزل هذا القرآن بوحي من الله إوأن لا إله إلا هو» أي لا ربولا معبود إلا
الله الذي أنزل هذا القرآن المعجز ؤفهل أنتم مسلمون» لفظه استفهام ومعناه أمرٌ أي فأسلموا بعد
ظهور هذه الحجة القاطعة إذلم يبق لكم عذر مانع من ذلك + قال في التسهيل : الاستفهام معناه استدعاءٌ
إل الإسلام » وإلزامٌ للكفار أن يسلموا لما قام الدليل على صحة الإسلام لعجزهم عن الإتيان بمشل
الصحة والأمن والرزق ؤوهم فيها لا ييخسون» أي وهم في الدنيا لا يُُقصون شيئاً من أجورهم قال
(1) سورة هود
والأزى كلام تن ُو رن نمازتت تبه م
ما صنعوا فيهام أي بطل ما صنعوه من الأعمال الصالحة لأنهم قد استوفوا في الدنيا جزاءها لإوباطل ما
من ربه» أي أفمن كان على نور واضح » وبرهان ساطع من الله تعالى + وهو النبي 8# والمؤمنون ؛
عباس : هوجبريل عليه السلام ومن قبله كتابٌ موسى إماماً ورجمة» أي ومن قبل القرآن كتاب
التوراة الذي أنزله الله على موسى قدوةً في الخير ورحمة لمن نزل عليهم «أولشك يؤمنون به» أي
الأحزاب فالنارٌ موعده» أي ومن يكفر بالقرآن من أهل الملل والأديان ؛ فله نار جهنم يردها لا محالة
الحق الثابت المنزّل من عند الله ؤولكن أكثر الداس لا يؤمنون» أي لا يصدقون أنه تنزيل رب
العامين ومن أظلم من افترى على الله كذباً» أي لا أحد أطغى ولا أظلم ممن اختلق الكذب على
الله بنسبة الشريك والولد إليه أولك يُرضون على ربم» أي يُعرضون يوم القيامة في جملة الخلق على
خالقهم ومالكهم أويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم» أي ويقول الخلائق والملائكة الذين
واللعنة : الطرد من رحمة الله (الذين يصدون عن سبيل الله أي يمنعون الناس عن الباع الحق »
وسلوك سبيل الهدى الموصل إلى الله #وييغونا عوجاً» أي ويريدون أن تكون السبيل معوّجة أي
ييغون أن يكون دين الله معوجاً على حسب أهوائهم ؤوهم بالآخرة هم كافرون» أي جاحدون
بالآخرة منكرون للبعث والنشور «أوللك لم يكونوا معجزين في الأرض» أي ليسوا مفلتين من
من عذاب الله لإيضاع ف لهم العذاب» جلة مستانفة أي يضاعف عليهم العذاب بسبب إجرامهم
الجزء الثانفي عشر 0
ميا سماء
وطفيانهم ما كانوا يستطيعون السسع وما كانوا يُمصرون» أي سبب تشديد العذاب ومضاعفته
عليهم أن الله جعل لهم سمعاً وبصراً ؛ ولكنهم كانوا عن سماع الحق ؛ عمياً عن اتباعه ؛ فلم ينتفعوا
بما منحهم الله من حواس «أولئك الذين خسروا أنفسهم» أي خسروا سعادة الدنيا والآخرة +
وخسروا راحة أنفسهم لدخوطم نار جهنم إوضلعنهم ما كانوا يفترون» أي وغاب عنهم ما كانوا
يزعمونه من شفاعة الآلهة إلا جرم أنهم في الآخرة هم الأخسرون» أي حقاً إنهم يوم القيامة من أخسر
النيران » ثم لما ذكر تعالى حال الكفار الأشقياء ؛ ذكر حال المؤمنين السعداء فقال إإن الذين آمنوا
وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربم» أي جمعوا مع الإيمان والعمل الصالح الاخبات : وهو الاطمئنان
إليه سبحانه والخشوع له والانقطاع لعبادته #أولشك أصحاب الجنة هم فيها خالدون» أي منعّمون في
الجنة لا يخرجون منها أبداً #مشل الفريقين» أي فريق المؤمنين وفريق الكافرين إكالأعمى والأصم »
والبصير والسميع6 قال الزغشري : شب فريق الكافرين بالأعمى والأصم » وفريق المؤمنين بالبصير
والسميع » وهومن الل والطباق'" والمعنى حال الفريقين العجيب كحال من جمع بين العمى والصمم +
ومن جمع بين السمع والبصر ؤهل يستويان مثلاً» الاستفهام إنكاري أي لا يستويان مثلاً فليس حال
من يبصر نور الحق ويستضيء بضيائه كحال من يخبط في ظلمات الضلالة ولا يهتدي إلى سبيل السعادة
لأفلا تذكر ون» أي أفلا تعتبرون وتتعظون ؟ والغرض التفريق بين أهل الطاعة والايمان » وأهل
الجحود والعصيان .
البٌلَاِغَْةَ ١٠: لإعذاب يوم كبر إضافة العذاب إلى اليوم الكبير للتهويل والتفظيع
٠ «ؤيئوس كفور» من صيغ المبالغة أي شديد اليأس كثير الكفران ٠
4 - إكالأعمى والأصم» فيه تشبيه مرسل مجمل لوجود أداة التشبيه وحذف وجه الشبه أي مثل
الفريق الكافر كالأعمىوالأصم في عدم البصر والسمع.ومثل الفريق المؤمن كالسميع والبصير +
لطيفكة : قال بعض الصالحين : الاستغفار بلا إقلاع عن الذنب توبة الكذابين"" -
٠/4 الكشاف 87//9م© . (1) القرطبي )١(
بن )١١( سورة هود
تلنية : التحدي بعشر سور جاء بعد التحدي بالقرآن الكريم » فليا عجزوا عن الإتيان بمثل
القرآن تحداهم بعشر سور » ثم لما عجزوا تحداهم بالاإتيان بسورة مثله في البلاغة والفصاحة والاشهال على
المغييات والأحكام التشريعية وأمثالها ؛ وهي الأنواع التسعة وقد نظمها بعضهم بقوله :
ألا إنما القرآن تسعة أحرفر سأنيكها في بيت شعر بلا ملل
حلا حرام محكمء متشابة بشبرء نذير قصةاء عظة مل
من آية (10) إلى نهاية آية (44) +
المَاصَة : لما ذكر تعالىعناد الكافرينمن أهرمكة .وتكذيبهم لرسولالله #واتهامهم لدبافتراء
بسرد قصص المرسلين وما جرى لهم مع أقوامهم
اللفصمّ : املأ أشراف القوم وسادتهم لأرائن» الأراذل هنا : المراد بهم الفقراء والضعفاء
المبالغة في الخصومة ؤتزدري» تحتقر فالقُلْك» السفينة ويطلق على المفرد والجمع «التنور» مستوقد النار
الموصل .
تعبدوا إلا الله أي أرسلناه بدعوة التوحيد وهي عبادة الله وحده (إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم» أي
الرغشري : وفيه تعريض بأنهم أحو منه بالنبوة . وأن الله لو أراد أن يجعلها في أحلر من البشر علها
)١( الكشاف 1/جمع.
المؤمنون أشرف منهم على فقرهم وخوضم '' أبادي الرأي» أي في ظاهر الرأي من غير تفكر أو روية ؤوما
أحدهيا : أن المتبعين له أراذل القوم ليسوا قدوة ولا أسوة ؛ والثاني : أنهم مع ذلك يتَروُوا في اتباعه +
ولا أمعنوا الفكر في صحة ما جاء به ؛ وإنما بادروا إلى ذلك من غير فكرة ولا روية » وغرضهم ألا تقوم
الحجة عليهم بأن منهم من آمن به وصدقه فال يا قوم أرأيتم كنت على ربي» تلطف معهم في
الخطاب لاسهالتهم إلى الايمان أي قال لهم نوح : أخبروني يا قوم إن على برهان وأمر جل من ربي
أي فخفي الأمر عليكم لاحتجابكم بالمادة عن نور الإيمان «أنلرمكموها وأنتم لها كارهون» أي أنكرهكم
على قبولها ونجبركم على الإهتداء بها والحال أنكم كارهون منكرون لها ؟ والاستفهام للإنكار أي لا نفعل
ذلك لأنه لا إكراه في الدينهؤويا قوم لا أسألكم عليه مالأ أي لا أسألكم على تبليغ الدعوة أجراً ؛ ولا
الذي يثيبني ويجازيني أوما أنا بطارد الذين آمنوام أي ولست بمبعد هؤلاء المؤمنين الضعفاء عن مجلسي +
المربغج © «ؤولكني أراكم قوماً تجهلون» أي ولكنكم قوم تجهلون قدرهم فتطلبون طردهم » وتظنون أنكم
خبر منهم «أويا قوم من ينصرني من الله إن طردتهم» أي من يدفع عني عقاب الله إن ظلمتهم وطردتهم ؟
لأفلا تذكرون» أي أفلا تتفكرون فتعلمون خطأ رأيكم وتنزجرون عنه ؟ ؤولا أقول لكم عندي خزائن
الله» أي لا أقول لكم عندي المال الوافر الكثير حتى تتبعوني لغناي «ؤولا أعلمالغيب» أي ولا أقوللكم
1:7 اتصهيل ؟/ )١(
)١١( 0 صورة هود
الاين دي قار بُح تَذْجَدَنت ناكد
رن دي وأ إل نوج أن كن بين
الضعفاء اء الذين آمنوا بي واحتقرتموهم لفقرهم لن يمنحهم الله الهداية والتوفيق الل أعلم ما في أنفسهم» أي
أعلم بسرائرهم وضبائرهم «إني ذا من الظالين» أي إني إن قلت ذلك أكون ظالاًمستحقاً للعقاب
ما تقول «إقال !؛ يكم به الله إن شاء» أي أمر تعجيل العذاب إليه تعالى لا إل فهو الذي يأتيكم به إن شاء
إضلالكم وهو جواب لما تقدم والمعنى ماذا ينفع نصحي لكم إن إراد الله شقاوتكم وإضلالكم ؟ هو
أعمالكم (أم يقولون افتراء» أي أيقول كفار قريش اختلق محمد هذا القرآن من عند نفسه"" لإقل إن
5 له فعلي إجرامي أي قل لهم يا محمد إن كنت قد افشريت هذا القرآن فعلي وزري وذنبي ١ ولا
اعتراض بين قصة نوح للإشا, إلى أن موقف مشركي مكة كموتف المشركين من قوم نوح في العناد
وتكذييهم لك فإني مهلكهم إواصنع القُلّك بأعيننا» أي اصنع السفينة تحت نظرنا وبحفظنا ورعايتنا
لإروحينا» أي وتعليمنا لك قال مجاهد : أي كما تأمرك ؤولا تخاطبني في الذين ظلموا» أي لا تشفع فيهم
)١( هذا رأي أكثر الفسرين ٠ وذهب ابن عطية وابوحيان إلى أن الآية من ججلة قصة نوح وأن الضمير عائد إلى قوم نوح وامعنى أيقولون
افترى نوح هذه الأخبار الخ