كثر الكلام الآونة عن المنهج +
ومشكلة المنهج قديمة جديدة» وستظل كذلك» ففي العلوم التجريبية نجد
منهجاً خاصاً لكل منهاء وفي الآداب نجد كذلك مناهج متنوعة » قل الشيء ذاته عن
سائر الظواهر العلمية والفكرية والاجتماعية .
المنهج هذه الكلمة الذهبية المدببة الرؤوس» ما مدلولها؟
إنها في عرفنا : أداة معرفية مقعدة لتشكيل نسق نوعي من الظواهر والأفكار
ءازجأللا الخيط بيا هو أداة مادية لربط هذه ١
7 الفطرة الخاصة في كيفية ترتيب هذه الأجزاء كي تنتظم وفق شكل خاص ٠
والأجزاء المعدنية الصغيرة التي ترسم أشكالاً خاصة عبر قطعة ورق» وجد تحتها
حجر مغنطيسي مشكلة ما يمكن أن نسميه في عالم الفيزياء بامسم «خطوط القوّة»»
يتحكم فيها أيضاً شيئان:
7 نوعية هذه الجزيثئات المعدنية من جهة أخرى .
وكذلك المنهج -
فهو إذن منظور خاص يتمتع بمزايا معينة لا تنطبق على ما سواه» ترتيباً ومادة . فإن
كان احتواء الظواهر معرفياً تفكيرا» فالمنهج تفكير في التفكير أي أنه التفكير النقدي
الذي يتناول ظواهر المعرفة» وهو الرائز والطريق في : كيف نفكر؟
ولئن كان الدكتور علي سامي النشار قد قدم دراسة قيّمة في كتابه الرائع «مناهج
البحث عند مفكري الإسلام» مستعرضاً فيها مناهج المفكرين الإسلاميين القدامى»
فإن الحاجة تدعو إلى دراسة أخرى لفكري الإسلام المعاصرين»
ولئن أشار إقبال إلى أن انتهاء النبوة هو إيذان بده ولادة العقل العلمي''"لقد طرح
السيد الصدر الفكر الإسلامي المعاصر» مقابلا منطقياً وحضارياً للاتجاهات الفكرية
أحكاماً جزأة تضيع بين الأبنية الضخمة للعلوم الإسلامية» إل طور النظرية المبلورة التي
تملك تقديم الإجابة وفق ما تتطلبه مقتضيات عصرنا الراهن وما نطرح من مستجدات
إشكالية بحاجة إلى تقديم الحلول من وجهة نظر إسلامية من جهة؛ وتعيش وقائع
عصرها ومنجزاته من جهة أخرى .
ونحن لا نجهل أو نتجاهل المفكرين الإسلاميين الآخرين» ولكنا نرى أن الصيد
الصدر له خصوصية منهجية تجتمع فيها ما قد وصل إليه غيره من المفكرين المعاصرين
مبعضة عند كل واحد منهم :
لكننا نود أن تقول : إن ما اجتمع في «المنهج الصدري» من هذه السمات التي قد
)١( راجع تجديد الفكر الديني في الإسلام ص 88-144 . نقلاً عن: مشكلتا الوجود والمعرفة في الفكر
الإسلامي الحديث» ص 147
فهو يعد من الناحية النظرية الفكرية» «ثورة الفكر الإسلامي المعاصر»» أو أنه
يشكل منعطفا نست نستطيع بلا مغالاة أن نهم نف الفكر الإسلامي وفقه باطمثنان - إلى
١ مرحلة ما قبل الصدرء
7_مرحلة ما بعد الصدر.
وهذه الدراسة حين تركز على المعالم الرئيسية لمنهج المفكر الفذ+ أشبه ما تكون بنظرة
السيف من آجلها والتي تشكل هنا المنهج العام لهذا الرجل ٠
فالصدر قبل كل شيء» وبعد كل شيء» مفكر إسلامي -
ولئن كانت هذه الدراسة تهتم بالناحية النظرية من التراث الصدري» فإن
هذا الجانب هو فصل فني درامي» وليس فصلا عملياً ينتزع المفكر من تكوينه العام .
و إنما هو أشبه بالذي أراد أن يعرف ماء البحر عندما استحال عليه أن يصبه في كأس -
فأخذ محتويات هذه الكأس عينة تدله على الأصل الذي جاءت منه .
وما يهمنا ليس هو تقديم الصدر بيا هو مفكر مذهبي» أو مفكر إسلامي» لكثنا
نشدد أكثر على تقديمه مفكراً عالمياً .
وأنا لا أريد أن أقيم تقابلا منطقياً بين الإسلام والعالمية؛ فالإسلام بطبيعته دين
() ونعني بالمذهيية هنا: المذهبية الفقهية» لا المذهبية الفكرية. (كيا فعل هو في عملية اكتشاف المذهب
الاقتصادي الإسلامي) .
عالمي+ بل إني أقصد وجه ا آخر للعالمية هو:
انطلاق هذا الفكر ليتعدى حتى الدين» وهذا ما حققه الصدر في كتابه : «الأسس
المنطقية للاستقراء» إذ يع الج فيه مشكلة المعرفة في ضوء الدليل الاستقراثي . . ومعلوم
أن قضايا المعرفة هي من قبيل الفكر الحالمي الرائج الذي يتعدى الحدود الجغرافية
والزمانية والبيئة الإجتماعية ٠
دوافع البحث:
رغم وجود العديد من الدراسات حول السيد الصدرة"» لكن الدراسة المنهجية
المتخصصة التي ترقى إلى مستوى فكر السيد الصدر» لا تزال غير متوفرة .
فرأينا أن يكون هذا البحث» محاولة بدئية للنظر إلى هذا المفكر من زاوية أخرى
سير البحث:
في نهاية القراءة مجموعة ضخمة تم تصنيفها وفق عناوين أكبر.
منهج البحث:
عناوين أكبر.
نقول إن المنهج كان : استقرائيا تركيبياً .
() فذكر مثا هما: ١ دراسة السيد حسن النوري في مجلة «الحوار السياسي» العدد المزدوج (14-
14). بعنوان: مع الشهيد الصدر مققاً» ق ١ ص * © والعدد المزدوج -7١( 171) بعد تحويل اسم
المجلة ليصبح «الحوار الفكري والسياسي» ق ل ص ١١١ . ١_دراسة عبد الحسين البقال: «الشهيد
الصدر الفيلسوف والفقيه» .
لأنه انطلق من الجزء إل الكل» أو من الوقائع المفردة المجزأة إلى ما ينتظم هذه
الجزئيات من أوجه التشابه فيا بينها -
مجموعي يعطي الفكرة العامة للمنهج من خلال «تركيب» هذه الأأجزاء وفق روح
البحث» ومتطلبات سيرورته نحو هذفه .
هدف البحث وغايته:
أما هدف البحث فهو:
محاولة اكتشاف المعالم العامة «للمنهج الصدري» لتقديم أنموذج يفيد منه
العاملون في شؤونات الفكر والدراسات الإنسانية التي عالجها السيد الصدر»
القسم الأول:
أ العقلية الفلسفية
ب_العقلية الاقتصادية
ج_العقلية التاريخية .
د العقلية الاجتم:
و_العقلية الحقوقية .
ز_ العقلية الأصولية -
ح-العقلية التفسيرية -
وبيان المآخذ عليهم من ناحية أخرى .
4 _ملكة النقد والتحقيق
والقسم الثاني:
كان عن السمات العامة وهي:
-الفصل الأول الوضيح المنهجي:
أ -تحديد الصطلحات.
ب_تحديد المشكلة المطروحة .
جبيان مراحل البحث وأولوياته.
د إيجاز الطريقة المتبناة و الدليل الاستقرائي .
هبيان موضوع كتاب «فلسفتنا
و -منهج كتاب «اقتصادنا» .
ز _مهمة كتاب «الأسس» .
الفصل الثاني : التتبع المنهجي:
أ _تلخيص المذهب.
ب_بيان الأساس في المذهب.
ج_بيان الدافع النفسي للمذهب.
0 ربط الأصول إلى الفروع
ه_بيان الخطأ في أساس الفكرة «المذهب».
و -النقد في العمق محاكمة المذهب عل أصوله المنهجية .
ز _ملاحقة الفكرة .
اح -الاستنتاج التحليلي .
ط_التسليم الجدلي.
ي_بيان الثغرات .
ك إعادة طرح المسألة.
-الفصل الثالث : اليقظة المتهجية:
أ_بيان المحفظات .
ب إزالة توهم الخطأ »
ج_بيان قصدية اختيار الشاهد .
د الفرق بين منفعة العمل والمواد الطبيعية النادرة
الفصل الرابع : رسم المعالم المنهجية :
أ افتراض التجرد البدثي في البحث .
بوجوب افتراض مصادرات وبدهيات .
ح_تحديد نقطة البدء .
د تحديد لون التفكير.
ه_ الانطلاق من نقطة متفق عليها ومتابعة الخلافات المذهبية بعدها .
و الدعوة إلى تفهم الموضوع كما يفهمه أصحابه .
ز-بيان الضوابط
ح_بيان الأحطاء المنهجية العامة في اتجاه البحث.
ط_بيان خطر الذاتية من خلال عملية الاكتشاف الاقتصادي على أساس
ي- طريقة دراسة الملذهب.
_الفصل الخامس : الموضوعية:
أ _انصاف الخصم وإيراز مزاياه.
ب_الأمانة العلمية.
ج_التحرر المذهبي.
د -النزاهة في البحث.
-الفصل السادس : التمييز المنهجي:
أ _الفرز المنهجي للمشكلات.
ب الفرق بين المرحلي والمنهجي (الجوهري والعرضي) ٠
ج التفريق بين النظري والعملي ٠
بيان المفاصل المنهجية -
بين عمليتي الاكتشاف والتكوين للمذهب الاقتصادي وخصائص
و -الفرق بين نوعي القوانين العلمية للاقتصاد .
ز -اختلاف الإسلام والرأسمالية في مسألة الانتاج تقوياً ومنهجاً.
ح -التمييز بين موقفين في الاعتقاد:
-الفصل السابع : الالتزام المنهجي : ونعني به:
١ الوحدة المنهجية:
ل الدليل الاستقرائي نستخدمه في إثبات:
-الصانع تبارك وتعال .
-نبوة الرسول الأعظم (ص).
ب الإسلام والرأسمالية والاشترا
الإسلام مذهباً اقتصادياً
7 تطبيق قواعد النقد ومراحله على المفهوم اللقدم لحل المشكلة واختبار
وتأتي الخاتمة بعد ذلك لتوصل البحث إلى نايته .
فقد كانوا كثيرين ؛ يحدوهم جيعاً حبهم لصاحب المنهج الذي كتبت حوله . بينم
تقع مسؤولية الخطأ علي وحدي .
وأرجو أن يكون هذا العمل المتواضع بادئه خير لأحمال أخرى من قبل المختصين-
تتناول التراث الصدري من وجوهه كافة .
دمشق 4 شوال167١1ه..
لا حزيران 1487م
نزيه الحسن