جا لقي المقدمة
ضار أروكبه
شرور أنفسناء وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له؛ ومن يضلل فلا
هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له؛ وأشهد أن محمداً
فإن من نعم الله على هذه الأمة أن أكمل لها الدين» وأتم عليها النعمة؛
وما قبض رسوله إلا وقد ترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارهاء لا
يزيغ عنها إلا هالك» ولم يجعل مرجعهم عند الاختلاف والنزاع إلى عقول
حماية لهذه الأمة من أن تتلاعب بها الأهواء والشبهات»؛ أو تتساق ودام
ولقد سار سلف هذه الأمة على المنهج القويم» والصراط | المستقيم»
الا سالك وما ثبت من سنة خاتم المرسلين» فكان
منهجهم أسلم المناهج» وطريقتهم أحكم الطرق» وإن مما جاء في القرآن
الكريم وصحيح سئة سيد مرسلين لين ذلكم المنهج القويم في صفات الله تعالى»
ألا وهو منهج الإثبات المقرون بمنهج التنزيه الذي اشتمل عليه قوله تعالى:
ليس كمد شيءٌ وَهْرْ السيع البَصِيرُ» فوصف الله عز وجل سلف هذه
نصوص الأسماء والصفات» فيؤمنون بها» على ما فهموه منها؛ من مقتضى
لغتهم التي نزل بها القرآن؛ وعلى وفق المنهج الذي رسمه الله تعالى لذلك»
نقل إلينا اختلافهم في بعض مسائل الفروع» ولم يتوقف أحد منهم في فهم
الراشدين أبي بكر وعمر» وكان مقتل عثمان رضي الله عنه بداية الفتنة التي
تستشري» والخلاف يتسع شيئاً فشيئاً» حتى كان ظهور الجهم بن صفوان
الترمذي في نهاية الماثة الأولى» فحمل لواء التعطيل» وأصل مذهب النفي +
وتولى كبر المكابرة والجحود والإنكار» فعطل أسماء الله وصفاته» وحارب
تعاليم الإسلام؛ ثم ترجمت كتب الفلسفة في مطلع المائة الثانية» وانتشرت
المذاهب الكلامية بعد ذلك» فتصدى أئمة السلف لهذه المذاهب المنحرفة
ذلك طريقة مثلى وهي الرد عليهم بنصوص الوحيين: الكتاب والسنة» وبما
ثبت من أقوال الصحابة والتابعين وسلف الأمة - رحمهم الله-.
مؤلفاتهم في ذلك وتنوعت؛ وهي ترجع في الجملة إلى قسمين:
- قسم عنوا فيه ببيان العقيدة الصحيحة وذكر دلائلها من كتاب الله
وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإيضاحها وبسطها .
- وقسم عنوا فيه بذكر الأقوال المخالفة للعقيدة والفرق الناكبة عنها مع
بيان فساد أقوالهم ونقض شبههم وأقوالهم .
وقد يشتمل عدد من كنبهم على القسمين معاً: توضيح الحق وتقريرة؛
ورد الباطل وبيان زيفه ٠
وسوف تأتي زيادة بيان لهذا المنهج في مبحث: موقف السلف من الرد
على المخالفين إن شاء الله ..
, وقد سلك الإمام النسائي مسلك المحدثين قبله من أئمة أهل الحديث
وغيرهم من المحدثين في عرض العقيدة الصحيحة من خلال نصوص
وقد قسمت عملي في هذا البحث إلى ثلاثة أقسام:
وتشتمل على فصلين :
يتحلى به من الصفات الجليلة» ثم بيان قيمة الكتاب العلمية وأهميته بين
كتب السنة.
الفصل الثاني : دراسة عن الكتاب وتقويم نسخه المخطوطة والمطبوعة؛
القسم الثاني: وقد اشتمل على دراسة واسعة عن الأسماء والصفات
وأهمية هذا الجانب من التوحيد في العقيدة» وأثره في السلوك والتربية وفي
حياة الأمة؛ وعن جهود السلف في حماية هذا الجانب وموقفهم من
آما القسم الثالث: فكان منصباً على تحقيق نص الكتاب ودراسة ما فيه من
الأسانيد وتخريج الأحاديث» وبيان وجه الاستدلال من النصوص وما
وأرجو أن أكون بهذا قد خدمت هذا الكتاب العظيم في بابه والجليل في
موضوعه؛ حيث إنه يتعلق بأعظم معلوم وهو المعبود - سبحانه..
دواوين السنة حيث اشتملت على مثل موضوع هذا الكتاب» إلا كتاب
(ستن النسائي) المعروف بالمجتبى والمتداول بين طلبة العلم» حيث خلا من
مثل هذا الكتاب أو موضوعه.
وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعل هذا العمل خالصاً
لوجهه الكريم » وأن ينفع به أمثالي من طلبة العلم» إنه قريب سميع مجيب »
الرموز والمصطلحات المستعملة في (الدراسة والتحقيق)
لقد استعملت في التحقيق والدراسة رموزاً ومصطلحات مراعاة
للاختصار والتسهيل إلى جانب المصطلحات المستعملة في الكتاب وهي :
أنبأناء وقد يختصرون هذه الكلمات عند الكتابة فيكتبون: ثناء وناء وأنبأً
ثانياً: رموز استعملتها وهي : ١
- روى له الجماعة < أصحاب الكتب الستة.
- روى له الأربعة < أصحاب السنن.
- التقريب < تقريب التهذيب.
- التذكرة < تذكرة الحفاظ .
- الثقات - كتاب الثقات لابن حبان .
- الجرح - الجرح والتعديل لابن أبي حا .
- العجلي - في كتاب الثقات له.
- السير - سير أعلام النبلاء.
- الطبقات - لابن سعد.
- إذا قلت أخرجه البخاري ومسلم : فإني أقصد في صحيحيهماء فإذا
- وإذا قلت أخرجه الإمام أحمد : فإني أقصد في مسنده.
- وإذا قلت مثلاً: من قتادة. . يه» أو من الأعمش يه» فإني أقصد من
طريق قتادة» أو الأعمش إلى آخر السند مثله.
والنسائي في المساجد فإني أقصد كتاب الأنبياء؛ وكتاب الصلاة؛ وكتاب
المساجد من صحيحيهماء أو من السئن للنسائي؛ ونحو ذلك .
يظهر من دراسة الإسناد.
والشيطان وأستغفر الله .
والله ولي التوفيق +66
كر لي وهب
الأول: دراسة عن حياة المؤلف وعن الكتاب.
الثاني: دراسة حول الأسماء والصفات وأهمية
القسم الأول: من الدراسة
وتتكون من تصلين ؛
الفصل الأول:حياة المؤلف وفيه:
الفصل الثاني: دراسة عن الكتاب وفيه:
١ التعريف بالنسخ الخطية.
الملاحظات على النسخ المطبوعة.
٠ منهج المؤلف فيه.
6 نماضج من النسخ الخطية له.
بال ل الفصل الأول
كول لرهب دراسة عن حياة المؤلف
-١ الحالة السياسية:
عاش الإمام النسائي حياته ما بين (119 - ١7 7ه) من العصر
العباسي» وقد اتسم هذا العهد ببداية تفكك الدولة؛ حيث بدأ فيه تسلط
المماليك من الأتراك الذين استكثر منهم المعتصم في حرسه»؛ وجيشه وإدارة
واستبدوا بالسلطة دون الخلفاء؛ وقد بلغ من استبدادهم أنهم كانواهم الذين
يعينون الخلفاء ويعزلونهم .
بل بلغ بهم الأمر أن أغروا المتتصر بن المتوكل بقتل أبيه وتولي الخلافة من بعده.
وبعد قتل المتوكل بدأت فترة من الفوضى السياسية؛ حيث تصدعت
أركان الخلافة وبدأت أجزاء من الدولة تتفصل عن الدولة الأم +
فقد أسس الصفارون دولة لهم في سجستان عام (58 7ه) وقامت عدة
ثورات في المشرق والمغرب".
وبمقتل المتوكل زادت سيطرة قادة الجند الأتراك» فلم يعد للخلفاء شيء
من النفوذ السياسي إلا الدعاء لهم على المنابر وضرب العملة باسمهم فقط .
واستمر طغيانهم في عهد المعتز؛ واستبدوا بالمكتفي؛ وعزل المقتدر على
المتوكل «المهتدي بالله» عام (07 1ه) و«المقتدر» عام (١7*ه) و«الراضي»
اأبسمل أعينهم ٠
+117 /8 انظر الكامل لابن الأثير 73/8» وتاريخ الأم والملوك -١