لم يعرف العام المعاصر أسرة اشتهر ثلاثة من بين افرادها على المستوى العالمي كما
اشتهرت أمسرة كينيدي التي استقطبت اهتمام الكشيرين من سكان العالم على اختلاف
قاراتهم وبلدانهم ؛ إذعرف الأ إن وروبيرت وادوارد كينيدي كقادة سياسيين بارزين
في الولابات المتحدة الامريكية؛ ومنذ أن ترشح جون كينيدي لمنصب الرئاسة وفازبه عام
1 ل تعد تفارق أسياؤهم الساحة السياسية الدولية. ونشرت الصحف والمجلات
الكثير من الدراسات والابحاث عنهم . وقومهم الأصدقاء والمحايدون والاعداء كل حسب
قناعته ؛ حتى أصبح مصير هذه الأسرة على ألسنة الناس كأسطورة أو حكاية متداولة.
وجاء مقتل الرئيس جون كينيدي ليزيد من شهرة هذه الأسرة ويكثر من الاهتيام بها
على الصعيدين المحلي والدولي . خاصة بعد أن كثف أخواه روبيرت وادوارد نشاطهها
بشكل غير اعتيادي؛ ونجاوزا الحدود المعقولة والمرسومة في العالم الرأسيالي الأمريكي .
وأحدث الأخوان كينيدي - بعد رحيل أخيها جون بعض الانعطافات في السياسة
الأمريكية. ؛ إذ قال رويو ينهد في خطاب ألا في جامعة بولس العالةمتطرفاًلسياسة
والتحررية الوطنية على الصعيد العالمي ما بلي: دم تسفر الغارات الأمريكية المضادة
الجوية الأمريكية في فيتنام الى تدمير القوات الوه يد من حقد الفلاحين
مين على أمريكا! . وأن تجربة العشر
تتعامل مع الحركات الثورية بالقوة بل بالسياسة وأن لا تواجه هذه الحركات بتصعيد
المواقف العسكرية؛ بل بتخفيف سياسة العسكرة».
وانتقد السيناتور ادوارد كينيدي بشدة قرار الرئيس الأمريكي جيرالد فورد» القاضي
بنية سياسة عسكرية» في حين تطلب نزيف الدم هناك أساليب
وفي مرة أخرى قال : «إن على أمريكا أن توقف مغامرتها الفاشلة في منطقة الهثد
الصينية؛ وعليها أن لا تأسف على الأموال التي أنفقتها هناك . كما صرح ادوارد كينيدي
بعد لقائه مع ليونيد بريجينيف الأمين العام للحزب الشيوعي السوفييتي : «إن الفائدة التي
مها الشعرب من الا اج الدولي كبيرة جداً وعلى الجميع أن يعملوا لترسيخ السلام
ولكن هل ياترى قد تعلمت الولابات المتحدة. وتعلم رؤساؤها من التجر. ّ
وحصدت الحقد والكراهية بالتعامل مع شعوب العالم قاطبة؟
والجواب معروف لكل الشرفاء في العالم : أن الادارة الأمريكية بحكوماتها المتعاقبة
كانت وما تزال تعاني من عقدة العظمة بالتعامل مع شعبها بالدرجة الاولى» ومع بلدان
العالم بالدرجة الثانية. وما زالت حتى وقتنا الحاضر تستخدم التطور العلمي والتكنولوجي
ضد حركات التحرر العالمية؛ وضد القوى الشورية؛ وترفع هراوتها لقهر الشعوب
ية ومن أجل استغلال طاقائها البشرية والاقتصادية؛ وتصعد من حدة التوتر في
بعنجهية المغرور الفاشل .
وجاء مقتل الأخ الثاني في أسرة كينيدي (روبيرت) أثثناء قيامه بالحملة الانتخابية عام
6 لمنصب الرشئاسة الأمريكية ليئبت مرة أخرى أن الفوضى السياسية التي تعاني منها
الولايات المتحدة الأمربكية هي شكل من أشكال الأزمة الامبر يالية العامة. ويؤكد ذلك
كذب وصفافة ما يسمونه بدميقراطية «العالم الحر» . وكان مقتل الأخوين جون وروبيرت
بمشابة البرهان القاطع على ان القوى اليمينية المتطرفة في الولايات المتحدة الامريكية لا
يد أي تقارب» بل أي تحسين في العلاقات بين الولايات المتجدة الأمريكية والاتحاد
بالامكان ان يصل الى منصب الرئاسة الامريكية لولا التأمر المستمر على حياته والتهديد
والوعيد الذي وجه اليه في أكثر من مكان لسحب ترشيحه من انتخابات الرئاسة. ووقف
إدوارد في صفوف المعارضة ضد وصول ريغان المتطرف الى رأس السلطة وعارض سياسة
ا ة ومعاداة السوفييت. وبتوقع المطلعون السياسيون ان إدوارد كينيدي يعبر من
أقوى المرشحين الى منصب الرئاسة في نباية الثمان
ويعتبر هذا الكتاب الذي بين أيدينا الأول من نوعه
في تبيان مصير الأخوة كينيدي من مقياس وثائقي راقعي . ويعتمد المؤلفان اسلوب البحث
العلمي الموضوعي في تحليل الاتجاهات السياسية الداخلية والخارجية للولايات المتحدة
سايقاً . ومن خلال الكلام عن نشاط الرئيس جون كينيدي؛ والسيناتور ووزير العدل
ر و بيرت آنذاك, ونشاط السينانور ادوارد كينيدي الذي يعتبر أحد قادة الحزب الديمقراطي
يعكس المؤلفان الواقع الأمريكي بكل التواءاته وتعدد جوائبه.
ويفضح المؤلفان سياسة الولابات المتحدة الامريكية التآمرية على قضايا الشعوب
المتمحر رة في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. ويتكون لدى قارىء هذا الكتاب تصور كامل
المتتحدة الامريكية من نهاية الخمسيئات وحتى يومنا الحاضر. ويدرك القارىء سير العمل
في البيت البيض الأمريكي» والتناقضات بين مختلف المجموعات الاحتكارية؛ وكيفية
اتخاذ القرار السياسي ف الادارة الامريكية لحل القضايا السياسية الداخلية والخارجية.
ويعكس المؤلفان قسطاً من نشاط اللوبي الصهيوني الذي يلعب دوراً ليس بالقليل
في وصول المرشحين للرشاسة الى البيت الأبيض» ويبين الكتاب كيف بارس اللوبي
الصهيوني دوره للتأثير على اتخاذ القرارات المناسبة لسياسة اسراثيل العدوانية التوسعية.
أجاد المؤلفان في سبك المواد الفنية سبكاً منطقياً متسلسال وبلغة شيقة وتمتعة لأوساط
واسعة من القراء.
د. ماجد علاء الدين
عائلة كينيدي
عانت إيرلندا في الأربعينات من القرن التاسع عشر من وطأة الفقر الشديد . وكاد
الجوع أن يقتل الفلاحين الايرلنديين الذين اعتمدوا بين عامي (1848 -847ا)
في معاشهم على محص ولم من البطاطا . وكان إنتاجهم من البطاطا لا يكاد يكفي لسد
البؤساء والجياع » وإنضم باتريك كينيدي إلى جماعات المهاجرين ؛ حيث قرر الهجرة من
إيرلندا عام 1866م .
استقره بات كينيدي » في بوسطن . ولد جوزيف كينيدي والذي أصبح آباًلأبطال
والد جوزيف في بيع الخموروفي عمليات الصرافة المتواضعة . وابتسم له الحظ ؛ حيث
استطاع جني بعض المال في حين فشل آلاف المهاجرين الجدد في إيجاد عمل يكفي لسد رمق
أطفاهم الجياع .
بعد أن وقف باتريك جوزيف على قدميه ؛ أخذ يشتغل بالسياسة في أحد أحياء
مدينة بوسطن حيث كانت تقطن أصرته .
وثق أعضاء الحزب الديمقراطي به » وأوصلوه دونما صعوبة إلى منصب عضو مجلس
للوصول الى المناصب السياسية الرفيعة .
وفهم جوزيف بن باتريك جوزيف بسرعة أن المال في أمريكا هوكل شيء . وأصبح
همه الوحيد جمع رأسيال ضخم .
حاول جوزيف بناء على نصيحة والده أن يرفع من وضعه الاجتماعي . وانتسب
كانت جامعة هارفرد ولفترة طويلة في وجه غير الب وتستاذ ترأس جوفي
جامعة هارفرد العديد من النوادي الطلابية . وكانت فكرة زواج الشاب جومن بنت رئيس
جبرالد أهم حدث حياته .
جبرالد والد زوجة جوزيف كينيدي دورهام في تلك الفترة +
وستتحدث عنه قلي لهذا السبب في كتابنا هذا . وصل جو الد إلى منصب رئيس
بلدية واحدة من كبريات المدن الامريكية » وكان عضواً في مجلس نواب مدينة بوسطن +
أصبح فيما بعد عضواً في مجلس التشريع لولاية مساشوستس . ووصل أخيراً إلى منصب
نائب في مجلس الشيوخ الأمريكي .
لقد وصل جد الرئيس الأمريكي المنتظر إلى مناصب سياسية رفيعة ؛ ومتع بشعبية
واسعة في أوساط الناخبين الأمريكيين .7
بعد الزواج ؛ نشا تحالف أسرة جوزيف كينيدي الغنية وأ. جيرالد
المشهورة في الأوساط السياسية . وفتح هذا الزواج الطريق أمام أبناء جوزيف كينيدي ٠
وصعد جوزيف كينيدي عام /181 درجة أخرى على سلم الشهرة العالية
مساعداً لرئيس شركة دار بناء السفن المعروفة باسم فورريثر» . ونشبت آنذاك الحرب
العالمية الأولى . واستفادت الشركة التي يعمل بها جوزيف كينيدي من الحرب ؛ حيث
صنعت هذه الشركة للدول المتحاربة السفن العسكرية .
وصل رأسمال جوزيف كينيدي بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى إلى مليون دولار .
وأصبح جوزيف كينيدي واحل من أكبر رجال الأعبال في بوسطن .
ب جوزيف كينيدي من المليونير ستون العمل معه لإدارة شركة د هيدن +
تعرف جوزيف بسرعة على أسرار البورصة. واصبح بعد ذلك واحداً من أصحاب
يا مئات آلاف الدولارات . وسع كينيدي دائرة نشاطاته حتى شملت جميع دور السينما في
ثم نقل أعماله بالتدريج إلى نيويورك وهوليود . وانتقل في منتصف الحقبة الي تلت
عام 1678 إلى صناعة السينما الرائجة ؛ وسيطر على عدد من شركات الإنتاج السينمائي +
الرئيسي م يكن في هوليود بل كان في البورصة وانتقل إلى المفساربة في أسواق امال
ا او 4" الحادة وهو يجمل الملاء 7 ِ
ونجح في ذلك . ارتفعت بذلك مكانته في أعين ممثلي الأسواق الملية الأمريكية . بلغت
أموال جوز يف
امتلكت أسرة كينيدي آنذاك العديد من شركات النفط والغاز . وبلغت أموالهم في
الحزب الجمهوري ريتشارد نيكسون اكش رمن ( 10) مليون دولار أمريكي .0قسم
جوزيف عام 1474 أمواله بين أولاده .فوصل نصيب كل واحد منهم عام 1444 إلى
ملايين دولار .9؛وعلى الرغم من هذه المبالغ الطائلة فإن جوزيف كينيدي م يكن واحداً من
كبا رجال الأعمال الأمريكيين . وكانت ملايينه قليلة جداً أمام أموال روكفيلر ومورغان
يمتلك جوزيف البنوك أو الشركات الصناعية التي يُمكنبا أن تتحكم في الاقتصاد
الأمريكي .
دخحل جوزيف في الشلائيدات معترك الحياة السياسية. وأضحى واحداً من أنصار
فرانكلين روزفلت الذي رشح نفسه بر ٠7 إلى منصب الرئاسة الأمريكية ؛ علياً بن
الأمر أن جوزيف رأى في شخصية روزفلت زعياً بارزاً للحزب وقد يصل إلى منصب
راهن جوزيف على وصول روزفلت إلى رأس السلطة في أمريكا » بعد أن درس
هذا الموضوع ! له
تبرع جوزيف كينيدي إلى خزينة | الخرب الديمقراطي من أمواله الخاصة بمبلغ 8ل
وجمع من أصدقائه مبلغ ( )٠ ألف دولار لت برع بها إلى خزينة الحزب
الديمقراطي . وجمع عشرات الآلاف من الدولارات من محتلف الشركات والمنظمات
وعندما نجح روزفلت في الانتخابات رد له يع أمواله . وظهرت علاقات طيبة بين
الأسرتين » أي بين أسرة كينيدي وأصرة الرئيس روزفلت .
أصبح جورف واحدامنأكر" تجار الخمور في الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن
ألغت الحكومة الأمريكية قانون منع تعاطي وتداول الخمور .
توجه جوزيف من ثم الى أددوي صجئة َ الرئيس روزفلت حيث تم
التعاقد هناك مع شركات الخمور على صفقات تجاري . حصلت شركة أسرة
الأمريكية .
وقامت هذه الشركة بتوزيع الشروبات التالية
وازداد معها عدد أفراد أسرة كينيدي . حيث أنجب جوزيف في تلك الفترة بعد مرور أربع
احراك على زواجه من روز أربعة أطفال هم : جو الأصغرء جون » روز ماري +
6 أنجبا ثلاثة أطفال هم : يونيس ؛ بارتيتسيا » وروبيرت . . وانجبا في وقت
متأخر جين وإدوارد .
تمتع هؤلاء الأولاد بالحيوية واللباقة والكياسة .
اهتم أولاد جوزيف منذ صغرهم بالرياضة ولعب الكرة والتنس والسباحة » التي لم
وكان جون كينيدي الرئيس المستقبلي للولايات المتحدة الأمريكيةاضعف [خحوته من
الناحية البدنية ا
. . وكان في بعض الأحيان يعاني من الأمراض في جيع أنحاء جد 7 و
م أسمع أنه نكي من مرضه أبدأ و| يكفر ارب لاه خلقه على هل الشالة 8
كان جون يكتب ويقرا دائاً . واهتم بالكتب التي تتحدث عن قصص الفرسان وعن
فيالق الجيش . ثم بدأ يتم بكتب التاريخ والجغرافيا .وكان جون محبوباً في أسرته ؛ وكان
والده يقول إن جون خير خلف له
عوّد جوزيف وروز أولادهما على أن يتحمل الكبير أعباء الأصغرمنه ؛ إلا ان
الاطفال بدأوا بالتنافس فييا بينهم . وانتقد جون علاقة أبيه بأخيه الأكبر . وحاول أن يثبت
أنه ليس أقل منه شأناً . ودعا أخاه الأكبر إلى المصارعة وإلى المبارزة في لعبة البيسبول الني
كان جون كينيدي متفوقاً بها على الرغم من أمراضه الجسدية .
واقامت هذه الأسرة علاقات ولبقة مع السياسيين الكبار . وأصبح روز فلت بالنسبة
لجوزيف كينيدي فيا بعد الجسر المتين الذي عبر من خلاله الى قمم السياسة الأمريكية .
كنيدي لابيه » وكان من كيان الزعماء النتخب لامه ب وكان رئيسا لبلدية
عام 1917 ١ من اليسار الى اليم : جوزيف (الصفير
ثمانية من اعصاء اسرة كنيدي في