مقدمت الطبعة الثانية عشرة
رحمة للعالمين؛ سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين -
(آما بعد) فاكتب هذه السطور لا لأقدم بها هذا الكتاب» بل لأسجل
فقد فتح الله له أبواب القبول لدى المسلمين كافة فى أنحاء العالم الإسلامي
وخارجه؛ وطبع في سنوات معدودة مرات ومرات.
دار الشروق فى القاهرة» ودار الثقافة في قسطرء ومؤسسة الرسالة فى بيروتء ودار
البعث فى الجزائر» ودار المعرفة في اللغخرب؛ والمعهد العالمي للفكر الإسلامي في
موضوع الصحوة تأييدا وتسديدًا وترشيدًاء فى جملة كتب أخرى منها:
- الصحوة الإسلامية وهموم الوطن العربي والإسلامي.
من أجل صحوة راشدة»؛ تجدد الدين وتنهض بالدنيا.
- أين الخلل؟
- الصحوة الإسلامية بين الاخحتلاف المشروع والتفرق المذموم.
وأخير :
- أولويّات الحركة الإسلامية فى المرحلة القادمة
الصحوة الإسلامية من المراهقة إلى الرشا .
أسأل الله تعالى أن يرزقنا صدق القولء وسداد الفكر» واستقامة النهج؛
وإحسان العملء وإخلاص النية» وحسن الخاتمة.
الدوحة في: ذى القعدة 418 1ه
الموافق: مايو 1446م
مقدمت طيبع دار الشروق
صدرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب فى شوال الماضى (1407 ه) عن مجلة
طبعت المجلة عشرات الآلاف من الكتاب ووزعتها في أنحاء العالم”'؟. وكان من
فضل الله تعالى أن تقبل المسلمون فى كل مكان الكتاب بقبول حسنء وتوالت على
مجلة الامة؛ وعلى المؤلف» طلبات المسلمين من أقطار شتىء ترغب في المزيد من
الأعداد ومزيد من الطبعات. وتطالب بالإذن في طبعه ونشره لتفاذه من الأسواقء
أذنت «الامةة مشكورة بترجمة الكتاب لمن طلبوهاء كما وافقت أخيرًا على طلب
ولم يبخل أهل العلم والفكر بالترحيب بالكتاب والإشادة به في مجلات
وصحف سيارة”" وفي رسائل إلى المؤلف حينّاء وإلى مجلة «الامة» حينًا. وفي
طليعتها رسالة الداعية الكبير الشيخ محمد الغزالي الذي كان أول من قرآ الكتاب»
وكتب عنه: «هذا الكتاب من خير ما قرات؛ ويعتبر دليلاً راشدً للصحوة
سماحة الشيخ إبراهيم القطان قاضي قضاة الأردنء تعبير عن إعجابه بالكتاب» وما
أداء من خدمة في تصحيح المفاهيم وترشيد الصحوة.
وهذا كله إن دل على شيء فإنما يدل على شعور إسلامي مشترك بأن الكتاب سد
ثغرة لها أهميتها في حياة المسلمين اليوم» وعالج قضية تعد من أعظم القضايا خطر
بالنسبة للصحوة الإسلامية؛ التي تتجاوب أصدازها في كل ديار الإسلام؛ وهي
من زوايا مختلفةء ولاغراض ندع الحكم على نيات أصحابها لمن يعلم السر وأخفى -
ومخططات جهنمية: صهيونية أو صليبية أو شيوعية» تستخدم فيها بعض القوى
للحلية من حيث تشعر أو لا تشعر» لآأن هذا التفكير يشعرنا في النهاية أننا مسيروت
لا مخيرون؛ كما تقول الجبرية الدينية؛ أو أننا «أحجار على رقعة الشطرنج» تحركنا
وتغير مواقعنا القوى الكبرى بغير إرادتناء كما تقوله الجبرية السياسية!
دفي هذه القضية خاصة أرى أن ما سموه «التطرق الديني؟ أفرزته أسباب عديدة
شرحتها في الكتاب. وهي أسباب من داخل كياتنا قبل كل شيء-
ولكني لا أنكر أن هنالك قوى معادية لانتصار الإسلام» وعودته إلى قيادة
ورمت لها بالوقود لتظل متاججة ملتهية. وهي بذلك تكسب جملة فوائد منها:
-١ تنقير جماهير الناس من ظهور الإسلام نظامًا حاكمًا للحياة؛ ما دام اللين
يدعون إليه ويجسدون صبحوته؛ يتبنون التشديد والتضييق» وتحجير ما وسع
الله؛ وتعسير ما يسر على عباده. على عكس ما قاله النبي نؤلكةِ لاصحابه
اليسر ويكره العسرء عن الصحوةء بل قد يقف منها موقف الجفاء أو
الخصام. وفي هذا خسارة كبرى ٠
7 شغل جيل الشباب الذي يمثل العمود الفقري للصحوة الإسلامية»؛ بالمسائل
الدعوة بحرارة لهذه الفرعيات؛ والمجادلة عنها والمخاصمة عليهاء وإلهاؤه عن
القضايا المصيرية الكبرى »+ التي تتصل ببقاء الإسلام» وسيادة أمته» وتحرير
أوطانه» وتحكيم شريعته في الأرض.
شغل القوى الإسلامية المتحركة بعضها ببعض» قبدل أن توجه حركتها الصاعدة
بأيديهم! والعدو المتربص يقف متفرجًا قرير العين بما يرى. ولا مانع عند
اللزوم أن يتدخل- ليجهز على البقية الباقية -
© إعطاء السلطات المتربصة بالدعوة الإسلامية القى تتوجس منها خيفة أو تضمر
لها كرما مبررً لضرب التحرك الإسلامي» والعمل الإسلامي كله؛ السوي
منه والشاذ تحت مظلة محارية «التطرف» ومقاومة «المتطرفين»!
9 تيئيس التاس في النهاية من الإسلام ودعاتهء وأن المد الإسلامي مصيره إلى
جزرء والصحوة مآلهسا إلى نوم+ وان لا فائدة في أي عمل إسلامي ما دامت
نتيجته أن يضرب من الخارجء أو يتآكل من الداخل.
العاملين في الحقل الإسلامي من المسؤوليةء فهم برغم إخلاص الكثيرين منهم
اجبهم اليوم أن يستخصلوا العبرة من أحداث الأمس» وآن يعدوا العدة لمتطلب
ويملثوا الفجوات+ وحجا المسيرة ويمضوا على وعي وبصيرة. بعيدين عن الغلو
الدوحة فى : ١ رجب 15607ه
تقديم
بقلم: عمر عبيد حسنة
أعمالتاء من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد آن لا إله إلا
فلقد أصبح ما أسمي «بالتطرف الديني» قضية ياتت تشغل بال الغيورين على
هذه الامةء وما يدبر لها من مكاشد الأعداء ومكرهم لإبادة الجيل المسلم؛
ومصطلحًا شائع الاستخدام على السئة الناس وفي وسائل الإعلام؛ جند لتأكيده
عن أن يكون من صنع أعداء الإسلام الذين يعمدون إلى بعض المظاهر الشاذة
وكثير ما استخدم هذا المصطلح» ولا يزال يستخدم بهدف إيجاد حالة من الرعب
والإرهاب الفكري لشل حركة الدعوة إلى اللهء والتشكيك بوسائلهاء وإحاطتها
يجو من الإرهاب لتصحنيطها وتعطيل مسارهاء والدعوة الإسلامسية تخضع لممايير
منضبطة ووسائل مشروعة من الله عز وجل لا يد للإنسان فيها ء
والآمر الملفت للنظر أن هذا الاصطلاح استعمل أول ما استعمل في «إسرائيل؟
عندما بدأ الشباب المسلم في الأرض المحتلة يعي ذاته» ويتعرف على طريقه بعد أن
هذه الشعارات التي لم تخرج في حقيقتها عن أن تكون وسيلة من وسائل يهود
لانتصاص النقمة» وتنفيس الطاقات للحيلولة دون انفجارهاء والتسلل من خلالها
إلى العالم الإسلامي»؛ من هنا بدات توجهات الشباب من جديد لتلمس الشخصية
الحضارية للامة والعودة إلى الإسلام. . درع وقايته» وعدة كفاحه؛ والاحتماء
بالمسجد حصن ثقافته. . .
على كيانهاء والعمل بكل وسيلة للقضاء على الصوت الإسلامي في كل مكان.
ولا شك أن الإسلام دين التوسط والاعتدال» وأن الغلو والتطرف والاتحراف
أمر مرفوض شرعًا مهما كانت الأسباب والمسوغات» وليس من الإسلام في شيء.
والغلو في الدين ظاهرة أصيب بها أتباع الأديان السابقة» وكانت سبب هلاكهم
ودمارهم» وهي من علل التدين التي قصها الله علينا ليحذرنا منها فلا تقع بما وقع
به غيرنا من الغلو والتطرف والتحريف والتأويل الفاسد والتدين المغشوش» ونحن
لا نتكر أن الغلو والتطرف يمكن أن يتسرب إلى بعض جوانب الحياة الإسلاصية»؛
ومن السهل على الناظر في التاريخ الإسلامي أن يرى آلوانًا من التطرف والغلوء
وأن يعرف أن ترات الرفض والتطرف والخروج هي رؤوس الفتن ذات النقاط
أداء رسالتها الإنسانية» لكن المشروعية العليا في حياة المسلمين كانت دائمًا للكتاب
والسنة؛ وهما المعيار الدقيق والقياس المنضبط الذي يجب أن يحكم الأمور.
قال رسول الله م > «كل عمل ليس عليه أمرنا فهو رد؟.
والشكلة الخطيرة في معظم الكتابات السابقة عما أسمي بظاهرة التطرف» أنها
اكتفت بمعالجة آثار الظاهرة وأهملت البحث في أسبابها إلا بعض لمسات خفيفة قد
لا نسمن ولا تغني من جوع.
والأخطر من ذلك أيفْتًا أن معظم هذه الكتابات شاركت فيها أقلام يعوزها
الكثير من العلم؛ ويستقر أصحابها إلى الحد الأدنى من السلوك الإسلامي» لذلك
كان لا بد من تثقية الواقع الثقافي لبعض جوانب العمل الإسلامي» وتصويب
التصور وتصحيحه الذي يمكن أن يكون قد شابه شيء بسبب من ردود القفعل+
والأخذ بيد الجيل المسلم وترشيده لالتزام المقياس الإسلامي في الحكم على الأشياء
وكيفية التعامل معهاء
لقد أصيح هذا الأمر ضرورة شرعية ومسؤولية دينية على العلماء العاملين
العدول الذين أخبر رسول الله يم عنهم بقوله: «يحمل هذا العلم من كل
خلف غدوله؛ ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين» وتآويل الجاهلين»
ع (التوية: 071 فقضية الأمر بالمعروف والنهي
عن المتكر كما هو معلوم حق من حقوق الموالاة في الإسلام.
دوالائة» إذ تتقدم يكتابها الثاني الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف -
للأستاذ الدكتور يوسف القرضاوي» الذي يجمع إلي حسن الفقه والدراية التجربة
الكثير منها إلى عدد من لغاته الحية»؛ والتي يتميز مؤلفها بدقة العالم وإشراقة
الأديب وحرارة الداعية
ليرجو الله أن يحقق به النفع ويجزل مثوبته للاخ الدكتور القرضاوي» ويلهمثا
السداد في الرأي والإخلاص في العمل والله من وراء القصد »
مقدمة الطبعة الأولى
الحمد لله وكفىء وسلام على عباده الذين اصطفى ٠ ٠
فقد كنت قدمت دراسة سابقة استغرقت مقالين في مجلة «الامة» الغراء (عددي
رمضان وشوال سئة 401 1ه) تحت عنوان (صحوة الشباب الإسلامي ظاهرة صحية
من الحوار العلميء والتعاطف الأبوي؛ حستى تكون ثمرة هذه الصحوة للإسلام
أو لفئة منهم.
ومما ينبغي الإشادة به:
أن الجماعة الإسلامية بجامعة القاهرة حين آقامت معسكرها الإسلامي التاسع في
المشتركين في المخيم» وعلى غيرهم من الشباب المهتم بأمر الإسلام؛ وهذا يدل على
دوعي محمود من هذا الشباب» ومناصرة لخط الاعتدال.