نّ السرد العربي مفهوم جديد ؛ جامع لكل التجليات المتصلة بالعمل الحكائي إلا
أنّه لم يخول له احتلال المكانة الملائمة له ضمن باقي الأجناس الأدبية ولاسيما بالمقارنة
بصورة أو بأخرى ضمن النثر العربي ؛ لذلك غابت خصوصية السرد ؛ ولم يتم تناوله
السرد الصوفي ؛ ومن هنا تظافرت جملة من الدوافع المتوعة والمتكاملة في
الآن ذاته ؛ من حيث المقاصد الأساسية كي تحفزنا على إنجاز هذا البحث ؛ ولعل أهمها
يتجلى في النقص الكبير خاصة في الدراسات الأكاديمية في مجال دراسة السرد الصوفي +
لذا جاء اختيارنا لمعارج ابن عري بوصفها نصوص سردية صوفية خالصة ؛ تعتمد على
سرد قصة الإسراء والمعراج بطرق مختلفة ؛ لها أبطال وأشخاص ؛ وسياق سرد ؛ ولها
دوافع معرفية بالدرجة الأولى .
إنَّ تقصير النقاد في البلدان العربية تقصير واضح في حق السرد العربي عموما +
والسرد الصوفي خصوصا ؛ نظرا للإدعاءات التي تذهب إلى أن السرد حديث النشأة
وهو لم ير الذور قبل القرن العشرين + وأنه انتقل بعد اتصالنا بالغرب ونحن نسعى في
هذا السياق على إثبات وجود جنس أدبي عربي اللسان هو السرد الصوفي وجد منذ
قرون غابرة ؛ يحمل مميزات التفرد التي أهملته كي يمثل إضافة إلى الأدب العربي
والعالمي على حد السواء .
لقد حقق ابن عربي مزاوجة رائعة في كونه كتب في شكل قصصي ؛ أي سرد أحداث
قصة متضمنة آراءه الصوفية واعتقاداته الدينية والمذهبية (في الوجود والكون) مرتكزا
في ذلك على شخصية السالك ؛ فخاض بهذا تجربة ذات بعدين : بعد فني قصصي ؛ وجمد صوفي
معرفي ؛ فلم تكن تجربته يسيرة وهيئة لأنّ طبيعة العمل الفنّي تقتضي أن تصطبغ اللغة
فيه بصبغته وتنم عن كل ما هو جميل فيه سواءا كان الجمال في اختيار المفردات أم في
انسياب اللغة دون تعثر ؛ في حين تتطلب طبيعة التصوف الدقة في التعبير والتزام
المصطلح المتداول في هذا المجال من مجالات الكتابة ؛ والسعي إلى الوضوح بقدر ما
تسمح به طبيعة الموضوع + وعلى الرغم من الصعوبة البادية في التوفيق بين
المنهجين إلاّ أنّ الرجل استطاع أن يصل إلى مبتغاه؛ ووفق غاية التوفيق ؛ فكان نثره
الفني آقرب إلى الشعر .
فإذا علمنا أنه كان يعالج موضوع المعرفة الصوفية ؛ في قالب قصصي ٠ وأنّه اتخذ
الرمز والإخفاء له أسلوبا ؛ ثم جاء عمله على مثل ماهو عليه من الجمال ؛ أدركنا آية
»وإصرارناعلى البحث في مضمارهاوالكشف عن خباياها .
يعد هذا البحث الموسوم ب* بنية النص السردي في
معارج ابن عربي*أوّل عمل أكاديمي تختص بدراسة السرد
عند الشيخ الأكبر ؛ فالذي هو متوفر على حد علمنا - من دراسات حول الموضوع -
كتابه"العصوف الإسلامي* الذي ارتكز فيه أساسا على التعريف بشخصية ابن عربي( نسبه ؛
أساتذته ؛ رحلاته ؛ ...) ؛ وعند عبد الكريم اليافي في كتابه * دراسات فنية في الأدب العرني * ©
الواسعة بالتراث الإسلامي ؛ والتأكيد على أنّ الفلسفة والتصوف اجتمعا على أكمل مثال
لدى عبقري مل ابن عربي + إضافة إلى التطرق إلى قضايا مختلفة كالظاهر والباطن
والخيال عنده ؛ هذا الأخير الذي خصص له محمود قاسم كتابا عدوانه * الال في منعب
محي الدين بن عربي *© حيث عمد فيه إلى ذكر أدواع الخيال المختلفة. ومختلف تجلياته في
كتابات الرجل ؛ أما نصر حامد أبو زيد ؛ فقد عمد إلى تأويل القرآن عند الشيخ فجعل له
كتابا خاصا عنوانه * فلسفة التأويل - دراسة في تأويل القرآن عند محي الدين بن عربي * والذي
تناول فيه قضايا مختلفة كالتأويل والوجود وعلاقة الإنسان بالعالم والله. إضافة إلى
الماجستير للدكتور ميسي ساعد ؛ الموسومة ب * نظرية المعوفة عدد بن عري © وهي تعتبر
من أهم الدراسات التي تناوالت بالتفصيل بعض الجوانب البارزة في مذهبه؛ كالخيال +
والعقل والحس والعين ؛ وغيرها.
الموضوع ؛ فنحن نرى ضرورة وجود دراسات أكثر لإبراز الخصوصيات الأدبية للمعارج
خاصة الجانب السردي منهاء وهذا بغية تحقيق الغاية المرجوة ؛ ألى وهي النهوض
بتراثنا السردي العربي عموما ؛ والسرد الصوفي خصوصا حتى يستعيدا مكانتهما
إن ما يكس الجدة والخصوصية في هذا البحث أنّهُ يهتم بالإشتغال على نصوص
سردية صوفية + ماتزال حقلا خصبا للممارسة النقدية وهذا من خلال ما تحمل في
طياتها من قضايا وإشكالات من بينها قضية الجنس ٠ وثانيها محاولة تطبيق التقنيات
الأمر ترهين نصوص لم تقرأ ؛ ولم يبحث فيها ؛ رغم أنّها أكثر تداولا بين أيدي فئات
واسعة من القراء ٠ والعمل على إخراج نظيرات لها ماتزال تعاني من رطوبة الرفوف
هو كل التراث العربي القديم الذي قاوم الزمن ؛ وإنّما هو جزء من نماذج كثيرة يزخر
وحتى يكون البحث هادفا ومنتجا ؛ استندنا إلى ما قدمته الدراسات الغربية في
نظرية السرد ؛ نظرا لفاعليتها في استنطاق النص السردي ؛ والوقوف على جماليات
بنيته ؛ إضافة إلى الإستعانة ببعض المناهج التي فرضت نفسها لطبيعة البحث ؛ كالمنهج
البنيوي ؛ ومنهجي التحليل النفسي والإجتماعي ؛ وبعض الأحداث التاريخية التي تقتضي
العودة إلى المنهج التاريخي؛ دون إهمال الجانب اللغوي الذي يحتاج إلى الإستعانة
باللسانيات .
يؤكد هذا كلّه تلك الصعوبة عند البحث في مجال السرديات نظرا لتعدد النظريات
واختلاف طرائق التحليل ؛ ونحاول من خلال هذه الدراسة ألاّ نحمل النص السردي مالا
في كتابه * الوجود والومان والسود *؛ وجيرار جينيت في كتابه *خطاب الحكاية *؛ الذي
بنية الشكل الروائي *وعبد الملك مرتاض *في نظرية الرواية - بحث في تقنيات السرد * ؛ الذي
أ اش فال “أ ص تصق
تناول فيه قضايا متعلقة بالغة والزمان والمكان والشخصية ٠ بالإضافة إلى عبد الله
ابراهيم في كتابه * المتخيل السردي - مقاربة نقدية في التناص والرؤى والدلالة *؛ وجميل شاكر
وسمير مرزوقي في * مدخل إلى نظرية القصة* ؛ وعبد الرحيم الكردي في*الراوي واللصى
القصصي* ؛ ومجموعة من من مؤلفات سعيد يقطين : *تحليل الخطاب الروائي* » *قال الراوي*
.و*الكلام والخير *» و*انفتاح النص الروائي* » و*الرواية والتراث السودي* ؛ التي أثرى بها النقد
العربي ؛ ولا ننس أيضا حميد لحميداني في *بنية النص السردي -من منظور النقد الأدلي -* +
وسيزا أحمد قاسم في *بناء الرواية* » و نبيلة ابراهيم في * فن القص -في النظرية والتطبيق -* »
وآمنة يوسف في *تقنيات السره* ؛ ويمنى العيد في *معرفة النص * ؛ إلى غير ذلك من
المراجع التي أعانتنا في هذا البحث .
لبلوغ كل المرامي التي سطرناها آنفا ؛ جعلنا البحث مقسما إلى أربعة فصول عدا
المقدمة والخاتمة . حيث يبدا الفصل الأول لموسومب *قراءة في
العنو ان * بدرس تركيب الوحدات المشكلة للعنوان . وهذا مرورا بمصطلح
طرحتها وحدة المعارج ؛ وهي إشكالية التجنيس ؛ إذ عملنا على تحديد موقع نصوص
المعراج بين الأجناس والأدواع الأدبية ؛ مستفيدين مما قدمه تودوروف عن الأدب
ثم نتقلنا إلى الفصل الثاني لموسوم * بالرؤية
المعارج هما * كتاب الاسرا الى مقام الاسرى* و*الفتوحات المكية * في الجزء الثاني ؛ ثمّ أجبنا
على مجموعة من الأسئلة الجوهرية : من يرى ؟ من خلال إستجلاء مظاهر حضور
الراوي؛ ومختلف وظائفه ؛وإلى من كان موجها الخطاب ؟ من خلال إستظهار مستويات
القارئ .
أما الفصل الثالث لموسوم ب *بنية الزمان
و الفضاء * تناولناه من خلال عنصرين :
-العنصر الأول : *بنية الزمان * درسنا فيه
الترتيب الزمني ببعض تمفصلاته كالإسترجاعات والإستباقات بكل أنواعها ؛ ثم أعقبناه
والتلخيص ( المجمل ) ؛ وحاولنا قدر الإمكان التفرقة بينهما وذلك للبس الذي يكتنفهما +
الحركتين المتعلقتين بإبطاء السرد وهما الوقفة والمشهد ؛ حيث سيطرتا بشكل واضع
على المعارج من خلال الإستطرادات التي وسمت بها الحركة الأولى والحوار بالنسبة
للثانية ٠ وأخيرا خلصنا إلى دراسة التواتر بمختلف أشكاله.
-العنصر الثاني : * بنية الفضاء* حيث
تظهر ثلاثة أفضية ( نصية ؛ دلالية ؛ جغرافية ) غير أننا ركزنا على النمط الأخير الذي اتسم
بخصوصية بارزة من خلال إعتماده على مبداً الثنائيات ( الأرض والسماء ؛ الجنة
والنار ) ؛ وبعدها عرجنا إلى تقنية الوصف المكانية التي لم تبسط تواجدها في هذه
المعارج ؛ بالشكل الذي كان متوقعا منها .
بعد هذا نصل إلى الفصل الرابع لموسوم ب * التداخل
النصي في المعا رج * ؛ الذي وجدناه متجسدافي المتن المحلل على صعيد
كل من مادة الحكي (القصة) وطريقة تقديمها ؛ والخطاب وطريقة صياغته ؛ فمكننا هذا
من وضع اليد على كيفية تحقق التداخل من جهة كما أتاح لنا فرصة الوقوف على أبعاده
لمفهوم التداخل في الثقافتين الغربية والعربية + وتصور هيكلي لعلاقات التداخل بين
النصوص من خلال ثلاثة نماذج ؛ التداخل مع جواهر القرآن للغزالي؛ والتداخل مع
الحديث النبوي؛ وأخيرا مع القرآن الكريم ؛ فتمّ تحليل النصوص بحرية بغية إكتشاف
مختلف العلاقات .
حاولنا فيهاالدخول إلى عالم ابن عربي من جانبيه الشكلي والمضموني دون الفصل
الغرية/ التطبيقية ١ والتي حاولنا من خلالها إعادة صياغة جملة من النتائج
جميعها جملة من المميزات والخصائص التي استحوذت عليها المعارج سواءا في الشكل
أو المضمون عن باقي السرود العربية .
نأمل أن يكون الإهتمام بالسرد الصوفي خصوصا والسرد الصوفي عموما ؛ والبحث
فيهما من منظور جديد وبتفاعل بناء وخلاق ؛ من مستلزمات الوعي الجديد بالتراث
الأدبي والفكري بوجه عام ؛ يهدف تجديد السؤال والبحث في المسكوت عنه والمغيّب
في الذاكرة والمخيلة .
النقص حتميّة لاغنى عنها ؛ وكما يقول أبو البقاء الرندي * لكل شيء إذا
ما تم نقصان * ونرجو مع هذا أن نوفق في هذا العمل ؛ فإن أصبنا فتوفيق
لايسعنا في الأخير سوى أن نتقدم بالشكر الجزيل للأستاذ الدكتور المحترم
رشيد قريب ةع الذي ساعدنا على إنجاز هذا البحث .
قراءة 8
هناك مجموعة من العتبات الأولية التي تشكل أفق انتظارنا ؛ ويعد العذوان أول عتبة
تركيبها من جديد .
أولا : العنوان المفهوم والماهية
وتأويلهاء فالمصطلح نفسه؛ يطرح أكثر من أي عنصر آخر للنص بعض القضايا التي
تتطلب مجهودا في التحليل ؛ وأولها قضية المفهوم.
فلمصطلح العنوان جذور لغوية ؛ تعود إلى المعاجم العربية ؛ فقد ورد في لسان
العرب ما يلي: "قال ابن سيده : العثوان والعنوان سمة الكتاب ؛ و: الكنا
:كلوه وعثوه وعلوتته ؛ بمعنى واحد » مشتق عن العنى » وقال الليحاني :عن الكتاب تعينًا وعنيئه
عُنّ الكتاب من ناحيتيه ؛ وأصله نان" ؛ وعنوان
تعنية إذا عنونته ؛ وسمي العنوان عنوانا لأنه
الكتاب بالضم "هي اللغة الفصيحة وقد يكسر"!.
أما اصطلاحاء فهو" مقطع لغوي أقل من الجملة يمثل نضا أو عملا فنياء وممكن النظر إلى العنواتن
من زاويتين : أ - في السياق؛ ب - خارج السياق ؛ والعنوان السياقي يون وحدة مع العمل على المستوىق
السيميائي ؛ ومملك وظيفة مرادفة للتأويل عام" . فالعنوان نص مكثف يحيل إلى ما يقصد به
من خلال النص عن طريق تأويل دلالته وبحث رمزيتها ؛ إنّه ذو وظائف رمزية مشفرة
بنظام علاماتي دال على عالم من الإحالات ؛ وتحديد تلك الوظائف سيهم في فهم دلائل
ابن منظور: لسان العرب؛ دار صادر ١ بيروت؛ لبنان ؛ ط2 1997 ؛ مادة عنن.
"عبد القادرالرازي : مختار الصحاح ء تحقيق أحمد إبراهيم زهوة ١ دار الكتاب العربي ١ بيروت. لبنان + 20055
١ مادة عنن.
!* سعيد علوش : معجم المصطلحات الأدبية المعاصرة ؛ مطبعات المكتبة الجامعية ٠ الدار البيضاء ءالمغرب
١ كلية الآداب و العلوم الاجتماعية ؛ جامعة محمد خيضر ؛ بسكرة ١ 2000 ء ص 39.
الفصقل الاو
يرى رولان بارت أن العناوين عبارة عن أنظمة سيميولوجية تحمل في طياتها قيما
أخلاقية ؛ واجتماعية ؛ وأيديولوجية , فيقول "يبدو اللباس » السيارة : الطبق المهياً » الإماءة »
الفيلم الموسيقي » الصورة الإشهارية ؛ الأثاث ؛ عنوان الجريدة ... أشياء متنافرة جدا ؛ ما الذي يمكن أن
يجمع بينها ؟ إنّه على الأقل كونها أدلة .... فعندما أنتقل في الشارع أو في الحياة وأصادف هذه الأشياء
تداوليا ٠ ووظيفة إبلاغية .
يعتبر العذوان إذا حقلا دلاليا يبعد النص عن آيَّة قراءة أحادية +عن طريق تلك الصلة
الإعلان عن النوايا أهمية خاصة في كشف الخصوصية النصية ؛ خاصة عند تلقي النص
ثانيا : قراءة العنوان
والعذوان في كل الأحوال لافتة بارزة معبرة عما يرد في متن البحث ؛ وعنواتنا" بنية
النص السردي في معارج ابن عربي" جعلناه إشارة لامعة
لهذا العمل الأكاديمي ؛ فهو يلخص لنا البنية العامة لمحتوى الخطاب +
نافذة يستطيع القارئ المفكر والمدبر والمتأمل والمتبحرفي الحقول الدلالية للكلام أن
يطلق العنان لقدراته العقلية والتخييلية والتصويرية ؛ ليتوصل إلى الفكرة الختامية التي
إن العنوان المختار تركيب مكوّن من وحدتين لغويتين : أولها "بنية النص السردي " ©
وثانيها "في معارج ابن عري "؛ وهما وحدتان وظيفيتان تحيل الواحدة منهما على الأخرى +
بحيث تسهمان في بناء دلالة التركيب ككل
'"أينظر جميل حمداوي : السيميوطيقا والعنونة .عالم الفكر ؛ المجذد الخامس والعشرون ؛ العدد الفالث ١ يناير
أ*"حسن حماد حسن : تداخل النصوص في الرواية العربية ١ الهيئة المصرية للكتاب ؛ مصر :1997 ١ ص59 .
"أشعيب خليفي : النص الموازي -استراتيجية العنوان - ١ مجلة الكرمل ؛ مصر ء العدد 16 19920 ص23 +
« قراءة 8
٠ تحمل دلالات معينة .
آ.- الوحدة الأولى: بنية النص
تتكون هذه الوحدة من ثلاث علامات ؛ كل علامة تتطلب منا الوقوف عندها ؛ من
جانبيها اللغوي والإصطلاحي (غير أننا نؤكد ترابط العلامات الثلاث ).
هي "الهيئة التي بني عليها مثل المشية والركبة ؛ ويقال :
وهي كلّ مكوّن من ظواهر متماسكة ؛
مثل جزية وجرّى؛ وفلان صحيح البنية أي الفطرة
يتوقف كل منها على ماعداه ©.
أمّا اصطلاحا ؛ فهي ترجمة لمجموعة من العلاقات الموجودة بين عناصر مختلفة و
فيما بينها بالتنظيم والتواصل بين عناصرها المختلفة "!9 ؛ وهذا المفهوم يتوقف
على السياق بشكل واضح ؛ فنجد نوع أول تستخدم فيه البنية "عن قصد ؛ ولهذا تقوم فيه
بوظيفة حيوية مهمة ؛ وسياق آخر تستخدم فيه بطريقة عملية فحسب" 9 . وما هو مؤكد لدينا أن
البنية لا توجد مستقلة عن سياقها المباشر الذي تتحدّد في إطاره .
يعتبر ليفي شتراوس أنّ مفهوم البنية ليس سوى "تعبير نستخدمه لأنه رائج » إنّ اللفظ
المحدد جيدا يمارس فجأة سحرا فريدا خلال بضع سنوات -هكذا كلمة "الديناميكا الحو
ونشرع في
استعماله بلا تبصر ؛ نظرا لوقعه السائغ على السمع . لا ريب في إمكان دراسة الشخصية التموذجية من
زاوية البنية ؛ ولكن يصح الشيء ذاته فيما يتعلق بتدسيق فيريولوجي ؛ أو هيئة أو مجتمع أو ثقافة أو بلور
ابن منظور :لسان العرب؛ ماده
صلاح فضل : نظرية البنائية في التقد الأدبي ٠ دار الآفاق الجديدة © بيروت + لبنان + الطبعة الثالنة 61985
(* ينظر المرجع نيه ١ م122