© دار الساقي
الطبعة الأول 1484
دار الساقي
تايت» شارع أمين منيمنة (نزلة السارولا)» الحمراء؛ ص .ب: 113/5147 بيروت؛ لبنان
ديوات الأشاطير
الكتاب الثالث
استهلال
بدأ في السنوات العشرين الأخيرة اهتمام خاص ومفاجىء لدى العرب. كثاباً
وباحثين وقرّاء؛ بالأسطورة؛ وبالقضايا الأدبية والفكرية التي تتولد منهاء أو تفصل
بها. فقد تُرجمت ونشرت أكثر من مزّة؛ ملحمة جلجامش» تمثيلاً لا حصراً. وعمل
وهذه المحاولة التي نقوم بها+ قاسم الشؤاف وأناء ليست إلآً استمراراً لتلك الجهود
وشمولها. فهي تهدف إلى تقديم الأساطير في موسوعة» أو ديوانٍ يحتضنها جيعاً؛ في
أحضان دجلة والغرات» وفي سورية»؛ والجزيرة العربية؛ وانتهاة بمصر وضفاف نيلها
الكريم
يمثلء إذاًء هذا الاهتمام الناشىء بالأسطورة في الوسط الثقافي العربي» ما يمكن
أقتصر عل القول إنه دليل نُضج وتفتح
وهوء إذا» انقلاب
أن نسقيه بانقلاب معرفيّ وا
مجرّدء في انقطاع عن القرار العميق : الأرض التي انبثقت منها هذه اللغة
الحساسية العربية. فالأسطورة دفء للعقل وللجسد - مما يذ
البرد»+ خصوصاً برد التقنية الآخذة في تدمير طفولة العالم. إن في الطافة الت
تكتنزها الأسطورة ما يتيح التأسيس لبؤرة من العلاقات الإنانية يتخيل
التقنية؛ إضافة إلى ما تولده في الإنسان من القدرة على الاستب؛
به الشاعر ١١
الرؤيا هكذا يتاح للرؤية العلمية أن تكون هي أيضاً شعرية؛
آثرنا أن نحافظ» في الترجمة؛ على بناء الجملة الأصلي؛ بحيث تنقل إلى العربية كما
هي دون تعديل إلأ في أشياء طفيفة تقتضيها بين وقت وآخر خصوصية الصياغة
النحوية وخصوصية التعبير في اللغة العربية؛ وفقاً لتلك الصباغة .
تأمل أن يساعدثا الباحثون والقراء في هذا العمل» بنقدهم البصير؛ ومعرفتهم
قربا إلى الصحة والدقة
حاشية
الكتابة والعمل بخاصة. وهي مجرد إشارة؛ آملاً أن تليها دراسات مفصلة يقوم بها
المختصون لإضاءة العلاقة» في عالمنا القديم؛ قبل الأديان النبوية الموحاة» بين اللغة -
النصوص التي نشرت سابقاً؛ وتلك التي ستنشر لاحقاً
«المؤلف» في هذه النصوص لا
ذالبان فيها. ويقوم «التأليف» على قاعدة رؤيوية يمتزج فيها الدين بالفكر» والفكر
بالفن» والحس الفلسفي بالحس الجمالي. ويمكن القول» تبعاً لذلك؛ إن التأليف يصدر
باب أول؛ في هذا الأفق؛ ألآ يكون التأليف «صورة» عن الأ
يكون هذه الأشياء نفسها عملا وتخيّلاً وكلاماً. فاللغة حاضنةٌ للوجود كله - رؤيد
بين البادية والحاضرة» على صعيد الإنشاء والبناء واالتقذم؟؛ وبين رموز «الخيره ورموز
«الشرة» على صعيد الأفكار والقيم. والآلهة والحكام؛ هم أنفسهم؛ لا
بوصفهم عاملين في هذا البناء الكل الحضاري. ولا ينحصر هذا التمحور في الذكورة
دون إل
مقدمة الكتاب الثالث
تطرّق الكتاب الأول من مجموعة «ديوان الأساطير»؛ إلى موضوع الخصب
والإخصاب: إخصاب الأرض بماء السماء وإخصاب الأرحام «بماء القلب». وروى
لنا أجل أناشيد الحب في سومر؛ بين أشهر حبيبين عرفهما تاريخ عالمنا القديم؛ وهما
ضمان رخاء البلاد وتحقيق خصب ونمو كل ما فيهاء
واعتماداً على مجمل أناشيد الحب السومرية؛ التي أطلقنا عليها تسمية «نشيد الإنشاد
السومري»؛ أمكن تضمين الكتاب الأول دراسة حول التوازي مع الإنشاد»
أما الكتاب الثاني» فقد عاد إلى «البدء والأصول» وروى قصص التكوين والخلق+
التكوين والخلق البابلية التي كرّست ارتقاء الإلّه مردوك ومجذته بأسمائه الخمسين. وبعد
إثبات نصها الكامل تعرض الكتاب إلى موضوع الثواب والعقاب» فروى قصة «الفائق -
الحكمة» الذي أنقذ البشر من الطوفان الذي كان بمثابة عقاب للبشر» كما تطرّق إل
سهر الآلهة ودورهم في إثابة الملوك بترسيخ ملكيتهم» أو معاقبتهم إذا ما لزم الأمرء
وكذلك معاقبة المدن أو البلاد بكاملها .
ومن هنا؛ يدخل الكتاب الثاني في أدب المراثي الذي نتج عن ذلك ليقدم أقدم مثل
عرفه المسرح الديني؛ وكان ذلك في سومرء عبر مسرحية «البكاء على خراب سومر
ومدينة نقر».
وفي مجال الغواب والعقاب أيضاً؛ يناقش الكتاب الثاني «العدالة الإلّهية» متوقفاً عند
قصة «العادل المعذب» (أيوب التوراني). ليقدم بعد ذلك عاولتين للصعود إلى سماء
الآلهة: الأولى من قبل «أدابا» الحكيم والثانية من قبل «إيتانا» الملك؛ الذي صعد على
وفي هذا الكتاب الثالث» يدور الموضوع الأساسي+ حول الحضارة في مراحل
بنائها وفي ما تخوله المعرفة من قدرات وسلطة. وتحت عنوان «الحضارة والسلطة»؛
يتطرق الكتاب؛ في فصله الأول إل بدايات الاستقرار لإنتاج الغذاء والكساء مشيداً
بثالوث هذه البداية: «النعجة - الأم والشعير والكتان»» كما يحتفل باستقرار الإله
البدوي «مارتو»
والأمطار في إطلاق مسير: الحضارة وإقامته في «بيت الجبل الكبير» معبده في مدينة نفر
وجَمْلِهِ هذه المدينة محجاً للآلهة لتقديم ولائهم له.
وفي دور حضاري مكمّل يقوم الإنه نبنورتا ابن إنليل» بعد أن كان فلاح الألهة»
وأصبح بطل المعارك والانتصارات» يقوم بإخضاع «شعب الحجارةا في اللنطقة الجبلية
المتمردة» مصخي الج يليل بمجزي» كما يقوم ببناء السدود وتنفليم أعمال ١
والزراعة والمساحة
وبعد الولاء لإنليل ولنفر» يُبرز الفصل الثاني تدخل الإلّه أنكي وهو سيد المعرفة
اط ومهارة الصنع» في دوره التنظيمي للبلاد وفي دوره الخلا من أجل ترسيخ
اس الحضارة؛ واستقطاب الولاء نحو مدينته إريدو مالكة جميع أسس الحقارة
وفي ما يتعلق بالسلطة أيضاً؛ لا ينسى الكتاب الثالث» دور الإلّهة إنانا / عشتار»
المعارك ولا يجول ذلك دون ارتقائها وتمجيد سلطتها .
أما الفصل الثالث» واستكمالاً للبعد الحضاري» فإنه يتحدث عن دور المدرسة
والحكمة في تعميم الحضازة ونشر القيم الأخلاقية التي مجتمع البشرء فيتعرض
لدور التعليم في مدارس سومر وآكاد؛ ويعرض مجموعة من الحكم والأمثال؛ منتهياً
بتقديم قصة أحيقار الآرامي حكيم بلاط نينوى في القرن السابع لما قبل الميلاد
وحكمته؛ كما يطرح موضوع دراسة للتعرف على أصول «كليلة ودمنة» لِدَيْدََا الهندي
عل ضوء قصص وحكايات الحيوانات المماثلة القي عرفتها آثار سومر وأحيقار ولقمانن