قدمة الطبعة الأولى
يسم الله الرحمن الرحيم + ويه تستعين + والصلاة والسلام
على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين ‎٠‏
فهذه سيرة كريمة لرجل من رجال التصوف الإفذاذ » الذين
هى سيرة الصوق المرسى العظيم « محيى الدين بن العربى »
الذى عاش فى الفترة التى تجمع بين متتصف القرثين السادس
والتصوف , فى بيثة من أخصب يلاد العالم الاسلامى رقة وذو
وآدبا وتصوقا ء هى بيئة الأندلس ؛ التى على رياها نشا عاهل
التصوف العظيم , ثم خطت قدماه تترع البلاد شرقا وغريا +
بحثا عن المعرفة , وارتيادا للحكمة +
هى سيرة « اين عربى » الذى سسطع تجمه فى أفق الثقافة
الاسلامية الصوفية حيا وميتا » ووجد من الأنصار والخصوم من

يتاصرون ويناوئون , وشغل يآرائه واقكاره العقول والأاذهان. واثار
وكتزا دفينا يهرع اليه طلاب المعرقة ورواد الثقافة وعشاق الروح
ومحيئ القلسفة وجامعو الحكمة +
هى سيرة ذلك البطل الذى أطلق عليه عارفو فضله لقبين لهما
آما اللقب الأول فهى « الشيخ الأكبر » وهذا اللقب لم يطلق
الروحية , وتخرج على يديه الكثير من ثلاميذه الذين كانوا يجتمعون
لصادق نصسحه , فشفت نفوسهم , وأطماتت قلويهم , وارتوت
مراحل طريقه من لدن اتبعاث الرغبة في نفسسه ء ثم مضنسيه مريداً
سالكا حتى تتكشف امامه الطريق , فيتمكن من الوصول الى غايته
بتجبساح ‎٠‏
كما وضع متامج للشيوخ أنفسهم يستانسون يها فى ارشادهم +
فى الآروة العليا من الكمال الانسائى الذى بلغ به مراتب اسل

العظيمة والمنزلة الرقيعة ‎٠‏
من أجل ذلك كله أطلق عليه لقب « الشيخ الأكبر » +
يكون متلازما مع اللقب السابق:, فلم يستحق ابن عربى لقب
« الشيخ الأكبر » الا بعد ان تبوا عرش المعرفة ء وأدرك من
فى الطريق اليها العقول , وتفرقت العزائم / وادلى بمعان رائعة
ولقد شهد يذلك اعظم الصوفيين فى عصره + ومنهم ابو مدين
فى المقرب والسهروردى فى بقداد , وابن الفارض فى مصر +
أطلق عليه أايو مدين هذا اللقب « سلطان العارفين » +
وقال عته السهروردى : انه بحر الحقائق ‎٠‏
وادرك ابن الفارض روعة القتوحات المكية التى كتيها ابن عربى
فقال : انها خير شرح لتائيته المشهورة « ثظم السلوك » ‎٠‏
اليه الشيخ الأاكبر من تالق ومقدرة +
ومن آجل ذلك أاطلق عليه « سلطان العارفين » وهو جدير
بهذا اللقب /, لأنه لم يترك صغيرة ولا كبيرة فى هذا الطريق الصوق
العلوم الصوفقية براعة ودقة وفهما وأداء ‎٠‏
هذه سيرة الشضسسيخ الأكير محيى الدين بن عربى سلطان
حياتنا الجديدة ‎٠‏ والله خير موفق ومعين >
عبد الحفيظ فرغلى القرنى

قدمة الطبعة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم , والصلاة والسلام على أشسسرف
المرسلين سيدنا محمد بن عبد الله مصطفاه من خلقه ومجتياه من
يهديه الى يوم الدين >
فتحن بين يدى الطبعة الثانية من كتاب القطب الريانى سيدى
محيى الدين بن العربى ‏ رضي الله عنه ... وقد صدرت الطبعة الأولى
منه في سبتمير عام ‎١95766‏ .م فى سلسلة اعلام العرب +
والامام محيى الدين بن العربى جسدير بأن تكتب عنه آلاف
وافكاره ومؤلفاته الناس عبر القرون من لدن القرن السايع الهجرى
حتى هذا القرن الخامس عش الذى تعيش قيه , واغلب الظن أنه
ولقد شهدثا فى عصر فى نهاية القرن الرابع عشر موتا من هذه
الشواغل التى اثارتها حياة الشسيخ الأكين ومؤلفاته + ظهر فيما

فوجثنا به من تدخل سافر يحاول ان يحجر على حرية الفكر ويمول
بين الناس والمعرفة ويقضى على اكبر مؤلفات ابن عربى « الفتوحات
المكية » ذلك ان الهيئة المصرية العامة للكتاب قد نشرت منه أجزاء
ومراجعة وتصدير الدكتور ابراهيم مدكور وكلاهماً علم من اعلام
الفكر والعلم والثقاقة » وبرعاية المجلس الأعلى للفتون والآداب
الاجتماعية في مصر ؛ وبالتعاون مع معهد الدراسات العليا في
وياته يمثل خلاصة المعارقا الصوفية والفكرية فى الاسلام وقد تيه
الدكتور المحقق الى ذلك فى صدر الكتاب +
فبعد أن اصدرت الهيئة من هذا السقر الجليل عدة اجزاء اذا
ينا تسمع أصواتا تطالب بايقاف صدور الكتاب وجمع ما صدر مته
من الأسواق , متذرعة بحجة واهية هى أن طبع هذا الكتاب يعد
أجدى بالرعاية والاهتمام وبان بعض العلماء السلقيين اداتوا كتب
وققة موضوعية مدافعة عن هذا الامام الكبير وسقره الجليل , متوهة
بضرورة حرية الفكر لان هذه الحرية هى التى تمكن للعقل من ان
ياخد حقه الكامل فى البحث والدراسة والاستفادة + ولن يقهر الفكر
بين الانسان وحقه فى التزود من المعرفة الانسانية والدينية ,> ومن
أطرف ما جاء فى ذلك قول بعض الأدباء المفكرين : ‎)١(‏ ومن
العجيب حقا ان ابن عربى قد تعرض للاغتيال فى مص متذ سبعة

قتل ابن عربى حيا أو ميتتا ؟ واذا كاتنت هناك تنصيحة لاحد فى
فى دقاعه عخ, هذا الفيلسوف المتصوف ؛ الكتاب بعتوان تنييه
القبى فى تبرئة ابن عربى *
وكتبت حيثذاك ردا على قرار المصادرة لم يتح له أن ينشر
عن الشيخ الأكير فى سلسلة اعلام العرب ؛ وقد دفعتى الى الكتابة
عنه متذ اكثر من عشر ستوات ما دقع غيرى من الاعجاب الشديد
بشخصية ابن عربى الفريدة بين رجال التصوف الذين سجلت عنهم
أروع الصسفحات , واتفرد هو من بين هؤلاء بلقبين لم يمتحهما
اعتباطا هما « الشيخ الأكبر , وسلطان العارفين ) وقلت : ويكفى
ابن عريى فشر ان يتوقر على دراسته ودراسة آثارد المئات من
الغرييين والمستشرقين الذين راعهم هذا النتاج الضخم من مؤلفاته
القاصة بالدرر الفريدة والتى أتارت الطريق أمام كثير متهم لاعثناق
الاسلام > ومن بين الذين اعتنوا بدراسته المستشرق الاسياتى اسين
بلاثيوس الذى قال عن القتومات :
ان كتاب الفتوحات بعد كتزا دفينا , والمستشرق الأكاتى
تاريخ الأدب العربى *
وفى دار الكتب الصرية عام 1464 التقيت فى قاعة
اللشطوطات بعالم المانى معتى بدراسة ابن عربى وساعدتى فى
ترجمة هذا المثبت الذى ضمتته كتابى عن ابن عربى ولم يكن الجزء
عربى وعلامة من علامات التيسير في اثمام هذا البحث بحمد الله

والآن قلتتساءل : هل مصادرة كتاب تمنع تداوله > انهم يقولون
كل ممنوع مرغوب ؛ وبثاء على هذا القول فقد اغرى الناس بسيبب
مصادرة كتاب («الفتوحات) بالاقبال علىفكر ابن عربى وتتيعمصدره
والاطلاع عليها فى أى مكان » ولئن صودر الكتاب فى مص فهل
صودر فى مشسارق الأرض ومقاريها في وقت تقاريت فيه الأماكن
وقصرت المسافات وتيسرت وسائل الاتصال والانتقال حتى أصبح
من الممكن الوصول الى أى هدف باس جهد وأقصر وقت ي أن
مصادرة الفكر هى اقسى ما تبتلى يه الأمم فى عصورها وليس هتاك
آامة مستتيرة تخشى الكلمة وائما عليها أن تقارعها بالحجة والبرهان
وهذا أساس من آسس الاسلام الذى دعا الى مجادلة غير المسلمين
فقط الى شرح وتوضيح وبيان لآن صاحبها قصد الى غموضسها
صوتا للاسرار ؟
ليس من العجيب ان يثور المفكرون الأحرار على قرار مصادرة
كتاب الفتوحات سواء منهم من يقرا التصوف ومن لم يقرآه لان
وطبعت مته آلاف التسسخ وترجم الى اللقات العالمية قماذا نحن
فاعلون اذا حاول واحد متا أن يستخدم عقله او أن يسلك _مسلك
الاجتهاد ؟
القرار الجاثر على التراجع واستائفت الهيئة اصدار الأجزاء الباقية

ومعرفته وصفاء روحه . والآمل كبير ان شاء الله فى أن ترى بقية
الضوء حول هذا الرجل العظيم ومؤلقه الخطير «القتوحات» المكية
معترقا يانه جهد المقل ومحاولة العاجز , وحسيى من ذلك أن يجعل
الله هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وأن ينير به الطريق الى معرفته
المؤلف

البيئة والعصر
كانت الأتدلس هى الموطن الأمسلى لابن عريى » ففيها ولد
وعاش ما يقرب من أاريعين سسنة من حياته العامرة الزاخرة
المي يية »
والأندلس اسم أطلقه المسلمون على شبه جزيرة « آيبيريا +
. وكان لموقع الأندلس الجغراق الممتاز آثر كبير في خصوية
أجسام اهلها , وقوة جناتهم , وسعة ادراكهم وخصوية خيالهم
وسرعة خاطرهم وشدة ذكائهم , مما دعا « لسان الدين الخطيب >
أحنن وزرائها الأعلام الى وصفها يقوله : د خص الله تمالى بلاد
الأندلس من الريع , وغدق المسسقيا , ولذاذة الأقوات , وقراهة
الحيوان » ودرون الفواكه . وكثرة المياه , وتبحر العمران + وجودة
اللياسن , شرف "الآنية . وكثرة السلاح وصحة الهواء , وابيضاض
الوان الانسان ؛ وثبل الأذهان , وفنون الصستائع + وشهامة