قصة الأندلس ...
هي.من أعظم الأمثال التي ضربا الله للناس على ممر الأجيال...
ودليل من أكبر الدلائل... على أن حياة الناس تنتظمها نواميس
أي دولة قائمة على العدل تثبت وتنستمر... كافرة كانت أم
مؤمنة . .
عن إيمانها وكفرها ...
وهذه الأندلس م تكن بع من الأمم...
وإنما أسسها كوكبة من الفرسان على أساس من الإيمان والعدل...
فصفق ها الناس ...
ومضت الأيام وانغمسوا في لذاذات الترف . .. وأخطبوط المظالم .. .
فوَقع بها القانون الحتمي . . . « فَدَكَرُناها تدميرا » !!!
تزيد ...
كانت دولة عظمى بكل معاني الدولة العظمى ... عسكريا ...
كانت تموج بالرفاهية في كل شونا ..
وتقف شامخة تزهو فوق شبه جزيرة اسبانيا ... يهابيها جيرائا ..
ويخطب ودها الجميع .. .
فلإذا اسقطت . . . واستؤصلت عن آخرها ؟!!
متظالمة . .
وهذا نذير الزوال . . . فاندفع اليها المتربصون على حدودها ...
لقد كانت قصة الأندلس ... مثالا رائعًا ...
ليفهم الناس جيعا. .أن النواميس الإفية للجميع بالإرصاد...
في سنة ست وثمانين من الهجرة تول الخلافة الوليد بن عبد الملك...
وفي سنة تسع وثمانين استعمل الوليد بن عبد الملك... موسى بن
فوصل موسى الى افريقية... فقاتل البربر وهزمهم حتى بلغ
واستعمل على طنجة مولاه... طارق بن زياد... وجعل معه
موسى بن تمتير . . . الأندلس في اثني عشر ألفا ...
ودخل موسى بن نتصير الأندلس قِ رمضان سنة ثلاث وتسعين قِ
جاءة رسول الوليد اثناء فتوحائه يأمره بالخروج عن الأندلس
والقفول اليه .. .
رجع موسى . . . ووافاه طارق . . . فأقفله معه ... ومضيا جميعا .. .
واستخلف موسى على الأندلس ابنه عبد العزيز بن مومى ...
وسار الى الشام... وحمل الأموال التي غنمت من الأندلس...
والذخائر والمائدة.. .
ومعه ثلاثون ألف بكر من بنات ملوك القوط وأعيانهم...
ومن نفيس الجوهر والآمتعة ما لا يَخْصي ... فورد الشام والوليد
خبر المائدة ...
فقال طارق للوليد ؛ سله عن رجلها المعدومة.. .
فعام الوليد صدق طارق ...
وإنما فعل هذا لأنّه جلسه وضربه . . . حتى أرسل الولبد فأخرجه!!!
وفي سنة ست وتسعين . . . مات ١ لوليد بن عبد الملك. .
وكانت خلافته تسع سنين وسبعة أشهر ...
وصلى عليه عمر بن عبد العزيز .. .
وكان الوليد عند أهل الشام من أفضل خلائفهم...
بي المساجد ... مسجد دمشق ... ومسجد المديئة... على ساكنها
السلام... والمسجد الأقصمى... ووضع المشائر... وأعطى المجذمين
وكاسشغر والهند!!!
أقول: هذا شيء عن الخليفة الأموي الذي ثم فتح الأندلس في
)١( تقلا عن كتاب «الأدب الأندلسي» تأليف الدكتور احمد هيكل... مختصرا.
-١ اسم الأندلس
ل تعرف شبه الجزيرة التي تشمل حاليًا دولتي إسبانيا والبرتغال بامم
الأتدلس» قبل أن تعرف المسلمين» وإنما عرفت في أقدم عصورها باسم إيبريا
نسبة إلى الإيبريين الذين كانوا من أقدم من سكن هذه البلاد من البشر .
ثم عرفت شبه الجزيرة بعد ذلك باسم إسبانيا. وهذا الاسم قد أطلقه
الرومان على شبه الجزيرة حين حكموها؛ وقد استنبطوه من تعبير فينيقي؛
البلادء حين اتصلوا ببعض جهاتها قبل الرومان؛ وهذا التعبير الفينيقي
سنععطم»ه1 يعني « شاطع الأرائب » . ويقال في تعليل ذلك : إن الفينيقيين
العهد الروماني» ثم سمي باسم « فندليسيا » حين سكنه الوندال بعد الرومان على
فليا جاء المسلمون بعد ذلك أطلقوا على شبه الجزيرة جيعاً اسم الأندلس؛
ويفضلونها حين يريدون شبه الجزيرة الإيبرية.
وأرجح الآراء أن هذا الاسم قد أخذه المسلمون من « وندلس »؛ وهو امم
الباحثين تسميتهم بالوندال - كانوا قد وصلوا الى جنوب إسبانيا وسموه باسم
و قندليسيا» نسبة إليهم. فليا جاء المسلمون فيا بعد وعرفوا ما كان من أمر
البلاد إلى هؤلاء الذين حكموها من قبل واشتهر أمرهم بها وكل الذي فعله
المسلمون من تغيير في اسم ١ وندلس» هو همز الصوت الأول» ومن هنا
أصبحت الكلمة أندلس ؛ بدلا من وندلس .
يخرج بخروجهم؛ ولكنه قد أصاب شيئًا من التطور في لفئله؛ وشيئًا من التطور
كذلك في معناه. أما اللفظ فقد أصبح في اللغة الاسبانية «اتدلئيًا ؛ بدلا من
أندلس .وأما المعنى فقد صار جنوب شبه الجزيرة فقط» بعد أن كان شه
الجزيرة جميعا .
لمحة جغرافية
بلاد الأندلس شبه جزيرة تقع في الجنوب الغرني من أوربا . والمياه تطلوف
بها من كل جوانبها» عدا جانبًا واحدًا هو الشمال الشرزقي ؛ حيث تحدها جبال
البرانس الفاصلة بينها وبين فرنسا. أما تلك الأمواه التي توشك أن تطوق
الأندلس» فهي مياه البحر الأبيض من الشرق؛ ومياه المحبط الأطلسي من
الغرب والشمال الغُرني؛ ثم مزيج من مياه البحر والمحيط في الجنوب حيث