الفتنة القدسة.
القسم الثالث:
البحث عن التاريخ المفقود
. اللغة العربية والتشظي الاجتماعي - ١
؟ - حركية الجامع في إطار عقاية التخاصم
... المسيحية والإسلام: جدل الأنا والآخر الآخر والأنا - ©
4 - الإسلام المقاوم. ١
* المتباين المتشابه في عقلية التخاصم بق
المراجع ...
(كل ما جاء بد القرآن حىء ويدلٌ على الاختلاف. فالقول بالقدر صحيح وله أصل
في الكتاب؛ والقول بالإجبار وله أصل في الكتاب؛ ومن قال بهذا فهو
وسثل يوماً عن أهل القدر وأهل الإجبار فقال: كل مصيب هؤلاء قوم عفّموا افر
يريد بقوله إن الله تعبده بذلك وليس عليه علم الغيب. وكان يقول في قال علي
لو افترضنا أننا موجودون في عيادة طبيب أمراض نفسية؛ وعرضنا عليه
يعال سوى مرة واحدة؛ وفي فترة من فخراته؛ وهي فترة لا تخضع في أهم عناصر تكوّنها للمقاايس
البشرية. فرة تشكل خلاصة التاريخ» زبدته» بخلاف أي تاريخ آخر. بل لا يعدو تاريخ أي شعبٍ
آخر أو أمة أخرى,» سوى الداخل في هذا اتاريخ بمعنى ماء مهما اختلف عنه. تاريخ جرى أو عم
الفتنة المقدسة
مختلفة؛ هم أشبه بأبناء عدة زوجات؛ يرتبطون نسبياً بأب واحد؛ كل منهم يسعى إلى الاستكار به
ويحاول من جهة أخرى رسم صورة عن (الأب» بخلاف ما يرسمه الآخر. وهكذا يتكائر الأبناء
والثقافية؛ وزمانيتها التاريخية والسياسية؛ من خلال ما تراهن عليه. ويغدو التاريخ في بعاده الواحاد
الأوحد (الماضي الذي يشكل جوهر التاريخ في تنوع مراحله؛ وتحولاته؛ وارتباطه بمنبعه (عقله
عرف بهاء؛ ومن خلال لغة تُرصف بهاء ومفردات تشكل دالتها الأساسية؛ وإرهاصات تعيشهاء
وآلية عمل تستد إليها. وتصبح (حمّى التاريخ) حمى الذات التي تسعى إلى تأكيد وجودها في
مسارها التاريخي؛ واعتبارها ذات الذوات. ويصبح التاريخ في تجليه الأسمى والمقدس (مع ظهور
الإسلام)» هو الملجأ الأمين لمن لا يجد أمناً له في واقعة المعاش؛ ومن يستهدف تحقيق غاية ما لتعزيز
صعيدء وبأكثر من معنى» لوجدناه؛ بالنسبة لهؤلاء» في تنوع مراميهم؛ وتعدد أساميهم, واختلاف
وإمكان سيادة على (الآخرين)؛ والدواء الناجع للذي يتلمس في نفسه مرضاً (اجتماعياً - سياسياً
نظاماً ملا برموز معينة.
إنه رأسمال يتجدد؛ ويتراكم؛ ولا ينفدء بل تتنوع أسماؤه» وتتعدد مصادره. رغم وحدة السلطة
المرجعية له؛ يجاد كل محموم فيه؛ ما يبحث عنه. لأنه مسكون به منذ لحظة الولادة. وهو في عملية
الب المتوع في ذاكرة جمعية؛ وفي اللاشعور الجمعي فالشخصي؛ يرز حجم هذا الرهان والوطيس
القتمة
وبيدو - وبقدر ما تُرجع ليه حتى الآن منذ ظهور الإسلام - أنه العصي على الاستهلاك. إنه
حتى تبحث عن موضوع آخر في مجال ماء يخصه. هكذا يظهر هذا التاريخ ساحة تحريب وتحارب.
ولهذاء فالحصومة تقوم على تفاعل تتابذي وليس تجاذياً.
تقدم (اللدود في الخصومة) والقدرة عليهاا". وهذا يؤدي بن إلى إظهار ما يلي:
التخاصم هو التجادل؛ والتجادل هو التغالب والتصارع والتاحر.
والتخاصم هو التجاذب السلبي, لأنه يقرم على علاقة تضادية. . حيث يوجد طرفان؛ كل
طرف يسعى إلى الظهور بمظهر الأقوى» بوجود الآخره سيدا عليهء وآمرآ؛ بامتلاكة
والتصرف فيه.
والتخاصم هو التفاعل التخريي داخلاً وخارجاً. مادام كل طرف يقدم نفس بوصفه
(مالك الحقيق6.
والتخاصم «أخيراً؛ وليس آخراً؛ هو عنصري قهري ماورائي وواقمي في آن؛ بالنسبة
للأطراف التي تدخل في مجاله. فهو من جهة يقود المسكون به؛ ليمارس عنفاً ضاد من
يُخبر (الآخر الغريب؛ الأدلى قم وكأن هناك فوة قاهرة (غيية» تسكنه؛ وتتصرف
النشوء والنبلور والتحول. بحيث يسهل تداخل اللاهوتي مع الناسوتي على أكثر من
الفتنة القدسة
ويجب ألا ُفهم من كلمة (لماورائية) في تجليها اللاهوني, المعنى الغيي الذي يستحضر في ذكره هنا
على الانحلال. أقوى من كل سلطان معارض. أليس كل مذهب يُتبر ديناً أو دنيوياً (رغم عدم
وجود تعارض قطعي ينهما؛ يمد جذوره في غيب معين, من خلال البرهنة على مصداقيتها المطلقة؛
ومثلتها. فالأسماء تختلف, والمعاني تداخل هنا! وهذا يعني أن عقلية التخاصم المذكورة تبرز مدمرّة
التضاد؛ الذي يقوم على نفي أو إلغاء الطرف الآخرء
تشكلها؛ وترسم حدودها الجغرافية, ومعالمها الأثرية المعنوية» وتبرمج لأحكامهاء وميكانيزمها؛ وطريقة
تقرم في داخل حاملها على نبذ الآخرء لإعلاء شأن الذات, وألهنة الذات؛ لتجريم (الآخر؛ في
مختلف المجالات.
-١ ألم يكن البناء الأسطوري في بلاد ما بين النهرين» ومصر الفرعولية؛ وبلاد الشام» هرما
نحو الأعلى, بالاعتماد على القاعدة, ومن خلالها؟ وقد برزت صور الآلهة في مختلف
وفي الدرجة الثانية؛ تأني صور الملوك مؤلهة؛ قاهرة؛ بل منتخبة من قبل الآلهة؛ ومن خلال
مخيلة قاعدية محكمة؛ مرغمة على ذلك. ضد إرادة (عموم أفراد المجتمع» في مسار قدري
منضبطء منظي وكأنهم مفروضون على مجتمعاتهم (رغم ألهم مكوّنون فيها)؛ ويتبر
(جلجامش) الأكثر حكمة وتراجيدية في مسيرة حياته, نموذجاً حول ذلك. إذ (ثلثاه لاهوت)
من حيث رقي مكاتهم الاجماعية وهم مرشحون لإصلاح الججمع؛ وقادد والرقي
*- ونجد أنفسناء فيما بعد» وفي أغلب المراحل التاريخية؛ في مواجهة حكام؛ يدون في
ضيم من جهة أخرى. وهذا يعني أن كل من يحاول التشكيك في حضور هؤلاء قياديا؛
القدمة
جاء الخلافة أو كانت له قدراً كماأتىزيهةمومسى على قدر
وبوسعنا إثارة جملة من المسائل التي تبرز من خلالها عقلية التخاص» فاعلة فعلها في الثقافة العربية -
الإسلامية, تلك المسائل التي تقدم لنا التاريخ العربي الإسلامي؛ منذ البدء» وحتى الآنء في
الغالب الأعم ممهوراً بأكثر من صراع يسم عناصره المكونة؛ ومدوناً على طريقة المصادرة على
١ - السألة الأولى التي نشهد فيها عقلية التخاصم» تخص المرحلة السابقة على الإسلام» والني
معنى؛ ولأكثر من سببا:
أ فقد قل من قيمته؛ في عمومه. وطعن فيه؛ لإعطاء الإسلام قيمة تاريخية استالية.
هذه العقلية تكشف عن محدودية أفقها التاريخي» حين تقابل بين مرحلتين تاريخيتين»
العقلية تؤكد على مثالية الإسلام وماورائيته ماما
ب - يشكل تسخيف التاريخ السابق على الإسلام إيديولوجيا مضادة؛ تكشف عن عدتها
وعتادهاء في محاولة منها احتواء كل من يحاول النظر إلى الإسلام» باعتباره نتاج تاريخ
جد هذا التغيب الشمولي لكل قيمة معنوية؛ يتمتع بها التاريخ السابق على الإسلام» في
تجليها اليهودي المسيحي الحنفي (وهل ممكن تجاهل الدلالات القيمية الكامئة في
القرآن. والأحاديث النبوية, بخصوص «إمام مكارم الأخلاق» التي تيز العصر السابق
على الإسلام. وممكن القول: إن عقلية التخاصم هناء تبرز في عمومهاء من خلال ما عبر
عنه وكتبه (محمد محبي الدين عبد الحميد) امحفق لأكثر من كتاب تراثي. وذلك في
فوله (كان العالم يوم بعث الله رسوله بالهدى ودين الحق بتيه في بيداوات من ظلم
الفتنة القدسة
المغاورة والنكسب من طريق النهب؛ وشن الحروب؛ والاعتداء على الحقوق والحرمات»
ونما يجدر ذكره بخصوص فول كهذاء يتكرر هنا وهناك. وخاصة في أدبيات الكثير من
(الدعاة) الإسلاميين, والأصولين المتشددين؛ هو أن النظر إلى الإسلام يتم من داخله؛ ومن
خلال شعاراته الكبرى التي تعرّف به. وأن التعامل مع العصر السابق عليه يتم من خلال
مشاهد السلب والتعنت والعداء والعنجهية التي برز فيها العربي (الأعرابي) بشكل خاص»
السلبي من الإسلام. وتظهر هنا الآية القرآنية الني نصها الأعراب أشد كفراً ونفاقاً وأجدر
آلا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم»!""؛ تظهر محركة فاعلة في
بلورة تصورات سلبية شاملة؛ ذات طابع إسلامي موجه؛ حول العصر السابق عليه. رغم انها
ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول آلا إلها ربة لهم سيدخلهم الله في رحمته إن الله
غفور رحيمط!".
وليس من للعقول أن ينزل القرآن في قوم؛ بلغة لا يفهمولهاء من حيث المعاني. فلغة القرآن
عرياً غير ذي عرج لعلهم يتقونح""؛ كناب فصلت آيانه قرانا عرياًلقوم يعلمون»!""»
على الإسلام» وتدمه, فبدافع مثلنة التاريخ اللاحق» تاريخ نشوء وتبلور وانتشار الإسلام»
ومنحه حضوراً علمياً. دون ذكر محوره التاريخي والاجتماعي الذي تميز به (عرياً). وكذلك
ولعل الذي يظهر لنا مثالية هذه العقلية؛ هو أن التواصل والتداخل بين التاريخين: التاريخ
من جذورها. ومن يتمعن في مواجهات الأنصار والهاجرين بخصوص من سيخلف الرسول
أقرب المقربين إليه؛ وتعينهم في مراكز السلطة الحساسة؛ وما جرى بين (علي ومعاوية)...
الخ؛ تأكيد على أن جذوة العصبية ما انطفات ومن جهة أخرى, فإن المتأمل في سيرة البي
القدمة
حضوره الإنساني (أنا أعريكم: أنا من قريش» ولساني لسان بني سعد بن بكر)ل"'"؛ (من
بل يظهر أحد كبار المؤرخين العرب _ المسلمين» وهو (ابن خلدون) مسكوناً 4ركزية العصبية
الفريشية؛ عندما يحاول التأكيد على فاعلية الحضور القريشي في السلطة؛ مشرعناً للسلطة
الفريشية وسيادتها على العرب المسلمين, كما في قوله (إذا بحشا عن الحكمة في اشتراط
النسب القرشي ومقصد الشارع منه لم يقتصر فيد على النبرك بوصلة النبي صلى الله عليه
وسلم كما هو في المشهور وإن كانت تلك الوصلة موجودة والتبرك بها حاصلاً لكن النبرك
ليس من المقاصد الشرعية كما علمت فلا بد إذن من المصلحة في اشتراط النسب وهي
المقصودة من مشروعيتها وإذا سبرنا وقسمنا لم نجدها إل اعبار العصبية الني تكون بها
الحماية والمطالبة ويرتفع الخلاف والفرقة بوجودها لصاحب المنصب فتسكن إليه الملة وأهلها
فيها دوامهاء وتأثيرها المستمر في كيان الدولة العربية - الإسلامية. رغم أنه يفصح دباطيا
عن حقيقة جلية؛ وهي ضرورة ملمة كيان الدولة العربية الإسلامية في عصره (القرن الرابع
والتقافية. في الساحة الثقافية العربية الإسلامية؛ ينبني على موقف صدامي مع ماض؛
بقصد تصفية الحساب معهه والإعلان عن قطيعة جذرية معه في النتيجة. ولكن هذه العقلية
استحضار هذا التعبير» من موقف إسلامي معين؛ لذم من تحبره خصماً. سواء كان ينتمي إلى
نفس حقلها (وما أكثر الفرق الإسلامية» أو كان خارج هذا الحفل. ومن لم استثمر هذا
التعبير على أكثر من صعيد وخاصة حديثاً؛ ومن قبل جماعات إسلامية تدّعي أنها الممخلة
الحقيقية للإسلام. فأصبح هذا العبير متحلاً؛ فبعد أن كان يشمل مرحلة تاريخية سابقة على
معينة؛ هم وسواهم من أبناء المذاهب الأخرى؛ فتجذر الإيديولوجيا الإسلاموية أكثر»
وتتشظى انيلة الإسلامية؛ والذاكرة الجمعية الإسلامية؛ من خلال الصراعات التي تتشغل
بها. وقياساً على ذلك؛ يمكن القول: إن هناك ما يمكن تسميته دنتيجة الاستعمال المتكرر
بير المذكوره ب (الجاهلية الذهبية) بخصوص نفي جماعة دينية إسلامية لأخرى.
و(الجاهلية القوميج. عندما نجد دعوات حزبية وتحزية قومية مذ امفهوم القومي العروبي
في أعماق التاريخ العربي؛ ملحقة الإسلام نفسه لاحقاً به؛ معتبرة كل من لا يحرف بذلك
اليهودي في قلب التاريخ العربي - الإسلامي؛ وتاريخ المنطقة؛ والعالم أجمع؛ هنا وهناك..
والمسألة الثانية التي نشهد فيها عقلية التخاصم؛ هي تلك التي تسعى إلى قراءة التاريخغ
العربي الإسلامي, قراءة مرافقة وتفسيرية ظاهرية, غالبا لأحدائه دون التمعن في الأرضية
ودينية وغيرها في إطار هذا التاريخ» بشكل عام؛ يتم تفسيره من موقع التبريوء وليس من
منطلق النقدء أو محاولة في التغير. وبيرز في هذا الاتجاه (وهو الاتجاه الغالب الذي يضم
كبار كتاب أو مؤرخي هذا التاريخ)؛ أولتك الذين برروا ظهور الخلفاء الراشدين؛ لم مجيء
الأمرين من بعدهم. إضافة إلى عرضهم للأحداث التي تمت: مثلاً كيفية التخاب (أبي بكر
لاحقاً.. الخ وإضفاء صفة شرعية في الغالب الأعم على ما جرى» ومنح مصداقية للحكام
الذين تالواء وكانوا خلفاء على المسللمين. إنها قراءة لا تناقش التاريخ؛ بقدر ما تحاول في
أو لم تصرح به) كل قراءة تخالفها في اتجاهها!
هكذا يمكن التعرف على (القراءة السئية) التي تشكل القراءة الأكثر حضوراً حتى الآن» في
التاريخ, لأنها ارتبطت بحضور أكبر للاتجاه السني في السلطة السياسية؛ حيث استقطبت
بأكثر من طريقة كل ما من شأنه تعزيزها. فبرزت الفاعلة الأكبر في تشكيل ذاكرة جماعية
إسلامية؛ وحتى لاوعي جماعي إسلامي؛ ومخيلة جماعية إسلامية» بل وجمهرة جماعية
حضورها هنا وهناك, من خلال أحقية (علي بن أبي طالب) في الخلافة, ومخاصمة الاتجاه
الغالب (السني)؛ فإن هذا الاتجاه (الشيعي)؛ الذي تشعب إلى فروع؛ نظراً لتعرضه لأكثر من
حالة ضغط ومواجهة سلطوية» وقذهبات مختطفة أوصلت (علياً) إلى مرتبة الألوهية؛ لتأكيد
حضوره في التاريخ؛ بقي رغم كل محاولاته في الظل» لأسباب سياسية واجتماعية وتاريخية
وإثية مختلفة؛ ثم كان هناك فرق تتداخل فيما بينهاء وتتصارع (تتخاصم) داخل التاريخ»
وتشكل اتجاهات سياسية وتمذهبية وفكرية في كيان الدولة العربية - الإسلامية كالاباضية.
وضمن هذا الإطارء يسهل قراءة التاريخ - بشكل عام - من منظور ما هو إسلامي رسمي
(سني غالباً)؛ حيث عرف على بداية الخليقة (على كيفية خلق آدم مع ذكر أوصافه؛ وذكر
سيرة حياته؛ ومن جاء بعده من ذريته)؛ لاحتواء التاريخ في كليته إسلامياً؛ دون وجود وثائق