مازال - وسيظل - الناس في مصر ينظرون إلى
الشيوخ نظرة تقديس وإجلال يجعلونهم في القمة وينظرون
إليهم بحساب.. فهم أهل الله الذين يحملون كثابه.. وي
بالعلم بين جوانحهم.. بعرفون الحلال من الحرام.
الضمان ليدخل من يشاء من خلالهم الجنة.. فهم عباد
هم ورثة الأنبياء.. الخط بيتهم وبين الله موصول
لا يتقطع أبذا.. هم مصدر البركة تنس منهم دون غيرهم
مشهد يتكرر
فبها ويزبد بلا انقطاع يهبط درجات السلم في رفق وتودة؛
يتجه إليه رجل مسلم بسيط يتلمسه ويتحسس جسده ثم يسبر
جبدية الثون حصلا على البركة من جمد الَو علي جسدة
شفاعة.. فهو المُخلّْص من كافة مشاكل الدنيا والدين..
أليسوا هم أهل القربى من الله؟
وهم - بلا شك - أول الداخلين إلى الجنة؛ بل أكثر
من ذلك سيكونون شفعاء لنا. نحن عباد الله المساكين الذين لأ
يملكون من أمر دينهم سوى بعض صلاة وبعض صيام»
لكنهم هم القائمون الصائمون المتهجدون الذائبون في طاعة
الله أولاً ودائمًا وأبدا.. كما يقول المرحوم أستاذنا
خالد محمد خالد.
ومنطقي وطبيعي جدا أن يجلس الناس أمام شيخ
مسجد. كل مقوماته في الحياة. أنه شيخ مسجد ويطلبون منه
أن يحكم فيما شجر بينهم.. ويجلسون وهم في غاية الاطمئنان
أن حكم الرجل سيكون عادلاً وحكيمًا.. أليست كلماته ترتكن
بحن لا علاقة لشيخ المسجد به.. لكنهم يقحمونه فيه ضاربين
بحديث النبي صلى الله عليه وسلم 'أنتم أعلم بشئون دنياكم"
عرض الحائط؛ ومتخذين من كلمات الشيخ ستورا
وبراءة الأطفال في عيونهم: أليس هو مولانا الشيخ؟!
مشهد ثان يتكرر
"شيخ مسجد يقف على منبره يخلط الشامي بالمغربي+؛
جميعًا الجنة بمجرد نطقهم بكلمة واحدة.. يرفع عن كاهلهم
ولا تستأهل من الإنسان أن يرهق نفسه فيها.. فكل شيء بيد
يعترض عليه شاب جامعي مثقف بأن هذا ليس منطقًا
يتحدث به للناس وأنه لابد من تعريف الناس فقط بما عليهم
من واجبات؛ فالدنيا كلها تتقدم ونحن ما زانا نتحدث عن
الشيخ بألسنة حداد ونزات على رأسه كلمات الاستتكار تكاد
تهشمها؛ فالناس تستنكر أن يعترض أحد على كلمات الشيخ..
فليس معقولاً أن يكون هناك أحد يعرف أكثر من الشيخ.
هذا عن أي شيخ في أي مسجد في قرى مصر
أو حتى مدنهاء وعندما تأتي لشيوخ التليفزيون؛ فحدث
ولا حرج فالأمر مختلف تمامًا.. فشيوخ التليفزيون خاصسة
تطبق الآفاق ليل نهار في غاية الأناقة والشياكة والنظافة..
صحيح أن تجوميتهم تتفاوت لكنهم في النهاية أصبحوا
نجومًا.. وتخيل رصيد شيوخ التليفزيون عندما يضاف إلى
رصيدهم عند الناس بجانب نجوميتهم نظرات التقديس
والاحترام والتقدير وتزداد هذه النظرات إعجابًا عندما يكون
'ضعيف المستوى في الغالب يقرأ موعظته من ورقة!!
مشهد ثالث يتكرر
تبعض أهلنا الطيبين يجلسون في مقهي ريفي بسيط
بمتتهى البلاغة و التلقائية ودون ءِ
يدال بايات من القران الرسول التي
بسيط وكأنها ضمن كلماته التي يتعامل بها مع الناس.
أغلب الظن أن الشيخ كان د. أحمد عمر هاشم ر
الأزهرء و الذي تصبح لكلماته سطوة وو
إليها حماس الشيخ المعتاد الذي لا تنقصم عراه. مهما كان
الموضوع مهمًا أو تافيًا.. ويتعجب الناس من طلاقة ال
الذي يتحدث دون أن يمسك في بده أبة ورقة"
هم في النهاية يشكون من حالهم مع الشيخ الذي يردد
ئيس جامعة
مواعظ بعينها ويقرؤها من وريقات بالية لا تتغير مع تغير
الأيام والسئين.
فكما تغير كل شيء في مصر.. تغيرث صورة الشيوخح
كانوا في القرى والكفور أو حتى من يحتلون شاشات
الأيدي.. والسبب خرج من أيديهم هم.. ولم يكن بيد الآخرين
"في هذا الجزء الأخير من القرن العشرين والأقمار
والصور تنتقل بالتلستار والأخبار تطير بالتلكس» والأعمى
يتعسس طريقه بعقل إليكتزوني؛ والغواصة تشق ظلمة
الأعماق بمحرك ذريء وسط هذا القدر الهائل من الوسائط
العلمية والتحديثات التي تبهر العفل ترى شيخ الجامع يخاطب
الناس من على منبر القرون الوسطى؛ وكل ذخيرته في
الدعوة إلى الإسلام تهديد المؤمنين البسطاء الذين سعوا إليه
بأن مصيرهم الحرق في جهنم؛ وأن من تلبس من زوجاتهم
'نصف كم" سوف تشوى أذرعهن في النارء ومن يتأخر عن
صلاته ليؤذيها قضاء سوف يلقى في برميل من الزفت
المحمية؛ أمّا الذي ينظر إلى محرم فنصيبه أن تقلع عيناه
نبوية مرعبة بإسناد طويل عن عنبسة بن الهيثم بن عدي بن
وضّاعين للحديث؛ كذابين وأن أكوام الكتب الصفراء التي
والشفاعة والمغفرة لم يقل شيئًا عن تلك البشاعات".
"القرآن كائن حي" التوصيف يكاد يكون دقيقًا لما يتحدث عنه
وبه شيوخ الإسلام وأضف لذلك كما هائلاً من الأخطاء في
القرآن ورواية الأحاديث وسرد قصص سخيفة تعادي كل
القرآن قلبًا وقالبَاء ولأن هذا أصبح معظم حديثهم فقد انصرف
الاحترام والتقديس؛ ولكنه انصراف من عرف أن لا فائدة
والمادي الذي أصبح هو السمة الغالبة علينا جميعًا..
رغبتهم في حياة أفضل.. لكن اليد دائمًا قصيرة. استعراض
حياتهم على هذا النحو يقربنا منهم أكثر.. قد يجعلنا أكثر
لكنه استعراض على أيه حالة يجعلنا نؤكد على أنهم منا
أو بتعبير أدق وأمر.. بعض من كل يشكو ويتألم..
مشاهد يمكن أن تجدها كثيرًا..
شيخ عرفته جيدًا.. ظل لأكثر من شهرين يخطب في
الناس. أكثر من ثماني خطب كاملة يحذرهم فيها من
متحممستًا وكأنه اختصر فساد الدنيا كله في امرأة تخرج سافرة
وكأن الدنيا خلت من كل الشرور وأصبح خروج النساء
ترضع طفلهاء خرجت وكان نصف صدرها عاريّاء ووففت
تتحدث معي دون قلق أو أدنى شعور بأنها تعمل شيئًا خطأ..
شيخ ثان لم يكن يكف عن مهاجمة الموالد في القرى
وكان يشن عليها هجومًا لا يعادله الهجوم على أكبر الكبائر..
ففي الموالد يا إخوان تؤتى الفواحش ويتم الاختلاط الذي نهانا
المولى عز وجل عنه.. ويقصد الناس رجلاً يسمونه وليّا من
بإعداد الطعام للمنشد الذي جاء يحيي الليلة الكبيرة في
المولد.. لا لسبب إلا لأنه راعي المولد وللنسب حق.. مع