وقال في أول ما أنزل على محمد صِلى الله عليه وسلّم - :
ثم الأمم متفاضلون في معرفة الخالق تعالى وفي الإقرار
بالمعادا"» بعد الموت: إما للأرواح فقط»ء وإما للأبدان فقط؛ وإما
لمجموعهماء كما هو قول سلف الأمة!"": المسلمين وأئمتهم وعامتهم
الأفعال والصفات؛ وما يذمونه ويستقبحونه من ذلك.
)١( سورة طه: الآية 5٠
بعد هذا زيادة في ك وط: وقال الخليل:
انظر: صفوة التقاسير 817/76
لكن عامة بني آدم على أن العدل خير من الظلم؛ والصدق خير
من الكذب؛ والعلم خير من الجهل؛ فإن المحسن إلى الناس خير من
وأما المعاد فهو إما للأرواح أو للأبدان. وإن الناس بعد الموت
يكونون سعداء أو أشقياء» فيقر به كثير من الأمم غير أهل الكتاب؛ وإن
كان على وجه قاصرء كحكماء الهند واليونان والمجوس وغيرهم» وذلك
أن أهل الأرض في المعاد على أربعة أقوال:
أحدها: وهو مذهب سلف المسلمين» من الصحابة والتابعين لهم
بإحسان وأئمة المسلمين المشهورين وغيرهم؛ من أهل السنة والحديث؛
من الفقهاء والصوفية والنظار: وهو إثبات معاد الأرواح والأبدان»
روحه إلى بدنه عند القيامة الكبرى» ولهذا يذكر الله في كثير من السور
أمر القيامتين» القيامة الصغرى بالموت» والقيامة الكبرى حين يقوم
الناس من قبورهم وتعاد أرواحهم إلى أبدانهم» كما ذكر الله القيامتين في
سالاد سإ اد 0
)١( في ك وط (الروح والبدن)
انظر: صفوة التفاسير 706/17 :م ©
انظر: المصدر والموضع السابق.
ثم ذكر سبحانه حال الأصناف الثلاثة في القيامة الكبرى؛
وقال في آخر السورة:
هو الحلق؛ بعد الغم» وهو موضع النفس ومجرى الطعام والشراب. )1(
149 انظر: المصباح المنير ص
أي: محاسبين ومجزيين )©(
2 انظر: صفوة التفاسير 18/71 م
21 روح: استراحة. انظر: المصدر السابق 16/77 م )4(
(ه) النزل: أول شيء يقدم للضيف.
انظر: المصدر والموضع السابق
الحميم: السائل الحار الذي يصهر البطون لشدة حرارته. »9(
انظر: المصدر والموضع السابق
في ك وط زيادة الآيتين الأخيرتين: (إن هذا لهو حق اليقين * قبح باسم ربك
(8) في ك وط زيادة (قالم.
فذكر القيامة الكبرى» ثم قال في آخر السورة - :
ولبسط هذا" موضع آخرء فَإِن ذِكُرٌ ما ينال!"» الروح عند فراق
البدن من النعيم والعذاب كثير في النصوص النبوية.
)١( النفس اللوامة: هي النفس المؤمنة التقية؛ التي تلوم صاحبها على ترك الطاعات
وفعل الموبقات
انظر: المصدر السابق 484/74
)١( هو: أطراف الأصابع .
انظر: المصدر والموضع السابق
انظر: المصدر والموضع السابق.
(4) أي زاغ البصر وتحير» وانبهر من شدة الأهوال والمخاطر
انظر: المصدر السابق 488/14 ام 7
(ه) أي: لا ملجأً له ولا مغيث من عذاب الله
انظر: المصدز والموضع السابق
انظر: المصدر السابق 489//98
(8) في ك وط (وبسط هذا له).
الساعة. فلذلك وصف القيامة بما لم يصفها به غيره؛ كما ذكر المسيح
والقول الثاني : قول من يثبت معاد الأبدان فقط» كما يقول ذلك
كشي رهن المتكلمين الجهمية؛ والمعنزلة المبتدعين من هذه الأمة.
وبعض المصنفين يحكي هذا القول عن جمهور متكلمي المسلمين»
متكلميهم المبتدعة؛ الذين ذمهم السلف والأئمة
والقول الثالث: المعاد للنفس الناطقة بالموت فقط؛ وأن الأبدان
ولكن من تفلسف من هؤلاء؛ فوافق سلقّه من الصابئة والفلاسفة
المشركين. على أن المعاد للروح وحده. فإنه يزعم أن الأنبياء خاطبوا
الجمهور بمعاد الأبدان؛ وإن لم يكن له حقيقة. وخاطبوهم بإثبات
)١( في أ سقطت الألف من (محمداً) وقد صححناه من ك وط
انظر: الإصحاح السادس عشر ١7 - 18» من إنجيل يوحناء العهد الجديد 148
© في ك وط زيادة (من)
من أمر المعاد.
وحقيقة قولهم أن الأنبياء كذبوا للمصلحة؛ وهؤلاء' ملاحدة كفار
هؤلاء كثيرين موجودين فيمن يتظاهر بأنه من أهل الملل؛ لظهور
أديانهم» وهو في الباطن على هذا الرأي . وهؤلاء القائلون بمعاد الأرواح
فقطء منهم من يقول: بأن الأرواح تتناسخ؛ أما في أبدان الآدميين»
أوأبدان الحيوان مطلقاً؛. أوفي موضع" الأجسام النامية. ومنهم من
يقول بالتناسخ!" للأنفس الشقية فقط» وكثير من محققيهم ينكر
التناسخ .
والقول الرابع : إنكار المعادين جميعاً. كما هو قول أهل الكفر
من العرب» واليونان؛ والهندء والترك وغيرهم» والمتفلسفة أتباع
(أرسطى كالفارابي وأتباعه؛ لهم في معاد الأرواح ثلاثة أقوال: قيل:
بالمعاد للنفس") العالمة والجاهلة. # وقيل: بالمعاد للعالمة دون
الجاهلة **) وقيل : بإنكار الاثنين» والفارابي نفسه قد قال الأقوال
الثلاثة. وبسط الكلام على هذه الأمور له موضع آخرل"». إذ المقصود
© في ك وط (في) بدلاً من اللام
(4) في ك وط (الأنفس) بالجمع ٍ
(9) ما بين النجمتين سقط من ك وط وقد وضعت ط للجملة السابقة رقم ١ و3 جميعاً
() انظر: مجموع الفتاوي 197/4 وما بعدها
هنا أن كل ما عند أهل الكتاب؛ بل وساشر أهل الأرض من علم نافع
وعمل صالح؛ فهوعند المسلمين.
بها السعادة والنجاة. وعقلاء جميع الأمم تأمر بالعدل ومكارم الأخلاق»
وتنهى عن الظلم والفواحش» ولهم علوم إلهية؛ وعبادات بحسبهم؛
ويعظمون أهل العلم والدين منهم . والهند واليونان والفرس"» في ذلك
أكمل من كفار الترك» والبربر ونحوهم» مع أن هؤلاء أيضاً - فيهم ©
قسط من ذلك
ومعلوم عند الاعتبار أن الأمم الذين لهم كتاب؛ كاليهود
والنصارى. أكمل من ل الذين لا كتاب لهم؛ في الفضائل العلمية
والعملية؛ فإن ما لم يأخذه الناس عن الأنبياء يعلم بالعقل والاعتبارا"»»
أوا*» بالمنام والإلهام!"» وأخبار الجن ونحو ذلك من طرق الأمم©.
وكل طريق صحيح من الطرق العقلية والإلهامية وغيرهاء شارك
(©) في ك وط زيادة (بحسبهم)
(5) الاعتبار؛ هو التدبر والنظر والمقايسة
انظر: لسان العرب 070/4 . مادة: عبر
(ه) في ك وط بالعطف بدلا من (أ)
(+)_الإلهام: ما يلقى في الروع النفس فيبعث على الفعل أو الشرك. وهو نوع من
انظر: المصدر السابق 888/17 مادة (لهم).
أهل الكتاب فيه مَنْ لا كتاب له. ويمتاز أهل الكتاب بعلوم وأعمال
في الأخلاق والسياسات المنزلية!" والمدنية. فإن جنس أهل الكتاب ولو
كان منسوخاً مبدلا؛ ("#أحسن حالاً ممن لا كتاب له.
وأماا" في العبادات والإيمان بالله واليوم الآخرء فرجحانهم فيه
وأما علوم وأعمال يكون ضررها راجحاًء كالسحر والطلسمات»
وما يتوسل به من الشرك إلى استخدام الشياطين ونحو ذلك» فهذا وإنذ
كان غير أهل الكتاب أََُمْ بها*, فإنما ذاك لاستغناء أهل الكتاب بما هو
أنفع لهم في الدنيا والآخرة.
ولهذا لما ذكر الله سبحانه”» في قصة سليمان براءته عن
)١( في ك وط زيادة (هم)
تسلط القوى السماوية الفعالة على القوى الأرضية المنفعلة؛ بواسطة خطوط وأوفاق
معينة؛ وقد اشتعّل المصريون القدماء والبابليون والكلدانيون والسريانيون بعلم
الطلاسم» وكان له عندهم المؤلفات الكثيرة؛ ولكن لم يترجم منها إل القليل» وقد
اشتغل به في المشرق جابر بن حيان كبير السحرة وبعده مسلمة بن أحمد
المجريطي في الاندلس
انظر: دائرة معارف وجدي 2170/8
(ه) من قام بالأمر: إذا تكفل به واعتثى بشأنه
انظر: المصدر السابق 807/17 مادة (قوم)
في ك وط وردت كلمة التقديس (تعالى)
بهذه الأسماء والعزائم» قصدتهم فريقان. فريق قدحوا في سليمان بل
كفروه.؛ من أهل الكتاب» وقال : من فعل ذلك فهو كافر. وفريق
والطلاسم التي يستخدمون بها الجن؛ ويقولون: إن سليمان كان
يستخدمهم بها حتى يقولوا: إن هذه الأسماء كانت مكتوبة على تاجه؛
وقد ذكر ذلك علماء المسلمين في تفسير قوله تعالى - :
(©) هو: ابن خالة النبي سليمان عليه السلام » وهو الذي أحضر عرش بلقيس من
أبواب سليمان. أي ساعة أراد دخول شيء من بيوته دخل حاضراً كان سليمان
أوغائباً - وقيل هو رجل من مؤمني الجان كان فيما يقال يحفظ الاسم
انظر: تاريخ الأمم والملوك 447/1 ؛ والبداية والنهاية 1417/7
(4) انظر: تفسير القرآن العظيم 147/1- 1436