فقد يفتر العقل والذوق بعض حين ؛ وقد يفتر الخيال والعاطفة بم
خصام العقول وجدل الألسنة واختلاف المختلفين وتشيع المتشيمين
وان ها هنا للعجال الرغيب واممتقى القرب في سسيرة هذا الامام
الأوحد التي لا تشبهها سيرة في هذه الخاصة بين شتى الخواص ؛ وهو
رضوان الله عليه قد قال في ذلك أوجز مقال حين قال :
يدتلوا النار في بغي » .. أو حين قال : 3 بهلك ف رجلان : مب
مفرط بما ليس في ومبغض يحمله شناآني على أن ييهتني
كراهة بعضهم إياه أن حكموا عليه بالمروق من الدين : هنا الروافض
على الكفر أي إصرار » ويأمر باحراقهم فيقولون وهم يساقون الى
. الحفيرة الموقدة : إنه الله وإنه هو الذي يعذب بالثار ! ..
وهناك الخوارج الفلاة يملنون كفره ويطلبون.منه النوبة الى الله عن
خالفوهم في العقيدة ووافقوهم على السباب ..
ميدان من ميادين الملاحاة لم يتسع قط ميدان مشسسه في تواريغ
الأبطال المعرضين للحب والبفضاء : يقول ناس : أله , ويقول ناس :
كافر مطرود من رحمة الله !.
وناحية أخرى من نواحي النفس الكثيرة تلاقيها سيرة الامام في أكثر
من طريق : وتلك هي ناحية الشكوى والتمرد أو ناحية الشوق الى
التجديد والاصلاح ٠
فقد أصبح اسم علي عا يتف به كل منصوب »"وصيحة يادي بها
كل طالب اناف ) وقانت باسه الدول بعد موك لأ4 لم تنم له دولة في
يلوذون بالدعوة الملوية كأنها الدعوة المرادفة لكلمة الاصلاح أو كانها
المنفس الذي يستروح اليه كل مكظوم فمن نازع في رأي + قفي
اسم علي شفاء لنوازع تفسه ؛ ومن ثار على ضيم ففي اسم علي حافز
لثورته ومرضاة لغضبه » ومن واجه التاريخ العربي بالعقل أو بالذوق أو
بالخيال او بالعاطفة فهناك ملتقى بينه وبين علي فى وجه من وجوهه +
وعلى حالة من حالاته . وتلك هى المزية التى اتفرد بها تاريخ الامام بين
تواريخ الأئمة الخلفاء » فأصبحت بينه وبين قلوب الناس وشائج تخلقها
الطبيعة الآدمية ان قصر فى خلتها التاريخ والمؤرخون
لآن اشتباك العوامل النفسية يزيد صعوبة الباحث عن نفس من النفوس +
العوامل وانحصرت فى تاحية من النواحي سهل الخلوص الى مقطع الحق
فيها . فالبطل الذى يلتقي بالشكر وحده آسهل من البطل الذى يلتقي
بالفكر والعاطقة » وان هذا لأمسهل من الذى يلتقي بالفكر والعاطفة
والخيال ؛ وكل أولئك أسهل ممن يلقي في ألف سنة متوالية بدغائل
النقوس جميعا من طموح الى المثل الأعلى » أو حرص على الملاحاة » أو
شثف باللاغة أو رياضة علىالتقوى » مزيداً على الثيال والشعور والتفكير
لهذا نعم غير مترددين فى علمنا أن واجبنا فى 3 عبقرية الامام » مرسوم
الغاية والطريق » وهو واجب التبسيط والقصد الى الخطة الوسطى 6 وف
علمنا بهذا بعض التيسير » وان لم يكن فيه كل التيسير ..نوج 3 بعبقرية
الامام » الى الحقيقة الوسطى
نرجم من عشرين طرقا الى بداية واحدة » لأن الطريق الواحدة
لا تؤدى اليها أقرب أداء . وحسبنا عرفا ضرودة الرجيع من كل
صفائح
المشسهور عن علي كرم الله وجيه انه كان أول هاشمي من أبوين
جملتها:النبل والأيد والشجاعة والمروءة والذكاء » عدا الأثور فى سماتها
الجسدية التى تلاقت أو تقاربت فى عدة من أولئك الأعلام
فهو اين أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف » وآمه
فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف
والحيدرة هو الأسد .. ثم غيره أبوه فتاه علي وبه عرف واشتهر يعد
وكان علي أصغر أبناء أيويه » وأكبر منه جمثر وعقيل وطالب وين
كل منهم وأخيه عشر سنين
قيل إن عقيلا كان أحب هؤلاء الأخوة الى أبيه ؛ فلما أصاب القحط
قريشا وأهاب رسول الله عليه السلام بعميه حمزة والعباس أن يحملوا
لقل أبي طالب فى تلك الأزمة جاءوه وسألوه أن يدفم اليهم ولده ليسكفوه
آمرهم » فقال : دعوا لي عقيلا وخذوا من شتئتم , فأخذ العباس طالباء
وأخذ حمزة جمفر واخذ النبى عليه السلام عليا كما هو مشهور .
طفولته الأولى فكان سابقة باقية الأثر فى نفسه على ما يبدو من أطوار
قتعود أن يفوته الحق والتفضيل وهو يدرج فى صياه
فى طفولته أنه كان طفلا مبكر الثماء
سابقا لأنداده فى الفهم والقدرة » لأنه أدرك فى السادسة أو السابعة من
عمره شيئا من الدعوة النبوية التى يدت فهمها والتنبه لها على من كان
فى مثل هذه السن المبكرة . فكاات له مزايا التبكير ق النماء كما كانت
له أعباؤء ومتاعبه التى تلازم أكثر المبكرين » ولا سيما المولودين منهم
فى شيخوخة الآياء ..
ونشآ رضى الله عنه رجلا مكين البنيان فى الشباب والكهولة » حافظا
لشكوبته المكين حنى ناهز الستين ..
قال واصفوه وهو فى تمام الرجولة انه كان رضي الله عنه ربعة أميل
الى القصر » آدم أي أسمر شديد الادمة » أصلع مبيض الرأس
واللحية طويلها » لقيل العينين فى دعج وسعة » حسن الوجه واضح
البشاشة ؛ أغيد كآنما عنقه ابريق فضة عريض المنكبين لهما مشاش
كشاش (ا) السبع الضاري لا يتبين عضده من ساعده قد أدمجت
ادماجا . وكان أبجر ب أى كبير البطن يميل الى السمنة فى غير
افراط » ضخم عضلة الساق دقيق مستدقها » ضخم عضلة الذراع دقيق
ويقدم فى الحرب فيقدم مهرولا لايلوي على ثى*
والصلاية على العوارض والآفات . فربما رفع الفارس بيده فجلد به
الأرض غير جاهد ولا خافل » ويمسك بذراع الرجل فكانه اسك
بنفسه فلا يستطيع أن يتنفس » واشتهر عنه انه لم يصارع أحدا الا
صرعه ولم يبارز أحدا الا قتله » وقد يزحزح الحجر الضخم لا يزجزحة
للا رجال » ويحمل الباب الكبير يعيى بقلبه الأشداء » وُصيح الصيحة
ورينا صح من أوصاف
يحفل الطوارىء الجوية فى صيف ولا شتاء » فكان يلبس ثياب الصيف
فى الشتاء وثياب الشتاء فى الصيف » وسئل فى ذلك فقال : « ان رسول
اله صلى الله عليه وسلم بعث الي وأنا أرمد العين يوم خيبر فقلت :
يا رسول القه » اني أرمد العين فقال دا لازي
على علي بالخورنق وهو فصل شتاء وعليه خلق قطيفة وهو يرعد فيه -
فقلت : يا آمير المؤمنين » ان الله قد جعل لك ولأهلك فى هذا المال تصييا
فليس هو انعدام حس بالصيف والشتاء . انا هى مناعة قوية خصت
بها بنيته » لم بخص بها معظم الناس
فكان لجرأته على الموت لا » من الأقران بالا ما بلغ من الصولة
ورهبة الصيت » واجتراً وهو فتى ناشىء على عمرو ين ود فارس الجزيرة
و فصاح علي : آنا له يانبي الله ٠ .. قال النبي وبه اشفاق عليه :
ا . اجلس . ثم عاد عمرو ينادي : آلا رجل يبرزا.. وجمل يرنيهم
ال رجلا ؟ فقام علي مرة بعد مرة وهو يقول : أنا له يارسول الله +
ورسول الله يقول له مرة بعد مرة : اجلس . انه عمرو ) وهو يجيه
قال : ابن أبي طالب . فأقبل عمرو عليه يقوا اين أخي .. من أعمامك
من هو أسن » واني اكره أن اهريق دمك ؛ فقال له علي : لسكني والله
لا اكره أن أهريق دمك . فغضب عمرو وأهوى اليه بسيف كان كما قال
واصفوه كأنه شعلة نار » واستقبل علي الضربة بدرقته فقدها السيف
واصاب رأسه » ثم ضربه علية على حبل عائقه فسقط ونهض » وسقط
ونهض » وثار الغبار » قما انجلى الا عن عمرو صريعا وعلي يجار بالتكبير
وكانما كانت شجاعته هذه القضاء الحتم الذي لا ييؤسى على مصابه +
تقول على سبيل التأسي يعد موته :
لكن قاتله من لا نظي له
ومن يصاب ..
ويزيدها تشريفا انها ازداات بأجمل الصفات التى تزين شجاعة
الشجعان الأقوياء .. فلا يمرف الناس حلية للشجاعة أجبل من تلك
الصفات التى طبع عليها علي بغير كلفة ولا مجاهدة رأي . وهي التورع
عن البغي » والمروءة مم الخصم قويا أو ضعيفا على السواء 6 وملامة
أحدا قط بقتال وله مندوحة عنه » وكان يقول لابنه الحسن : « لا تدعوّنة
ستكلات
مصروع » .
وعلم أن جنود الخوارج يفارقون عسكره ليحاربوه » وقيل له انم
خارجون عليك فيادرهم قبل أن يبادروك » فقال : 3 لا أقاتلهم حتى
يقاتلوني . وسيفعلون ! ...>
صغرت أو كبرت ووضح فيها عداء العدو أو غض : يدعوهم الى السلم
بسطها قيل ذلك للسلام
ممجبا اعجاب الكاره الذي لا يملك بفضه ولا اعجابه : قاتله الله كافرا
بسب أو عفو عن ذب
وقد رأينا أنه كان يقول لعمرو بن ود : اني لا اكره أن اهريق دمك ..
اذن تتحدث العرب بفراري » وناشده : باعمرو . انك كنت تماهد قومك
أجل . قال : فانى أدعوك الى الاسلام أو الى النزال . قال : وام يا ابن
اثنتين : أن يقتله أويقتل على يديه
وعلى ما كان بينه وبين معاوية وجنوده من اللدد فى العداء لم يكن
ينازاهم ولا يأخذ من ثاراته وثارات أصحابه عندهم الا بنقدار ما
استحقوه فى موقف الساعة : فاتفق فى يوم صفين أن خرج من أصحاب
معاوية رجل يسمى كريز بن الصباح الحبيري فصاح بين الصفين : من
يبارز ؟ .. فخرج اليه رجل من أصحاب على فقتله. ووقف عليه ونادى :
من تبارز ؟ . فخرج اليه آخر فقتله وألقاه على الأول 6 ثم نادى : من
من يارز ؟ .. فاحجم الناس ورج من كان فى الصف الأول الى الصق
الذى يليه » وخاف علي أن يشيع الرعب بين صفوفه فخرج الى ذلك
يهم صنيعه بأصحابه » ثم قال مسمعا الصفوف : يا أيها الناس . ان الله
عز وجل يقول : « الشهر "الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص » ©
أما مروءته تق هذا الباب فكانت أندر بين ذوى المروءة من شجاعته
بين الشجمان . فأبى على جنده وهم تاقمون أن يقتلوا مديرا أو يجمزوا
القتلى من أصحابه ومن أعدائه على السواء » وظفر بعبد الله بن الزبير
ومروان بن الحكم وسعيد بن العاص وهم آلد أعدائه المؤلبين عليه فعا
عنهم ولم يتعقبهم بسوء » وظفر بعمرو بن العاص وهو أخطر عليه من
جيش ذى عدة فأعرض عنه وتركه ينجو بحياته حين كشف عن سوأتة
أتقاء لضربته .. وحال جند معاوية بينه وبين الماء في معركة صفين وهم
يقولون له : ولااقطرة حتى تموت عطشا .. فلما حمل عليهم وأجلاهم عنه
وقعة الجمل فصاحت به صفية أم طلحة الطلحات : أيتم الله منك أولادك
المؤمنين . أنسكت عن هذه المرأة وهى تقول ما تسمع ؟ .. فاتهره وهو
يقول : ويحك ؟.. انا أمرنا أن نكف عن النساء وهن مشركات أفلا تكف
وداع وسار فى ركابها أميالا وأرسل معها من يخدمها ويحف بها . قيل
لسعلاب
انه ارسل معها عشرين امرأة من نساء عبد القيس عممهن بالعمائم وقلدهن
السيوف .. فلما كانت ببعض الطريق ذكرته بما لا يجوز أن يذكر به
وصلت الى المدينة ألقى النساء عمائمهن وقلن لها : انما نحن نسوة
قط حرمة » وهى أندر مروءة عرفت من مقاتل فى وغر القتال ..
وتعدلها فى التبل والندرة سلامة صدره من الضغن على أعدى الناس
الحربه رثاء محزون يفيض كلامه بالألم والمودة » وآوصى أتباعه الا يقاتلوا
وتقترن بالشجاعة ولا سيما شجاعة الفرسان المقاتلين بأيديهم .
صفة لازمة لها متممة لعملها قلما تنفصل عنها وكانها والشجاعة أشبه شىء
بالنضح للماء » أو بالاشماع للنور » فلا تكون شجاعة الفروسية ألا كاات
أو الادراع بالهيية والتهويل على الخصوم ولا سيما فى مواقف النزاله
وسمته » وان شابهته فى بعض الملامح والألوان
فالزهو المذموم فضول لا لزوم له ولا خير فيه : وهو لون خاذع قد
يوجد مع الضعف كما يوجد مع القوة » وقد يبدو على الجبان كما يبدو
على الشجاع ..