الفصل الاول
وليد لصهيون
ان مناحم بيجين هو أكثر الرجال ثياتا على المبدأ .. سواء من حيث
العقيدة أو الاهداف أو الايمان بأساطيره الخاصة . وبالرغم من انه امفى
الجزء الاكبر من حياته فى اسرائيل © غان جذور نزمته القومية اليهودية
العنيدة الثابتة ترجع الى مسقط راسه فى « بريست ليتوفيسك » حيث ولد
و « هاسيا بيجين » . ولطالما قدم الرجل الذى اصبح يما بعد رئيسا
للوزراء نروض الولاء والاحترام لفلاديمير زثيف جابوتينستتى بصنته
اشاراته الى مشاعر الكبرياء والاعمال البطولية التى ظل يستشهد بها حتى
آيديولوجيا وتنظيميا © وأدى فكره المستنير الى اشارة حب الاستطلاع فى
وكانت مدينة « بريست ليتونيسك » ؛ التى تعرف أيضا بلسم
« بريسك » » واحدة من مدن الحدود الموجودة فى اورويا الشرقية والتى
لم يكن من المعمروف بالضبط ما هى الدولة التى تتبمها . فقد كانت فى
العصور الوسطى تقع فى صميم دوقية « ليتوانيا » . وخضعت ابان القرن
العشرين لحكم روسيا وبولئدا والمانيا ٠ واليوم تعتبر المدينة عاصمة لاقليم
« بريست » بجمهورية بيلوروسيا السوفيتية الاشتراكية ٠ وقد نزحت اول
جماعة يهودية الى المدينة واستقرت بها خلال القرن الرابع عشر وقامت
يدور قيادى فى تنييتها وتطويرها لتصبح مركزا للتجارة والمواصلات . وعلى
وتعرضهم للاضطهاد » الا أتهم برزوا كمستوردين ومصدرين وملاك للاراضى
ومقاولين وكرجال علم ودين +
وكانوا يتصفون بالايمان العميق ولكن ايمانهم كان ذا صبغة دتيوية
التطرف وعندما طرد جميع اليهود الذين رفضوا التحول عن دينهمم
من ليتوانيا لم يشذ عن القاعدة سوى تاجر واحد فقط اعتنق المسيحية + وقد
سمح لياتى اليهود بالعودة الى المديئة بعد ثمائى سنوات من ذلك التاريخ +
عندما أعاد الدوق النظر فى الموضوع . واصيح اليمود » عتديا ولد
ل« يتلحم ييجين > * يشكلون .لاير من سنكان المديتة . يلغ عقدهم عام 1474
عنديا اتدلعت الحرب العالمية !! + آلف نسمة . وقد وجد
ئة لا بريسست » عننما تم تحريرها - من قبضة النازية » ما يقل عن
٠ فقط من اليهود . وتفيد دائرة المعارف اليهودية بأن « عدد السكان اليهود
( بالمدينة ) بلغ عام .1497 حوالى الفى نسمة . ولا يوجد بها معبد حيث تم
تحويل آخرها فى عام 11454 الى دار لعرض الأفلام »+
مدينة يهودية مزدهرة بالفعل حتى لو أخذنا فى الاعتبار اللون انوردى
الذى قد تضفيه انذاكرة خلال خريف العمر على الذكريات الخاصة بمرحلة
الباب فهو يذكر أن المدينة : « كاثت مليثة بالمعابد والمعاهد الدينية +
وكانت هناك مدارس يهودية تستخدم غيها اللفة العبرية للتعليم + وكانت
توجد بها حركات شبابية عظيمة تضم آلاف الاعضاء . وكنا نخرج فى عيد
الاج باعومر » ( عيد لليهود ١8 آيار ) الى الشوارع في استعراضات
تضم آلاف الاشخاص الذين يحيلون الاعلام الزرقاء والبيضاء والذين يتفاخ
بيهوديتهم . وكانت الحياة الثقافية لليهود غنية 6 بما تذخر به من صحف
ومسارح » نقد كانت لنا حياتنا المستقلة » +
أصبح فيما بعد جترالا اسرائيليا ووزيرا للدفاع .وقد بعث الصهيونيون
المحليون بكعكة على عهيثة باقة من الورد فى مناسبة الاحتفال بختانه بعد
ثمانية أيام من مولده .. وكان «:زئيف دوف بيجين » و « ثيودور شينرمان »
جد شارون من بين الرواد الاوائل للحركة المبهيونية فى لا بريست » عندما
كانت تلك الحركة مازالت فى مرحلة الثضال من أجل اثبات الذات »6
وقد قام « زثيف دوف » و « شيزمان » بكر باب المعب
الرئيسى فى بريست بالفأس , بعد وفاة « ثيودور عيرتزل »
مؤسسس الصهيونية السياسية فى عام ١13084 ؛ عندما رفض الحجاخام
اكثر مما يجب » ولكن الصهيونيين ثجحوا فى اقامة القداس حتى بالرغم من ان
ثلاثة اشخاص نقط هم الذين حضروة +
وهئ مرحلة الدراسة الاولية فى اخذى المدارس الديئية التقليدية الخاضة
بأطفال اليهود » والتى التحق بها فى سن الثالثة وتركها بعد اربعة عشر عايا
ولكن دون تطرف ٠ وتذكر ابنته «راشيل هالبيرين» انه كان يرتدى «التيفيلين»
( وهى اربطة جلدية شعائرية يرتديها اليهود امتدينون كل صباح حول
سوا عدهم وجي + ولكنه كان يفعل ذلك عادة داخل المنزل أكثر مما كان
يفعله فى المعبد . ولم يكن يتلو كل صلوات الصبح والعصر والمساء ٠ ولم يكن
يرتدى قبعة داخل المنزل الا عند مباركته للطعام . وكانت لحيته مقعلذبة
كما كان يطلب من اطفائه ان يغسلوا اسنانهم أثناء صيام « يوم كيبور » -
على عكس التقليد الارثونكسى المتشدد ولكن على شرط أن يحترسوا
من ابتلاع الماء . كان يقول لهم « انكم اليوم ستكلمون الرب » 6 ولذلك يجب
بخمسة اعوام » الى التوقيع يوم السبت على يعض الاوراق الخاصة بجاممة
اعتداء عللى السيت « مؤكدا لها ان المعرفة تعتبر بيثابة مسألة حياة
مفادرته للمدرسة الدينية بوقت وجيز ليعمل فى تجارة الاخشاب مع والده +
وشجعه على الهرب للدراسة فى برلين . ولكن سرعان ميا ادركه والداه
واعاداه اليهما وقاما بتزويجه على غير ارأدته . ولم يدم زواجه اكثر من عام
ويضى خمسة وعشرون عاما تقرييا قبل ان يفكر فى الزواج مرة ثاتية .
بولندية . وكان قد بلغ من العمر ثلاثة واربعين عاما بينما كانت هى
فى العشرين من عمرها . ولم تكن تتكلم الا باللغة الييدية © ( وهى لهجة
تعطشها للمعرفة » وتقول ابنتها « راشيل » لقد قرات اعمال جميع الكتاب
العاليين العظام « بالييدية » 6 وكانت تتمتع بفضول عميبق وذكاء حاد
وشخصية قوية . وكانت تواقة طوال الوقت للمعرفة ولا شىء غير المعرفة(2).
الخارج ) وبصفة خاصة الى برلين . وتؤكد مسز « هالبرين + : « ائسة
كان من اكثر المحبين للالمان » . وتقول : « أننى أذكر عندما كنت فى السادسة
من عمرى ؛ فى بداية الحرب الغالية الأولى انه كان يصطحبنى فى نزهات سيرا
عن الحضارة الروسية » . وكان يتحدث اللغة البيدية والعبرية والروسية
ففلا عن الالمانية . وعندما تعلم أبشاؤه اللاتينية فى مرحلة الدراسة الثانوية
التقطها منهم ٠ وكان « زثيف دوف » , مثل أصغر ابنائه » يحب التصدق بعيارات
اليهود السذج أن يتوسط فى خلاف ما عبارة باللاتينية معناها « ان القانون قامس +
ولكنه القانون » » الامر الذى اصاب اليهود بالذعر +
يؤكد على ضرورة اتخاذ الاجراءات الفعالة أو العنيفة لتحقيق الاغراض
وقد فرس قى ابناثه الشمور بالفخر ازاء انتمائهم لليهودية . وكانوا أثناء تعليمهم.
الجامعى يذكرون دائما أن لغتهم الاصلية هى العيرية ؛ عندما يطلب منهم تحديد
لغتهم . وكاناكبر ابناء « بيجين » يرفض التحدث البولندية التى كان يحتقرها
تلك اللغة 6 بالرغم من أنه تلقى تعليمه فى مدرسة ثانوية بولندية ثم فى جامعة
وارسو ) +
« المغزى الحتيقى » من قضية « بيليس » التى دار حولها !9 حملة تسهير دموية»
والتى وقعث بمديئة '« كييف » » ابان خريف عام 1517 6 اى عام مولد « مناحم »
كان « مينديل بيليس » > وهو يهودى روسى يبلغ من العمر 177 عاما © قد قدم
للمحاكية بتهمة قتل ولد مسيحى يبلغْ من العمر اثثى عشر عاما + نئة
الطقوس الدينية ٠ وتمت تبرثة « بيليس » بعد أن امضى عامين فى السجن فضلا
عن شهر استغرقته المحاكية ) بيد ان حملة التشهير استمرت تغذى الحملات
وتقول مسز هالبرين : « ان والدنا كان يردد علينا ماقاله محامى ١ بيليس »+
لموكله اثناء المحاكمة : اذا حكم عليك بالسجن لمدة 25 عاما فى سيريا + مع
الاشغال الشاقة 6 فعليك الذهاب بشجاعة . غان يهود آسبانيا ذهيوا الى
تتضين آركان الدين اليهودى ) . وعندثذ قال المحلفون : ا« لقد شاهدنا الله
اليهود » . وكان والدنا يروى لنا هذه القصة بتوكيد شديد » +
« الفريد درايقوس » اليهودى الفرضسى الذى دين بالباطل بتهمةهة
الخيانة فى ستة 1816 . وكان والد يحبل عصا يعلوها مقتبض من الفضة
فى شكل راس « اميل زولا » الذى ناصر «درايفوس» وتحته نص من كتاب زولا :
« انى اتهم» . وكان « زثيف دوف » يسير بصحبة احد الاحبار فى احد الايام
عندما حاول عسكرى بولثدى برتبة رقيب » ان يحلق دقن الحبر الامر الذى
كان يعتبر بمثابة ا3 رياضة » محببة منتشرة بين المعادين للسامية ويقول
« لم يتردد والدى فى أن » ٠ وكانت عملية ضرب
اى ردقيب بولتدى فى تلك الايام تعتبر ايذانا بيدء مذبحة ٠ واعتقل الحبر
دماؤهما ٠ وعاد والدى الى المنزل فى حالة سيئة , ولكنه كان سعيدا ٠ وقال
فى ذهنى منذ الطفولة ث هما : تعرض اليهود للاضطهاد , وشجاعة
اليهود » (0) ٠ لقد قدم مناحم بيجين أقصى ماعنده من اجلال وتقدير وعرفان
لوالده عندما قال : « لم اعرف قط رجلا اكثر شجاعة منه ٠ ولقد عملت طوال
ذلك فائنى لن السى ابدا كيف قاتل والدى دفاعا عن الشرف اليهودى + +
وكثيرا ما عانت أسرة بن من العوز ٠ وقد عمل « دوف » فى
فترة ما بأحد البنوك , ولكنه فقد وظيفته عندما كشف لصحيفة تصدر باللغة
بة « عن فضيحة مالية » بيد ان الاسرة لم تشهد آياما عصيبة مثل تلك
التى مرت بها ابان الحرب العالية الأولى وفى اعقابها فقد كانت مدينة
« بريست » تعتبر مدينة عسكرية » وكان حكامها الروس يخشون غزو المائيا
لها ٠ ونفى « زثيف دوف » الذى كان يتباهى بميوله نحو ألمائيا , الى سان
عند احد الاعمام فى قرية « دوركيتشين » بالقرب من بروسيا البيضاء +
غرفة واحدة , وكثيرا ما كانوا يفنطرون الى توفير مكان بها لمبيت العمسات
والاعمام القادمين من المدينة ٠ وكان « مناحم » لا يزال طفلا صغيرا آنذاك +
ولكن شقيقته « راشيل »8 تذكر احداث تلك الفترة بوضوح ٠ فقد تعرضت
عند تقدم الجيشى الالمانى نحوها واجبر الفلاحون المحليون على مغادرة القرية +
وتعرض اليهود للتهديد بالذبح على أيدى جنود الفرسان الروس ٠
وتقول راشيل عن تلك الفترة :
نحيب- الفلاحين | وفجأة اقترب أحد جنود النوزاق, من البنافذت المفلقة
والمسدل عليها الستاثر والخاصة بحجرثنا ٠ وكان ارتفاع النافذة .لا يزيد *
ادباب وقال صائحا : « من يقيم هنا ؟ زيدى ؟ ام روسى » ٠ وكانت كلمة
« زيدى » عمى صفة يطلقها الروس على اليهود تحقيرا لهم ٠ وكان عمنا ينكلم
«الذيجة الرردسية , فاقترب من النافذة ورد عليه قائلا : ٠ روسى » ولا اعرف
لان القوزاق كانوا يشسعلون النار فى قريتنا ٠ وشاهدن بحينى أحد جنود
كبير » وكان البعض قد بداوا فعلا فى حفر الخنادق وكان كل اليهود
تقريبا موجودين هناك ٠ وساد الصمت الام , ولم يسمح لنا بالتفوم بكلمة
واحدة ٠ وكان الالمان قد اقتربوا بالفعل , فقد كانت طلقات مدافعهم على مرمى
سمعنا ٠ رعدنا فى الصباح الى منزل عدنا . فوجدتاه قد احترق ثياما +
فاتجهنا الى منزل آخر . ووصل الالمان فى الصباح الباكر . كم كانت فرحة
غفيرة . وقبل وصول اللمان كنا مضطرين الى دفع اتاوات لجنود القوزاق
حتى لا يقضوا علينا ٠ ولكن الالمان عاملوا اليهود معاملة رائعة » +
القرية التى .يقيم فيها ألخوه ٠ وتم لم شمل اسرة « بيجين » فى اعقاب تقدم
نسخ الالتماسات باللغة الالمائية للامبراطور ٠ وتستعيد مسز « هالبرين »
١ لقد كنا نتضور جوعا » ونتمثى كسرة عيش » وكنا نحن الخمسسة
ودية للغاية - يصطحبون أمى كل شهر وبرفقتها الصغير « مناحم © فى عربة
يجرها الخيل الى القرية حيث كانت تقوم هى وعمى بقطع الاشجاد +
واحضار الاخشاب لنا للتدفئة ٠ وكان والدى يبقى مع الاطفال ٠ وكنت قد
أصبحت فتاة كبيرة , فتوليت زعايتهم ٠ وكنا نحتفل بعودة أمى بعد غبابها
الخشب والبطاطس للطهى + ويرجع الفضل لاهمى فى استمرارنا على قيد
الحياة ابان تلك الحرب . لقد كانت ذات طبيعة رومانسية > ولكنها كانث فى
الوقت ذاته قوية وتتمتع بشخصية فى غاية القوة »20
وبقيت « بريست » تخضع للحكم الالمانى بعد الحرب © ولكن لم يسمح
للمسكان بالعودة حتى عام 1914 ١ وكان « زثيف دوف » واحدا من اول اليهود
العائدين » تاركا أسرته فى « كوبرين » . ومرة أخرى عاد الى سخ
الاطفال يرتقبون زياراته الأسبوعية لهن فى عطلة السبت . بفارغ الصبر +
كما تقول مسز « هالبرين » عن تلك الايام
« كان والدى يمتلك تبعة سوداء عالية ؛ من النوع الذى يرتدى
فى المناسبات الرسمية .وفى احدى المرات + خرج مناحم الصغير من المتزل
وقد اعتادت آمى أن تضع الولدين بعد ظهر كل خميسس فى السرير حتى
تستطيع أن تغسل ملابسهما ؛ ثم تقوم يوم الجمعة بكيها ليرتدياها بعد الظهر
وقال : « أرجو ان تسمح لى بشسمها ؟ وعندئذ لم تملك أمى منع نشسيها
من البكاء »6 +
فى « بريست » وعين الاب فى منصب سكرتير عام الرابطة اليهودية الامر الذى
ساهموا فى زيادة دخل الاسرة عن طريق اعطاء دروس خصوصية . لقد كان
ذلك فى وقت ملىء باعادة التشييد والبناء واللؤسسات وشغل «
فى وقت ما منصب رئيس مجالس ادارة سبع منظمات مختلفة فى وقت واحد +
اليهود بانهم شيوعيون خطرون . ولقد كان بعضهم كذلك بالفعل + وساعد
« زثيف دوف » سبعة عشر عضوا من الحزب الشيوعى على التخفى كطلبة
أثناء عطلة السبت ؛ كرمز على تقديرهم له +
وقد حفق « متاحم » الشاب تفوقا فى العلوم الانسانية اثناء دراسته
الثائوية فى مدرسة بولندية . وتمسك خلال تلك المرحلة ايضا بيهوديته 6 نكا
برفض باصرار الكتابة فى ايام السبت . وقد رد مدرس الملغة اللاتيئية على
ذلك بأن اعطاه تقديرا بمرتبة ضعيف . وقال « مناحم بيجين » فى حديث ادلى
به لشاب اسرائيلى » بعد اربعة عقود من ذلك التاريخ : « لقد قلت للمدرس
ان هذه هى معتقداتى ولن اغيرها » ولن اكتب فى عطلة السبت تحت اى ظرف
الحصول عليها » +
الطعام الشرعى اليهودى » بينما اشترك فى السير فى جئازة انور السادات
علم بمذبحة بيروت فى سبتمبر 1487 من خلال الاذاعة . وكان التزامه الدينى
عن اسراثيل . فقد صام بمناسبة يوم الغفران > اثناء اعتقال البوليس السرى
جوهاتسبرج فى وقت متآخر من يوم الجبعة » نظرا لعطل أصاب الطائرة التى
عندما امتنع عن استخدام السيارة الليبوزين التى تنتظره وامشى الليلة فى
فندق المطار +
وعانى « مناحم » اثناء دراسته بجاممة وارسو ؛ من هجمات المعادين
للسامية له كما عانى من فقره النسبى > وقد ارسلت الحكومة البولندية له >
قائمة بين بولئدا الشيوعية واسرائيل الصهيونية > غان الهدية وصلته بلا
مقدمات من خلال السفارة البولندية فى لندن ومجلس نواب اليهود البريطانيين
وقدم « بيجين » جزيل شكره الى البولنديين » ولكن بالانجليزية ٠ وكانت هناك
من بين الخطابات والصور الموضوعة داخل ثلاثة وعشرين مظروفا + مكاتبة
تحتوى على التبرير الذى تقدم به طالب الحقوق معدم استطاعته دفع الممروفات
اثناء دراسته ؛ ووافقت السلطات على طلبه بدفع المصروفات على أقساط +
ويمكن القول ان « زثيف دوف بيجين » كان يتصف دائما بالتهور فى رفضه
نجا سنة 14129 من السجن او الموت على ايدى الروس نتيجة لوالاته
دسكى » المدير البولندى » ان يصرف تموين طوارىء للطائفة اليهوا
ورد عليه بيلصا دسكى قائلا انه سيرسل الطعام الى اليهود » فى حالة واحدة
شقط وهى قيام زثيف دوف » بافشاء اسماء وعناوين اليهود المتلاعيين بالاسعار .
ورمى « بيجين » الطلب فى وجه الماريشال قائلا له « ان اليهود ليسوا بمخبرين +
وانه يستطيع ان يطلب من بوليسه السرى اداء اعماله القذرة . وعتدما وصل
نيابة عن اليهود . وسرعان ما ادرك « زثيف دوف » الذى كان قد بلغ العقد
ولم ينج من الحرب » من بين افراد أسرة « بيجين » © سوى متاحم
وهلك والداه وشقيقه « هيرتزل » الذى كان من علماء الرياضيات اتنابغين +
وكذلك هلك طفل « راشيل » الصغير الذى تركته فى رعاية امها ٠ ومن
المعروف أن « هيرتزل » الذى كان يكبر بيجين بثلاث سنوات + قد تعرض
من مجموعة من الشسباب اليهود الذين أجبرو! على الوقوف صفا واحدا
جوتان » ») أحد زملاء « مناحم » فى قيادة منظمة « بيطار » -- وهى
جماعة الشبيبة فى حركة جابوتينسكى - تفاصيل الواقعة وروى له كيف
أحاط الجنود بهم وهم يحيلون مدافعهم الرشاشة » ولكن عندما صدرت
« هبرتزل » عما كان يراوده أثناء ترقبه الموت + رد قائلا « انه ركز
الانتظار .
وتتضارب الروايات عن نهاية « زثيف دوف » ويففضل مناحم الرواية
الاكثر درامية : ا
حيث أخذوا الى النهر وفتحت عليهم نيران المدافع الرشاشة من كلا
الجانيين . وقال الناجون « ان النهر صبغ فعلا باللون الأحمر من الدماء
وقيل لنا أن اليهود بدأوا -- بمبادرة منه - ينشدون نيد « هيتاكفا +