على إمام المتقين
في الكتاب والسنة
يوم القيامة وإنما اختص الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله بهذه الخصيصة؛ فهو خاتم
وأنذر
ولما نزل قوله ' فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين ' (؟) قام بالدعوة العالمية»
ونادى الناس باتباع شريعته» وبدأت الدعوة تخطو خطوات» تجذب قلوب الشبان
وتستهوي أهدتهم» غير أن المناوثين لرسالات الله عامة؛ ورسالة الرسول الأعظم
بالسحر والجنون» إلى تعذيب المعتنقين والمؤمنين بهاء إلى ضرب الحصار الاقتصادي
أمرهم
على إنهاء حياته وإطفاء نوره بقتله في داره غيلة؛ لكن الله سبحانه حال ينهم وين
أمنيتهم ١ ©؛ ورد كيدهم إلى نحورهم» رجاءهم باخبار الرسول بالمؤامرة
والمكيدة فلم ير النبي الأعظم بدا " من مغادرة مكة متوجها إلى يثرب؛ ولما نزل دار
تأكيدا " للبيعة التي أجراها تقباؤهم مع النبي الأكرم في " منى " أيام إقامته في مكة
فصار
النصر حليفه» والتقدم في مسير الدعوة أليفه.
ولكن خصماءه الألداء ما تركوه حتى بعد مغادرة موطنه» فأخذوا يشنون عليه
الغارة المرة» بعد الأخرى» ويحزيون الأحزاب عليه؛ ويستعينون باليهود وبمشركي
الجزيرة عامة ليطفتوا نور الله والله متم نوره ولو كره الكافرون» فهم أرادوا شيعا "©
والله
وعندئذ أخذت الدعوة الإلهية بالتقدم والانتشار في أكثر الأصقاع والربوع من
الجزيرة العرية؛ بعونه و ا 0
التضحيات الثميا التي يقدمها النبي والمؤمنون في مجالهاء فبدت بوادر اليأى على
الأعداء وأذعنوا إلى حد ما بأنه ليسوا بمتمكنين من ايقاف الدعوة؛ وعرقلة مسيرها إلا
فهو يموت وتموت به دعوته ويعود الامر على ما كان عليه وتصبح الأرض خالصة
تربص به ريب المنون» قل تربصوا فإني معكم من المتربصين» أم تأمرهم أحلامهم
وكان القوم يحلمون بهذه الرؤية الشيطانية؛ ويتربصون به ريب المئون لا يشكون
صورة دعوة إلهية فائن مات أو قتل انقطع أثره وخحمد ذكره؛ كما هو المشهود من حال
الملوك والجبابرة مهما تعالى أمرهم» وبلغوا عن التكبر والتجبر وركوب رقاب الناس»
مبلغا عظيما " كان الخصم يحلم بهذه الأمنية الشيطانية حتى جاء أمين الوحي
فأدهشهم وطارت عقولهم فامر النبي بتنصيب علي عليه السلام لمقام الولاية الإلهية؛
فقام النبي صلى الله عليه وآله في محتشد عظيم من الناس التف حوله وجوه المهاجرين
والأنصار وأخذ
فصار حمل النبي صلى الله علية وآله وقيامه بواجبه في تنصيب علي عليه السلام
مقام القيادة بعد وفاته؛ سيبا " ليأ المشركين قاطبة ذعنوا أن النبي نور لا يطفاء
وسراج لا يخبو وأن كتابه فرقان لا يخمد برهانه» وتبيان لا تهدم أركانه» وعز لا تهزم
أنصاره؛ وحق لا تخذل أعوانه. وقد نزل أمين الوحي النبي الأكرم عن قنوط
وحيث إن هذه الواقعة التاريخية الكبرى وقعت - عند منصرف النبي من حجة
الوداع - في مكان يسمى بغدير خم سميت بواقعة الغدير واشتهر في جميع الأحيال
بهذا الاسم وجاء في القصائد والاشعار بهذا العنوان.
لم يكن يوم الغدير أول يوم نوه فيه النبي الأكرم بمقام علي وفضله ومتقبته» ولا
آخره بل كانت النبوة والإمامة منذ فجر الدعوة الإلهية صنوين. . فقد أصحر النبي
بإمامة وصيه ووزارة وزيره يوم جهر بدعوته بين قومه وأسرته في السنة الثالثة من بعثته»
يؤازرني على هذا الامر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم فأحجم القوم
كان النبي الأعظم واقفا على خطورة الموقف وعظم مقام القيادة نكان يعرف
زعيم الأمة والقائم بعده بأعباء الخلافة حينا " بعد حين» بأساليب مختلفة فتارة يشبهه
بهارون (1) وأخرى بأنه وأولاده أحد الثقلين (3) وثالثة بأنهم كسفينة وح (9) إلى
غير
ذلك من نصوصه المباركة حول امام المتقين وأولاده المعصومين.
كل ذلك يعرب عن أن | لم يترك مسألة الوصاية سدى ولم يفوضه إلى
شورى الأمة ومفاوضاتها أو منافساتها أو إلى ببعة رجل أو رجلين أو بيعة عدة من
المهاحرين والأنصار بل عالج مسألة الخلافة ف بأحسن الوجوه والأساليب
وعرف الأمة زعيمها وقائدها من بعده في أخر؛ يامه الشريفة في محتشد عظيم لم
الغائبين وينتشر خبر الولاية
الأمة الاسلامية والخطر الثلاثى:
تستشف الحقيقة من طريق آخر وهو تحليل ومحاسية الأوضاع السائدة على الأمة يل
وفاة النبي الأكرم فإنها تقضى بأن المصلحة العامة كانت في تنصيب القائد لا في
إن الدولة الاسلامية الفتية يوم ذاك كانت محاصرة من جهتي الشمال والغرب
الأمة جمعاء حتى لا يبقى لمريب ريب.
بأكبر امبراطورتين عرفهما التاريخ - آنذاك - وكائنا على جانب كبير من القوة والبأنى
والقدرة العسكر؛ المتفوقة مما لم ١ يصل المسلمون إلى أقل درجة منها حينئذ وهاتان
هذا من الخارج واما من الداخل فكان الاسلام والمسلمون مهددين من جانب
المنافقين الذين يشكلون العدو الداخلي المبطن» بنحو ما يشبه الآن ما يسمى بالطابور
الخامس» وخطر العدو الداخلي لم يكن بأقل من خطر العدو الخارحي من الروع
يحبط بتديره الرصين؛ كل مؤامرة محتملة ضد الدعوة ١
المحتمل جدا أن يتفق العدو الخارجي مع الداخلي ويتحد هذا ١
الإسلام على محو الدين وهدم كل ما بناه الرسول الأكرم طوال ثلاثة وعشرين عاما "
ويضيع كل ما قدمه المسلمون من تضحيات غالية في سبيل إقامة صرح الدين.
أعوام قليلة ولم تكتسب فيها تجارب كافيه ولم تتدرع دون هذه الأعداء الخطرين؟
يعلم أنه لو توفر للأمة قائد محنك متفق عليه لقامت في وجه الأعداء قيام رحل
واحد» وصدت جميع محاولاتهم العدوانية؛ بنجاح والتالي نجت الأمة من التفرق
والتشرذم والسقوط والفشل بعد غياب رسول الله؛ وعند عزم العدو على شن الحرب
على مناطق الاسلام» وأن الحا الأمة بعد ارتحال النبي في امر الخلافة يطمع
الأعداء في انقضاء على الاسلام بت بشن الحروب والغارات.
النظام القبلي ومشكلة القيادة:
قد كانت في حياة المسلمين عند ذاك» مشكلة أخرى كانت تصد النبي عن
إلى رأي الأمة وهي مشكلة ١ عة القبيلية السائدة يوم ذاك. فإن
في جميع الربوع والأقطار يتميز بحضوع افراد كل قبيلة لسيدها وقائدها
ورفض قيادة الآخرين فالمجتمع الاسلامي يوم ذاك كان مكونا " من قبائل مختلفة
يسودها التنافس والنازع والاستثار بالسلطة والزعامة وحصرها في قبيلة ورفض
سلطة الآخرين من دون تفكير المشاركة والمساهمة أو تقديم الأفضل فالأفضل.
وقد كانت حياة المسلمين على هذا الشكل والأسلوب فهل يسوغ للنبي الأكرم _
يترك مصير الخلافة لامة هذه حالهاء التي لا تتتج سوى التنازع والا بلك مع أن
في تنصيب القائد وتعيينه قطع لدابر الفرقة خصوصا " بعد ما كان النبي واقفا " على ما
الأوس والخزرج من المنازعات وما بين المهاحرين والأنصار من المنافسات» وقد شهد
خلافهم بأم عينيه في غزوة بني المصطلق (١)؛ كما شاهد نزاع الحيين (الأوس
والخزرج في قصة الإفك (1) إلى غير ذلك من المشاجرات المعاصرة لحياة ١
والقيى خف على "لك اللتشاكل ويرحل إلى رمج در أن شك ال قيادة أمته
بعد رحيله.
هذا مادذ نبي الأكرم إلى تنصيب القائد المحنك لمسند الخلافة كما دقعه إلى
اموا او ال و3 شتى ليقطع بذلك عذر المتعللين ويم الحجة على
يع ولله الحجة البالغة
إلي إخفاء فضائله وانساء مناقبه» ولم يكتفوا بذلك بل عمدوا إلى جعل مثيلها
للآخرين» ونسبة محاسنه إليهم بكل صلف وقحة» كل ذلك بالترغيب والترهيب
وبذل الأموال الطائلة للمرتزقة من وعاظ السلاطين وتجار الحديث.
ومن قرأ تاريخ الدولتين وما بذل أصحاب السلطة فيهما من الأموال في تشويه
من معاجز الله؛ حيث أراد أن مطل كيد الأعداء ويخيب آمالهم حتى تنتشر فضائله في
عاصمة الأمويين وبين أعدائه الغاشمين والله غالب على أمره.
قيض سبحان ثلة من المحدثين الحفاظ في كل عصر ممن يحبون الحق والحقيقة
ولا يعتنون برضا الناس وسخطهم» فألفوا كتبا " ورسائل في مناقب الإمام علي بن
أبي طالب عليه السلام وفضائله حتى زخرت المكتبة العربية بهذه الكتب بل المكتبة
العدو يحلم بها حتى قال الامام الحافظ أحمد بن حنبل والشيخ النسائي وأضرابهما بأنه
ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله من الفضائل بطرق صحيحة ما جاء لعلي بن
أبي طالب .)١(
المرتضى. هذا والتاريخ يوقفنا على لفيف من الشهداء من المحدثين في هذا السبيل
تذكر ما
١ - هذا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب المعروف بالحافظ النسائي المتوفى عام
أحد أصحاب الصحاح والسنن غادر مصر في أخريات عمره نازلا " مدينة دمشق فوجد
الكثير من أهلها منحرفين عن الامام فأخذ ينشر مناقبه وفضائله فألقى محاضرات
متواصلة في فضائل الوصي وبعد أن فرغ من تأليف كتابه ونشره سثل عن معاوية
رواية أخرى: " لا أعرف له فضيلة الا» لا أشبع الله بطلنه. فهجموا عليه. يضربون
وتوفى بها حتى مات بسبب ذلك الدوس " (3).
؟ - الحافظ فخر الدين أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي
فقد قتل عام 15/6 في سبيل نشر فضائل أمير المؤمنين. فألف كتابا باسم " كفاية
الطالب
مناقب علي بن أبي طالب "» وكتابا آخر باسم " البيان في اخبار صاحب الزمان "
هما في دمشق الشام فقتل في جامعه بلا مبرر ولا مسو سوى أنه قام بواجبه في
نشر فضائل الوصي ِ
قل قي أو كا“ لما جلبتحويوم الجميس نحت بين م جتيادي الآجزة
سنة /49 1 بالمشهد الشريف بالحصباء من مدينة الموصل ودار الحديث المهاجرية»
تحطير ء
المجلس صدور البلد من النقباء والمدرسين والفقهاء وأرباب الحديث فذكرت بعد
الدرس أحاديث وختمت المجلس بفصل في مناقب أهل البيت فطعن بعض
الحاضرين لعدم معرفنه بعلم النقل في حديث زيد بن أرقم في غدير خم وفي حديث
عمار في قوله صلى الله عليه وآله: طوبى لمن أحبك وصدق فيك فدعتني الحمية
أحاديث صحيحة من كتب الأئمة والحفاظ في مناقب أمير المؤمنين علي كرم الله
حياة مؤلف الكتاب:
وممن قام بالتأليف في هذا المجال الحافظ الموفق بن أحمد بن أبي سعيد
إسحاق بن المؤيد المكي الحنفي المعروف بأخطب خوارزم. فقد سجل كتابه هذا
من أقوالهم في حق الرجل تسليط لبعض الضوء على شخصيته العلمية والأدية
والحديثية ومشايخه و تلامذة ونذكر نصوصهم حسب الترتيب التاريخي:
١ قال إن حبناكن قي ترجمة الحسن بن سيدرين هيد الله تن تقار أبو علي
فمما أنشدة لنفسه مما كتب به إلى خطيب خوارزم أحمد بن مكي وكان
نه * له في عظامي والعروق ديب
* وأيسر ما بين الضلوع لهيب
ايب دمع العين فهي تجيب
بعيد إذا قلبت طرفي نازح * وإن لحظته فكرتي فقريب
يشيم لكشف الفامضات مهندا " * يطبق في أوصالها ويطيب
ويظهر مما أجاب به الحسن بن سعيد )١( كون المجيب خاضعا لفضله ومقامه
فقد عرفه بقوله:
ال ان فقس عليه بالبيان خطيب (7)
- قال " القفطي "
"موف بن أحمث ون محمد التي اليل أن التؤيد محطيب لحوارزم أهيب
فاضل» له معرفة تامة بالأدب والفقه يخطب بجامع خوارزم سنين كثيرة ويشئ
الخطب أقرء الناس علم العربية وغيره» وتخرج به عالم في الآداب» . منهم أبو الفة
ناصر بن أبي المكارم المطرزي الخوارزمي وتوفى الموفق بخوارزم في حادي عشر
صفر
وثقل " ابن الفوطي " ثرا " للمؤلف في وصف أستاذه الرمخشري:
" قال صدر الأئمة الموفق ابن أحمد المكي في وصفه: خوارزم كانت قبل فخرها
عن غرائبها الخ.. " (4)