الأطراف عاصمتها «مراكش». وقد عاصر ابن عربي ثلاثة من خلفاء هذه الدولة هم
يوسف بن عبد المؤمن» ويعقوب المنصور ؛ ومحمد الناصر
كان الأندلس يغلي بالصراعات السياسية ضد القوى الأوربية الآتية من الشمال
مهددة الوجود العربي في الأندلس .
وفي الوقت نفسه كان الأندلس ساحة للحركات الفكرية العميقة المستنيرة»
وللحوار الفكري بين التيارات المختلفة؛ وكان خلفاء الموحدين؛ وبخاصة يعقوب
المنصور؛ على قدر وافر من التسامح وسعة الأفق» ورحابة ١ افة . وقد عرف البلاط
الموحدي أعلاماً كباراً في الفكر من أمثال ابن طفيل وابن رشد وابن زهر وسواهم
وقد شهد ابن عربي جثمان ابن رشد محمولاآً على بعير ومعه حمل من كتبه
تتلمذ ابن عربي في التصوف على بعض أعلام عصره من أمثال:
موسى بن عمران الميرتلي .
أبي العباس العرياني
أبي عبد الله مجاهد
أبي عبد الله قسّوم.
أبي الحجاج الشبربلي
وتعرف إلى عجوز تدعى فاطمة بنت المثنى القرطبية وأخذ عنها رياضات
النفس الصوفية . وتمثلت له شخصية ١الخضر» في إطارها المتزهد المتعبد الورع ٠
غادر ابن عربي اشبيلية في جولة على مدن الأندلس والمغرب فزار قرطبة ؛
وبجاية؛ حيث التقى شعيب بن الحسن الأشبيلي المعروف بأبي مديسن؛ وهم
المتصوف المشهور في التاريخغ الإسلامي» كما زار تلمسان وتونس+؛ وأقام بعضر
الوقت في فاس. وعاد إلى الأندلس فزار بعض مدنه. وعاد إلى المغرب حيث زار
مراكش عاصمة الموحدين وعاودته الأحلام والرؤى» ثم قصد بجايه ثانية؛ وتطورت
رؤاه إلى حلم رأى فيه أنه يتزوج بنجوم السماء .
كان ابن عربي في الثانية والثلاثين من عمره حينما اتجه إلى المشرق لأداء
أقام الشيخ ابن عربي في مكة ثلاث سنين تعرف خلالها إلى إمام الحرم المكّي
المعروف بأبي خاشة . وتزوج ابنته «نظام» وكتب فيها ديوانه «ترجمان الأشواق» وهو
شعر رقيق في الغزل الذي يوحي بمعان صوفية رائعة من خلال صور الغزل الحتي
الجميل
كانت بلاد المشرق تحت حكم الأسرة الأيوبية من سلالة صلاح الدين. وكان
حكمهم يمتد على مصر والشام والحجاز؛ وقد قام ابن عربي برحلة طويلة زار خلالها
مدن المشرق. وكان الصليبيون لايزالون يحتلون أجزاء من أراضي المسلمين في
الشام» ولايزالون في إمارتي انطاكية وطرابلس . وهذا ما يفسر لنا آراء ابن عربي
في الموصل التقى ابن عربي الشيخ المتصوف «على بن جامع» ولبس بين يديه
خرقة الصوفية .
وفي القاهرة قال بوحدة الوجود فتألب عليه الفقهاء؛ وأثاروا العامة. ولكن
العادل الأيوبي صاحب مصر كان متسامحاً فلم يلحق أذى بابن عربي +
سائل يطلب صدقة؛ فقال له ابن عربي : إنني لا أملك إلا هذه الدار فخذها لك
قصد مدينة حلب أيام الظاهر غازي بن صلاح الدين الأيوبي؛ ولقي عنده ترحيباً حاراً
وإكراماً رغم ضغوط الفقهاء المتشددين ومطالبتهم بطرد ابن عربي ومعاقبته.
استمرت إقامته في حلب حتى 17١ ه؛ ثم غادرها إلى دمشق التي لزمها حتى
وفاته يوم 18 ربيع الثاني 678 ه الموافق 40/11/17 17م ودفن هناك
ترك الشيخ محبي الدين عربي مثئات المؤلفات والكتب والرسائل؛ في مجالات
التفسير والحديث وعلم الكلام والشعرء ولكن التصوف غلب على أبرز مؤلفاته بحيث
بلغ القمة في هذا المجال.
وقد أحصى له الباحث عثمان يحبى /444/ مؤلفاً بين كتاب ورسالة
بدأ الشيخ ابن عربي التأليف في اشبيلية. وتابع التأليف خلال رحلته الطويلة؛
ومن العجيب أنه خلال أسفاره وتجواله كان يجد الوقت الكافي للكتابة العميقة
والموسوعية والشاملة .
في طليعة مؤلفات ابن عربي
أ-«الفتوحات المكية»: وهو أعظم كتبه؛ ألفه خلال +4 سنة؛ بداية من وجوده
في مكة وانتهاء بوجوده في دمشق . ويقع في أربعة آلاف صفحة؛ وهو جامع لكل آرائه
الكتاب إلى ستة أقسام هي:
١ المعاملات
وهذه الأقسام موزعة على خمسمائة وستين فصلا تسبقها مقدمة ضخمة ومن
قوله في المقدمة:
[الحمد لله الذي أوجد الأشياء عن عدم وعدمه. وأوقف وجودها على توجه
كلمه؛ لنتحقق بذلك سر حدوثها وقدمها من قدّمه؛ ونقف عند هذا التحقيق على ما
والصلاة على سر العالم ونكتته؛ ومطلب العالم وبغيته؛ السيد الصادق»
المدلج إلى ربه؛ الطارق؛ المخترق به السبع الطرائق ليريه من أسرى به ما أودع من
عالم حقائق المثال؛ في حضرة الجلال؛ مكاشفة قلبية في حضرة غيبية]
ب - «فصوص الحكم»: ويعتبره النقاد أعمق كتبه وأكثرها تركيزاً وتلخيصاً
لآرائه الصوفية. وهو عرض مكثف لرأي الشيخ ابن عربي في وحدة الوجود.
وخلاصة معارفه الواسعة في القرآن والحديث وعلم الكلام والفلسفة يمذاهبها
الأفلاطونية الحديثة والرواقية والمشائية وإخوان الصفا والأشاعرة والمعتزلة ومن
'ج - تفسير ابن عربي : وهو تفسير ضخم للقرآن الكريم .
د _ محاضرة الأبرار.
ه ترجمان الأشواق.
و الأحاديث القدسية
ز كتاب الأرواح .
ط - كتاب الروح القدسية.
ي - الحكمة الإلهامية.
كك ديوان الشيخ الأكبر.
طبع الديوان عام ١١7/١ ه في مطبعة بولاق 18886م. كما طبع في «بومباي؟
بالهند . وتوجد منه نسخ مخطوطة مختلفة في طولها وقصرها ونقصها وتمامها. وهذه
المخطوطات مبعثر؛ في مكاتب العالم
استكمل ابن عربي تأليف الديوان في دمشق عام 174ه 737١م. وهو
مجموعة معارف صوفية في العلوم المختلفة؛ كان صاحبها دائب البحث عن الحقيقة
الكبرى
ونحن في هذا الديوان لن نجد العاطفة المتدفقة والحيوية الطافرة التي نجدها
في ترجمان الأشواق» بل إننا نجد هنا شرحاً للآراء الصوفية الواردة في الفتوحات؛
ولكن هذه الآراء وردت منظومة في قصائد شعرية
وهذا مثال من آرائه الصوفية التي نظمها في هذه القصائد :
في الحدوهوالذي فيالحديعرقه | ومالهةفقيالذييدري بهةخبر
أقامني مَثلاً ميثلا ون زهني عن كل شيء فلم يظفربي النظر
ومن جميل ماورد في الديوان معارضته لموشح ابن زهر:
في موشح صوفي رقيق بقول فيه:
الاح لعبنيلمتكا ذبتشوقاًللذي كان
عي هب ادنع شفوقيا ترف
يتنب هاب الها ل دا إذا ل ,ينقع
أيالاقي اسقني لاتاأكل
فلقد أتعب كروي عانلسي
يقوم الفكر الصوفي عند ابن عربي على قواعد بارزة يمكن تلخيصها فيما بلي :
١ - القول بوحدة الوجوة.
7 الشك الصوفي والحيرة.
٠ الزهد الصوفي.
- العلاقة بين الحق والخلق .
الله والإنسان.
يرى ابن عربي أن كتاباته تصدر عن النور الإلهي . وأن لاشيء يشفي من الحيرة
إلا طريق المتصوفة في مجاهدة النفس» فالعقل الفلسفي يقود إلى الشك. والطريق
المؤدي إلى الإيمان وراحة النفس هو الاتصال المباشر بالله واستمداد المعرفة منه.
وهذه المعرفة هي الاتحاد بالخالق.
ويرى أن العلوم على ثلاثة منازل:
-منزلة هي علم العقل : وهو يبحث في الدليل وصحة الرأي وفساده.
- منزلة علم الأحوال: ويتوصل إليها بالذوق» وبالتجربة.
منزلة علم الأسرار: وهو فوق طور العقل . وهو أشرف العلوم؛ لأنه محيط
إن الشيخ الأكبر محمد بن علي الحاتمي الطائي العربي المعروف بالشيخ محي
الدين بن عربي واحد من أفذاذ الفكر البشري على امتداد التاريخ البشري . وهو إنسان
ذو أفق واسع ومنظور عرفاني؛ ولعل أفضل تعبير عن آراء ابن عربي قوله في مقدمة
ديوانه اترجمان الأشواق»:
لىماأذكره طلل
أ وبدور في خدور لت
أوطريةق أوعقيق أونقا
أو خليل أو رحيل أوربا
أو بروق أو ر.
أور سيوع أو ْ انٍ كلم ُ
وألاء إن جاء في أو
وكذاالزهر ذامابتما
انة الحا أو ورق ال
أوشمويس أو تبات جما
أوري اح أو جد ب وات 1
أوجبال أوخيام أورما
أورياض أو غياض أوحما
ف الخاط نظاهرها واطلب الباطن حتى تعلما
وهذه الطبعة من ديوان الشيخ الأكبر محبي الدين بن عربي حاولت أن تستدرك
النقص في النسخ؛ وتستكمل القصائد؛ وأن تقدم الديوان مرتباً على حروف الهجاء
تسهيلا للعودة إليه . ولعل هذه المحاولة تكون إغناء للمكتبة العربية التي تفتقر إلى
كتابات هذا العالم الموسوعي الجليل الذي لم يطبع من كتبه إلا النزر اليسير» ولايزال
محمد قجة
قافية الهمزة
قال من باب الكور والدور:
في قلات ال
وقال في باب النور السراجي:
شرع
وقال أيضاً في ب
نيباب ات لإنتابه
بن تقام القرى إلى الاسَتواء