سماعه تلك الأشعار فراح يغني بصوت مرتفع: آه.. ليكن حذائي
تلك الكلمات باللغة الإنكليزية مراعاة منه ومجاملة للبلد الذي كان
ابتدأ يتعرض فيها لعملية التحول تلك.
هل قلت تحول أجل يا سيدي ولكنه ليس تحول عشوائياً بلا
سبب وبلا هدف ولقد أبصر شمشا المتزمت الصارم؛ وجبريل
البرزخ المسور بالغيوم وكاد يصيح به: إياك أن تدنو مذ
اتجه رأس كل منهما باتجاه قدمي الآخر وراحا يسقطا متشقلبين
وهما يق تلك الوضعية وكأنهما عجلة مزدوجة تتدحرج إلى أسفل
إلى أن تجاوزا منطقة السحب البيضاء التي كانت تتخذ بلا انقطاع
أشكالاً تكوينية متلاحقة بحيث تتحول فيها الآلهة إلى ثيران»
.. هيا ابتعد
والنساء إلى عناكب والرجال إلى ذئاب.. كما كانت بعض الغيوم
شكال كائنات هجينة مثل أشكال أزهار عملاقة
لى من جذوع أجسام بشرية.. وكذلك أشكال
إحساس بأنه تحول بدوره إلى غيمة هجينة متحولة وتدلى بذلك
الشخص الآخر الذي كان يتقوقع بين ساقيه والذي كانت ساقاه
بالتالي تطوقان عنقه الأرستقراطي النبيل. بيد أن الشخص الآخر
ومطرزاً باللونين الأخضر والذهبي وتزين أنفها بماسة براقة وقد
الارتفاع الشاهق وكانت تجلس منتصبة الجذع فوق بساط طائر..
أذنيه صوت المرأة وهي تحدثه هامسة: كلا باجيو لا تتوقع منه أن
عاد جبريل يصيح بشمشا: (قل لي أيها المغفل هل تستطيع أن
باستطاعتك أن تلقي عليّ المواعظ فهي من اختصاصك.. تستطيع
أن تمارس عليّ الوصايا الأخلاقية بهذه اللهجة المتعا
ذلك بالإضافة إليها .. أعني المرأة الجليدية.. يا لك من وغد .. إنني
الآن بعد موتي أصبحت لا أعرف كيف أغفر لك.. إنني ألعنك يا
* قصد الكاتب هنا الخلط بين الاثنين.. ريما كان كناية عن حالة التوحد بين
الملاك والشيطان.
وانطلقت بعد ذلك أشعار بلهاء لم يكن جبريل يفهمها لكنه
استطاع َي سياق الكلام أن يميز اسم تردد عدة مرات هو اسم
كان همٌ صلاح الدين شمشا أن يستمر يخ البقاء وراح يعزو
التحولات التي كان يحس بها بأنه يتعرض لها بكل ما فيها من
اللاعقلانية إلى اختلاط مدركاته من أثر الانفجار. ومن ثم فقد
وقف موقف المتفرج اللامبالي مما يجول .يخ ذهنه ولكنه كان
مستسلماً تمام الاستسلام لإرادة الحياة التي غلبت عليه؛ والتي
إلى حديد ولحمه إلى فولاذ. وقد انطلقت بمجرد أن أحكمت
خصيتيه بحيث صاحت به بلهجة آمرة بأن يطير ويغني ثانية؛ وقد
انصاع جبريل لأمر تلك الإرادة فانطلق ببطء أول الأمر ثم راح يزيد
من سرعته ويحرك ذراعيه ويرفرف. بينما هو يفعل ذلك وجد
تتردد على لسان (ريخا ميرثانت) والتي كانت بلغة لا يعرفها وبلحن
لم يسبق له أن سمعه على الإطلاق.
المؤكد أنهما كانا سيصطدمان بأمواج متجمدة أشبه بالصخور»
الوحيدين من حادث تحطم الطائرة ذلك وقد وجدهما الناس بعد
الشاطئّ. إلا أن الآخر ذا القبعة السوداء المستديرة كان ينكر ذلك
بقوله (يا إلهي لقد كنا محظوظين. كم مرة يتاح للإنسان أن يكون
الإرادة. أيهما اجترح المعجزة؟ وأيهما قام بتفيذها؟! وهل هي
ملائكية أم شيطانية تلك الأغنية التي رددها فاريشتا؟! وببساطة
أكثر من كان صاحب الأداء الأفضل بين الاثنين؟..
كانت أول الكلمات التي نطق بها جبريل فاريشتا عندما استعاد
وعيه على الشاطئ الإنكليزي بالقرب من أذنه كائن بحري من
ميلاد سعيد أيها السيد ...) أما صلاح الدين شمشا فقد راح
يسعل؛ وعندما فتح عينيه كأي طفل حديث الولادة راح يبكي بدموع
موضوع التناسخ والتقمص والولادة المتجددة كان دائماً الشغل
الشاغل بالنسبة لجبريل الذي ظل طوال خمسة عشر عاماً من أكبر
النجوم ٌ تاريخ السينما الهندية. وحتى قبل أن يتغلب بما يشبه
المعجزة على شبح المرض الذي توقع الجميع أنه سيجبره على إلغاء
كافة العقود التي سبق له وأن وقعها .
ورغم أن ما حدث لم يتنبأ به أحد إلا أن خطر ببال واحد من
الناس, ذلك أن ما إن تعافى وعاد ثانية إلى العملء وبعد أسبوع
واحد من احتفاله بالذكرى الأريعين لميلاده.. فإنه خرج من حياته
القديمة واختفى فجأة وكأنه تبخر أو تلاشى.
على الكرسي ذي العجلات الذي كان يستخدمه .يخ الانتقال السريع
من مشهد إلى آخر يي استديوهات (د . و. راما).
يستطيع. وكان يزيحه أولئك الرجال بشيفرة من الخطوط والدوائر
الغداء يخ أرجاء مدينة بومباي.
وبعد احتجابه انقض مديرو الشركات ومستشاروها القانونيون
على أولئك الرجال الأربعة بحيث كانوا هم أول المتضررين من
اختفاء فاريشتا الغامض؛ وبحيث تم طردهم جميعهم من العمل
وبقي الكرسي ذو العجلات مهجووراً يتراكم عليه الغبار يخ زاوية من
زوايا أحد الاستوديوهات.
أين اختفى جبريل؟ كان هذا هو السؤال الذي تردد بنفس واحد
الخسارة الباهظة التي سيتعرضون لها نتيجة توقف أعمالهم لخ
تلك الأيام التي كانت فيها أعداد مرتادي صالات السينما أخذة
ويضمن لهم النجاح الساحق لأعمالهم. لكن صاحب ذلك الاسم
رحل واختفى.
وفرق الضفادع البشرية للبحث عن جثته دون أدنى طائل وب أحد
الصيحات يا عالم نجمات الإغراء والتي كانوا يلقبونها بقذيفة
التوابل تتحدث أمام نفر من الاختصاصيين الفنيين الذين وقفوا
يتدافعون بالأيدي وقالت بشيء من التعالي: (إنها لضربة حظ لي..
كان من المقرر أن أؤدي هذا اليوم بالذات المشهد الغرامي.. وقد
كنت فزعة للغاية لمجرد التفكير بأنني سأقترب من ذلك الرجل
أفلام السينما (لا تطهر الأرواح).. لكنها منعت من الاستمرارخ
هذا الحديث من قبل الرقابة.. وغادرت مسرعة وهي تبكي..
الأمر يا حقيقته. ذلك الرجل جبريل كان بالفعل مصاباً بالبخر
وكانت تصدر عنه رائحة أشبه بمزيج من أكسيد الحديد والكبريت
وعلى الرغم من اسمه الملائكي فقد كان شعره الأسود بلون ريش
اكتشف رجال الشرطة رسالة ب منزل فاريشتا كتب فيها:
ولقد وجدت هذه الرسالة ملقاة يذ إحدى غرف الطابق العلوي
من فيلا إيفرست على جبل (ملابار).. أعلى منزل .يخ أعلى بناء م
أعلى منطقة “يي المدينة.. وقد نشر يخ الصحف شيئاً من هذه
على ذلك الارتفاع الشاهق أشبه بخيمة بدوية.. أما ما حدث.. وما
إذا كان جبريل قد صعد أم هبط.. أن انزوى يخ مكان ما.. فهذا لم
يعرفه أحد ومع أن السيدة ميرثانت كانت تقرأ كل الصحف وتصغي
إلى كل نشرات الأخبار ع الإذاعة وتتابع برامج التلفزيون إلا أنها لم
تر هذه الرسائل كلها أي جانب من جوانب الحقيقة. وعندما
وخرجت إلى سطح منزلها الشاهق الارتفاع ٌ تلك المنطقة المدعوة
فيلات إفرست..
ومتزوجة منذ ثلاثة عشر عاماً من رجل له وزنه ي مجال صناعة
الآلات وبالتحديد صناعة الرولمانات وكانت تتمتع بتلك النوعية من
الجمال الصارخ الذي توحي بأنها تجاوزت منذ زمن بعيد تلك
وتعرف بالتالي كيف تحصل على ما تريده بسرعة فائقة.. قرأت
بدافع من الخوف أما الآن فإنني أقدم على عمل يدل على
وعندما أدلى أحد البوابين يه منطقة الفيلات بشهادته على
إلى الأعلى رأيت الصبي يسقط ولحقت به الابنة الصغرى كممت
البيجوم بدورها تهوي نحونا . كان الساري الذي ترتديه يتطاير
بعد رحيل جبريل ابتدأت صوره الموجودة يخ كل مكان تتعفن
وتبلى. وأدى سوء التصرف من قبل عارضي أفلامه إلى أن تحترق
تلك الأفلام بحيث تحول إلى نجم محترق تنتشر النار من داخله إلى
خارجه. إنه موت إله.. أو هو شيء وأشبه ما يكون ذلك.. مي حين
المصطنع.. مشعاً متوهجاً كأنما هو كيان سماوي يا حالة تتوسط