القرآن دليل ادّعائي لاعقلٍ » ثم وجدت وأنا سائر فى هذا الطريق أن الدليل العقلي
الذي أنشده هو فى القرآت وأن أدلة القرآن عقلية لا إذعائية تقنع طالب الحجة
وصاحب البرهان .
ثم قرأت التوراة والإنجيل أكثر من مرة موازا بينها وبين القرآن فوجدت القرآنٍ
اصفى اعتقاداً وأنأى عن التشبيه والتمثيل وعما لا يليق بالله وبرسله .وجدت أن
كلاً من التوراة والإنجيل لا يعدو أن يكون كتاب سيرة اختلط فيه الحق والباطل
وكنت أرى لزاماً عل أن أنقل هذه التجربة إلى الآخرين اذ لا شك أن فيهم من
وانتفع . فكتبت (نداء الروح ) - باكورة انتاجي - فى الإيان بالل واليوم الآخر
هذا هو السبب الأول في اختيار هذا الموضوغ.
والسبب الثاني لاخيار هذا البحث وهوسبب مهم - أن هذا الموضوع موضوع
رئيس ينبني عليه تصحيح اعتفاد وتصحيح سلوك كما قلت - .
ما يخالف هذا الاعتقاد جملة وتفصيلاً من دون تكليف أنفسنا فى النظر في الجزئيات
ب هرب
للأستاذ الفاضل الدكتور عبد الكريم زيدان
أجمعين
فإن الكتابة ونحوها من الخطابة والمحاضرة إنما تحسن إذا كان من ورائها مطلب
خبّر مقصود يريد صاحبها الوصول إليه » وبدون ذلك تكون اي
من العبث أو الترف العقلي المذموم والهاء الناس بما لا ينفسع ولا يفيد . . . وخير
المطالب الخيزّة على الإطلاق تعريف الناس يريسم وترثيق ع ب ّ ٠ وشحن
نفوسهم ممعاني الإيمان حتى يكون الله ورسوله أحبٌ إليهم ممسا سواهيا » وهداية
الحيارى منهم ورد الشاردين إلى طريق الله المستقيم » وتجلية معاني الإسلام لهم +
و إزهاق الباطل المقذوف حول عفيدة الإسلام ودني الإسلام»
وهذا الكتاب الذى أقدم له هو من هذا النمط العالى الرفيع الذي يهدف إلى خير
المطالب الخيّة التي أشرت إليها » وهومن أحسن وأجود ما قرأت فى موضوعه وهو
إلبات نبوة محمد يل وما يتعلق بهذا الموضوع الذى هو من ركائز الإيمان وعقيدة
الإسلام كما هومعلوم .
والدكتور فاضل صالح + أسعده الله » جعل عنوان الكتاب : ( نب
فى نبوة محمد قي ثم عاد إليه اليقين . . . ويؤيد هذا لمتبادر من العنوان ما ذكره
الؤلف فى مقدمته وبينه عا اعتراه من شك وارتياب . . . ولكن هذا المتبادر من
العنوان وما يفهم من مقدمة الكتاب » ليس التعبير الدقيق لما اعترى نفس الكاتب
وفى الحديث الذي رواه الإمامان البخارى ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه
النبي بئذ قال : يأتي الشبطان احدكم فيقول : من خلق كذا ؟ حتى يقول ؛
خلق ربك ؟
ووجه الدلالة لهذين الحديشين الشريفين أن الشيطان يلقى الخواطر السيشة
رساوس في قلب المؤمن ليكدر صفرٌ إيمانه بالله» ومن المعلوم أن وساوسه لا تقف
. هذا النوع وإتما تشمل كل ما يناني ١ ة الإسلامية وأصولها مثل الإيمان بنبوة
قل واليوم الآخر ونحو ذلك
عل جسمه » ويستعظم المؤمن هذه الالقاءات ١ فلا يتكلم بها وإتماايعى
علامات حياة القلب وشدة حساسيته ضد كل دخيل طارىء عليه ينافي إيمانه ٠
لاما حصل للمؤلف ؛ فقد استعظم ما أحس به وسمآء شكاً وهو فى الحقب
الس » فيغطي وجه القمر حسب نظر الناظر مع أنه بعيد بعيد عن القمر . وهذالم
للم الكاتب مما أحس به وإنما راح يسعئ صامتاً يجمع الأدلة والبراهين لقمع هذا
تي أنه لا يسلم منه مؤمن أو أن غاراته كلها تكون من نمط واحد . . . ومثله ف ذلك
فر معرض لاعتداء هذا اللص .
والنبوة مشتقة من الإنباء » والنبي على وزن فعيل + وهو إما أن يأتي بمعنى فاعل
كون المقصود بالنبي المنبىء . وإما أن يأتي ممعنى مفعول فيكون المقصود بالنبي
مقادير هائلة من الأدلة والبراهين على وجود الله تعالى كما حصل فى مجال الذرة
والصعود إل القمر . ولوأردنا إحصاء هذه الأدلة والبراهين على وجود الله سواء فى ما
والإبمان بوجود الله تعال بعد هذا + مركوز في نفس الإنسان ومفطور عليه +
والمنكرون له شرذمة قليلة يقوم إنكارها على عض المكابرة والعناد » وكثيراً ما يزول
هذا العناد عند الشدائد فيعود الإيمان إلى نفوس المعاندين وفي هذا وقائع كثيرة جداً
لان الغالب إصابة الناس بالشدائد والضراء » ومن هذه الوقائع ما روته إحدئ
البجلات من حديث لطيار ملحد عن أحرج الساعات التي مر بها أثداء عمله في
الحرب العالمية الثانية + قال : كان رجلاً ملحداً لا يعرف الله ولم يذكر اسمه قط +
وفى إحدئ غاراته على العدو أصاب طائرته خلل خطير لا خلاص له منه ومعنى ذلك
الموت المحقق له . قال ذلك الطيار الملحد : فوجدت نفسي وبلا شعور مني ولا إرادة
ولا قصد أهتف باسم الله طالباً منه الغوث والمدد ؛ وقد جاءه المدد ونجا بأعجوبة
يها فى حديثه وصار بعدها من المؤمتين . وما كان الإيمان بوجود الله تعال مفطوراً
عليه الإنسان بأصل خلقته وجبلته و فطرة الله التي فطر الناس عليها » لم يرسل الله
العا رسله ليثبتوا للناس وجود الله وإنما أرسلهم ليثبنوا لهم استحقاق الله وحده
قال تعالى حكاية عن بعض ما قاله رسل الله إلى أقوامهم قالت لهم رسلهم أف
الله شك فاطر السمواتوالأرض م وقال تعالى مبيناً. بم أرسل جميع رسله : « ولقاد
فاعبدون » . والإله هو المألوه أى المعبود الذى تالفه القلوب بغاية المحبة
والحضوع + فلا معبود بحق إلا الله تعال وما كان المشركون مقرين بوجود الله
بربوبيته وتفرده بالخلق والإحياء والإماتة والنفع والضر والعطاء والمنع والرزق »
إن القرآن الكريم يذكرهم بهذا الإقرار ويقول لحم إن الله هو الإله الفرد كما هو
يأني الذي بعده فتكون الطاعة له ؛ وهذه الطاعة في الحالتين هي في الحقيقة طاعة
الله . قال تعالى و من يطع الرسول فقد أطاع الله » . ومن يرفض طاعة الرسول
المتأخر بحجة طاعته للرسول المنقدم حجته داحضة غير مقبولة فى عقل ولا دين ومثله
مثل الذى يرفض طاعة اميره الذي عينه السلطان العادل بحجة أنه مطيع ومتبع للامير
الله ,
الرسول المتقدم يبشر بالرسول الذى يأتي بعده مذكراً قوسه هذه البشارة بلزيم
بايجته , قال تعالل عن بشارة عيسى عليه السلام بمحمد 4388 . د ومبشراً برسول
يأفي من بعدي اسمه أحمد » . والرسول المتأخر يصدق الرسول المتقدم قال تعالى :
ذكر المؤلف» أسعده الله ؛ بعض النصوص من التوراة التي في أيدى اليهود الآن ومن
الإنجيل الذي فى أيدي النصارئ الآن . وهذه النصوص صرية فى دلالتها على نبوة
عند لا .
ونظفراً بالسعادة في الدارين ونجاةٌ من العقوق والعصيان وما يترتب على ذلك من
عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفضّلات فاستكبروا وكانوا
وى الحديث الشريف » قال ِجَئِق؟ : « ما من نبي من الأنبياء إلا وقد أوتي من
لل وتسبيح الحطى في كفيه وحنين الجذع له وتكثير الطعام ونبع الماء من بين
أصابعه الشريفة . ولكن أعظم تلك الآيات على الإطلاق القرآن العظيم فهو آيته
المغلمى التي لا تزال قائمة رس كل مبطل وتتحدئ كل جاحد وتثبت صفات
الإمان ؛ قال 38 مشيراً إل عظم هذه الآية : أي القرآن الكريم دما من نبي إلا
فارجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة ؛ . ومظاهر وجوه إعجاز القرآن ودلالته على
نبونه 488 كثيرة جداً ذكر بعضها صاحب الكتاب . ومن المعروف أن القرآن
الكريم تحدئ كل مرتاب أومنكر لنبوة عمد َك بأن يأتي مثل هذا القرآن إن كان
صادفاً فى إنكاره نبوة محمد فيل قال تعالى : « قل لشن اجتمعت الإنس والجن على
له نفسه تحديه جاء بكلام ساقط مضحك يفضح كذب هذا المنكر المكابر كما وقع
لمسيلمة الكذاب الذى ادعئ النبوة وجاء ل متحدياً القرآن ؛ فكان عا جاء
به من لم وساقط قوله : و يا ضقدع بين نقي كما تنقين لا الماء تكدرين ولا
الشارب ممنعين رأسك في الماء وذنبك فى الطين
والحقبقة ان القرآن الكريم لا يمكن أن يصنعه إنسان قط لأنه كلام رب العالمين
بالدليل القاطع أن محمداً فل رسول الله حقاً إلى جميع الناء
تصديقه والإيمان بنبوته لاسها أصحاب الأديان من يهود وتصارئ وغيرهم لأنه مامن
آية دعنهم إلى الإ الهم إلا ولرسول الله محمد فيل مثل تلك الآية وأكبر
ملها . ويفضل جميع الأنبياء بأيته الكبرى الباقية حتى الآن وهي القرآن الكر:
الألبياء السابقين وإنكار نبوة محمد (نية) . ومثل من يفعل ذلك مثل من يؤمن
فلان لأنه طالب فى الصف الأول بكلية الدراسات الإسلامية وينكر فقه أبي
والشافعي ومالك وأحمد بن حنبل » أو يؤمن بشاعرية فلان لأنه نظم قصيدة متهافتة
الدين على أتباعهم وهكذا كان شأن قريق من كفرة قريش أعمئ قلوبهم
اسحر مبين».
وها غاية الخذلان وانتكاس القلب بل إن اسوداد القلب بسبب إتباع الهوىق
كفره وتكذييه. قال تعالى : و ولوترئ إذ وققوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا تكذب
رمهها يكن من أسباب جحد الخاحدين بنبوة عمد ؤ435 فإن جحودهم فى واقع
الأمر تصدين لما أخبر به القرآن من عدم إيمانهم » كما أن إيمان من آمن منهم تصديق
لما أخبر به القرآن الكريم من إيمانهم . وفى هذا وذاك دليل آخر يضاف إلى أدلة نبوة
هاه" للانحدار والضلال ١ وقد يبلغ به السفه كما يله فعلاً أن يشد الرحال لقتل
رو ل الله كما فعل المشركون الأولون » فلم يكتفوا بعدم الإيمان به والإهتداء بهديه
لماه الله منهم أرادوا اللحاق به إلى المدينة لقتله وقتل أتباعه. فهل هناك أكبر من هذا
الإ..- دار الحائل في الضلالة وعمى البصيرة ؟
نعوذ بالله من الخذلان ؛ ولهذا نحن لا نعجب أبداً من تكذيب المكذبين ومن
وااتلوه ؛ فليحمد المسلم على نعمة الإسلام وليعض عليها بالتواجذ حتى يلق
هناك فكرتان رئيستان فى تفسير نشوء الكون والخلق والإيجاد ؛ فكرة ماديا
تلشمس ولا ترى أن وراء الكون المادي قوة تفسر نشوء الكون وخلقه وإيجاده + وفكرة
لأنها من الكثرة والتنوع والتعدد بحيث لا يمكن حصرها ؛ ثم إنها ليست موضوع
بوظيفة معينة وإنه موضوع لغاية معددة مرسومة فالعين مثلاً . وضعت وصممت
لتقوم بوظيفة الرؤية وكل أعضائها وأنسجتها وضعت وصممت لقدمة هذه الغاية ؛
والأذند صممت ووضعت لتقوم بو السمع وكل عضو من أعضائها صمم ليقوم
بوظيفة خاصة تخدم هذه الغاية || وهكذا كل عضو فى جسم الإنسان رسمت له
وظيفة محددة واضحة يقوم بها ؛ قمن الذى حدد الغايات وصنع كل جهاز وكيّفُه
ليقوم بهذه الغاية ؟
إن الناظر في جسم الإنسان أو أي كائن حي آخر يرى أن مصممه وخالقه عالم مما
يريد من كل عضو » فالقلب والرئتان والمعدة والامعاء والكبد والكليتان واللسان
عمل أن مصممه عالم بالغابات وصمم كل عضو وخلقه ليقوم بتنفيذ هذه الغايات
والأهداف بدقة . ألا ترى أن الذي جعل لسان المزمار في الحلق مثلاً يعلم
أن وجوده في مكانه ضروري لمنع دخول الطعام إلى الرنشين ؟ وأن الذي وضع
الصفراء والبنكرياس على علم أن وجودهما ضروري لتحليل المواد الدهنية ؟ وإن
سال اب
وفد قام العالم الرياضي السويسرى تشارلز يوجين بحساب هذه العوامل
جما فوجد ان الفرصة لا تتهيا عن طريق المصادفة لتكوين جزيء برا واحد إلا
بسبة (ا) إلى "٠0 أ بنسبة »١( إلى رقم عشرة مضروباً فى نقسه 166
مرة ؛ وهو رقم لا يمكن النطى به أو التعبير عنه بكلمات . وينبغي أن تكون كمية
المادة التي تلزم لحدوث هذا التفاعل بالمصادفة يىء واحد أكثربها يتسع
له كل هذا الكون بملايين المرات . ويتطلب تكوين هذا الجزىء على سطح الأرض
وحدها عن طريق المصادفة بلايين لا تحصى من السنوات قدرها العالم السويسرىي
بانها عشرة مضروبة فى نفسها 147 مرة من السنين 60و14 اسنة 2
إن البروتينات تتكون من سلاسل طويلة من الأحماض الأمينية . فكي
يصلح لان يكون مستقرا للحياة فبناه وصوره وأغدق عليه سر الحياة» .
وقال الدكتور جون ادولف بوهلر أستاذ الكيميا بكلية اندرسون وتخصص ف
اتركيب الأحماض الامينية: « عندما يطلق الإنسان قوانين المصادفة لمعرفة مدى احتال
حدوث ظاهرة من الظواهر فى الطبيعة مثل تكوين جزىء واحد من جزيثات
البروتين من العناصر الغي تدخل في تركيبه فإننا نجد أن عمر الأرض الذى يقدر بما
يقرب من ثلاثة بلايين من السنين | و أكثر لا يعتبر زمناً كافياً لحدوث هذه الظاهرة
جود