مفاهيم قرآنيه
الفلاسفة وعلماء الكلام القرآن.ولكن الأدباء لم يقوموا بعد بهذه الدراسة.
على الرغم من أن القرآن الكريم ممجزة آدبية في المقام الأول»
وكان يقول إن الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده قد وضع حجر الأساس
لهذه الدراسة عندما ذهب إلى أن القرآن الكريم يجب أن يفهم على الأساس
كان هذا العمل يستلزم التعرف على استخد امات الألفاظ في القرآن
الكريم كله.وإلا جاء العمل ناقصا ء
لمتابعة الدراسة في هذا الميدان. ا
ووقع ما كنت أحدث نفسي بهاء فلم أكد أتخرج حتى التحقت بالدراسات
العلياء وتخصصت في الدراسات القرآنية بالذات.
كان موضوع رسالتي الأولى لتيل درجة الماجستير هو جدل القرآن؛ وهو
إن هذه القوى المضادة هي التي كانت تثير الجدل حول محمد عليه السلام؛
وحول القرآن الكريم.
وكان موضوع رسالتي الثانية لنيل درجة الدكتوراه: الفن القصصي في
القرآن الكريم.
وكنت أول من اقتحم ميدان الدراسات القرآنية من بين طلاب قسم
وهكذا يبنى الإسلام,؛ والأسس القرآنية للتقدم
وهذا الكتاب الأخير لا يزال تحت الطبع»
تمهيد
الفاظ القرآن الكريم.
كان مما عتيت به كتاب المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني»
ودفعتني العناية به إلى إعادة نشره ليكون بين أيدي الراغ هم
الدراسات القرآنية بصفة عامة؛ ودراسة المفاهيم القرآنية بصفة خاصة.
والمنهج الذي سرت عليه أني قمت أولا باختيار نوعين من المفاهيم: نوع
ار أني رأيت بعض الناس يعمدون إلى القرآن
الكريم ليتخذوا من آياته السند لهم فيما يعملون في ميدان السياسة أو
ميدان الاجتماع.
هو ممارسة الحياة عل أساس من القرآن. بقدر ما كان التماس السند فيما
يرغبون فيه من عمل. من القرآن الكريم. ظنا منهم أن هذا الصنيع يكسب
عملهم القوة التي ينفذ بها إلى قلوب الناس»
تبين لهؤلاء الناس مدى بعدهم عن | القرآة
الدينيين. والتي أوضع بها المفاهيم اللازمة لممارسة الحياة في المجتمع.
اخترت من النوع الأول فصول الباب الأول: وهي: ١ الملك. الشريعة
والحكم. الخلافة والبيعة. الأمة والقوم؛ الشورى وولاية الأمر؛ السيادة
واخترت من النوع الثاني فصول الباب الثاني؛ وهي: العلم والمعرفة.
ودرست كل فصل على أساس من المنهج الأدبي. ثم عرضت النتيجة على
أساس من مضامين الحقائق القرآنية أولاء ثم المعاني والمفاهيم اللفوية
والقرآنية ثانيا
مفاهيم قرآنيه
وتبقى بعد ذلك الأهداف المرجوة.
إن المنهج الأدبي في الدراسات القرآنية هدف مطلوب. وأعتقد |؛
الدراسة تمثله. وقد تدفع في الوقت ذاته بعض القراء إلى أن يسلكوا هذه
وتصحيح الأوضاع السائدة. هدف 7
» وأني لأرجو أن يعدل بعض
الدارسين عن الزج بالقرآن الكريم في ميدان الأهواء والرغبات الشخصية.
كما أرجو ألا يزج الآخرون بالقرآن الكريم في الميادين التي لم يتوجه
أما الهدف الأخير فهو الرجاء من الله أن ينفع بهذا الكتاب. الناس.
وإنه لأمل ليس بالبعيد أن يحققه الله
والسلام
البوة والملك
في القرآن الكريم آيات واضحة المعنى, بينة
الدلالة. صريحة في أن المولى سبحانه وتعالى كان
يمتح الملوك من الحقوق الإلهية مثل ما يمنح الأتبياء
ولترسليتسواء بسواء
ففيه أن المولى سبحانه وتعالى كان يصطفى
الملوك بالآيات التي تثبت للناس أنهم من مبعوثي
جاء في القرآن الكريم من سورة البقرة قوله
«وقال لهم نبيهم: إن الله قد بعث لكم طالوت
ملكا . قالوا: أنى يكون له الملك علينا وتحن أحق
اصطفاه عليكم؛ وزاده بسطة في العلم والجسم؛
مفاهيم قرآنيه
صدق الله العظيم الآيثان 246 247
وليس يخفى أن هذه الخطوات جميعها هي التي تتحقق عندما يبعث
الله الأنبياء والمرسلين إلى الناس»
.١ وهناك ملكا . وهذا إنما يعني وجود النبي والملك ف
الواحد. وفي المكان الواحد . النبي الذي يتولى الأمور الدينية والملك الذي
يتولى الأمور الزمنية وإن استمد كل واحد منهما سلطته من الله
والقرآن الكريم لم يقف من أمر تحديد العلاقة بين النبوة والملك عند
ففي القرآن الكريم آيات تؤكد حقيقة أخرى هي: أن المولى سبحانه
وتمالى كان يجمع في بعض الأحيان وفي بعض الحالات بين السلطتين:
الدينية والزمنية. في شخص واحد . ويجمل سبحانه من هذا الشخص
النبي الملك أو الملك النبي»
والتاريخ القصصي الوارد في القرآن الكريم يحكى لنا أن كلا من داود.
وسوف تكون وقفتنا هنا مع سليمان عليه السلام من حيث أن ظواهر
الملك تبرز فيما قصه القرآن الكريم عنه أكثر مما تبرز ظواهر النبوة-
في القرآن الكريم أن سليمان عليه السلام قال لربه: هب لي من ملكا
وفيه أن الله قد وهب له من الملك ما لم يكن لأي إنسان آخر لا من قبل
ولا من بعد
التبوة والملك
منطق الطير؛ وأوتينا من كل شي»؛ إن هذا لهو الفضل المبين. وحشر لسليمان
جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون». التمل 16 ١7
بما تعملون بصير. ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر. وأسلنا له
نذقه من عذاب السعير. يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان
كالجواب. وقدور راسيات؛ اعملوا آل داود شكرا؛ وقليل من عبادي
وجاء: «واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان. وما كفر سليمان
ولكن الشياطين كفروا. يعلمون الناس السحر .6 (البقرة 102). وسليمان
أن السلطتين الدينية والزمنية. قد تجتمعان في شخص واحد فيكون النبي
الملك» أو الملك النبي. وعند ذلك يجتمع الدين والدولة في نظام واحدء
والوصول بنا إلى هذا الحد من تشابك العلاقات فيما
سورة سانا لد
ن النبوة والملك.
لوقت اق اموقق الذي يحيظ: بالنبي العزبي متجاز جز حير إلا علي
الإسلام دين ودولة ؟
والإجابة عن هذه الأسسكلة تتطلب التمرف على الأرضية التي سوق تقف
عليها عند تجديدتا لأبعاد هذا المو؛ففظه» 1
الكريم لمشتقات المادتين اللغويتين اللتين جاءت منهما كلمات النبوة والملك»
ومفاهيم النبوة والملك. والنبي والملك»
لا تكفيان في هذا المقام؛ ولا تغنيان بأي حال من الأحوال عن دراسة
المفاهيم القرآنية.
الحقيقة الأولى: أن التغرف على مضبدر المنلظة في حالة كل من النبي
والملك لا يجيب الإجابة الشافية في هذا المقام ما دمنا قد عرضنا
سبحات وتمان بدو متسدى السلكة بي «خالة النيوة: وأئة قر يككون اتج
السلطة أيضا في حالة الملك. 0
والحقيقة الثانية: أن كتب السيرة, وكتب التاريخ الإسلامي تكاد تجمع
على أن محمدا عليه السلام قد رفض ما عرضه عليه الملأ من أهل مكة من
تمليكه إن أراد ملكا بشرط أن يترك دعوته تلك. ولكته أصر على موفقه
والقرآن الكريم يطلب إلى النبي عليه السلام أن يقول لأهل مكة هذا
القول الوارد في سورة الأنعام (آية 50)؛ والذي ينفي فيه أن يكون ملكا : «قل:
لا أقول لكم عندي خزائن الله, ولا أعلم الغيب, ولا أقول لكم إني ملك إن
لابن خالوية. المطبعة الرحمانية 1934 ص37).
محمد علية السلام رسول من اللة؛ وليس ملكا من الملوك»
ومع كل فلا بد من وقفة مع المفاهيم القرآنية التي تتضح بها الحقا؛
الدينية. ولا يكون ممها شك أو احتمال شك.
طلب إلى الآخر أن ينبئه به» يقول الله تمالى من سورة التحريم:«وإذا أسر
وأعرض عن بعض: فلما تبأها به اا
الخبير.. .. » التحريم آية 3
ويقول الله تعالى من سورة البقرة:» وعلم آدم الأسماء كلها؛ ثم عرضهم
على الملائكة فقال: أنبثوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين قالوا سبحانك
النبوة والملك
فلما أنباهم بأسمائهم قال: ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات والأرض»
وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون» البقرة 31 33 ويقول من سورة يونس:
يقول الله تعالى من سورة الأنعام: «لكل نبأ مستقر: وسوف تعلمون»
ويقول من سورة الكيف: «نحن نقص عليك تبأهم بالحق؛ إنهم فتية
ويقول الراغب الأصفهاني في كتابه «المفردات في غريب القرآن» عن
النباً أنه: خبر ذو فائدة عظيمة؛ يحصل به علم أو غلفة طين ولا يقال للخبر
في الأضل نبأ حتى يتضمن هذه الأشياء الثلاثة. وحق الخبر الذي يقال
وتعرى الخبر عن الكذب عند الراغب الأصفهاتي هو الذي دفعه إلى
الوقوف عند كلمة النبآً في الآية القرآنية الكريمة: «إن جاءكم فاسق بنبأً
فيه وإن علم وغلب صحتة على الظن حتى يعاد النظر فيه؛ ويتبين فضل
الهمزة ياء كما قيل: البرية في البريئة
وإذا ورد لفظ النبي في القرآن الكريم معرفا بأل فإن المراد به يكون
النبي العربي محمد بن عبد الله عليه السلام. أما إذا ورد متكراء أو معرها
بالإضافة فإن المراد يكون غيره.