ْنَا :صتتالبان بتيروت
صاب :17
الطبعة السابعة
موه مححام
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الكتاب
إن موضوع هذا الكتاب يتعلق بعوامل ضعف
القرن العشرين الميلادي التي ما زالت تتفاعل بآثارها ونتائجها
تحقيقاً المصلحة المسلمين العليا....
على أن ما يجب التأكيد عليه مسبقاً هو التمييز بين
ضعف المسلمين كشعوب تدين بالاسلام» وبين متاثة الإسلام
يمكن لآية قوة على وجه الأرض أن تبدّل فيه شيئاً. أن الله
لقد بذل أعداء الإسلام» منذ ظهوره جميع الجهود
لخنقه في مهده. . . وتصلّب الكفار في مناهضتهم له؛ بل
محاولاتهم الماكرة واستسلموا لعظمته رغماً عن أنوفهم
وحقت كلمة الله عزّ وجل عندما أتمّ دين القويم» وارتضاه نعمة
للعباد المؤمئين به» كما يؤكده التنزيل الحكيم بقوله تعالى :
على أن هذه الحقيقة الثابتة التي تدلٌُ على قوة الإسلام
ومناعته» وعلى أن محاولات الكيد له أو القضاء عليه لا يمكن
أن تنجح في حال من الأحوال. .. هذه الحقيقة لم يتَِظ بها
أعداء الإسلام» ولذلك ظل الطيش يغلب عليهم؛ ولم يفارقهم
الشيطان بغوايته؛ فاستمرت محاولاتهم تلك في شتى
المجالات دفي مختلف البلدان؛ وعلى مدى الأزمات. وها هي
ممارسة واجباتهم الدينية الشخصية. . . ورغم قسوة القوانين
بحقهم» ومضي نصف قرن أو أكثر على صدور تلك القوائين؛
فإِنَّ الإسلام لم يد هناك ولا يزال فكره الشّر المعطاء يقش
مضاجع الملاحدة؛ ويثبت لهم فشلهم وخيبة أملهم في محاربة
دين الله . . . كما أن الغرب الرأسمالي الاستعماري لم يكن
باهون شرا إن لم يكن هو المدبر الأكبر للمؤامرات على
الإسلام كما يدل عليه تارييخه الفكري السياسي والاقتصادي
الذي حفل باعتى الهجمات وأشدها شراسة على الإسلام
وأهله » فيما قام يه من حروب صليبية لتشتيت قوى المسلمين
والسيطرة على ديارهم » وبما روّج من مؤلفات وكتب وضعها
خصيصاً للتجريح والطعن على الإسلام كي يشوه وجهه الناصع
المشرق ؛ أو بما نشر من عملاء مأجورين له في كل مكان ؛
كي يثوا الفتن والدسائس في صفوف المسلمين أنفسهم . .2
ونشر» خائباً حسيراً؛ وبدل أن ينال من الإسلام فها هو الإسلام
والمراكز الإسلامية قائمة في معظم عواصم الغرب ومدنه
ورغم أن الإسلام هودين الله الحق؛ وهذا معتقد
هل لدى المسلمين الإمكانية للتخلص من ضعفهم حتى
يقدروا على حمل الإسلام من جديد؟
وهل بالإمكان تطبيق الإسلام في الوقت الحاضر؟
أعداء الإسلام التاريخ لصالحهم» وأظهروا المسلمين على غير
حقيقتهم ؛ كما هي متأتية عن الصعوية في تقريب الحكم
الإسلامي إلى أذهان خضعت لحكم الواقع القائم بحيث لم
مقياس ما ترى من الأنظمة الديموقراطية المطبقة عليها» وذلك
بعد أن طُبعت بالثقافة الأجنبية» وصار من أصعب الصعوبات
تحويلها عن هذ الثقافة, .
إذن فالداء هنا يكمن بإغفال الموجهين المسلمين لأثر
الثقافة الاجنبية وما تنتجه من مصائب عليهم . . . فكانوا يحاربون
المستعمر في الوقت الذي يتناولون منه ثقافته» من غير أن
يفكروا بأنها هي السبب في استعمارهم» وبها يتركّر الاستعمار
في بلادهم . . . إذن فاينظر المسلمون كم يكون وضعهم
متناقضاً تناقضاً مزرياًء ومضحكاً معاًء وهم يدّعون محاربة
ويمدون إليه أيديهم من خلفٍ» ليتناولوا بطواعية وشغفٍ سمومٌ
صرعى بين يديه يحسبهم الجاهل شهداء يِزَالر وما هم» في
الشرب » منذ صار إليه الأمر ء دويلات كثيرة + ليمعنّ في
تمزيقهم وَليُتمّ خطته في تقسيم بلادهم ؛ وبالتالي ليعدهم
عن تطبيق الإسلام الذي يجمع ولا يفرق ...
إن هذا الكتاب يحتوي على بعض الأدلة والبراهين التي
تؤكد أن الإسلام قد طبق طيلة ثلاثة عشر قرتاً ونّف؛ وهو
وحده القابل للتطبيق في كل زمان ومكان» ما دام كتابه القرآن
الكريم » الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه 6
ينطق عن الهوى» الأساس الثاني للحكم والنظام. . .
والكتاب يأتي أيضا بالقراثن التي ثبت إدانة المستعمر
العراقيل أمام الذين يسعون لتطبيق أحكام الإسلام والدعوة
وسيطرتهم . . ومن هنا كانت الصعوبات التي تحول دون
وصول الأحكام الإسلامية إلى معترك الحياة حتى تثبت
صلاحيتها وتأثيرها في اصلاح أمور الحياة ومواجهتها بأنجح
الوسائل والاساليب . . . ولكن !. . . طالما أن الإسلام قويٍّ
القيامة فإن نهضة المسلمين بواسطة الإسلام وبالعمل به
ممكدةٌ في كل زمان » وهذا ما يجب أن يضعه المسلمون
جميع الطاقات في كل آن ١ .
نعني بضعف المسلمين: «كونهم على حالة لا يرضاها
الله تعالى لهم» ولا تشكل نتيجة للعمل بالاسلام». والعمصل
بالاسلام ويا للأسف غير قائم في بلاد المسلمين حيث
والاقتصاد والتعليم وغيرهاء فترتب على ذلك واقع بلغ غاية
السوء يظهر جليا في الأمور الآتية:
تجاوز عدد أجزاء العالم الإسلامي الخمسين» وصار لكل جزء
دولة» ولكل دولة حاكم ونظام» وكل نظام يناقض الآخرين ولا
وتقوى حتى تقع بين المتناقضين حروب ومعارك عسكرية
ضارية» وانحصر كل شعب من شعوب الآمة الاسلامية ضمن
حدود الدولة المرسومة له فإن غادرها إلى الدولة المجاورة فهو
أجنبي غريب يجب الحذر منه وفرض القيود عليه في الاقامة
والعمل .
ثانيا: فقّدٍ الشعوب الاسلامية لحقها في اختيار حاكمها
(الخليفة» وبناء نظامها السياسي والاقتصادي والاجتماعي وغير
ذلك وفقا لأحكام الشريعة الاسلامية.
والقوى الكبرى الى حد فقدت فيه إمكانية التصرف في ثرواتها
رابعا: عجز المسلمين في العالم والعرب منهم
خاصة عن تحرير بيت المقدس وسائر الأراضي التي يحتلها
اليهود في بلاد الشام وإزالة دولة اليهود المغتصبة لفلسطين»
وكذلك عجزهم عن مساعدة إخوانهم المسلمين المضطهدين
في الفلبين والهند ولبنان وغيرها .
خامسا: غربة الإسلام في كثير من بلاد المسلمين بسبب
تغريب الفكر الإسلامي وتأثره بالتيارات الفكرية المعادية
للإسلام كما سنبين في عوامل ضعف المسلمين -.