مجموعتنا » في محاولة صادقة لاستشفاف معالم الحاضر . . على
شيء لدينا » بعد كل الذي جرى وجري +
سوى انتظار قرارات مجلس الأمن لمعرفة مدى قدرة الرأي
العام الدولي على تفهم حقيقة اقتطاع أرض عربية محتلة بالقوة
وضمها إلى كيان مصطنع .. ومهما كان شكل القرار
ماء مثلج نشرب مئه نحن ودول الامم المتحدة كل يوم على
الريق .. وسوى فيليب حبيب الذاهب الآتي كالمكوك
ويشد أوتاره في الاعناق رغبة ( العملاقين ) معاً في أن تكون
المناطق الساخنة في العالم تحت أقصى درجات التحكم
والتطويق ٠.
أرأيت رعاة المناطق المرعية يغرسون وينقلون الاوتاد
لأبقار الحليب فلا ترعى إلا في مدى الداثرة الني يجددها الحبل
في العنق ؟
نتيجة ذلك » ولنقلها بدون خجل ولا لعب على
الالفاظ :
ان المنطقة لم تعد لأهلها ن"
المنطقة التي طردت الاستعمار ما بين 1449
1١ » ورفضت البيان الثلاثي عام 1468 واسقطت
مشاريع الاحلاف » هي نفسها الان التي تقع جريحة تنتظر
العطف الدولي ؟
. . المنطقة كلها دخلت مرحلة انعدام الوزن حتىق
أضحت قبضة عسكرية ارهابية - سياسية تتزعم مليونين
ونصف مليون من الاشتات تكفي وحدها لترسم خرائط
المنطقة كلها ؛ ترسم الاقدار لمائة ونصف ماثة من ملايين
لبد
حتى ( شارون ) اخذ يرسم فيها الخرائط للحدود في
الشمال والجنوب والوسط . .
وحتى قبضة من المهووسين اليهود في أمريكا وجدوا
ان اسرائيل عما قريب ستشمل ما بين عدن والخليج
حت اقصى شمال العراق .
وهل نخجل بعد هذا ان نقول :
ان المنطقة لم تعد ملتهبة . .
كل الاخطار التي تهدد مصالح الدول الكبرى
وتضطرها إلى المراقبة اليقظة كعجائز الزرادشتيين للثار » كلها
السلاح الذي يتكدس ( يفرقع ) يومياً في لبان وفي غير
لبنان لقتل العرب فقط . .
الفداثي الذي ظهر نشازاً وعل غير انتظار ظهر من
تعهد بإيقافه !!
حرب رمضان عام 1477 اضحت ذكرى لايتام
مصر سلخت من الجسد العربي وقد سلخت حياة من
النظم العربية تطوف حول نفسها كالقط الذي يريد ان
يصطاد فيله . .
السلاح الحجومي ممنوع على الطرف العربي ٠.
السلاح التكني يتكدس للقمع والتهديد الهجومي
اليومي عل الطرف الآخر . .
وكل الامور على ما يرام يا سيدتي المركيزة !
وإن اختلفت مرة أخرى الاختلاف الكبير منطلقات هذا
اليأس الواح . .
... تلك هي (التسوية المثالية في رأي الكرملين
والبيت الأبيض . . انها على الاقل تلقي بالمشكلة إلى الجيب
الخلفي من اهتمام العالم لتموت مع الزمن ويتوطد فيها الامر
الواقع . . حتى وزير خارجية فرنسا وجد الجرأة الاشتراكية
ليهزا بكل التفكير العربي الرسمي تجاه الصراع العري
الاسرائيلي . . ثم قام الرئيس ميتران ليكرس هذا الهزء فزار
ان الحواة في جنوب السودان يلعبون حتى بالافاعي
الضخمة بعد عملية نزع الانياب !
أفبهذا الحديث تمتروث ؟
والان ما هو الدليل المادي على ما أقول ؟
الدليل الحي الذي لا يستطيع أي عربي أن ينكره هو :
رغم اياج فان الوضع العربي الرسمي لم يتفق بعد
على شيء . . لا على حرب شاملة ؛ ولا سلم شامل ؛ ولا
نصف حرب ولا نصف سلم » ولا فداء ولا تسوية ..
من الجانب العدو- للسخرية المرة - وضع لنا ميناحيم
نامج الغد .
قالوا في أخبارهم ان الاوساط العسكرية الاسرائيلية
ترى أن على مصر في عهد حسني مبارك أن ( تلزم أدبا )
وتهتم باقتصادها المتدهور ؛ أما الدول العربية الاخرى فعليها
السوفييتي » وأن تنشيء بناء قوياً عسكرياً وصناعة أسلحة
متقدمة » وأن تُعبىء مواردها لخدمة شعبها فقط + قبل
التفكير بالتكلم عن الحرب مع اسراثيل +
ينصب قرارت الامم المتحدة في الساحة ؛ ويقبل حولها
يرقص » وتتعالى الطبول وما ينمقون !
أما القضية نفسها فقد دفنت في العتمة مع شهداء
حرب رمضان 14777 +
وبينها يتجمل الخوف بالاصباغ ليصبح ممارسة سياسة
وحلول استسلام عند بعض الناس ؛ ويجتمي الاخروث
بالحروب الصغيرة ليرقصوا رقصة الحرب . . ولا حرب » ولا
ما يدفعون !
الشيء الوحيد الذي كسبناه هو السلاح الجديد »
الاهمال . . ركاماً من الحديد .
والوضع العربي الفكري (يا أحّ) مجمع على أن
( التكننة ) كانت المقتل العربي +
التكنولوجيا هي التي مسحت ملامحنا في حرب
رمضان . . ولكنه مجمع في الوقت نفسه على أن ( تكثنة )
الفكر العربي تحتاج إلى مدى زمني . . أنا في سباق مثلث :
سباق مع التخلف .. واخر مع الطلائع التكنية
لمتقدمة ركضاً .. وثالث مع العدو المفترس في أرضنا ..
أخّ ) رهان حياة أوموت !
إن ال 50 مليون عربي الذين نزهو بهم هم الآن
عبعالا قوة ..
انهم 166 مليون فم يأكل . . يستهلك ؛ لا 56“
مليون يد تعمل +
المردود المنتج في هذه الملايين لا يصل إلى العشر . .
وهل أنا بحاجة إلى أن أبرهن على المقولة ؟
وبينا تقرض الجيوش كالقراض دف +ع كلا
والفتوة الديمغرافية ؛ وسوء استعمال الثروة ما يتبقى . .
إها العشب الشيطاني الذي اذا استشرى أكل قمم
الاشجار » مع الفروع المصفقة دون ثمر ولا كفاية ؛ يجب أن
تدافع عن نفسها . . أليست لها قوة الدفاع عن المكاسب
والمصالح +
ومن المؤسف بالمقابل أن هذه الطلائع الاختصاصية
بشرية لم تتمتع هي نفسها بعد بالموقف المستقبلي . . شعورها
بالغد ضامر حتى الذهول. الركض اليومي وراء الحبزء أو
وراء الخبز الأحسن إماهاً حتى الآن عن الطموح. . عن حمل
الهموم . . عن المعاناة .. وإنما تتفجر النهضات في تلك
اللحظات الملهمة الوهاجة من تاريخ الأمم التي تكون فيها
مسؤولية المستقبل أكبر وزناً بكثير من الحاح الواقع وإغراء
العنادل فيه .. تنفجر حتى تصبح الطلائع استشراقا
باكملها وتوقاًعنيفاً . . إلى الغد ..
استطاعت أن تهزٌ وتر المستقبل في الجموع الكبرى . . أن تنبه
هذا الشعور العميق بمسؤولية اللحظة بالنسبة إلى الآني ..
أن تنقل مركز الثقل في التفكير الانساني من وضع الركود بين
القدمين إلى وضع الركض على مسافة نصف متر أمام عينيه ٠
ثلاثية الوعي الضرورية لمثل هذا الموقف الحركي -
نحو الآتي » لم تتضح بعد من رجال الفكر العربي . الجدلية
المثلثة بين وعي العصر ء ووعي الذات العربية » ووعي
سكونية لما تزل .. لا معالم العصر التكني - الذري -
القوى العربية بالمدروسة لديهم ؛ ولا إبعاد الخطر الزاحف
محمولة محمل الجد . . وأما الوضع الشعبي العربي الممتد
جوعاً كقطع الليل ؛ فلا أبأس ؛ ولا أقسى . .
إن كان ثمة من انسان ذي بعد واحد أو بدون أبعاد
مأساته أنه الضحية التي لا تعرف أنها ضحية !
عقدته الكبرى هي الخوف ...
اليومي . . لا الفصام ولا أي داء من أدواء
السيكوياتية المعقدة هي مشكلته !
انه خائف . .
الخوف عنده رفيق العمر منذ عام 1498 يلتصق
به ؛ يلهب ظهره . .
نحن بكل بساطة 15٠0 مليون خائف على المال . . على
الولد . . على المستقبل . . على الوظيفة . . كلنا 1
وبعد ضم الجولان. كان الفشل الأكبر الذي سجل هو
أن ذلك الخوف لم يتحول إلى شعور كارث بالخطر .
ظل خوفاً من توافه الخوف عل المصالح الاثانية ..
يفترس الجموع ويلصقها بعضها ببعض كالصخر.. لم
يصبح من تلك الاخطار المصيرية التي ته الشعوب حتى
النخاع الشوكي .+
ظل في حدود الذات الفردية ولم يتسع حتى يشمل الأمة
كلها . . لا اجتمع في قناة واحدة ؛ ولا أخذ حده الأقصى من
التوتر الايجابيٌ . . ولا اتجه نحو العدو الواضح ٠ .
تكشف خطر العدو في حجمه الحقيقي
لم نفهم كيف نجعل الخطر في منزلة فقد الخبز . .
لم ننجح في أن نضع في صدر كل بيت صورة الجمجمة
والعظمتين انذاراً بخطر الموت . .
صحيح أن الشعوب تقاد من آذانها ولكن إلى حين ٠٠
قد يطول مجيء هذا الحين . . ولكنه قادم .. قادم ..
والتاريخ برهاني .+
نتيجة كل ذلك كلمتان :
وقفنا بعد أن قرض العدو القدس وقضم الجولان امام
أذل الحالات !!
ول يعد لمنطقة استراتيجية خطيرة تزيد في المساحة