جبيع الشقوق جَفْوكلة
الطبجسة التابحة
أجثال أ. أكم
مؤديسة الرسالة
تقديم المترجم
إن كتاب «سيف الله خالد بن الوليد» من تأليف ضابط باكستاني برتبة لواء»
مسؤول عن تدريس مادة التاريخ العسكري في كلية الأركان الباكستائية.
وهو يبحث بالتفصيل وبإسلوب عسكري جيد في الحياة والتربية العسكرية لدى
العرب في فترة ما قبل الإسلام وما بعده؛ وحياة خالد بن الوليد منذ نعومة أظفاره
خالد مع إرفافها بالمخططات»؛ وكلها من المصادر العربية. ويبدو أن المؤلف مطلع
المتعلقة بذا
إن هذا الكتاب» بالإضافة إلى شرحه معارك الإسلام الأولى؛ فهو قصة أكبر
قائد عسكري في عصره»؛ وقصة المحاربين الأبطال الذين قاتلوا معه من نصر إلى
إن التاريخ الإسلامي يزخر بالإنجازات العسكرية الكبيرة والأعمال المجيدة
الغي حققتها جيوش المسلمين؛ ومع ذلك فإن التاريخ الإسلامي العسكري لم
يُكتب بشكله الصحيح إطلاقاً؛ كما أن القليل فقط يعرف عنه حتى في الأقطار
إن هذا النقص في المعرفة كبير بالنسبة للقرن الأول للإسلام (القرن السابع
الميلادي) وهذا مما يؤسف له. فعندما ظهر الإسلام في موطنه الأصلي في !!
العربية؛ انتشر كالموج العاتي عبر معظم أقطار العالم المعروفة أ
الفتوحات الإسلامية على يد محاربين شجعان يشتعلون حماسة للدين الجديد تحت
وكان من أعظم هؤلاء القادة سيف الله خالد بن الوليدء البطل الصنديد الذي
إن هذا الكتاب يتتبع حياة خالد وحملاته» منذ أيام صباء في مكة وحتى آخر
أيامه في مدينة حمص. والكتاب يعطي صورة واضحة وشيقة عن معاركه في زمن
للعراق في زمن الخليفة أبي بكر؛ ومسيرته التي لا تصدق إلى بلاد الشام؛ ومعاركه
ويكشف الكتاب أيضاً الأحداث التاريخية الهامة التي لها علاقة أو صلة
بمعارك خالد.
والعسكريين. وهو مكتوب بلغة سهلة وأسلوب شيق يجذب جميع القراء بغض
النظر عن معرفتهم السابقة بالتاريخ الإسلامي.
وهذا الكتاب في الحقيقة يعتبر الأول من نوعه» ويساهم مساهمة كبيرة في
إحياء التراث الإسلاميء والمؤلف» زهو ضابط كبير في الجيش الباكستاني؛ أخذ
على عاتقه تأليف هذا الكتاب في عام 1474 وعالجه كموضوع عسكري منذ أول
صفحة وحتى نهايته. وتعلم أولاً اللغة العربية لكي يستفيد من المراجع العربية
المتوفرة؛ ثم حصل على كتب التاريخ التي ألفت خلال القرون الأربعة الأولى من
الإسلام؛ لم انطلق بعد ذلك للبحث والدرس والكتابة. وفي عامي 14568
و18474؛ زار المؤلف جميع الأقطار العربية التي لها علاقة بأحداث الكتاب» وزار
أيضاً ميادين المعارك التي خاضها خالد في لبنان» وسورية» والأردن» والعراق؛
والكويت» والعربية السعودية. وقد أنهى الكتاب وراجعه قبل الطبع في منتصف
عام 1434 أي بعد خمس سنوات من بدء البحث والكتابة.
العميد الركن صبحي الجابي
قدمة المؤلف
يزخر التاريخ الاسلامي بانجازات عسكرية عظيمة واعمال باهرة مجيدة
قامت بها الجيوش الاسلامية . ولا يوجد في تاريخ الحروب ممارك فاقت ي
تألقها وحسميتها معارك المسلمين » كذلك لايوجد قادة فاقوا ؛ في الشجاعة
والمهارة » قادة المسلمين الموهوبين . وقد كان للسبيف دائما مكان الشرف في
الثقافة الاسلامية . ومع ذلك فلا يعرف الا القليل في العالم اليوم عن التاريخ
العسكري الاسلامي ؛ كذلك لايوجد عمل واحد مكتوب من قبل مفكر عسكري
التفصيلي للممارك الاسلامية الشهيرة , وفي الحقيقة » لايوجد بحث حقيقي »
بل على النقيض يوجد فراغ +
في التاريخ المعسكري » هذه المادة التي ادرسها من بين مواد اخرى في كلية
الادكان » فقد شعرت بأنني قد اكون مؤهلا اكثر من العديد من العسكربين
المسلمين لكي آخذ على عاتقي مهمة ملء هذا الفراغ في الادب . وقد يحتاج
التاريخ العسكري الاسلامي بكامله الى عدة مات من المجلدات ) لكن البداية ؛
على الاقل © يمكن ان تتم ) وقررت ان اقبل التحدي . ولسوف ابدا من البداية ؛
وساصف. حملات خالد بن الوليد +
لقآد وجدت كمية كبيرة من المادة متوفرة عن المعارك الاسلامية الاولى +
الاوائل أم تترجم » واذا وجدت التراجم قانها غير د معظم الاحيان +
كما انها كانت غير أ بعض الاحيان بشكل مؤكد . وبالنسبة لمثل هذه
اللغة العربية . بعد ذلك اعددت المراجع التي تقدم اعمال جميع المؤرخين الاوائل
وكتبوا بعد القرن العاشر الميلادي . وبما ان هؤلاء الكتاب قد حصلوا على
معلوماتهم من المورخين الاوائل + فقد قرزت ان اركز بشكل خاص على مضادر
الاوائل . وبهذه الطريقة فقد تجنبيت الوقوع نحت تاثير آراء وتخمينات
الكشاب الذين كتبوا بعد القرن العاشر باي شكل من الاشكال . وكان تحديد
المراجع لانها غبر متو
وبالنسبة لهذا الموضوع + فقد ساعدني اصدقاء معينون قدموا
هذه المراجع بسخاء كمساهمة منهم في هذا المشروع . وهؤلاء الاصدقاء +
الذين كانوا من تلامذتي في « كوينا » © هم : العميد مجيد الحاج حسن من
الاردن » والعميد ه . يو . بابار من الباكستان » والرائدان نايف عون شرف
بزيز الشيخ من السعودية . وهكذا اصبح في حوزني مكتبة
من الامور الصعبة التي تواجه أي باحث بتناول مثل هذا البحث هي
غياب المعلومات الجغرافية . فالجغرانية تشكل القاعدة المادية الاسترانيجية
العسكرية ولا يمكن ان يكون هنالك تاريخ عسكري دون معرفة الظروف
الجفرافية السائدة في ذلك الوقت بدرجة معقولة من الدقة . ولقد كنت
الاولى وهما : « الاعلاق النفيسة » لابن رستة ؛ و « البلدان » لاحمد بن
يعقوب » وبشرحان بشكل مفصل الجغرافية المادية والسيانبية في تلك الفترا
احدد بدقة مواقع عدة اماكن لم يعد لها اثر اليوم + وقد قضيت
عدة اسابيع في الدراسة المركزة لحل هذه المشكلة ولاعداد الخرائط التي
ضمها هذا الكتاب +
بالنسبة لطلبي للخرائط فقد تمت مساعدتي ايا من قبل العميد
مجيد الحاج حسن من الاردن + والعميد هد . يو . بابار من الباكستان +
وكان آخر مساعداتي الجفرافية اطلس تاريخي عن العراق اعده الدكتور احمد
سوسه من بغداد » وهو يشمل بحثا ممتازا يغطي العراق وما جاورها +
معظم فروع الادب ) ) فقد كنت حريصا كذلك على دراسة بعض المؤلفين
الغربيين لكيافف على روايتهم للاحداث » وخاصة فيما يتعلق بالفتحالاسلامي
التاسع + ولكن لسوء الحظ لم اجد اية ترجمة لاعمالهما باللفة الاتكليزية التي
اعرفها . لذا قررت ان استند بالنسبة لوجهة النظر الفربية على ادوارد
جيبون '"؟ ذائع الصيت الذي يعتبر كتابه © 3 انحطاط وسقوط الامبراطورية
الرومانية » ؛ مساهمة قيمة بدون شك في التاريخ 4 بالرغم من تحامله على
غياب ادب غربي مفصل ولقة +
وبينما كنت اتحاشى جميع الكتب المؤلفة بعد القرن العاشر للاسباب
لمساعدتي في المسائل الجغرافية ؛ بحيث تمكنت من جمع كل العلومات الممكنة
التي تجعل من هذا الكتاب اكثر دقة ,. وقد استخدمت بشكل واسع 3 معجم
البلدان » الشهير الذي الفه ١ ياقوت » 4 الذي عاش في اواخر القرن الثائي
عشر واوائل القرن الثالث عشر . ومن بين الاعمال الجغرافية الشي اتنتمي
للقرن الثاني عشر والذي كان اكبر مساعد لي كان كتاب ١ الفرات الاوسط » +
في العرات وسورية في العقد الثاني من هذا القرن + وقام بدراسة شاملة
لجفرافية المنطقة التي يجنازها نهر الفرات +
بعد ان انممت دراستي الكتب واعداد المسودة الاولى 4 حصلت على اجازة
من الجيش وغادرت الباكستان في اوائل شهر آب عام ١438 +
في اودويا ؛ وبشكل رئيسي في لندن في
المتحف البربطاني للبحث عن مؤلفات تتعلق بالحملات الاسلامية ضد
الامبراطورية البيزنطية . لم استطع ان اجد ابة ترجمة باللفة الانجليزيبة
في لبنان لم يكن لدي عمل سوى تحديد موقع « ابو القدس » ) وهو مكان
في سورية » اقمت في كل مديئة فتحها خالد : دنشق ) حمص ) تدمر +
حلب » وشاهدت كل مكان قائل فيه خالد ) وتمرفت على المواقع الصحيحة
لجميع الاماكن المتبقية المذكورة في الجزء الرابع من هذا الكتاب . في دمشق
شاهدت اسوار قلمتها ؛ وهي آثار لاتزال باقية ماعدا في جزلها الغربي حيث
عهد خالد ؛ لكن داخل القلمة تغير كليا . وعندما كنت في دمشق ) التهمزت
الفرصة السائحة وزرت المتحف الوطني ودرست بعض المراجع القيمة التي
لا املك مثلها في مكنبتي الخاصة +
0 لتقنطة قتملذ
حمص » قمت بواجب الزيارة لجامع خالد بن الوليد . لقد كانت
مؤثرة بالنسبة لي عندما وقفت عند قبر سيد الحرب . الرجل الذي
كنت افكر فيه واقرا واكتب عنه لاربع سنوات خلت . فقد جلست في حالة
تامل في الجامع + قرب قبر خالد » لمدة ساعة , ثم وقفت وصليت ركمتين ودعوت
الله ان ينصر المسلمين كما ثمر خالذا +
قيادة له +
لحظلة
ما قرب مدينتهم . كذلك فهي مرسومة على خرائط الآثار كموقع لاطلال
قديمة , لكن لم يعرف أي شخص ابن تقع ماما ؛ وكيف يستطيع الوصول
اليهاء سسبب عدم مجيء اي زاثئر قط تعيه الذاكرة لمشاهدة آثار قنسرين +
وعلى كل حال » فقد استاجرت سيارة اجرة . ولحسن الحظ وجدت بدونا
في المديئة بقطن على بعد ميلين من قنسرين جاء الى حلب بزبارة . فاذا انزلته
في قربته » فانه سيدلني على الطريق المؤدية الى قنسرين . فاخذته معي
وسارت السيارة في طريق جيد حتى قربة « زربة » التي تقع على مسافة
٠) ميلا جنوب غرب حلب ) وهنا » وبثاء على ارشادات البدوي ) انمطفت
السيارة عن الطريق الرئيسية وسارت في طريق ترابية وعرة . وبعد ان مرا
على هذه الطريق مسافة خسة اميال ؛ وصلنا الى قرية البدوي فنزل من
السيارة واخبرنا ان تتابع سبرنا حول تل قريب فتشاهد قنسرين + فبقيث
انا والسائق ندور حول التل فلم نجد قنسرين بل وجدثا انفسنا على الطربق
الرئيسية التي تركناها خلفنا قبل بضعة اميال + ان قنسرين او بالاحرى موقع
تنسرين حيث لايوجد اي اثر باق لها » بقع قعلا على هذه الطريق ٠ وكنا
متوجهين اليه مباشرة لكننا سرنا في دائرة واسعة لكي يستطيع البدوي ان ينزل
في قربته . انه لبدوي ذكي ! لكنه كان شابا لطيفا حيث قدم لي خدمة بايصالى
على بعد ميلين من قنسرين » فبيئما كل شخص في القرى الجاورة بعرف موقع
الات