الأيلى: المرحلة التى بدأت بتاسي مديتة النبى؛ وانتهت بنهاية الفترة المعروقة باسم
الخلافة الراشدة. ونستطيع القول بأن بداية هذه المرحلة وكذلك نهايتها, تمتما
بعظمة خاصة مع بروز اختلاقات واضحة.
ومن أجل الوقوف على الهوية السياسية الإسلامية, يجب على العلماء
والمحققين أن ينظروا بعمق للأحدات الجارية فى تلك الحقتة من العشرات من
السنين. بالإضافة إلى ما يوضحه القرآن الكريم والسنة المدونة, التى هى نبع
الوضوح والأصل فى دراسة التربية وموازينها.
الثانية: المرحلة الطويلة التى استم بت منذ زمن استبدال الخلاقة الإسلامية بالك
الاستبدادى, وحتى زمن اتصال العالم الإسلامى بالمدثية القربية.
هذا الكتاب بتوضيع الأفكار السياسية المسلمين من خلال استمراض
طولى وعميق للأحداث السياسية خلال تلك المرحلة الطويلة. وهى يزعم أنه برغم
جميع التباينات التى من الممكن أن تكون بين الحكومات وبين النظم السياسية
فى سائر الأمصار الإسلامية قى مراحلها المختلفة, انه هناك عامل مشترك
واحد فى الأزمان والأماكن المختلفة. وهو عامل الاستبداد وارتكاز السلطات
السياسبة على القوة والتزوير, ب ارة أخرى» أن روح السياسة وملامحها
تتحصر فى الفرد الصاكم» وفى أنه لم يسود طوال هذه الأزمان سوى
الثالثة المرحلة التى حياتنا اليوم امتداد لهاء يعنى منذ بداية النظرية الاستعمارية
فى هذه المرحلة بدا تث الانبهار بالمواقع السياسى الغربى, وكذاك تشكل
فى أخرعا - الفكر السياسى الاستبدادى بصورة جديدة اختلفت عما كان فى
حياتهم
فى هذه المرحلة وخلافًا للمرحلة الطويلة السابقة عليها. كان الاستبداد لا يعتمد
فى الجيوش المدججة بالسلاح للامة الغالبة (. [مفهوم الاحتلال)؛ ولا على التحصب القبلى
يختلف عن مفهوم الاستعبار
بل كان يعتمد على نفوذه خارج حدوده القومية بمقهوم
المجال السياسى والتى اشتهرت ب (العلوم الإنساني تصارعت عقول المسامين مع
الرؤية الجديدة التى كائن تتناسب مع أوضاع الناس وأحوالهم فى البلاد الغربية,
عن هذا اضطرابات فكرية كثيرة. شكلت مصيرنا فى
النهاية وأغرقته فى بحور ١
ولا يفوتنى الإشارة إلى اصطدام القرب بالعالم الإسلامى أثثاء الحر,
إلى حضيضها السفلى. وكان العالم الغربى يعانى من نوع من الإنمطان
حركتان مهمتان هما: النهضة ©16600185802 والحركة الإصلاسية 500لة7 1م88
ومن خلالهما انتشرت الحضارة المفعمة بهيمنة الغرب
عرف الغربيون عن طريق الاتصال بالشرق أسلوبًا آخر من الصياة والمدنية
والأدبء وكان جديدًا عليهم تماسًاء وقد وصلوا إليه عن طريق فكر المسلمين. خاصة في
توصل وبرويّة - إلى أصول الفكر الجديد دون تهديد من الخارج!") من قوى سلطوية أو
قوى عالمية, ومهد الطريق إلى المستقبل متخدًا وجه الحضارة الغربية. وكانت الصراعات
الداخلية تدور بين حراس الأصول والتقاليد (فكر المدرسة الكنسية) وبين المتنورين. وقد
الفكر رحول الطبقة المدنية المتوسطة (البرجوازية) وفى النهاية تريمت أطروحات
المتنورين على عرش الحكم فى الفكر والعمل وفى العقول والحياة الغربية وعلى الأقل -
فى مجال السياسة. وأصبحت بمعناها الأوسع فى رأيى هى نظرية الدنيوية 5800147
07ا (أو عدم التعلق بالدين)؛ وهى النفعية جمتمقامماتلثانا
وبعضهم البعض, فإذا ما كان الأمر كذاك, فتى احتياج بعد هذا التفكير فى الأمور
إن تقلغل نصوص الإسلام فى الحياة؛ علامة على اهتمام أكثر جوانب هذا الدين
بثمر الحياة والمعيشة فى هذه !! » فالفقه قسم يأخذ قضايا الحياة بجدية
ملموسة, وكما يُبر الفزالي: إن الفقه هو أكثر أقسام المعرفة الدينية ارتبامل
بالارض والدتيا. والأمر كذاك, فلا يمكن أن يختلف الدين من حيث ماهية
السياسة والعلاقات الفردية والجماعية عن آمور الفلسفة.
اسوف يتأثر بذاك (وهذه الحقيقة لا تتتافى مع وجود أصور ثابتة فى الفقه
الإسلامى)؛ إن التفكير الفلسقى الخاص بالسياسة يسبق عمليات الاستتباط
الفقهى : وبدون هذا السبق سيكون الفقه جافًا. ضيق الافق.
يلاد
الإبرانيون. قبل أن تكون فلسفية, ردح عرقاتية صوفية؛ وحتى إعمال العقل فى أمر
اليد والمعاد أيضْنًا بقع تحت تأثير التصوف أيضْنًا؛ ويم مؤسس الفلسقة الإسلامية,
أمرا ضروريا لبلوغ الوجود الحقيقى
بجدية والاهتمام بالحياة فيهاء وفى رأبى أن الاستدلال بان (التصوف كان سيبًا فى
موت الفكر السياسي فى العالم الإسلامى) قد استبدل العلة بالعلول (السبب بالمسيب)
وذك لان السبب ذى أفرغ العالم الإسلامي عن الفكر السياسى(**), قد ساق عدر
كبيرا عن النخبة إلى وادى التصوف الخيالى
+ - يهدف هذا الكتاب إلى شرح الفكر السياسى المسامين وتوضيسه خلال
اثتى عشر قردّاء وقد جاء ترقيب القضايا حول نظرية واحدة قليلاما تاتى بالصورة
هى أن العالم الإسلامى والمسلمين كان يحكمهم الاستبداد بعد عصر الخلافة الراشدة,
على كل هال كان الاستبداد هو الصورة السياسية الغالبة فى جميع الأزمئة
والأماكن التاريخية والمناطق الجغرافية المعمورة بالبشر.
وفى رأى الكاتب. فإن السبب الأول وراء افتقاد الفكر السياسى فى العالم
الإسلامى بعد القارابى» ووراء غلبة الصورة الصوفية على ذهن كثير من المسلمين وعلى
والترهيب» وطلى الكذبء وإلى إيقاع الدين والفكر فى فخ الاستبداد
إعمال العقل وعلى التفكير» ركان يعتبر كل شكل السلطة يتعدى على التشريع الإلهى؛
من العلامات البارزة على الشرك والاتحطاط.
إن أهم سمات سياسة الاستبداد, أنها تستحوة على المستبد وتحجبه عن أرض
الواقع, فإذا رغب أهل الفكر فى البحث حول هذا الموضوع (ماهية السياسة
والاستبداد) وهم غير قادرين ولا صبورين على مخاطر الخوض فيه فسوق يتحرف
البحث القكرى بهم إلى أودية أخرى وتتحول أدلتهم إلى أهداف غير عملية أو فارقة
بالتسبة لمصير الجنس البشرى. وبالقطع سوف ينتج عن هذا إبعاد الموضوع السياسى
(الأصلى) إلى رادى التصوف
كثيرًا . من اهم عوامل الاضمملال والانحطاط التى يجب أن نجتهد بالحكمة والدراية-
وقطمًا بالصبر لعلاج وضعها الراهن, حتى تعلو شجرة التوفيق والنجاح بأرواح
تصبح أمانينا التاريخية حلوة ولكن بعون الله تعالى, تغلب على اذ والعلقم الذى يملاً
لماتى العالم المجهد من الاستبداد والاستعمار والتظم وكوارث الدنياء ركذاك إنقاذ
يقرون ما سطرت» أتقدم بالشكر إلى الذين أرشبوتى إلى
اد. محمد خاتمى
هوامش المقدمة
(*) هجرى شمسى
)١( سوف نوضع فكرة القهر كما وردت فى مت الكتاب فى شرح أفكار القارابى
عميقء ولم تكن قادرة على أ, تتدخل بمقردها فى أصور الغرب الفقىء الذى أخذ متها
(**) يقصد القهر والاستبراد
الجزء الأول
مسن ذاكرة التاريغ
المبحث الأول
غلب الاستبداد وطوفان القهر
أعلن «يعقوب بن اللي
على أوامر الخليفة العباسى, رغية منه فى الاستقلال بالدوا
الناس أصامهء ثم ارتقى منبرا يقف على جانبيه جنول
الحاجب: أحضر عهد امير المؤمنين حتى اظهرم
هذا السيف فى هذا المكار
فى لقلفةة اسك بالسسيف» وأثناء التلويح به فى
يقصها قاص ذكى عن ابن صقار هى نفسها حكاية مكزرة
القوة؟ السيف البتار الذى يعتمد عليه من ينافسونه ومن بينهم خليفة بغداء
لم يكن الخليفة (المعتمد على اله المعاصر ليعقوب أول من يستمد فوته من قو
السيفه وإن كان قد سار على درب اعتد قبله عشرات السنينه وبدأ بتاسيس المكومة
ك بشكائه أن عماد
اب السلام بين الإمام الحسن المجقبى (رضى الله عنه) - آخر خليفة
من الخلفاء فى تاريغ الإسلام يوصف بالراشد(") ومعاوية ن أبى سفقيان. اعتلى
بعد استتباء
يستطيعه هو فقط الانتظار حتى تضعف السلطة المسائدة الحكومة القائمة. فينضوى
تحت لواء قوة أخرى تستولى على زمام الأمور. وحينئذ يتحول السُكم إلى ملكية حاكم
غاشم بدون تدخل الامة أو مساعدتها أو رآيها. وقد استفاد «بنو العباس» أيضنا من
ضيق الناس المتزايد من الأسويين. واستغلوا هذا الأمر فى ترسيخ حكومتهم
يعقوب بن الليث الصفارء لم يكن ليستقيم له الأمر دون اكتساب العهد من الخليقة؛ ولم
كان القمع القاسى من معاوية للمعارضين له. وقتل كبار الصحابة مثل «حجر بن
عدىا"أ. هى إلى حد ما أساسبات استقرار حكومته الغاشمة, أما المعارضات
والثوزات ضد الحكومة الأموية؛ فقد كانت نار لا يتمد أوازها بسهولة أو يسسرء فقد
الذى طوى سجل الملكية الأموية بأسرع كثيراً مما كان يظن معاوية.
النزاع, بالإضافة إلى ذلك فليس بغائبٍ أن يكون سلوك الأمويين التحيز ضضد غير
العرب وظهور العصبية القبلية التى كان الإسلام قد محاهاء قد ساعد على أن يواجه
الأمويون معارضات جديدة؛ ورويدًا رويدًا تحول سيق الأقوام غير العربية . خاصة
الإيرانيين إلى رفض لسياسة بنى أمية العنصرية.
ثم أضافت حركة المعارضة المعروقة باه
إلى الممارفتين السابفيتن
وثقافية واجتماعية. ١
تعد فرقة الخوارج أخطر الفرق فى عهد بنى أمية؛ فقد واجهتها الحكومة
ضيق أفق معتقداتهم أن أصبحوا آقل الفرق تواوْمًا مع الفرق الأخرى. برغم
الآراء والفرق التى ظهرت بعد رحيل الرسول الكريم بلي
والخوارج يرون - لضيق أفقهم - أن عثمان وعليًا وأصحاب الجمل ومماوية:
جميعهم كفارء ثم ثنوا بأمر غير مقبول ومتشدد وهو تكفير كل المسلمين عداهم. وتظرًا
لأنهم يعتقدون بأن قتل المعارض أمر واجب؛ فقد أثارو! - فى اليداية - طوفانًا من القتل
والنهب والعتف» وكان ذلك سببًا فى نقور غالبية المسلمين منهم. وكذلك نفور الفرق
الاخرى المختلفة. ولكن مع مرو الزمن؛ أباح انتشار الحكومات الظالمة والتحيز لغير
العرب؛ ظهور تعديلات نسبية فى طريقة الخوارج وفى رسومهم (تقاليدهم وأدابهم). ثم
الخوارج, وبخاصة فى البلاد القاصية مثل
من غير العرب وكذلك من للامويين والمقربين إليهم قد أبعد عامة
الأمة بالتدريج عن النظام الحاكم» خاصة مع امتداد الفتوحات الإسلامية ودخول
عناصر غير عربية فى الإسلام.
فى هذا المتاخ, لاقت دعوة الخوارج التى ترفض أى امتياز قومى أو طائفى
الماكم أحد أفزاد الأمةء ينظر ويقضى وفق أحكام الدين الصحيحة, كذلك أسقطوا من
الحاكم مقيد بالعدل» , وعليه أن يحكم الناس بالعدل, أما إذا تراجع عن الحق والعدله
كان القمع الأموى الشديد وقسوته الزائدة عن الحد سيبًا فى انتقال حركات
المعارضة للحكومة من العراق والشام إلى أقصى البلاد بدا عن مركز الخلافة وفي
هذه البلاد نفسها وقد عانت فى السابق من صراعات الشعوبية اتجه التأثير
على التعصب العرقى للعرب, وعلى تحقير الموالى وغير العربء وكان هذا السبب ذات
دسا دسي ماس دي را؟.
إن استبدال المساواة وحياة الخلفاء البسيطة فى بداية الإسلام؛ بالتعصب
العرقى ويتأسيس ملكية الإشراف؛ واتجاه الدولة نحو البذخ والإسراف» مع +
تفقات بيت المال من ضرائب وخراج مبالغ فيهاء وكذاك تثبيت دعام السلعلة القومية
والطائفية والفردية بما يناسبها من أقارب الحكام ومحاسيبهم؛ وعلى حساب آلام عامة
الحركة فى الوقت الذى أكدت فيه على المساواة بين الشعوب أمام الله وفى
أنفسهم سلالة خسرر وجمشيد؛ ويصفون الأصل العربى مقارنة يأصولهم -
بالوضاعةا"'). على كل حال, لقد تقاربت جميع الفرق المعارضة لسياسة الحاكم وكان
متهم معارضون من أهل الكلام؛ وسياسيون, وشعوبيونء ومعارضون يقللون من وجرب
مواجهة ظلم الحكم؛ أو حتى الشك فيه أو نقد الوضع القائم.
وفى مثل هذا المناخ» كان التشيع هو أكثر الحركات قدرة على التواجد والتحرك
فى ميدان التاريخ الإسلامى, كما كان هو المرجع لوجود آثار سياسية وثقافية
محقق منصف أن ينكر أثر هذه الحركة فى تأسيس أو نشر أكثر الحوزات المعرفية
والثقافية فى تاريخ الإسلام؛ خاصة وأن مقام التث فى العياة قد رفع من مكانة
النظر العقلى والتفكير الفلسفى. لأسباب سوف ب
بعد. ومن بين الفرق ف غرفت فى التاريخ ياسم »الشيعة الإمامية»-
وهى أهم الفرق تاثيراً واكثرها عدًا. برغم ظهور فروع أخرى شيعية فى قترات
تاريخية مختلفة, وخاصة فرقة الإسماعيلية. 0
ار إليها فى مناسبات مختلفة فيما
لا شك فى أن ساحة القشيع وفاطيقه سواء فى الأمس أو اليوم. أو فى دوره
السرى أو الجهرى لم تنحصر فى بلاد إيران فقطء ولكن القضية التى نطرحها هى
اعتبار إيران أهم مركز التشيع؛ وخاصة منذ استقرار الإمبراطورية الصفوء
اليوم وأن هذه المركزية قد أصبحت أكثر ثيانًا وعراقة.
عمومًا؛ كان القمع القاسي للأمويين وغلظة قلويهم وقسوتهم فى مواجهة حركات
المعارضين سببًاً قى انتقال الحركات المعادية للتظام من العراق إلى سائر البلاد البعيدة
عن مركز انخلافة ومن سلطة الخليفة وعماله. حتى يكون القمع أكثر صعوية عل,
النظام؛ وكانت إيران خاصة مناطق خراسان وطبرستان والجبال . من أهم قواعد
اعتبار أنها من أبعد المناطق الإيرائية عن مركز الغلافة: وكذلك طبرستان والجبال.
لمناسبة موقعها الجبلى ووعورة درويه؛ قواعدٌ آمنة للمعارضين للحكومة: كم كانت
مناطق جذب أساسية لجميع المعارضين
وخلال حكم الأمويين تقدم العباسيون خطوة فى هذا المجال ويدأوا دعوتهم
بالاستفادة من مشاعر الناس المعادية للأمويين - خاصة مشاعر الإ
يرقعون شعار «الرضا من آل محمد" "). وفى البداية كانت الدعرة العباسية سرية
المباسية قد اختارت اللون الأسود فى الثياب والعمامة, كمظهر للحركة الجديدة, ولهذا
جماعات سرية ب «نوى الثياب السوداء٠!"'). وفى سبيل الاستيلاء على السلطة, ركب
العباسيون موجة المشاعر المعادية للأمويين والمضادة للمروانيين!'' وبدأوا أمرهم
واكن فى الصدام الأخير للمسلمين (وبشكل عام الشرنيين بالمعنى السياسى
اضطراب فى الفكر وفى العلاقات؛ وتخلف فى ساحة العمل
فى هذا الخضم. كانت توجد دائمًا اللجاجة والجدل الفكرى والعملى على
الساحة النسياسية. ولم يُقصَر رواد إحياء الفكر الدينى والقومى (بالتظر إلى المستقيل)
هناك أفتان عظليمتان عندنا نحن الشرقيين» وهما إما الإعجاب الشديد. أو النفور
الشديد؛ وكانا هما المائع الأساسى من المعرفة الحقيقية للحضارة الغربية. باعتبار أنه
أعظم الأحدات الواقعية فى المرحلة الأخيرة من حياة البشره وأصيع المجددون
والمصلحون سواء زادت درجة إعجابهم أو نفورهم؛ أو قلت أسرى الإفراط والتفريط
فى ميدان الجدل بين الأصولية والتجديد, فحادوا عن الطريق المستقيمء وأصيع هذا
وكما قلت فى موضع سابق. فإن التجربة الإيرانية الحالية من الممكن أن تكون
بداية مرحلة جديدة من أجل التحرر من هذا الاضطراب الفكرى والعملى؛ بالطريقة التى
نحاول الاجتهاد بها كى تصل إلى المعرقة الكافية التى تؤهلنا لنقد الحضارة الغربية
وراء هذا الضجيع وتلك الاهتمامات. إشارات بارزة تدلل على تحرك العلماء وتحررهم
يحتاج بحث أوضاع المسلمين وأحوالهم فى مجال السياسة فى المرحلة الأخيرة
قبل. وكان عازمًا بعد بحثه السابق (بحث فى الفكر السياسى الغربى - الذى أورده فى
كتاب «من دنيا المدينة إلى مدينة الدنياء) وبحثه الثانى, هذا الكتاب, على الاضطلاع
بتحليل وتوضيح الوضع السياسى والفكر السياسى فى العصر الحديث, ولكن شاءت
الأقدار الإلهية أن تحوله من آفاق السعادة وعطر الفكر السيامى» إلى واد علىء
بالأهوال والأخطار ورعي العمل السياسى, وهكذا انشفلت فى هذا الموادى حتى عن
إيجاد وقت قصير لكتابة مقدمة بسيطة على كتابى» وطال انتظارى لأكثر من عامين"
"- فى هذا الكتاب. وفى إطار تحديد ملامع الواقع الروحى والدنيوى للمسلمين»
عصدت إلى شرح الآراء السياسية لعدد من الفلاصفة والعلماء والساسة فى العالم
الإسلامى. بداية من القارابى ونهاية بابن خلدون
أو تيسر لأحد البحث فى مجال الفكر والعمل السياسى قبل القارابي وبعد
اين خلدون - ولكن وفق منهج سيتعرف عليه القراء ضمن البحث إجمالاء واستتباطً
لأفكار وأقوال عظماء تم تناولهم فإنه ان يستطيع العشور على أفكار جديد: ليرجع
هذا فى الواقع لتكرار كلام هؤلاء العظماء: أو التلفيق والتوفيق فيما بين
وأبادر بالقول بأنه لابد من الاعتراف بأن شرح الفكر السياسى ل(إخوان
محاولاتها الفكرية إلى التاثير فى فكر المسلصين وعملهم, ولكن للأسف لم تسمح
مشاغلى الجمة أن أجمع ملاحظاتى المبعثرة الخاصة بهذه الجماعة؛ أو أن أنظمها
ومثا فطرح سؤالا؛ لماذا مع وجود شروح رائعة للفلسقة فى العالد
الإسلامي؛ ووجود إبداعات وتجديدات على هذه الساحة: وتقسيم الفلسفة إلى نظرية
وعملية, وهو تقسيم من ايتكار الفلاسفة المسلمين ودليل على وضوح الفكر الفلسقى. ماذا
غفلت الفلسفة العملية خاصة فى أكثر أقسامها تخصصًا عن الاقتصاد والسياسة+
من الجائز أن نظن أن الغلبة فى العالم الإسلامى كانت للدين, وأن الدين كان
على قمة شئون الحياة الإنسانية» وذلك لأن الإنسان المتدين يرى جذوره فى الدنيا وقق
فكره وتامله.
واكن اليس الطريق الذى يجب عليه أن يمضى فيه من المبدأ إلى المعاد هو طريق
يعبره فى الأرض وبين المجتمع؟ وهل من الممكن بدون إعمال المقل فى أمر المعاش أن
يتامل بصدق ويتدبر فى أمر المبدأ والمعاد»
ك
باطلها على أهل حقها إلا هذه الأمةء فإن الله تعالى أظهر خيارها على اشرارها وأظهر
أهل الحق على آهل الباطل ليتم لها بذاك ما اسداها من نعمة عليهاء فقد استقر الحق
قراره. وقد كنت شرطت لكم [يقصد للحسن] شروطًا أردت بذاك الألفة واجتماع الكلمة
وصلاح الأمة وإطفاء الثائرة, والآن فقد جمع الله لنا كلمتنا وأمز دعوقتا؛ فكل شرط
شرح ابن خلدون بأمانة استبدال الحكومة القائمة على القوة والقهر(*)
بالخلافة والحكومة القائمة على أفضلية الحاكم ومصلحة الأما, وقد اعتمد فى تحليلاة»
وأسبابه على (نظرية) مجتمع العمران. وذكر التحول كامر طبيعى» وتوصل إلى
مهم مقادة أن مصير الفكر والسياسة طوال التاريخ الإسلامى» ,» كان يرقيط
بشرطا") هو (القوة والقهر). كما يرى أنه بدون ملاحظة هذا الشرطء فإن البحث فى
موضوع مصير الآمة الإسلامية وطبيعة السياسة عند اللسلمين سيكون بحث مضل أو
فى الوقت الذى طغى فيه معاوية وتصدى الخليقة الشرعى معتمدًا على
الإمكانيات التى سخرها احسابه أثناء توليه الشامء استولى على مقاليد الحكم. مخالقًا
السسنة والسيرة التى كانت سائدة فى نظام الحكم فى تلك الأيام؛ فبمجرد رحيل نبى
الإسلام كَِةِ أطلت «مشكلة المشروعية+
مع رحيل نبى الإسلام الجليل كَكة ظهر أول خلاف بين المسلمين. وكان سياسيًا»
ثم أصبع هذا الخلاف بعد ذلك هو الموضوع الأساسى للاختلافات الكلامية طوال تاريخ
المسلمين؛ ولكن كان فعل معاوية - ويمعايير كل الاطراف المختلفة غير مقبول»
كانت الجماعة المعروفة فى تاريخ الإسلام ب«الشيعة» ترى أن الحكومة الفاضلة
يتكقل بتوضيحهاء؛ متها فى ذلك مثل جميع الموازين الدينية التى يتكفل بتوضيحها -
يدون أن أمر الحكومة موكول للامة, وأن أى شخص يختاره السادة المقلاء (آهل المقد
وائحل) يكون هو الحاكم الشرعى. وقالوا: إن أبا بكر كما يراه أهل العقد والحل كان
كان يؤخذ فى الاعتبار نوما مراعاة الشروط (شروط الإمامة عند ال لقد كان
رو الناسل على اليف لقال من كل موب بن وقع من أحداث فى تلك
الفترة إلى مفهوم الحكومة عند الناس؛ كما يشير إلى الحقوق التى كائت للناس.
جاتبين؛ أحدهما التعهد بطاعة الحاكم واتباعه؛ والثانى: الحاكم يُخْتَار وفق حدود
وشروط خاصة. أما ما لم يتطرق إليه القبول فى أى حال من الأحوال . فى هذا الأمر.
فكان الاعتماد على القوة من أجل الاستيلاء على السلطة.
بصرف النظر عن الشروح الكلامية لفعل معاوية من وجهة نظر البعض من أهل
الُنة. فإن معاوية إذا أراد الحكم بالعدل لحقق ذلك فورًا بعد استقرار حكومته بعد
التصالح مع الإمام الحسن (رضي الله عنه)؛ إلا أن معاوية قد أظهر اتحرافًا كبيرًا
وواضحًا عن طريق السُنة والسيرة (النبوية). ومضت الأيام حتى أصبحت الشروط التى
حندها علماء اهل السنة من أجل تحقيق مشروعية حكمه, لا تتفق فى أى منها مع ما
فعل معاوية.
إن هذه الشروط هى التى وضعت فى الاعتبار لقرون تالية؛ ولكن بشكل تظرى:
اشتدت مشكلة المشروعية السياسية, وازدادت بعد عصر *الخلافة الراشدة*
واعتمد السّكام للخروج من هذه المشكلة فى الغالب على القوة والسيف وقمع
المعارضين؛ وعلى الدسائس. وخلاقًا للظنء زاد أهل الزيف والزور المشكلة, وامتلا تاريخ
المسلمين بالعنف والعصيان والقسوة وعدم الأمان والغيبة والففلة. ورويدًاً رويدًا اشتدت
امد لم 5 غى المقايل القمع القاسى لها وبرغم وجودفاء
استمر الحكم بالصورة الوراثية, وحمت الآمة من حقها فى الا
ما أنه من الجائز أن نظن أن شريعة الإسلام وفقهه خلافا للمسيحية -
السياسة مادامت تكفلت نصوص ديتهم بشرح سلوك الفرد وكذلك الروابط بين الأقراد