مقدمة يسقط سهيرية
أزعجتتى. فمطبوعة «الألمناك» لم تعد تعتبر العربية لغة قائمة
بذاتها: على أساس أن اللغة هى أداة التفاهم اليومى بين الناسن
لقراءة الكتب والمراجع+
أما لغة التفاهم فى العالم العربى فهى اللهجات مثل المصرية
ومن الممكن آن يكون أول رذ فعل لنا أن ننتفض صائحين :
وإن كانت لا تخلو من الأغراض الحييثة, وخاصة حيال الإسلام
ومع ذلك: فإن كبار الكتاب والمتخصصين فى العالم. وخاصة فى
متوقفا هذه المطبوعة من العربية بالاستخفاف والتمالى, بل ومن
وغيرها تقوم بتدريس اللهجات عوضا عن المربية. بل إنهم يخيرون
مقدمة 6
الطلبة الراغبين فى دراسة العربية بين الفصحى وإحدى اللهجات
العامية؛ وهنا يتضج لنا مدى خطورة الموقف. بل إن مراكز تعليم
اللفة فى البلدان العربية تفعل نفس الشىء مع الأجانب المبتدثين
الأكثر من ذلك أن هناك محاولات جادة لتقعيد اللهجات حتى
سير بمثابة لفات كاملة الأركان لها قواعد النحو والصرف
١ التى رمز إليها أحيانا بلغة سيبويه لم تكن فى يوم
لفة تفاهم وتعامل يومن؛ اللهم إلا فى فترة وجيزة جدا وفى
بنرافية محدودة بالجزيرة العربية. فما الذى استجد حتى
وم من إقتحام اللهجات لحيز التعامل اللفوى بين المرب 5
يمعناها السياسى والاقتصادى ذوبان الحدود بين الدول
جمعات الإقليمية. لكن معناها الثقافى عميق, وقد يكون أكثر
يترتب عليه انكماش مقومات الثقافات الاخرى التى
من خلال حقب التاريخ المتعاقبة. وبالتاكيد أن اللغة من أبرز
ات الشخصية الإنسانية ولا بد بالتالى أن تتأثر بالعولمة.
التقاهم الشفهية تنافس المكتوبة؛ بل وتتفوق عليها أحيانا وت
وحفظ المعلومات هى الكتابة. أما منذ نهاية القرن المشرين
ظهرت الوسنائل المتمعية والبصرية التى جعلت للكلمة المنطوقا
أهمية كبرى لم تكن لها بهذا القدر متذ عرف الإنسان الكتار
وانطوى عندئذ عصر الثقافات الشفهية. فالتسجيلات الصوة
والصوزة صارت هى الأخرى وسائل حيوية لنقل المعلومات وتخزين
كمراجع للمعرفة.
العربى أن يكون واحدا ويآمل فى قرارة نفسه تمزيق أواصدر
الهدف الخفى من وراء المشروعات الغربية المطروحة على الساء
فى بداية القرن الحادى والعمشرين»
المشتركة.. أو أن تتقوقع على نفسها قتواجه بالفعل خطر الز
لحساب اللهجات كما حدث للفة اللاتينية فى القرون الوه
الخيال العلمى.
يسقط سييويه
والشكلة هى أن اقترابنا من قضية اللغة مغلوط من أساسه. فهو
بها من العرب: ؤكل من يتصدى للحديث عن اللفة
وكانه معصوم من الخطا فى اللفة. فالمنطق السائد فى هذا
الوضوع بشابه ما طرخة الشاعر مرسى جميل عزيز فى أغنية
«شيزة الحب» التى غنتها سيدة الغناء العربى أم كلثوم عن مشكلات
الحب ومن هو المتسبب فيها حيث تقول: «العيب فيكم يا فى
عاتق اللقة نفسها .
واقول لكل من يتعذب من جراء تعلم اللغة أو يشعر بعقدة نقص
هذا إن أبرىء ساحة ملايين العرب بل الأغلبية الساحقة من الشعب
اتهاء
العربى من ذنب عدم تملك ناصية لفة الضاد بكل
ومن منطلق معرفتى بمستوى التعليم فى فرنسا وغيْرهاً
بداية. المرحلة الإعدادية هناك فى لغته الأم-
فهل يمكس هذا نبوغ تلاميد العالم الغربٌ وتخلف طلاب.
عندنا ؟ بالتأكيد لا.. فإن المستوى الذهنى متقارب بين ١١
إنما المعضلة تكمن فى اللغة العربية التى ترقى تعقيداتها إلى
اللوغاريتمات المتغلقة على عقول غير المتخصصين»
يتعذب ملايين التلاميذ والطلاب من أجل تعلم اللغة المربية
من أن يركزوا طاقاتهم فى تحَصَيلَ العلوم من خلال أداة لغوية
طيمة كما هو الحال بالنسبة لطلاب غالبية دول العالم الأخرى.
فعلينا . بعيدا عن النفاق ؛ أن نعترف بآن طلبة المدارس
حصة اللفة العربية وينمون همها أكثر من أى مادة تعليمية احم
الت عفا عليها الزمن ولم تعد تواكب العصر ؟
وتتعدى القضية تلاميذ المدارس وطلبة الجامعات حيث
يتباكون على اللفة ويتهكمون على أخطاء غيرهم غير قادرين ؛
القراءة والكتابة دون خط باستثاء بضع مثات معدو
١ #“لق س سم سو سسدت عقدة خأ
وهلا اللغنة العظيمة التى نزل بها إعجاز القرآن الكريم؛ والتى
اقتحث للعرب آقاقا رحبة للتطور الفكرى والإبداع الفنى أصبخت. مع
تحولت إلى إسار يختق أفكارنا ويلجمها. وهى تسهم للأسف فى
حرمائنا من الانطلاق إلى الآفاق الرحبة التى يفتحها العلم الحديث
ووسائل المعيشة المواكبة للتطور العلمى. وباختصار فإن اللغة أصبحت
ويتظور ويشب وينضج ثم يشيخ. وكثيرا ما يموت. ودورنا هو إعادة
الشباب إلى لغتنا وإجراء عمليات تجميل لإزالة التجاعيد التى تراكمّت
بعد قرون من الممارسة الناجحة. فالجمود فى اللفة يؤدى حتما
جمود فى العقل. والتحجر فى اللفة
والحديث والتعمق فى الوقت ذاته فى علوم مث الفلك والكيمياء
الدراسة اللفة والتراث؛ أو أن يتتخصص فى فرع من فروع العلم
والمعرفة الحديثة
لكنه سيكون شيه متقطع عن العالم ومصحبوسا فى دائرة مثا
سيكون مواكبا للتطور الحضارى الهائل فى العالم أج
معرفته بالعريية ستكون محدودة وسطحية إلى حد بعيد ٠
وسنعقد فى فصول هذا الكتاب مقارنة سريعة بين !|
واللغات الحية الأخرى لنتبين صدق هذه الحقيقة. وسنث
هذه المقارنة بين العربية بقواعدها الجامدة مع اللغات الأخزى
تستخدمها الشعوب المتقدمة آننا كمن يمتطى جمالا با
السريع؛ فى الوقت الذى يركب فيه غيرنا سيارات تنقلهم.
سرعة إلى مناخآت التقدم. فتحصيل العلم من أجل تطب
الإثتنآن أصبع الشغل الشاغل للمجتممات المتحضرة. لم يعد
فراع يجمل الناس تستلذ صعوية القواعد وتعقيد الكلمات
وضع النحاة الأقدمين.
هذا فى حين أن المجتمعمات المتقدمة فى صراع مع الزمن
على استعداد لإضاعة وقتها الثمين فى الكلمات الرناثة الفارئ
أى محتوى وفى القواعد الممقدة والجناس والطباق وا!
والاستمارة المكنية وغير المكنية. وما شابه ذلك من محسنات.
حتى الأدب العالمى أصيع يعتمد على المعنى والمضمون وليب
زخرف اللغة والتلاعب بالألفاظ»
وسوف نتعرض أيضا بمميار العقل إلى قضية حساسة هى
علاقة اللفة بالدين؛ وهل العزبية لفة «توقيفية» أى هابطة من
تخيرها لتنزيل رسالته إلى البشرء فسما بها إلى أعلى مراتب
أسباب تخلف العالم العربى عن ركب الحضارة المالمى. وكنت أنوى أن
أعتبر أن اللفة هى أحدى عناصر تخلف العالم العربى وأن تحجر
البعض فى تناول قضية اللفة من أسباب عملية إجهاض النهضة الذى
أكير من أن تمرض فى فصل داخل كتاب. فهى فى حاجة إلى مؤلف
ويأتى هذا الكتاب تكملة لما سعيت إليه فى «الداء المره
آن الأوان أن ندرك أن اللغة أصبجت أحدى العقبات فى سبيل
انطلاق العقل العربى. وآن الأوان أن نقول هذا الكلام بشجأً
وجه من يريدون الحجر على عقولنا وترويع كل من ينادى بالته
وبعيد عن ذهنى تماما هجر اللفة العربيية لحساب
العامية أو استخدام الحروف اللاتينية وما شاب
الإنسانية ومن يدرس تاريخ الآداب المالمية لا يسمه إلا أن
بإجلال أمام أشمار المتتبى وأبى العلاء وأبى نواس وتشر أ
التوحيدى. كما لا يملك إلا أن ينحنى تحية لأدب نجيب محف
وترك اللغة العربية معتاه ببساطة محو كل هذا التراث.
من الذاكرة الجماعية للشعب العربى. هذا عن التاريخ. اه
الحاضر فإن معناه تفتيت الأمة العربية وشرذمتها إلي'
مستقلة وريما متتافرة. فإذا تظرنا إلى الوطن العربى اليوم
أقطاره تختلف فى السياسة وتتتاهر فى الاقتصاد وتتذ
التجارة. الجانب الوحيد الذى يجمع بين العرب هو الثقاقة
كافة العرب وكأنثا تهدم المعبد قوق رؤوستا »