تقديم
لا شك آن الأفكار القيمة التى أفرزتها جهود علماء اللغة المحدثين على
اختلاف اتجاهاتهم فى التحليل النحوى قد أحدثت رد فعل قوى لدى الباحثين
العرب ٠ وقد انعكس ذلك بوضوح فى كثرة محاولاتهم لتفضير قضايا: شائكة
فى الملغة بوجه عام , ومنها مشكلات التحليل النحوى استنادا الى أسس تنتمى
الى اتجاهات عدة فى التحليل التحوى ٠
وأثمرت هذه المحاولات عدة بحوث جادة اسنتهدفت ازالة كثير من أشكال
الفموض الذى يكتنف نصوص الكتاب بوصفه واحدا من أهم المصادر النحوية
فحرص بعضهم على اعادة عرض الأفكار التي تتوزع فى الكتابء وحرص فريق
آخر على اثبات أوجه الشبه بينها وبين أفكار وتصورات نحوية متوارثة يغية
ما أطلق عليه لديهم التاصيل ٠ ورأىفريق ثالث ان المقابلة بينها وبينافكار نحوية
متعسفة ٠ ورأى فزيق رابع أن المقابلة على النحو السابق تؤدى الى نتائج
أو منهجية تفرض علينا توظيف هذا التراث , فبناء نحى اللغة القديمة في تصوره
لا يحتاج الى المعطيات الموجودة فى. النحى القديم , يل يمكن أن يسبتفنى
عنها. باستعمال النصوص القديمة ٠
اللغة العربية ١ والاعتقاد يأن الآلمة الواصفة للغة العربية الحالية أو القديمة
تحتاج ضرورة الى لمفاهيم القدماء' واصولهم ٠
وهكذا فان المقابلة بين التحاليل النحوية القديمة بمعطياتها وأصولها ؛
والتحاليل الحديثة يدعوى التشابه و التقارب يؤدى الى خطا جسيم من الناحيتين
التظرية والتجريبية ٠ ورغم أن الاسقاط يؤٌدى الى أخطاء عدة. وقد يظهر النحو
العربى فى مظهر اضطراب وتناقض الا أنه لا يمكن أن نسلم بتصور الفريق
الآخير حيث آرى أن المقابلة قادرة على ابراز مجموعة من التصورات والأفكار
المشتركة المشكلة لأسس التحليل النحوى ٠
ويناء على ذلك فان محور البحث هو اذن استجلاء مجموعة من العناصر
يشكل الربط بينها تصورا متكاملا . يصدق عليه ما يصلح عليه فى العصر
الحديث « عناصر نظرية نحوية » ٠
فليست المحاولة الا اعادة صياغة أو تشكيل لهذه الغناصر. القائمة
وبخاصة الاتجاه الوظيفى ٠
وهكذا فان اعاذة التشكيل تفرضها النصوص ذاتها من الداخل , وليست
مفروضة عليها من الخارج من خلال الاسقاط أى غيره اعتمادا على نظرية او
اتجاه أو منهج ما يسخر النصوص لاثبات تضمنها اشازات كاملة أو موجزة
وردت بيه ٠ وتتحقق بذلك المفهوم المعادلة الصعبة والتوازن المنشضود فى
الدراسات التقابلية ٠ ف 0 ْ :
-. وينقسيم البحث الي ة فصول ثلاثة 6 الأول (من قضايا. نموذج قوة الكلمة) ٠
ويضم ثلاثة مباحث . الأول ( فى المصطلح ) تفسر فيه مدلولات المصطلجات
والعلاقة بينه وبين عناصر الجملة الأخرى , الاجبارية والاختيارية فى اطار
هذا النموذج , والثالث ( المناصر الاجبارية والعناصر الاختيارية ) تملل فيه
معايير الفصل بينها من وجهات نظر مختلفة ٠
لما الفصل الثانى ( تحليل ثنائيات النموذج المتطور عند انجل ) فيضم
أحد عشر مبحثا , وقد رأيت أن مناقشة مجموعة الأفكار الأساسية فى التحليل
النحوى التى طورها ٠١ انجل فى نموذجه المتطور من خلال. الثنائيات يخدم
الأفكار الفرعية فى البحث الى جانب الفكرة المركزية ٠ ويعالج المبحث الأول
( العلاقة الأساسية والموقع ) . والثانى ( المركبات المؤتلفة والمركبات المختلفة )
والثالث ( التركيبية والتلازم ) , والرابع (الأبنية الصرفية والتركيب النحوية) ,
والعناصر ) . والسايع ( العمل وقوة الكلمة ) . والثامن ( المكملات والعناصر
غير الأساسية ) . والتاسع ( تركيب فعلى بسيط وتركيب فعلى معقد ) . والعاشر
(جملة أساسية وجملة تابعة) . والحادى عشر (تماذج الجملة وانماط بناء
الجملة ) ٠
اما الفصل الثالث ( عناصر النظرية النحوية فى كتاب سيبويه ) فيضم
دمانية مباحث ؛ يعالع المبحث الأول ( ملاحظات أولية ) الملامح الرئيسية فى
وكما أشرت من قبل عند بحث ثنائيات نظرية قوة الكلمة . قان البحث قى
اطار النحى الوظيفقى يرتكز على محاور ثلاثة هى : المحور التركيبى والمحور
الدلالى والمحور التداولى . وتشكل جميعها ينية الوصف ٠ ومن ثم فقد روعيت
هذه المحاور الثلاثة عند بحث عناصر النظرية النحوية فى الكتاب ٠ ويمعالع
المبحث الثانى ( العلاقة بين العمل والقوة ) والثالث ( العلاقة بين المسطلح
النحوى والمصطلح الدلالى ) . والرابع ( ملحقات الفعل فى القوة ) , والخامس
( العلاقة بين التركب والعمل والقوة ) . والسادس ( العلاقة بين الحمل
وقوة البناء وقوة الجوار ) , والسابع ( العلاقة بين القوة والاضمار ) ؛
والثامن ( العلاقة بين الحالة الاعرابية والمعنى الوظيفى ) ٠
الى النحو العربى القديم تكون دائما ضرورية . وتكون محاولة النظر اليه من
وغاية ملحسة *
وقد حرصت على اثبات المصطلحات التى وردت فى البحث فى آخر
العمل مع ملاحظة أنى لم افصل المصطلحات الألمائية عن الانجليزية ؛ لأنى لم
أو ضرورة منهجية تستوجب الفصل ٠
وأخيرا يسعدنى آيما سعادة ٠ ويشرفنى ايما شرف أن أهدى هذا العمل
المتواضع الى أساتذتى الأعزاء :
العلامة الجليل ٠ ١: د ٠ فواف ديتريش فيشر
العالم الفاضل ٠ ١: د ٠ محمد عوثى عيد الرءعوف
العالم الكريم ٠ ١: د ٠ محمود فهمى حجازى
العالم الثيت ٠ ١: د ٠ رمضان عبد التواب
اللهم اشرح لى صدرى . ويسر لى أمرى . واحلل عقدة من لسانى ٠٠
القامرة 14٠١ هم / حححلام
المؤلف
سعيد بحيرى
الفصل الأول
من قضايا نموذج قوة الكلمة
٠ الفعل المحور التركيبى للحملة “
7 . العناصى الاجبارية والعناصر الاختيارية ٠
انطاق من اطار نظرية التبعية (15860:16 2ع16020) امتداد طبيعى
يتمثل فيما اطلق عليه نموذج قوة الكلمة ( 100621 ق0ه1ه177) او نظطرية
قوة الكلمة (016016 02ل178) ورعم الاختلافات الشديدة بين هذه
ويعد نموذج قوة الكلمة أو نموذج القيمة فى حقيقة الأمر أكثر
الاجزاء عمقا وتفصيلا فى نحو التبعية . وقد فهم كما يقول هرينجر
على تنه نظرية حول أوجه التبعية والعلاقات بين أجزاء الكلام فى مرحلة
وقبل أن ننتقل الى أسسه نميل الى ترجمة ممتطلح | (قتعلةآ)'
بقوة الكلمة , وليس بالتكافق كما هى المال فى الكيمياء العضوية التى
يحرصون على اثيات قوة محددة للكلمات وبخاصة الفعل وما يجبسرى
مجراه ٠ الا أنه أحيانا يكون استخدام مصطلح « قوة العامل » أرجع كما
ويقابل هذه الصعوبة فى تحديد ترجمة دقيقة للمصطلع أن مفهوم
عن الصفات . والصفات تختلف عن الأسماء وهكذا + بل ان الأقمال فى
الى حد وجب معه تقسيمها الى أقسام تحتية عدة ٠
ساعد
فى نموذج قوة الكلمة ؛ فنموذج التبعية يرتكز على على الفرضية القائلة
يأن الفعل الذى جعل المركز التركيبى للجملة يتطلب عددا محددا , واتماطا
محددة أيضا من عناص الجملة ومواقعها ٠ وقد استند فى هذه الخاصية
المنسوبة للفعل الى تنيير الذى خصص للحديث عنها مساحة كبيرة (1) ٠
فيلاحظ هنا ان هذا التحليل يستغنى عن مبدة الثنائية
حيث تقسم الجملة فيه فى مرحلة أولى الى مسند اليه ( موضوع ) ومسند
( محمول ) ٠ ويستعيض عنه بتقسيم الى مسيطر (808ع37) وتابع
(ننطه10610010) أي اكثر ٠ وبهذا نحصل على عدة أجزاء ٠ أى عناصر
للجملة (لعنابيمانة8) فى مرحلة التقسيم الأولى من جهة ٠ ويؤدى
التخلى عن مبدا الثناثية الى تاسيس مستوى نحوى ثابت بين الجملة
والكلمة ( الوحدة الصرفية ) من جهة أخرى ٠
مرحلة التجزثة الأولى فى سلمية التحليل ؛ بحيث يمكن تصور مفهوم الجملة
على انها تتالف .من عناصر ومواقع هذه العناصى وعلاقات قائمة يينهما
تتمثل فى مركز وخطوط تبعية العناصر لهذا المركز , ( انظر الرسم التالى ٠)
القعل فى هذا النموذج هو المحور التركيبيى للجملة .٠ وهى يفتح حوله
عدة مواقع شاغرة يمكن ان تشغلها مشاركات له يطلق علييا المكملات
7 ذا ستعيد يحيرى .. ذتلرية التدعية 8 البحث السابع : قوة الكلمة من
(9) جح - جملة , ع > عنصير ٠
الاجبارية أو الاختيارية ٠ وتقع بينه وبين عناصر الجملة المختلفة ( المكملات
والعناصر غير الأساسية ) , وبالتالى أنماط عناصى الجملة علاقات تبعية
محددة ٠ وهكذا يمكننا أن نحدد قوة كلمة ما أو قيمتها من خلال عدد
مكملاتها ٠ ويعنى هذا آن المكملات وحدها هى التى قذنت فى نمط مواقع
الفحل , وبالتالى كونت انماط يناء الجملة أو نماذج الجمل من خلالها .
ولم ينص فى خطة المواقع على ما يطلق عليه العناصر غير الأساسية الحرة٠
ويتبين لنا من ذلك أن الهدف الرئيسى فى نموذج قوة الكلمة دو
تحديد مواقع عناصى الجملة التى تتبع الفعل . ويسيطر عليها ٠ وبتاء على
هذا الاساس توضع أنماط بناء الجملة فى اللغة , وتنجز كل الجمل وفق
هذا النموذج ( أو المعيار ) (5) *
تتشعب الموضوعات التى طرحها نموذج قوة الكلمة بوصفه جزءا
محور هذا النموذج ؛ الأول : الفعل المحور التركيبى للجملة , وعلاقات
التبعية المحددة التى تقوم بينه وبين عناصر الجملة أى انماط الجملة المختلفة.
والثانى : المكملات والعناصر الحرة ومعايير أى مقاييس حدود الفصل بينهما
وطرق التمدين بين كل نوع من جهة . وآأنواع _ قسم بعينه من جهة أخرى .
باعتبار ان قوة الكلمة لا تتطلب كل عناصر الجملة الواردة فيها ( وبيالمتالى
مواقع هذه العناصر ) ٠ ففى خطة مواقع الفعل - كما أشرثا - لا ينص
الا على أنماط محددة من عناصر الجملة يطلق عليها المكملات وهى فى
حقيقة الأمر موضع نقاش وجدل بين الباحثين حتى الآن رغم جهود كبيرة
بذلت وما تزال تبذل لايضاح جدول الفصل بينها وبين ما يسمى بالمعناصر
(4) ننوده هنا الى خطورة الوقوع فى المزالق التى نتجبست عن تسور بعض
الباحثين امكان مقايلة ممتطلع ( المكثل ) بممتنطلح ( العمدة ) ومصتطلح ( العتصر
فانه عند التحليل والمقابلة بين المقاهيم والحدود والامثلة تؤدى الى تدّيجة عكسية غير
للدلالة على مصطلح نحوى حديث له مفهوم مخالف فى جوهره ٠
وقد اختلف الباحثون فى معايير الفصل بينها الى حد استوجب معه
مناقشة اهم الأفكار التى طرحت , واستخلاص ما يمكن الاستعانة به من
مبادىء ومقاييس عند التحليل الثحوى ٠ ونضع فى الاعتبار أيضا ان الفعل
فى التدو العربى وما يجرى مجراه من المصادر والشتقات والصفات وغيرها
قد شكل الخطوط الرئيسية فى بتاء نظرية نحوية متكاملة عند سيبوه أولا
كم من جاء بعده وان كنا ستركز فى هذا البحث على العناصر الذحوية
اللشكلة للنظرية عند سميوية اساسا ٠
التقابلى فى الكتاب يحيث يمكن بلورة مفاهيم عامة لحدود الفصل بصورة
استتتاجية من هذا التحليل كما سترى قيما بعد ٠