الثورة والفشل
والاستبداد والفساد".. وكان الاحتلال الصليبي أو قيام الثورات هو النتيجة الحتمية لحالة الفساد والظلم
والكبت المستمرة على مدار مائتي سنة.. كانت تتقلب فيها الأمة بين: احتلال أو ثورات أو قمع واستبداد
يدمر كل شيء..
إسقاط النظام”.. وكنا معشر المسلمين لم نجد غضاضة في استخدام لفظ "الثورة" فقد عرّف سيد
قطب رَِعَدُلَلَهُ من قبل الإسلام بأنه : "ثورة تحريرية انقلابية عالمية”.. ترد سلطان الله جََجَلَاله في أرضه.
> لإزالة الظلم والفساد.
> طريق للدعوة إلى دين الله.. بعد إزاحة الفسدة والخونة الجاثمين على الأمة.
> السيادة على الأوطان والمقدرات والثروات.
> وتمهيداً لإقامة شرع الله.. وتعريف الناس بدينهم وشرع دبهم»
وهذا المقال ليس للحديث عن أسباب فشل الثورات» ولكن لكشف خيوط خطيرة كانت مجهولة عند
الكثير مناء ولكن يحسن بي أن أشير إلى مقصود الفشل:
يقول علماء الاجتياع: إن الثورات - عموماً - كي تنجح فإنها تحتاج إلى ما بين مس إلى عشر سنوات»
كي تحقق أهدافها.. والمقصود من ذلك» أن الثورات تحتاج إل مدة كافية لإزالة ركام النظام القديم الذي
ثارت عليه؛ وفهم طبيعة وتشابكات العلاقات داخل الدولة.. ثم تعمل على التطهير» ورغم فشل الثورات
هويتها من الأساس وجعلها مطالب: "شعبية - فئوية - مظالم - تغيير سياسي - محاسبة فاسدين... إلخ”
وتم تحديد إطار الصراع للثورات» وهندسة غضبها !!
الصليب والخدم
المحتل الصليبي - منذ سقوط الخلافة - وهو يضع وكلاء له وخدم يقومون بما يريد» وينفذون أوامره
أنها "معركة عالمية ' ر "حرب مصيرية" ر "قضية وجود” ليست "مطالب شعبية"..
الصليب» وفروع جيوشهم في بلادنا هي التي تحمي عررشهم» رلكن ماذا إذا فشل "الخدم والعبيد” في
احتواء أو قمع أو فتك شعوبهم.. وحدثت انفجارات شعبية واسعة؟!
في هذه الحالة تتغير قواعد اللعبة:
> إلقاء "الخدم والعبيد" في أقرب مزيلة.
> فتح الأحضان للثورات والانفجارات الشعبية.
> هندسة غضيها.
> والأهم والأخطر والكارثي.. هو: "تحديد إطار الصراع" و "تحديد مفرداته" و"تحديد أدوات
وينتظر ويراقب المحتل الصليبي بعد أن حدد "إطار الصراع". ما ستؤول إليه الفورات الشعبية.. وأياً
ر "الشرعية" التي ستحفظ وجودهم فيما بعد !!
ربهذا يكون المحتل الصليبي استبدل "الخدم والعبيد" الفاشلون.. ب "خدم وعبيد” ثوريون جده !!
إننا لم نكن نستطيع فهم أو رؤية هذه الصورة في بداية أحداث الثورات.. لقد كان هم الجميع وهدفه هو
إزاحة النظام الذي استشرى فيه الفساد والظلم والاستبداد حتى التخاع..
وقد كانت النظرية المطروحة ذات وجاهة كبيرة؛ لتتعاون في إسقاط النظام الفاسد أولاً ثم بعد ذلك تهيئة
الأجواء لتحقيق كل منا حلمه وما يريده لوطنه من الخيرء كانت نظرة حالمة جميلة.. لكنها كانت - في الواقع
- أبعد ما تكون عن الحقيقة» وأبعد ما تكون عن طبيعة وتركيبة النظام الدولي..
قد تبدر هذه النظرة الحالمة الجميلة مناسبة إذا كان نعيش في جزيرة معزولة وسط المحيط - تملك سيادتها
- تسلط عليها ظالم وطاغية» فقرر الناس الثورة عليه - وأثناء الشورة - فلا حديث عن رايات ولا مناهج
ولا طريق» فالهدف واضح ومعدد.. وبعد انتصار الثورة» ننظر ماذا نفعل؟ وكنا نظن أن المشكلة هي في
ولكن إذا كانت كل بلادنا المسلمة عبارة عن ميراث ل "المحتل الصليبي” - بعد الحرب العالمية الثاني -
الثورة في حالة السخط الشعبي ” فالأمر هنا مختلف مماماً.. وستصبح الثورات مجرد حفل تسليم السلطة من
"الخدم والعبيد القدامى " إلى "الخدم والعبيد الجده" !!
الإطار الصليي لاثورات العربية
"الديمقراطية - السلمية - السلمية المبدعة - المطالب الشعبية - تحسين ظروف المعيشة - التطلع إلى
النموذج الغربي في حقوق الإنسان! - الدولة المدنية - الدستور - الانتخابات... إلخ” ليس ثمة حديث
بعد سقوط ”الخدم والعبيد” القدامى ! وعادوا في صورة أشد وحشية تحاول بكل جهد وكد أن تثبت للسيد
الصليبي أنهم ليسوا فاشلين» وأن "الخدم والعبيد” الذين تنكروا لهم.. هم أقرب وأنقع لحم من الخدم
والعبيد الجده !!
في هذه الأثناء - لا سيما - في الثورات التي اتسمت ب "السلمية” كنا نحاول من كل طريق أن نقول إن
النظام لن يسقط بالحتاف والتظاهرات والمسيرات.. وكتبت أنا - على سبيل المثال - عشرات المقالات
وأبحاث ترد شبهة "السلمية” وأنها جرد خدعة لاحتواء الشعوب» وحاولنا إثبا؛
أنه لم تنجح ثورة قط في
"السلمية” طريقاً.. وفي هذه الأثناء ظهر "مسوخ فكرية” تحاول أن تقف في المسافة بين الثورة السلمية
"السلمية المبدعة" إذلم يرتدع "الخدم والعبيد القدامى " عن: حرق المصاحف وهدم المساجد؛ واغتصاب
النساء والرجال» واعتقال الأطفال والشيوخ» وقتل من يريد بلا حساب" !!
وكنت أدفع باتجاه "الثورات المسلحة”. و "الحرس الثوري"..
اوري
تكشفت خيوط الحقيقة التي ظللنا أكثر من ثلاث سنوات منذ قيام الثورة نبحث عنها.. ها هي تتكشف
كأنه شعاع النور بعد الظلمة..
[الديمقراطية؛ والنضال الثوري]!!
واستخدام ( مفردات العلمانية) "سلماً أو حرباً” هي الخيار الوحيد للثوار الأحرار!!
مثلما طالبت الفصائل الثورية العلمانية التسليح من الصليب.. ثم أمرهم الصليب - فيا بعد - بقتال
للصليب» بل عبيد لله سُبْحَا:
لقد اكتشفت أن "المحتل الصليبي” لم يكن لديه أدنى مشكلة مع طبيعة ثورتك "سلمية” كانت أم
"مسلحة" لا مشكلة إطلاقاً بل لو احتاج "الثوار الأحرار” إلى تسليح من المحتل الصليبي لوضعه تحت
الصليبي " ولا مشكلة بعدها ب ”سلميتك” أو "حربك " !!
حيث الجميع يلعب على مسرح "المحتل الصليبي ".
الثانية: هي سذاجة وغباء وعبث "الخدم والعبيد الجدد” إذا تمسكوا ب "السلمية” طعا في رضى "المحتل
خسروا أنهم يلعبون عل مسرح الصليبي» وخسروا أن واجهوا العبيد القدامى بصدور عارية؛ وخسروا
لأنهم حتى ولو تسلحوا وواجهوا العبيد القدامى بنفس قوتهم.. فالجميع مهزوم لأنه يلعب ليكون خادم
الصليب في النهاية !!
رضى المحتل الصليبي رجلب تعاطفه من جانب» ومن جانب آخر محاولة يائسة ممسوخة لردع وحشية
"العبيد القدامى” ولأن سألتهم في أي دين: "ما دون الأرواح مباح.. ” ليقولون إنما هو: "النضال الثوري”!
هذه هي الحقيقة التي تتكشف خيوطهاء بعد أن بحت أصواتنا في قيام الثورة بمفردات الإسلام»
والصراع باسم الإسلام.. وكنا نعتقد - إحساناً للظن - أن الناس في جهالة عن دينهاء أو أن القادة لا تدرك
أهمية العقيدة؛ أو يحسبون أننا كلنا مسلمون» أو ينظرون إلى إسقاط النظام أولاً.. ولكن ظهر أن كل ذلك
أوهام لا قيمة لاء وأنه لا يُسمح بوجود أي من "مفردات الإسلام” في الصراع.. وأنشط ذاكرة القارئ في
اعتصام رابعة ب "شعار الديمقراطية" الكبير على المنصة» وبقول البعض عندما رفع أحد المتظاهرين الطييين
شعار "لا إله إلا الله" فأمرته قيادة المنصة برفع "علم مصر".. "علم مصر فقط يا جماعة هو اللي يُرفع في
وعندما سألني بعض الطيبين عن وسائل التصعيد أمام الانقلاب العسكري بمصر قبل ذكرى الثالث من
(1) رفع راية الإسلام وحده لا شريك له» والحديث باسمه لا شريك له..ورفع لواء "شرع الله" وحده
(2) البراءة التامة من المطالبة ب"عودة المسار الديمقراطي” وإعلان إفلاس الديمقراطية وهدم صنمها
خطوتان لن يكلا شيئاً.. لكنهيا مغرق طريق» وبعدهما ستتكشف معام الطريق تلقائياً.
ولكن اكتشفت أنا والطيبين أن هذه الشعارات غير مسموح بها على "مسرح المحتل الصليبي”؛ فشرط
اللعب هو اللعب بمفردات العليانية.. ولكن قد تسمح العلمانية باستخدام "مفردات الإسلام” بشرط أن
يكون خادماً للعلمانية وتحت أقدامهاء لحشد الشعوب الساذجة باسم الدين» لا مشكلة في "كيفية” الحشد»
طالما ستحترم "الإطار العلماني” للعب وللصراع !!
لا لعودة الإسلام حكياً . نعم للعودة الديمقراطية حك
لا للتحرر من المحتل الصليبي.. نعم للتحرو من "خدم وعبيد" الصليب.
لا للجهاد.. نعم للنضال الثوري.
هذه كانت هي "المعركة الأصلية” معركة "الحوية".. ومفرادت الإسلام هذه مفروضة سواء أكانت ثورة
سلمية تامة أو مسلحة.. أي ثورة باسم الإسلام فليس لها مكان على مسرح المحتل الصليبي» وأما الثورة
بمفرادت العلمانية سواء أكانت سلمية أم حروب طاحنة مدمرة فلها ألف مكان على مسرحه.
ويحسن بي أن أذكركم ب "شرعية الحكم " في التصور الإسلامي:
نبذ شريعة الله + قهر الشعوب واستذلاها - "سقوط شرعية الحكم كاملة" لا حكم ولا ولاية.. بل
جهاد وبراء.
نبذ شريعة الله + رضى الشعوب واختيارها - "سقوط شرعية الحكم كاملة” لا حكم ولا ولاية.. بل
جهاد وبراء.
سيادة الشريعة + استلاب شورى المسلمين - "شرعية حكم معتبرة "” وبراء من الظالمين.
سيادة الشريعة + تحقيق شورى المسلمين - "شرعية حكم أصلية” وولاية ونصرة..
"الخدم والعبيد القدامى ” وبين "الخدم والعبيد الجدد".
وإن "كل" من يطلب من "النظام الدولي” - مباشرة أو عبر وكلاءه وأدراته - دعياً سواء ب ( المال -
السلاح - التأييد - الاستئذان ) فهو يعمل على:
(1) قتل المسلمين» واستباحة أموالهم وأعراضهم.
(2) ترسيخ العلمانية» وعلو الصليب:
في أحد تقريرات راند ل "صناعة شبكات إسلامية معتدلة”؛ وضعوا شروط قبول المحتل الصليبي ل
(1) هل يتقبل الفرد أر الجماعة العنف أو ييارسه؟ وإذا لم يتقبل أر يدعم العنف الآن. فهل مارسه أو
تقبله في الماضي؟
(2) هل تؤيد الديمقراطية؟ وإن كان كذلك. فهل يتم تعريف الديمقراطية بمعناها الواسع من حيث
(3) هل تؤيد حقوق الإنسان المتفق عليها دولياً؟
(5) هل تؤمن بأن تبديل الأديان من الحقوق الفردية؟
(6) هل تؤمن أن على الدولة أن تفرض تطبيق الشريعة في الجزء الخاص بالتشريعات الجنائية؟
(7) هل تؤمن أن عل الدولة أن تفرض تطبيق الشريعة في الجزء الخاص بالتشريعات المدنية؟
(8) هل تؤمن بوجوب وجود خيارات لا تستند للشرعية بالنسبة لمن يفضلون الرجوع إلى القوانين
المدنية ضمن نظام تشريع علماني؟
(9 هل تؤمن بوجوب أن يحصل أعضاء الأقليات الدينية على نفس حقوق المسلمين؟
(10) هل تؤمن بإمكانية أن يتولى أحد الأفراد من الأقليات الدينية مناصب سياسية عليا في دولة ذات
أغلبية مسلمة؟
(11) هل تؤمن بحق أعضاء الأقليات الدينية في بناء وإدارة دور العبادة الخاصة بدينهم (كنائس أو
معابد يهودية) في دول ذات أغلبية مسلمة؟
(12) هل تقبل بنظام تشريع يقوم على مبادئ تشريعية
لحيتها وتلبس جلباباً وتمسك سواكاً حتى تستمر الخديعة باسم الدين.. لذا ضعوا هذه الأسئلة أمام قيادات
الثوارت كلها بلا اسثناء:
(1) هل تقبلون أن نرفع شعار "لا إله إلا الله" واية وحيدة لا شريك لها؟
(2) هل تقبلون أن يكون هدف الثورة هو: "تحكيم شرع الله وحده لا شريك له"؟
(3) هل تقبلون أن تتغير معادلة الصراع للخروج من المحتل الصليبي وخدمه وكل عبيده؟
(5) هل تقبلون أن نكف عن عودة المسار الديمقراطي والدولة القومية والمدنية إلى الحديث عن دولة
الإسلام خالصة؟
(©) هل تقبلون أن تعلنوا رفضكم التام ل "دين العلمانية” والكفر بها؟
(9) هل تقبلون استبدال "النضال الثوري" ب "القتال في سبيل الله"؟
(10)هل تقبلون أن تعلنوها ثورة إسلامية خالصة تامة لوجه الله الكريم؟
نعم.. امتحنوهم في جميع هذه الأسثلة» فإذا وجدتم أي ترد أو تلعثم أر مدارة أو هروب أو تشكك أر
صرح الصليبه
وأعراضكم وأرواحكم من أجل العلمانية لا الإسلام.. ولن تنتصر هذه الأمة إلا بدماء الطاهرين
> خرجوا من حظوظ الرياسة وشهوة الحكم.
> أدركوا طبيعة المعركة وحقيقة الصراع واستحقاق شهادة التوحيد.
أما والذي رفع السماء بلا عمد.. لن تحصل هذه الأمة - في أي مكان - على حقوقها - صغرت أم كبرت
- بمعزل عن العقيدة» وراية التوحيد؛ وتحكيم الشريعة..
ومن أراد الله ورسوله والدار الأخرة..
ومن أراد العيش والحرية والعدالة الاجتماعية..
ومن أراد طرد المحتل الصليبي وخدمه وعبيده..
من أجل إقامة دين الله؛ وإعلاء كلمته؛ وتحكيم شريعه؛ وحمل رسالته؛ وتوحيد أمة حبيبه كَتقلةٍ.