لأول مرة تنشر . . . مذكرات عادل كامل -البحريتي - العائد من غوانتامو 3 >
يقودك الطريق إلى بر الأمانء وقد يوقعك في أيدي القوت اللي تبحث عن العرب لقتلهم أو
أصبح العرب بين فكي كماشة؛ فالأمريكيون يودون البطش م انتقاما لهجمات الحادي عشر من
الشمالية يبحثون عنهم لينتقموا لمقتل أحمد شاه مسعود والحصول على
ورغم عدم صل لي بحمجمات سبتمبر ولا يمقتل مسعود» إلا أن كوني عرياً كان يكفي لتعرضي
أي بريء من كلنا النهمتين .
كان من حسن حظي أن التقيت في هذه الأثناء بالأخ عمر رجب الكويق والأخ عبد اهادي
السبيعي السعودي» فقررنا التحرك معاً وبدأنا تشقل ببطء وحذر من مدينة إلى مدينة ومن قرية إلى أخرى
أملا في الوصول إلى الحدود الباكستانية.
((( الاستعاقة بدليل أفغان )))
بلغ القصف الأمريكي ذروته؛ وكانت الطائرات تقصف كل شيء بشكل عشوائي ودون تين
وسقط آلاف الضحايا من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ.
وقد سمعت من الإعلامي سامي الحاج مصور قناة الجزيرة والذي التقيته في معتقل غواتتنامو» بأن
بعض القرى قد مسحت عن بكرة أبيها. وقد صورت قناة الجزيرة بعض هذه الجازر وغطت الأحداث
بالتفصيل» فعاقبت القوات الأمريكية قناة الجزيرة بإيداع سامي الحاج معتقل غوانتنامو» رغم كونه مجرد
إعلامي ينقل الحدث بكل موضوعية وحرفية.
لأول مرة تنشر . . . مذكرات عادل كامل -البحريتي - العائد من غوانتامو 3 >
وصلنا مع الأخوين عمر وعبدالهادي إلى إحدى القرى؛ ولما علم الأهالي بوصول ضيوف من
العرب استقبلونا أحسن استقبال وأكرمونا وضيفونا في بيوتهم. وفي اليوم التالي أخبرناهم بأننا قد نتعرض
وبالفعل فقد كلفوا اثنين من رجال القرية ليرافقانا أثناء رحلة الخروج.
ولأن السفر بواسطة السيارات غير آمن وذلك لوجود الكثير من الحواجز العسكرية في الطريق» كان من
الأسلم نا أن نخرج مشيا على الأقدام عبر القرى حق نصل إلى باكستان.
وقد أمّن لنا أهل القرية لللابس الأفغانية وزودونا بالطعام والشراب واللابس الشتوية وقاموا بالواحب
نحونا خير قيام فجزاهم الله خيرا.
كان الدليلان يعرفان القرى الي ثمر بها ويتجنبان للرور بالقرى غير المأمونة الي قد يغدر بنا أهلها.
وكان الناس في القرى الي نمر بها يكرموننا ويقدمون لنا الطعام والشراب والأوى وللبيت» وبي
هذان الدليلان معنا حبق اقتربنا من إلى الحدود الباكستانية. جاء بعد ذلك أحد الأفغان وعرض أن يقوم
بتوصيلنا إلى سفارات بلادنا مقابل مبلغ من المال» وقد أراد الدليلان أن يقدما له للال» ولكننا شكرثاهم
وأخبرناهم بأننا سنقدم له المال بأنفسنا عندما نصل إلى سفاراتنا آمنين. بدأنا السير مع الدليل الخديد عبر
المناطق الحدودية الوعرة حى دخلنا الأراضي الباكستانية.
خلال رحلة الخروج قطعنا الكثير من الوديان والغابات والجبال والأتمار.
كان الحو باردا جداء وقد نزل علينا للطر والثلج. وقد اضطررنا في الراحل الأخيرة من الرحلة أن ثمر عبر
جبال وعرة شاهقة جدا بلغ ارتفاعها حوالي أربعة آلاف متر.
كانت الرحلة في غاية الصعوبة والمشقة حتى أن الدليل قد اضطر إلى الاستعانة بأدلة آخرين؛ لتجنب
الوقوع في الحفر والسفوح والوديان للغطاة بالثلوج مما يعن موتا محققاء
كان مسيرنا بالنهار حيث أن للشي بالليل كان في غاية الخطورة للأسباب البي ذكرها آنفاً.
كان شهر رمضان قد دخل علينا أثناء هذه الرحلة؛ وقد صمنا بعض الأيام واضطررنا للفطر في أيام
لأول مرة تنشر . . . مذكرات عادل كامل -البحريتي - العائد من غوانتامو 3 >
شدة التعب والموع؛ وقد أنمينا في معتقل غوانتنامو قضاء الأيام من شهر رمضان واليي
أخرى وذلك من
كان الناس في القرى الي مر بها في هذه الخبال يرحبون بنا خير ترحيب ويقدمون لنا كل مساعدة
ويكرموننا أفضل إكرام رغم فقرهم وحاجتهم. وكان شيوخ القرية وكبراءها يحتفون بنا ويخرجون معنا
ويثنون على العرب وما قدموا من مساعدة للشعب الأفغاني» وكانوا ييدون لنا أسفهم الشديد لأنمم لا
يستطيعون أن يقدموا لنا للساعدة على أكمل وجه ولا الوقوف معنا في هذه المحنة وذلك بسبب ما تمر يه
البلاد من فوضى عارمة وتدخل أجنبي» وكانت القرى الب تساعد العرب أو تؤويهم تتعرض للقصف
والتدمير» وقد مسحت قرى بأكملها من الخريطة لأنما آوت بعض العرب» حيث قام الوشاة من ضعاف
النفوس بالتبليغ عن هذه القرى واتهموا أهلها بالنعاون مع الطالبان: فقام الأمريكان بقصفها بالطائرات
ودمروها عن بكرة أبيها. وهذه طبيعة الجنود الأمريكان» فهم من شدة جبنهم لا يواجهون أعداءهم
وجها لوجه ولكن يقصفون القرى من بعيد فيقتلون النساء والأطفال والشيوخ.
((( الاختباء عن أعين المرتزقة )))
وعلى النقيض من تلك الصور الرائعة في حب الأفغان للعرب واستعدادهم للمساعدة وتقادم أي
خدمة نطلبهاء بل وقد كانوا يقولون لنا بهم سيفدوننا بالأرواح والأولاد لأننا في نظرهم أبناء الصحابة
طمعا في الحصول على المكافآت للالية الي يقدمها الأمريكان لمن يسلم العرب. ورغم حاجنا إلى الطعام
وكنا بدلا من أن نستعين بلمارة» كنا مختبئ عنهم خحشية أن يكونوا من للرتزقة المندسين بين النازحين
الأفغان يبون العرب كثيرا ويحتفون هم ويجلسوهم في صدر المجلس إذا زاروهم» وكان العربي إذا تكلم
أصغى الأفغان إليه وأخذوا كلامه بالتصديق والتسليم للطلتق. دخل علينا عيد الفطر ولكن لم يكن له
طعم العيد الحقيقي عند الأفغان» فرغم أن الناس كانوا يجاولون الفرح والسرور بمقدم العيد»؛ كان سقوط
لأول مرة تنشر . . . مذكرات عادل كامل -البحريتي - العائد من غوانتامو 3 >
((( في أيدي القوات الباكستانية )))
بعد مسير طويل رأينا من بعيد نقطة حدودية للجيش الباكستاني» فكان أمامنا خياران فإما أن
سفارات بلداثناء وإما أن تختبئ عن أنظار الجنود وتواصل للسير حتق تدخل إلى الأراضي الباكستانية.
والعطش والتعب كانوا جميعا أعداء لنا يلاحقونناء فقا قررنا الذهاب إلى الجنود في تلك النقطة لنتطلب
والعدس» وأخبرونا بأن تأخذ راحتنا في التجول واستخدام دورات للياه» وطمأنونا أن الأمور ستسير
على خير ما يرام» وأنم سيأخذوننا في الصباح إلى الشرطة حيث سيتم استجوابنا بشكل سطحي لتحديد
باكستاني يتحدث الا
ية وكان يطمثنا ويقول بأن الأمر سينتهي على خير وطلب منا أن تسلمه ما
نحمله من أمانات وأغراض شخصية في حوزتناء حيث سيسلمنا للشرطة الباكستانية واليّ ستقوم بدورها
بتسليمنا لسفاراتناء فأعطيته ما كان بحوزٍ من جواز السفر والبطاقة الشخصية ورخصة القيادة» وكان
يعد معي أموالي الخاصة ويسجل كل شيء في ورقة؛ ثم وقع على الورقة وطلب مي أن أوقع كذلك نغ
وضع الأمانات في كيس من البلاستيك.
ل هشر الماككستاج )))
بقينا في النقطة الحدودية حت
إلى مركز الشرطة؛ ولكن السيارة تعوات إلى طائرة عمودية أرساتها القوات الباكستانية مع فرقة من
صباح اليوم التالي في انتظار السيارة الي وعدنا الضابط بتوفيرها لتقلنا
لأول مرة تنشر . . . مذكرات عادل كامل -البحريتي - العائد من غوانتامو 8 >
القوات الخاصة للسلحة الي ترتدي لللايس السوداء وقد تكون القوات الخاصة بمكافحة الإرهاب» وكان
عددهم حوالي الخمسة عشر جندياء وتسلمونا من النقطة الحدودية؛ عرفنا حينها أننا قد تعرضنا للغدر
داخل الطائرة. وتم تعيين أربعة جنود داخل الطائرة لحراسة كل واحد منا حيث جلس الخنود على
ظهورنا طوال رحلة الطائرة؛» فكان الأمر شاقا علينا وكانت مفاجأة غير متوقعة.
تسمع الخطباء يخطبون من الساجد القربية من المطار. ثم تم حملنا من + يد في إحدى الشاحنات مع عدد
من الجنود» ولم نتمكن من معرفة عددهم لأن أُعيننا كانت معصوبة؛ وسارت بنا الشاحنة حوالي عشرين
حديدية وعددها حوالي ستة
ين صغيرة وكنا أربعة الأشخاص في زنزانة واحدة. كانت أرضية
الخروج من أفغانستان إلى باكستان» فلما سمعونا نتحدث مع الحراس ب
عندهم من البطانيات والوسائد والفرش وطلبوا من المنود أن يقدموها لنا. بقينا في هذا المركز قراية
قليلا» وأما الطعام الذي يقدم لنا فكان سيئا جداء وهو عبارة عن علس حار جدا ورغيف واحد في
الغداء والعشاء» وأما الفطور فرغيف خبر واحاد وبعض الشاي. ولم يكونوا يسمحون لا بالحروج
للوضوء بل كانوا يحضرون لنا لماء في قوارير لنتوضاً في الزذ
الزنزانة الضيقة فتضايق المعتقلين ولكن لم يكن أمامنا خيار آخر» وكنا نصلي في الزنزانة صلاة الجماعة
والحمد لله. وتم التحقيق معنا من قبل جهاز الاستخبارات الباكستانية الذين أخبركم بأنيِ قد ذهبت إلى
أفغانستان من أجل تقديم العون وللساعدة للشعب الأفغاني» راونا حيرا وأخبرونا أقم سيقومون
بين وكان ذلك صعبا لأن للاء يتجمع في
لأول مرة تنشر . . . مذكرات عادل كامل -البحريتي - العائد من غواسامو 1 >
((( اللقاء الأول مع الأمريكان )))
خلال الفترة الذين قضيناما في سجن بيشاور» أخذنا الباكستانيون لمقابلة أشخاص في جهة لم
نتقايل وجها لوجه مع المحققين الأمريكان» ولكن لم يكن أمامنا خيار آخر سوى التعاون مع المحققين.
تم التحقيق معي من قبل رجل وامرأة من للخابرات الأمريكية؛ كان المحقق من أصل لبناني وامه عباس
ويبلغ من العمر حوالي الخمسين سنة؛ أبيض اللون مائل إلى الحمرة؛ وكانت علامات الحقد والبغض تبدو
على وجهه؛ وكان يتحدث العربية بطلاقة ولكن باستهزاء وتكبر وغطرسة؛ أما المرأة فكانت تتحدث
سألنا الأمريكان عن الاسم والجنسية والعمر والمؤهل وسبب الذهاب إلى أفغانستان وكيفية الدخول
وتاريخ الوصول إلى أفغانستان.
بعد الانتهاء من التحقيق؛ أعادونا إلى سجن مركز الشرطة وبقينا هناك مدة يوم أو يومين. عاود
الباكستانيون التحقيق معنا حلال خرة مكوا في هذا السجن ثلاث أو أريع مرات.
ثم أحضر لنا الباكستانيون ملابس زرقاء وقالوا لنا بأن ملايسنا الي نلبسها وسخة وأنمم سيقومون
((( في قبضة القوات الأمريكية )))
لأول مرة تنشر . . . مذكرات عادل كامل -البحريتي - العائد من غوانتامو 3 >
بسنا الزي الأزرق و بارة عن قطعة واحدة قوق تالكرب عد
ثم تم إخراجنا من السجن واحدا تلو الآخر» وتم تقييدنا بالقيود من خلف ظهورنا وتم تعصيب أعينا
للك ار ال دين ية اتلون الله ور له ونا لمين.
وقت؛ ولكن عندما وصلنا إلى للطار وأصبحنا في قبضة الأمريكان؛ تلاشت كل الآمال في الباكستانين
وبداً الأمريكيون يستعرضون قوتمم وشجاعتهم عليناء فشدوا القيود علينا أكثر واستخدموا معنا وسائل
((( الترحيل إلى قندهار )))
لم تكن نحن الثلاثة الوحيدون الذين أحضرنا إلى الطائرة فقا اتضح أن عددا من الإخوة العرب قد تم
إحضارهم من أماكن وسجون مختلفة في نفس الوقت» حيث كنا نسمع أصواتهم وتقييدهم ولكنتا لم
الصعود إلى الطائرة. كانت الرحلة متعبة جداً بسبب القيود الشديدة وطريقة الجلوس على الأرضية
الصلبة للطائرة» ولأن الرحلة كانت طويلة الحو كان باردا» ولكن الله منّ علينا بالصبر والثبات والحمد
استغرقت الرحلة حوالي الساعة والنصف» كان ذلك اليوم هو الثامن والعشرين من شهر ديسمير عام
+١ تم إنزالنا من الطائرة وإجلاسنا على أرض المطار حفاة الأقدام» وكنا نلبس الزي
لأول مرة تنشر . . . مذكرات عادل كامل -البحريتي - العائد من غوانتامو 3 >
منطقة أخرى من المطار وبطحنا على الأرض على بطونا في البرد الشديد لعدة ساعات إضافية.
ثم أخذونا لتحقيق أولي لتحديد هوياتنا وأسماثناء وقد تعرضنا خلالها للضرب الشديد والإهانة؛ تم
إيداعنا بعد ذلك في معتقل عبارة عن منطقة حجز مسورة بالأسلاك الشائكة وليس بها أي شي فكنا
جداء
بعد بزوغ الفجر رأينا عدداً كبيراً من الإخوة العرب الذين اعتقلوا من أماكن متفرقة.
تم التحقيق معنا مرة أخرى في اليوم الثاني» كانت الأسئلة تركز على السيرة الذاتية وللاذا ذهبت إلى
بقينا في معتقل قندهار قرابة الثلاثة أسابيع تعرضنا خلاها إلى صنوف العذاب.
كان من للضايقات الي تعرضنا لها أهم لا يقدمون لنا من الطعام إلا القليل من الوجبات العسكرية»
وكانوا يمنعوننا من النوم بالليل حيث كانوا يوقظوننا أكثر من خمس مرات كل ليلة بحجة التأكد من عدد
المعتقلين وعدم هروب أحد مناء وكانوا يزعجوثا بالأصوات الصاخبة والأنوار العالية.
ذيب المعتقلين بالكهرباء والضرب والوضع في السجن الانفرادي لفترة طويلة؛ كان السجن
ة مصمتة تماماء وكانوا يجرموننا من الطعام لمدة يومين أو ثلاثة.
الانفرادي عبارة عن صناديق
((( إلى غوانتامر )))
في أحد الأيام أحذت أنا وبعض الإخوة ليلا من بين باقي للعتقلين» وبعد تقييدنا بشدة؛ تم نقلنا إلى
معتقل آخر شبيه بالعتقل الأول من حيث كونه منطقة محاطة بأسلاك شائكة حيث بقينا فيه حي صباح
اليوم الثاني .
لأول مرة تنشر . . . مذكرات عادل كامل -البحريتي - العائد من غوانتامو 3 >
وفي الصباح تم تقييدنا من الخلف وأخذنا إلى داخل الخيام لللحقة بالسجن حيث تم حلى شعر رأسنا
سيتم نقلناء
في هذا لكان تعرفت للمرة الأولى على أحي جعة المرباطي الذي كان رفيق دربي إلى معسكر
معتل عزاجابمر
تم إغماض أعيننا وآذاننا وأفواهناء ثم قيدونا مرة أخرى ولكن هذه المرة بطريقة أشا حيث
تم تقييدنا من جديد كامرة الأولى ولكن بطريقة أشد» وكانت لقاع في هذه الطائرة أسوأ من المرة
اعتقادي» فصلينا الفجر ثم أحسست بشروق الشمس.
أقلعت الطائرة في رحلة طويلة ومرهقة استغرقت قرابة الأريع والعشرين ساعة أو أكثر لم نتمكن
خلالها من استخدام دورات المياه ولم يقدم لنا الماء أو الطعام ولم يسمح لنا بالكلا أو الحركة؛ كان
التعب والإعياء قد بلغ مني مبلغه وانتفخت يداي ورجلاي من شدة الربط وطول مدة القيد» كانت
وجهة الطائرة هي معتقل غواتتنامو.