بسم الله الرحمن الرحيم
بين شيخ الإسلام ابن تيمية
وابن عربي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وبعد؛؛
عمد د. محمد عبدالغفار في مقاله بالقبس عدد 11831 المؤرخ في 2006/5/12 إلى عقد مقارئة جائرة بين شيخ
عالم من العلماء؛ وأن الخلاف حوله أعظم من الخلاف حول ابن عربي".
وسئل في جريدة الأنباء المورخة في 2006/3/18 عن تكفير ابن عربي فقال: "هذا هو التطرف وبذور الإرهاب".
ولما كان تقديم ابن عربي وهو أكبر زنديق عرفه تاريخ الإسلام بل تاريخ الإنسائية في كل عصورها؛ على هذا
التحو من رجل يحمل درجة في الشريعة؛ ومن قبل دعا الناس إلى التصوف المعتدل -في زعمه- وافتخر بأنه
يدرس كتاب شرح الحكم العطائية لابن الرندي؛ ومعلوم أن مؤلف العطائية على خطا ابن عربي. (انظر التعريف
بكتاب الحكم العطائية لابن عطاء الله السكندري (ص34))
هل يصح أن يجمع بين شيخ الإسلام ابن تيمية وبين ابن عربي؛ فتجعل هذا عالم وهذا عالم؛ وكلاهما قد اختلف
الناس فيه؛ وخلاف الناس حول ابن تيمية أشد كما يقول د. عبدالغفار؟!
كيف يقرن بين إمام من أئمة الهدى وعلم من أعلامهم الذي لم يترك بدعة في الدين منذ ظهور البدع وإلى زمانه
دين الإسلام بالقلم واللسان؛ والسيف والسنانء ولم يترك ديناً من أديان الباطل إلا ورد على أصحابه فرد على
النصارى؛ ورد على الفلاسقة والدهرية ومنكرة الصانع. وأفتى المسلمين في كل مشارق الأرض ومغاربها في
نوازلهم وأحداثهم وخلافاتهم وأقضياتهم أعظم فتاوى وجدت في الإسلام إلى يومنا هذاء
وغاية ما نقمه عليه مخالفوه من الفتيا قوله بإيقاع طلاق الثلاث واحدة إن كانت في مجلس واحده؛ وقوله بمنع شد
الرحال إلى قبور الأنبياء والصالحين؛ وعند التحقيق يتبين أن الحق والصواب معه.
وليس هذا مجال بيان مناقب شيخ الإسلام وفضائله؛و ممن أثنى عليه بما هو أهله:
* الإمام الذهبي في ذيل تاريخ الإسلام إذ يقول: 'وأنا أقل من أن ينبه على قدره كلمي؛ أو أن يوضح بناءه قلمي»
وأصحابه وأعداؤه خاضعون بعلمه؛ مقرون بسرعة فهمه؛ وأنه بحر لا ساحل له؛ وكنز لا نظير له؛ وأن جوده
حاتمي وشجاعته خالدية”. (الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون (ص 269))
* وقال أيساً في تذكرة الحفاظ: 'وكان من بحور العلم ومن الأذكياء المعدودين. والزهاد الأفراد والشجعان الكبار
والكرماء الأجواد أثنى عليه المُوافق والمُخالف وسارت بتصائيفه الركبان لعلها ثلاث مائة مجلد”. (الجامع لسيرة
شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون (ص274))
* وقال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية: "ثم اشتغل بالعلوم وكان ذكياً كثير المحفوظ؛ فصار إماماً في التفسير
باختلاف العلماء عالماً قي الأصول والفروع والنحو واللغة وغير ذلك من العلوم النقلية والعقلية؛ وما قطع في
مفيدة في الأصول والفروع”. (الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون (ص443))
* قول العلامة كمال الدين ابن الزملكائي علم الشافعية من خط كتبه في حق ابن تيمية: "كان إذا سئل عن فن من
العلم ظن الرائي والسامع أنه لا يعرف غير ذلك الفنء وحكم أن أحدا لا يعرفه مثله؛ وكان الفقهاء من سائر
فانقطع معه ولا تكلم في علم من العلوم سواء أكان من علوم الشرع أم غيرها إلا فاق فيه أهله والمنسوبين إليه؛
وكانت له اليد الطولى في حسن التصنيف وجودة العبارة والترتيب والتقسيم والتبيين. واجتمعت فيه شروط
الاجتهاد على وجهها". (الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون (ص32))
هو حجة لله قامرة هو بيننا أعجوبة العصسر
هو آية في الخلق ظاهرة أنوارها أربت على الفجر
* ومنهم الإمام السبكي؛ لما كتب إليه الذهبي يعاتبه على كلام تحامل به على شيخ الإسلام. تبي لانت
"وأما قول سيدي في الشيخ ثقي الدين فالمملوك يتحقق كبير قدره وزخارة بحره وتوسعه في العلوم العقلية وفرط
أكبر من ذلك وأجل؛ مع ما جمع الله له من الزهادة والورع والديانة ونصرة الحق والقيام فيه؛ لا لغرض سواه؛
لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون (ص548))
فكيف يقرن من عاش عمره يدافع عن دين الإسلام ويذب عنه كل عقائد الباطلء وبين كافر زنديق لم يترك عقيدة
من عقائد الكفر إلا وأدخلها إلى الإسلام؛ وألبسها من الآيات والأحاديث ما يروجها على عقول أمثاله من أهل
الزندقة والنفاق-
فابن عربي جمع كل عقائد المشركين والوثنيين واليهود والنصارى والزنادقة الذين سبقوه؛ استطاع هذا الخبيث أن
يجمع هذا كله ويؤلف بينه؛ ويلبسه لباس الإسلام فيحمل آيات القرآن؛ وأقوال الرسول صلى الله عليه وسلم في
تعلبية ماكرة؛ وعبارات يعجز عنها كل شياطين الإنس والجن!!
فهل يسوي بين ابن تيمية وابن عربي إلا جاهل بحاله؛ أو من هو على شاكلة ابن عربي؟
اين عربي أكبر زنديق عرفه تاريخ الإسلام بل تاريخ الإنسانية كلها:
قد كان في تاريخ الإسلام كفار حاربوه كأبي جهل وأبي لهب وكفار الفرس والروم؛ واليهود؛ والنصارى؛ ومن
قبلهم قوم نوح؛ وعاد؛ وثمود؛ وفرعون؛ وقد كان في تاريخ الإسلام زنادقة أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر؛ ونقلوا
عقائد الكفار وألبسوها لباس الإسلام كالحلاج؛ وابن الراوندي؛ وعبدالكريم الجيلي؛ وابن الفارضء والتلمساني؛
عربي قطء ولم يبلغ شأوه ودرجته في الكفر والزندقة والمروق من الدين؛ فإن الكفار الأصليين وأعظمهم فرعون
لأجعلنك من المسجونين؛ وأما ابن عربي فقد جعل كل موجود في الوجود هو الله يجمع درجات الوجود وحتى
الشياطين والنجاسات -تعالى الله سبحانه وتعالى عما يقول هذا الأفاك؛ ونستغفر الله من حكاية قول هذا المجرم
من الأصنام والأوثان والكواكب؛ وأما هذا المجرم فقد جعل كل معبود عُبد هو الله لا غير؛ وأن كل من عبد شيئاً
فلم يعبد إلا الله... فأين كفر المشركين من كفر هذا المجرم الخبيث؟!!
وكل الزنادقة الذين كانوا في تاريخ الإسلام أولوا بالتأويل الباطني نصاً أو أكثر من القرآن» وهذا الخبيث لم يترك
آية في كتاب الله ولا حديثاً من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا حملها على عقائد الكفار جميعاً وعقيدة
وحدة الوجود على الخصوص. (انظر أمثلة ذلك في ثنايا المقال).
أنه يتلقى عن الله من اللوح المحفوظ بغير واسطة.
وأما النبي محمد صلى الله عليه وسلم يتلقى عن الله بواسطة وهو جبريلء وأنه لذلك أفضل من الرسول صلى الله
عليه وسلم؛ وأن محمد خاتم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه؛ وأما هو فخاتم الأولياء؛ وجعل خاتم الأولياء -يعني
نفسه- أفضل من خاتم الأنبياء.
والزنادقة الذين كذبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قد افتروا عليه قي وضع بعض الأحاديث أو تأويل
بعض منهاء وأما هذا المجرم الخبيث فقد ادعى بأن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي سلمه كتاب قصوص الحكم
يدأ بيد؛ وهو أعظم كتاب في الكفر والزندقة ظهر في الأرض إلى يومنا هذا...
وعامة الزنادقة الذين مروا في تاريخ الإسلام لاحقتهم اللعنة؛ وذاقوا حد السيفء ولكن هذا الخبيث بثعلبية ماكرة
والتفاف خبيث ومظاهرة مريديه استطاع أن يفلت من القتل على الزندقة؛ ووجد من المجرمين من يطبل له
ما وراء إحياء فكر ابن عربي ص34))
ومن ومن أجل ذلك كانت فتنة ابن عربي من أعظم الفتن التي مرت بالمسلمين.
ولذلك كانت المقارنة بين شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وابن عربي هي مقارنة بين الصديق والزنديق؛ بين
إمام من أئمة الهدى والصدق والإيمان وإمام من أئمة الضلال والكذب والكفر.
أقوال أهل العلم في ابن عربي:
1- قال العز بن عبد السلام: “هو شيخ سوء كذاب؛ يقول بقدم العالم ولا يحرم فرجا". (سير أعلام النبلاء
2- وقال أيضا: "هو شيخ سوء كذاب؛ فقال له ابن دقيق العيد: وكذاب أيضا؟ قال: نعم. تذاكرنا بدمشق التزويج
حصلت منه هذه الشجة وانصرفت فلم أرها بعد هذا.اه. (ميزان الاعتدال (105/5))
كافر”".اه. (لسان الميزان (318/4))
4- أما الإمام الذهبي فقد قال عن كتاب (فصوص الحكم): "ومن أردأ تواليفه كتاب القصوص فإن كان لا كفر فيه
فما في الدنيا كفر". (سير أعلام النبلاء (48/23))
5- قال تقي الدين السبكي: "ومن كان من هؤلاء الصوفية المتأخرين كابن عربي وغيره فهم ضلال جهال
خارجون عن طريقة الإسلام فضلا عن العلماء وقال ابن المقري في روضه إن الشك في كفر طائفة ابن عربي
كفر”. (مغني المحتاج للشربيني (61/3))
6- قال القاضي بدر الدين بن جماعة: "حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ يأذن في المنام بما يخالف ويعائد
الإسلام -يشير إلى زعم ابن عربي أنه تلقى كتاب الفصوص من الرسول مكتوباً- بل ذلك من وسواس الشيطان
هو الخلق المشبّه إن أراد بالحق رب العالمين؛ فقد صرح بالتشبيه وتغالى فيه.. وأما إنكاره ما ورد في الكتاب
والسنة من الوعيد: فهو كافر به عند علماء أهل التوحيد.. وكذلك قوله في قوم نوح وهود: قول لغو باطل مردود
وإعدام ذلك؛ وما شابه هذه الأبواب من نسخ هذا الكتاب؛ من أوضح طرق الصواب: فإنها ألفاظ مزوقة؛ وعبارات
عن معان غير محققة؛ وإحداث في الدين ما ليس منه؛ فحكمه: رده: والإعراض عنه". (عقيدة ابن عربي وحياته
لتقي الدين الفاسي (ص30:29))
7- قال نور الدين البكري الشافعي: "وأما تصنيف تذكر فيه هذه الأقوال ويكون المراد بها ظاهرها فصاحبها ألعن
وأقبح من أن يتأول له ذلك بل هو كاذب؛ فاجر كافر في القول والاعتقاد ظاهراً وباطناً وإن كان قائلها لم يرد
يعذر بجهله لمعصيته لعدم مراجعة العلماء والتصائيف على الوجه الواجب من المعرفة في حق من يخوض في
أمر الرسل؛ ومتبعيهم أعني معرفة الأدب في التعبيرات على أن في هذه الألفاظ ما يتعذر أو يتعسر تأويله؛ بل
كلها كذلك. وبتقدير التأويل على وجه يصح في المراد فهو كافر بإطلاق اللفظ على الوجه الذي شرحناه". (مصرع
التصوف (ص144))
ودان بنحلتهم؛ ولهم تواليف كثيرة يتداولونهاء مشحونة من صريح الكفرء ومستهجن البدع؛ وتأويل الظواهر لذلك
على أبعد الوجوه وأقبحهاء مما يستغرب الناظر فيها من نسبتها إلى الملّة أو عذها في الشريعة؛ وليس ثناء أحد
وأما حكم هذه الكتب المتضمنة لتلك العقائد المضلة وما يوجد من نسخها في أيدي الناس مثل الفصوص والفتوحات
المكية لابن عربي.. فالحكم في هذه الكتب وأمثالها إذهاب أعيائها إذا جدت بالتحريق بالنار والغسل بالماء حتى
ينمحي أثر الكتاب". (مصرع التصوف (ص150))
تنفعه التوبة عند مالك وبعض أصحاب الشافعي؛ ومن سمع هذه المقالة القبيحة تعين عليه إنكارها". (مصرع
التصوف (ص146))
10- قال المفسر أبو حيان الأندلسي عند تفسيره لقول الله لد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح: "ومن بعض
اعتقاد التصارى استنبط من أقر بالإسلام ظاهرا؛ وانتمى إلى الصوفية حلول الله في الصور الجميلة؛ ومن ذهب
من ملاحدتهم إلى القول بالاتحاد والوحدة: كالحلاج والشعوذي وابن أحلى وابن عربي المقيم في دمشق".اه.
1- قال الشيخ شمس الدين محمد بن يوسف الجزري الشافعي: "الحمد لله؛ قوله: فإن آدم عليه السلام؛ إنما سني
إنساناً: تشبيه وكذب باطل؛ وحكمه بصحة عبادة قوم نوح للأصنام كفره لا يقر قائله عليه؛ وقوله: إن الحق
المنزّه: هو الخلق المشبّه؛ كلام باطل متناقض وهو كفر؛ وقوله في قوم هود: إنهم حصلوا في عين القرب؛ افتراء
وإنكاره الوعيد في حق سائر العبيد: كذب ورد لإجماع المسلمين؛ وإنجاز من الله عز وجل للعقوبة؛ فقد دلت
الشريعة دلالة ناطقة؛ أن لا بد من عذاب طائفة من عصاة المؤمنين؛ ومنكر ذلك يكفر؛ عصمنا الله من سوء
الاعتقاد؛ وإنكار المعاد". (عقيدة ابن عربي وحياته لتقي الدين الفاسي (صض31+32))
2- قال الحافظ العراقي: "وأما قوله فهو عين ما ظهر وعين ما بطن؛ فهو كلام مسموم ظاهره القول بالوحدة
المطلقة؛ وقائل ذلك والمعتقد له كافر بإجماع العلماء". (مصرع التصوف (ص64))
3- قال أبو زرعة ابن الحافظ العراقي: "لا شك في اشتمال (الفصسوص) المشهورة على الكفر الصريح الذي لا
شك". (عقيدة ابن عربي وحياته لتقي الدين الفاسي (ص60))
وممن لفتى بكفره من علماء الإسلام أيضاً: شهاب الدين التلمساني الحنفي» وابن بلبان السعؤدي» واين دقيق العيدء
وقطب الدين القسطلاني؛ وعماد الدين الواسطي؛ وبرهان الدين الجعبري؛ والقاضي شرف الدين الزواوي المالكي؛
والمفسر الشافعي ابن النقاش؛ وابن هشام النحوي وقد كتب على إحدى نسخ الفصوصض:
من ظن فيه غير ذا ينا عني فهوكافر
وأيضا الشمس العيزري» وابن الخطيب الأندلسي؛ وشمس الدين الموصلي اليساطي المالكي» وبرهان الدين
السفاقيني؛ وشيخ الإسلام ابن تيمية؛ وابن خياط الشافعي, والمقري الشافعي وعلاء الدين البخاري الحنفي» وابن
الإمام ابن حجر يباهل على ضلال ابن عربي فيهلك مباهله:
قال السخاوي في ترجمة شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر العسقلاني: "ومع وفور علمه -يعني شيخه الحافظ ابن
حجر العسقلاني- وعدم سرعة غضبه؛ فكان سريع الغضب في الله ورسوله صلى الله عليه وسلم... إلى أن قال:
أدت إلى أن نال شيخنا من ابن عربي لسوء مقالته. فلم يسهل بالرجل المنازع له في أمره؛ وهّده بأن يغري به
الشيخ صفاء الذي كان الظاهر برقوق يعتقده؛ ليذكر للسلطان أن جماعة بمصر منهم فلان يذكرون الصالحين
ذلك. و : اللهم إن كان ابن عربي على هدى فالعنّي بلعنتك. وافترقا. قال: وكان المعائد يسكن الروضة
(وسط القاهرة)؛ فاستضافه شخص من أبناء الجند جميل الصورة؛ ثم بدا له أن يتركهم؛ وخرج في أول الليل
أصبح إلا ميتاً. وكان ذلك في ذي القعدة سنة سبع وتسعين وسبع مئة؛ وكانت المباهلة في رمضان منها. وكان
شيخنا عند وقوع المباهلة عرف من حضر أن من كان مبطلاً في المباهلة لا تمضي عليه سنة". (الجواهر والدرر
(1002-1001/3)؛ وكذلك نقل قصة المباهلة صاحب العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين (198-2))-
محمد الغزالي: "الفتوحات المكية ينبغي أن تسمى الفتوحات الرومية":
قال الشيخ محمد الغزالي رحمه الل: "إنني ألفت النظر إلى أن المواريث الشائعة بيننا تتضمن أموراً هي الكفر
بعينه. لقد اطلعت على مقتطفات من الفتوحات المكية لابن عربي فقلت: كان ينبغي أن تسمى الفتوحات الرومية!
يقول ابن عربي في الباب (333) بعد تمهيد طويل: (إن الأصل الساري في بروز أعيان الممكنات هو التثليث!
والأحد لا يكون عنه شيء البتة! وأول الأعداد الاثنان؛ ولا يكون عن الاثنين شيء أصلاًء ما لم يكن ثالث يربط
بعضها ببعض فحينئذ يتكون عنها ما يتكّون, فالإيجاد عن الثلاثة والثلاثة أول الأفراد) .+
لم أقرأ في حياتي أقبح من هذا السخف؛ ولا ريب أن الكلام تسويغ ممجوج لفكرة الثالوث المسيحي؛ وابن عربي
مع عصابات الباطنية والحشاشين الذين بذرتهم أوربا في دار الإسلام أيام الحروب الصليبية الأولى؛ كانوا طلائع
هذا الغزو الخسيس؛ ولكن ابن عربي يمضى في سخافاته فيقول -عن عقيدة التثليث-: من العابدين من يجمع هذا
كله في صورة عبادته وصورة عمله؛ فيسرى التثليث في جميع الأمور لوجوده في الأصل!! ويبلغ ابن عربي قمة
التغفيل عندما يقول: إن الله سمى القائل بالتثليث كافراً أي ساتراً بيان حقيقة الأمر فقال: 'لقد كفر الذين قالوا إن الله
ثالث ثلاثة) فالقائل بالتثليث ستر ما ينبغي أن يكشف صورته؛ ولو بيّن لقال هذا الذي قلناه!! واكتفى الأحمق بذكر
المقبوح موجود فيما يسمٌّى بالتصوف الإسلامي! وعوام المسلمين وخواصهم يشعرون بالمصدر النصراني الواضح
لهذا الكلام". (تراثنا الفكري في ميزان الشرع والعقل ص (61-60))
والعجب بعد ذلك أن د. محمد عبد الغفار لما سثل عمن يكفرون ابن عربي قال: "هذا هو التطرف وبذور
الارهاب”. (الأنباء 2006/3/18.)
نماذج من كفر ابن عربي:
وحدة الوجود أعظم عقيدة في الكفر وهذه العقيدة التي لم تعرف الأرض أكفر ولا أفجر منها والتي فصلها هذا
الرب حق والعبد حق . يا ليت شعري من المكلف
هذا الكتاب لكون أكثر العقول المحجوبة تقصر...". (الفتوحات 47/4)
الموجودات قد جهل الله ولم يعرفه؛ أي جهل ذاته ونفسه...” قال: "اعلم أن التنزيه عن أهل الحقائق في الجائب
الإلهي عين التحديد والتقييد فالمنزه إما جاهل وإما صاحب سوء أدب". (القفصوص (ص86))
وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه أي حكم فالعالم يعلم من عبد وفي أي صورة ظهر حتى عْبد؛ وإن التفريق والكثرة
كالأعضاء في الصورة المحسوسة والقوى المعنوية في الصورة الروحانية؛ فما عبد غير الله في كل معبود".
(القصوص (ص72))
* وقال: ومن عرف ما قررتاه في الأعدادء وأن نفيها عين إثباتهاء علم أن الحق المنزه هو الخلق المشبه» وإن
كان قد تميز الخلق من الخالق. فالأمر الخالق المخلوق؛ والأمر المخلوق الخالق. كل ذلك من عين واحدة؛ لاء بل
* وقال أيضاً: "فالعلي لنفسه هو الذي يكون له الكمال الذي يستغرق به جميع الأمور الوجودية والنسب العدمية
وليس ذلك إلا لمسمى الله تعالى خاصة”. (القصوص (ص79))
* وهذا الخبيث لا يكذب الرسل فقط في إخبارهم عن الله والغيب؛ بل يكذب ويكاير في المحسوس فإنه بما زعم
في وحدة الوجود وأنه ليس إلا اله مدعياً أنه هو عين المخلوقات؛ وبذلك لا يكون هناك فارق بين الملك والشيطان
وإن دخلوا دار الشقاء . فإنهم على لذة فيها نعيم مباين
نعيم جنان الخاد؛ فالأمر واحد . وبينهما عند التجلي تباين
وفحوى... فهو يصف الجماع بل الوقاع نفسه أنه دليل هذه الوحدة؛ فالله عنده هو الطيب والخبيث -تعالى الله عن
* وقال: 'ولما أحب الرجل المرأة طلب الوصلة أي غاية الوصلة التي تكون في المحبة؛ فلم يكن في صورة النشأة
العنصرية أعظم وصلة من التكاح؛ ولهذا تعم الشهوة أجزاءه كلهاء ولذلك أمر بالاغتسال مته؛ فعمت الطهارة كما
شاهده في نفسه -من حيث ظهور المرأة عنه- شاهده في فاعل؛ وإذا شاهده في نفسه من غير استحضار صورة
من حيث هو فاعل منفعل؛ ومن نفسه من حيث هو منفعل خاصة. فلهذا أحب صلى الله عليه وسلم النساء لكمال
شهود الحق فيهنء إذ لا يشاهد الحق مجردا عن المواد أبداء فإن الله بالذت غني عن العالمين؛ وإذا كان الأمر من
هذا الوجه ممتنعاً؛ ولم تكن الشهادة إلا في مادة؛ فشهود الحق في النساء أعظم الشهود وأكمله". (القصوصض
أسلوب ابن عربي في كتاباته:
بنى ابن عربي كتاباته كلها على الثعلبية والمكر والخداع وذلك بتحريف الكلم عن مواضعه تحريفاً معنوياً للقرآن
لكريم والحديث الشريف؛ والكذب وادعاء العلم الإلهي؛ والرؤى والاطلاع على مالم يطلع عليه أحد من الخلق
سواه؛ مع ادعائه بالعلم والدين والتقوى والصدق؛ وقد لا يوجد على البسيطة كلها من هو أكذب منه. ووالله إني
عندما أقرأ كتابه وأقارن بين ما قاله إبليس في أول أمره عندما امتنع عن السجود لآدم؛ واستكبر وأَبى فلعنه الله
اليهود والنصارى ولا مشركو العرب والعجم فأرى أن إبليس في وقت لعن الله له؛ كان أخف ذنباً وجرماً؛ وإن
كان قد أصبح بعد ذلك هو محرك الشرك كله وباعثه؛ وابن عربي وأمثاله وإن كانوا غرساً من غراس إبليس
اللعين فإنهم قد فاقوا بكفرهم وعنادهم وعتوهم وقولهم العظيم على الله ما لم يقله إبليس؛ فإن إبليس كان يفرق بين
الخالق والمخلوق؛ وبين الرب الإله القري القاهرء وبين المخلوق الضعيف الفقير المحتاج إلى إلهه ومولاه؛ وأما
ابن عربي هذا ومن على شاكلته فقد جعلوا إبليس وجبريل والأنبياء والكفار والأشقياء؛ وكل هذه المخلوقات هي
هؤلاء المجرمين هم عند كثير من الحمقى المغفلين؛ والزنادقة المخادعين هم عندهم أولياء الله الصالحين. وقد قام
علماء المسلمين الصادقين في كل وقت يردون إفك هؤلاء المجرمين.
ابن تيمية يرد على إفك ابن عربي وعقيدته وحدة الوجود:
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- فيهم: "حتى يبلغ الأمر بأحدهم إلى أن يهوى المردان؛ ويزعم أن الرب
تعالى تجلى في أحدهم؛ ويقولون: هو الراهب في الصومعة؛ وهذه مظاهر الجمال؛ ويقبل أحدهم الأمرد؛ ويقول:
يقبل الله منهم صرفاً ولا عدلاًء
فهو أحد رجلين - إما أن يكون من كبار الزنادقة أهل الإلحاد والمحال؛ وإما أن يكون من كبار أهل الجهل
والضلال. فالزنديق يجب قتله؛ والجاهل يعرف حقيقة الأمرء فإن أصر على هذا الاعتقاد الباطل بعد قيام الحجة
مذهبهم فيه دقة وغموض وخفاء قد لا يفهمه كثير من الناس". (الفتاوى (379-378/2))
ويقول أيضاً شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: 'وأقوال هؤلاء شر من أقوال اليهود والنصارى؛ فيها من
التناقض من جنس ما في أقوال النصارى ولهذا يقولون بالحلول تارة؛ وبالاتحاد أخرى؛ وبالوحدة تارة؛ فهو مذهب
كفر هؤلاء بعد معرفة قولهم ومعرفة دين الإسلام فهو كافر كمن يشك في كفر اليهود والنصارىئ". (الفتاوى
وقال أيضاً: "ولا يتصور أن يثني على هؤلاء إلا كافر ملحد؛ أو جاهل ضال". (الفتاوى (367/2))
ولما سئل شيخ الإسلام عن كتاب قصوص الحكم قال: "ما تضمنه كتاب (فصوص الحكم) وما شاكله من الكلام:
وهم يسمون أنفسهم المحققين. وهؤلاء نوعان: نوع يقول بذلك مطلقاً؛ كما هو مذهب صاحب الفصوص ابن عربي
ويقولون: إن وجود المخلوق هو وجود الخالق؛ لا يثبتون موجودين خلق أحدهما الآخرء بل يقولون: الخالق هو
الله. ويقولون: إن الحق يوصف بجميع ما يوصف به المخلوق من صفات النقص والذم»
صادقاً في قوله: أنا ربكم الأعلى بل هو عين الحق؛ ونحو ذلك مما يقوله صاحب القصوص.ويقول أعظم محققيهم:
إن القرآن كله شرك؛ لأنه فرق بين الرب والعبد؛ وليس التوحيد إلا في كلامنا.
وقال ابن تيمية أيضاً: 'وقد صرح ابن عربي وغيره من شيوخهم بأنه هو الذي يجوع ويعطش؛ ويمرض ويبول
ويّنكح ويُنكح؛ وأنه موصوف بكل عيب ونقص لأن ذلك هو الكمال عندهم؛ كما قال في الفصوص؛ فالعلي بنفسه
هو الذي يكون له الكمال الذي يستقصى به جميع الأمور الوجودية؛ والنسب العدمية: سواء كانت ممدوحة عرقاً
ويعتذر شيخ الإسلام عن الإفاضة في بيان عقيدة هؤلاء القوم والتحثير منهم قائلاً: "ولولا أن أصحاب هذا القول
كثروا وظهروا وانتشرواء وهم عند كثير من الناس سادات الأنام؛ ومشايخ الإسلام؛ وأهل التوحيد والتحقيق.
وأفضل أهل الطريق؛ حتى فضلوهم على الأنبياء والمرسلين؛ وأكابر مشايخ الدين:لم يكن بتا حاجة إلى بيان فساد
ولكن يعلم أن الضلال لا حد له؛ وأن العقول إذا فسدت: لم يبق لضلالها حد معقول. فسبحان من فرق بين نوع
الإنسان؛ فجعل منه من هو أفضل العالمين؛ وجعل منه من هو شر من الشياطين؛ ولكن تشبيه هؤلاء بالأنبياء
والأولياء؛ كتشبيه مسيلمة الكذاب بسيد أولي الألباب؛ وهو الذي يوجب جهاد هؤلاء الملحدين؛ الذين يفسدون الدنيا
والدين". (الفتاوى (358-357/2))
وقال في وجوب إنكار هذه المقالات الكفرية؛ وفضح أهلها: "فهذه المقالات وأمثالها من أعظم الباطل؛ وقد تيهنا
على بعض ما به يعرف معناها وأنه باطل؛ والواجب إنكارها؛ فإن إنكار هذا المنكر الساري في كثير من المسلمين
أولى من إنكار دين اليهود والنصارىء الذي لا يضل به المسلمون؛ لا سيما وأقوال هؤلاء شر من أقوال اليهود
الكفار والمنافقين واغلظ عليهم والنفاق إذا عظم كان صاحبه شراً من كفار أهل الكتابء وكان في الدرك الأسفل
مقصود صاحبها؛ وهؤلاء قد عرف مقصودهم؛ كما عرف دين اليهود والنصارى والرافضة؛ ولهم في ذلك كتب
مصنئفة؛ وأشعار مؤلفة؛ وكلام يفسر بعضه بعضاء
أحسن الظن بهاء وخيف عليه أن يحسن الظن بها أو أن يضلء فإن ضررها على المسلمين أعظم من ضرر
وأما هؤلاء: فيسقون الناس شراب الكفر والإلحاد في آنية أنبياء الله وأوليائه؛ ويلبسون ثياب المجاهدين في سبيل
الل وهم في الباطن من المحاربين لله ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ ويظهرون كلام الكفار والمنافقين؛ في قوالب
شبهات المدافعين عنه:
والمدافعون عن ابن عربي إما أن يكونوا جاهلين بحاله؛ أو هم على شاكلته في الكفر والزندقة ومما دافعوا به عن
يعلمها إلا المتخصصون الراسخون في العلم أو أنها مدسوسة عليه وكل هذه الأقوال من الكذب والتلبيس؛ أما أنها
شطح وغلبة سكر؛ وكتبها في غير صحو ووعي فكذب فإنها كتب مدونة؛ مقسمة الأبواب؛ منسقة الفصول؛
وأما قولهم كتب بلغة لا يفهمها إلا أهلها فكذب وَمَيْن؛ فإنها مكتوبة شعراً ونثراً بعربية فصيحة بمعاني محددة
ومفصلة ظاهرها وباطنها الكفر والزندقة؛ ولا يخفى معناها إلا على جاهل لا علم له بلغة العرب؛ وقد علم ما فيها
علماء الإسلام ممن قرؤوهاء وخبروهاء وعلموا مراد صاحبها على الحقيقة.
ويجيب نور الدين البكري عن هذه الشبهة قائلاً: "وإن كان قائلها لم يرد ظاهرها فهو كافر بقوله ضال بجهله؛ ولا
يعذر بتأويله لتلك الألفاظ إلا أن يكون جاهلاً للأحكام جهلاً تاماً عاماً ولا يعذر بجهله لمعصيته لعدم مراجعة
العلماء والتصانيف على الوجه الواجب من المعرفة في حق من يخوض في أمر الرسل؛ ومتبعيهم أعني معرفة
الأدب في التعبيرات على أن في هذه الألفاظ ما يتعذر أو يتعسر تأويله. بل كلها كذلك. وبتقدير التأويل على وجه
يصح في المراد فهو كافر بإطلاق اللفظ على الوجه الذي شرحتاه”. (مصرع التصوف (ص144))
وقال أبو حامد الغزالي: 'فإن الألفاظ إذا صرفت عن مقتضى ظواهرها بغير اعتصام فيه بنقل عن صاحب الشرع
ومن غير ضرورة تدعو إليه من دليل العقل اقتضى ذلك بطلان الثقة بالألفاظ وسقط به منفعة كلام الله تعالى
وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم". (إحياء علوم الدين (37/1))
والفصوص إليه ويمتدحونه بهاء
وقد ذكر الشيخ الأديب علي الطنطاوي -رحمه الله- حادثة طريفة في معرض رده على من أنكروا عليه بأنه يقول
بكفر الكلام الموجود في كتب ابن عربي ما نصه: 'أما قوله في أنني لا أعرف شيئاً عن ابن عربي وعن عقيدة
وحدة الوجود فأخبره ولا فخر في ذلك أن الذي جلب كتاب الفتوحات من قونيا ونقله من النسخة المكتوبة بخط ابن
فإني أسأل له المغفرة وإنني قابلت مع عمي الشيخ عبد القادر الطنطاوي نسخة الفتوحات المطبوعة على هذا
الأصل المنقول صفحة صفحة.. وأنا أستغفر الله على ما أنفقت من عمري في قراءة مثل هذه الضلالات). (منقول
من كتاب فتاوى علي الطنطاوي)
ما وراء إحياء أفكار ابن عربي:
قال الشيخ محمد الغزالي رحمه الله: "وفي هذه الأيام يوجد تعاون_ بين قسم الدراسات الإسلامية في السوربون
وبين المسؤولين عن العلوم والآداب والفئون عندنا على إخراج كتاب الفتوحات المكية في بضعة وثلاثين سفراء
في نسخ أنيقة فاخرة لتيسير تداولها بين الناس؛ ولنشر فكر ابن عربي الذي تحتاج إليه أوروبا في هذه الأيام...
والسعي لإحياء أفكار ابن عربي جزء من تضليل أمتنا وتعتيم الرؤية أمامها أو هو عرض لدين مائع يسوي بين
المتناقضات إذ قلب ابن عربي -كما وصف نفسه- دير لرهبان وبيت لنيران وكعبة أوثان؛ إنه تثليث وتوحيد ونفي
وإثبات.. هذا الكلام الغث هو قرة عين الصليبين وأمثالهم وهو ما يراد الآن نشره على أوسع نطاق...
إن علماء الأزهر في العصر الأيوبي أنكروا تفكير هذا الرجل وحكموا بكفره وأودع السجن ليلقى جزاءه لكن
وقال الباحث الموسوعي الدكتور عبدالوهاب المسيري: "العالم الغربي الذي يحارب الإسلام؛ يشجع الحركات
الصوفية. ومن أكثر الكتب انتشاراً الآن في الغرب مؤلفات محيي الدين بن عربي وأشعار جلال الدين الرومي.وقد
أوصت لجنة الكونغرس الخاصة بالحريات الدينية بأن تقوم الدول العربية بتشجيع الحركات الصوفية". (موقع د.
التعريف بكتاب الحكم العطائية:
وهذا الكتاب الذي يتبجح به د. محمد عبدالغفار مفتخراً أنه يدرسه لطلابه؛ وهو في عمومه كتاب زندقة لأنه من
إذ هو نوع من ادعاء الحكمة؛ ومنافسة الرسول الذي أنزل الله عليه الكتاب والحكمة وهما مشتملان على كل شيء
تحتاجه الأمة في العقائد والشرائع والأخلاق والدين والمنهاج؛ فالتبي صلى الله عليه وسلم قد جاء بالدين كله بدءاً
من العلم بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخرء وقضائه وقدره؛ ومن كل أمور الشرائع من الصلاة إلى آداب
قضاء الحاجة.
وهؤلاء الصوفية أرادوا مزاحمة النبي صلى الله عليه وسلم فادعوا أنهم يتلقون العلم عن الله مباشرة من غير
واسطة حتى واسطة الملك ومن أجل ذلك فضل ابن عربي نفسه على الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه -في
زعمه- ولي والولي يتلقى من الله بغير واسطة؛ والنبي يتلقى بالواسطة؛ وزعم ابن عربي أنه خاتم الأولياء كما
ومن مظاهر مزاحتمهم للنبي صلى الله عليه وسلم ابتداعهم مسالكاً لتزكية النفس خارجة عن منهج النبوة ودين
وابن عطاء السكندري هو من جملة هؤلاء؛ وكتابه نوع من ادعاء العلم (اللدني)؛ وقد قال فيه أصحابه إن كانت
الصلاة تنعقد بغير القرآن لانعقدت بحكم ابن عطاء الله؛ فجعلوه أفضل من الحديث القدسي؛ والحديث النبوي.
والحال أن كتاب الحكم العطائية كتاب زندقة يدعو إلى وحدة الوجود؛ وترهات الصوفية الجبرية؛ وما فيه من
الحق مسروق من كلام الرسول؛ ومدعى لصاحبه؛ فبدلاً من أن يقول قال رسول الله فإن هذا الأفاك يقول قال ابن
عطاء رضي الله عنه؛ والقصد أن ينصبوا أنفسهم منافسين للرسول بل ادعوا علوماً لم يصل إليها علم الأنبياء
والمرسلين في زعمهم.
فمن أقواله الداعية إلى وحدة الوجود:
* قوله: 'لا ترحل من كون إلى كون فتكون كحمار الرحى يسير والذي ارتحل إليه هو الذي ارتحل عنه". (الحكم
* قوله: "ما حجبك عن الله وجود موجود معه إذ لا شيء معه؛ وإنما حجبك عنه توهم موجود معه". (الحكم
شيء لأنه الباطن وطوى وجود كل شيء لأنه الظاهر. أباح لك أن تنظر في المكونات وما أذن لك أن تقف مع