كانت وجهة نظر المؤرخ» مثل وجي نظ النفاني» خليقة توصل إلى وقائع بالغ الأعية السية
إلى التاريخ الديني؛ فإنها لا تبدو مع ذلك قادرة تماماً على تفسير هذه الطا؛ 5 نعتي الظهور
السفاجىء لشكل جديد من المستقدات . ففي الحقيقة لا تعلق الأمر باداع فطري خرج من دماغ
الإمكان لخظ التحول البطيء للقيم واكتتاه الأشكال المقبلة للفكر الديني.
الأطروحة؛ ميتبن أن الإسلام هو الخلاصة المنطقية والضرورية للحالة الدينية والاجتماعية.
الطابع العميق للصحراء التي نلقى فيها نشأنه الأولى ؛ ولمدينة الفافل الني أكملت تكويه وتريت.
والحال فإن التصؤر الإسلامي للمقدس يعكس تصور بن العرية؛ على الرغم من عالمية عقيدته
وأ لا يتطابق مع نمون الكتاب. لبخ لي هنا بأن وضع فكرني. هناك طريكان مختفتات» رقم
باب ظهورء. وفي عملي يقذمنفسه بوصف مدعلا بيدو أن هله الظرة الأخيرة هي الي تفوض نفسها.
لحاحة تحديذ الأسباب الي شجدت تفتع كل العادات واتشارها. وفي الحقيقة أن الاتشاب إلى هذا الحلف
أي نظام معتقدي تبدو مرتسمة؛
بالنظر في كيفية أداه تصوره القدسي الخاض؛ لصالح
وإسهامه في تحديد مدار انتشاره؛ ولا يتعلق الأمر أيضاً بمعرفة عقيدث؛ غير
المختلفة كثيراً عن عقائد الأديان الأخرى ذات الايحاء التوراتي» بقدر ما يتعلق بتوضيح غقلية
ونيان ثقافة. يكلام آخر. تكمن السألة في اكنشاف مرتكزات الفكر الديني الإسلامي؛ ومعرفة
أن دباتين متقارنين جداً» مثا الإسلام والمسيحية» قد تمكتا من توليد حضارتين في غاية التمايز
إن الإسلام كتصور كامل للعالم» يطيع بطابعه مختلف نشاطات الحياة. ومع ذلك» يبدو هذا الطابع.
312 -67 وم .1968 ,94 ممماوله ملموسمايا عل اه ولاملاك عمال
التقيد فقط بقيود التظرة المذغبية وحدماء وق ذلك ريما كان في إمكانها إن تؤدي إلى انقسام
مماثل للانقسام الذي تشهده بين الس والشيعة؛ التي تذهب في تجليها الأكثر غلواً وتطرقاً؛ إلى حا
المناداة بألوهة علي » ابن عم البني وصهره.
إن البئة (الطبيعية والاجتماعية) التي ولد الإسلام فيهاء قد تكون» أكثر من العقيدة؛ هي
السبب الجوهري للاختلاف بين الحضارات المتحدرة من هاتين الدياتين. فم الب أن من غير
الممكن تجاهل روحية المحبة والحب الخاصة بالإنجيل. لكن القرآن؛ الذي لا يخلو من هذه
للتكيف العالمي فإن العبادة وما تفرض من آداب» تبدز موضع ممانعة من قبل الأوساط التي تجهل
البنى الاجتماعية الخاصة بشبه بداوة معي . يلاحظ غودفروا دمبوببين بحق؛ فإذا كان الإيلاف
الفكري الديني قابلا للتخيل من خلال الصلاة في الإسلام؛ كما هو الحال في اليهودية دفي
التصيحية: » إن شعبرة الكبة رحج الحجاز والأضاحي هي ممارسات ضيقة التطاقة" - رقوق
ذلك؛ هناك بعض الممارسات الشمائري التي تجعل المسلم غير قادر على أذائها ديياً وخلى أكمل
المدخل) أن في الإمكان التحفظ حول إناطة العامل الجغرافي بأهمية يذهب البعقى إلى اعتبارهاً
نيقة تفصل الممتقدات العربية القدبمة عن الرسالة الدنية التي قلها محمد
الصميد الديني؛ قاده من الأرواحية إلى الشمولية والعالمية. إن الأصالة المميقة لني الإسلام قد
تكون صادرة بالذات عن كونه فد تمكّن من اختراق بيئته وزمانه» وفهم تطلعات أبناء جلدته إلى
من أي نظام قادم من الخارج . يكفي أن نقرأ القرآن لكي تدرك مدى التأثير الثقافي العربي الساقد
فيه. تكتاب الإسلام المقدس» الذي يجمل من التوحيد حجر الزاوية لمبتاه؛ ملي بالاشارات
(1) من المعلوم أن القرآن يبر الرهة السيع كفراً وتجنيفاً (الرآن 1101/6 1197 1016 90 1197 ونا
بعدها)؛ وأن المسيحية ترف بعئة محمد البرة.
قلا يمكن فهم بعض
فيحارب أو يتقبل المعتقدات القديمة؛ وفي نهاية المطاف يتبنى هي
ين تقول إن في الإسلام تمرتبا طبقياً مثا ففي الواقع+
الأرواحية؛ د والتوحيد اليهودي -
المسيحيء هي المراحل الكبرى التي تطعها الفكر الديني العربي في مسيرته نحو العالمية. ولتفسير
+ ينيغي العو بالاستقصاء إلى ما قبل التعليم القرآني وصولاً إلى الطبقة البداية؛ نعني
إنها مهثة حساسة وبالغة الصعوية؛ تفترض سبقاً إعادة بناء للفكر الديني العربي. لكن
تتوافر أمامه. الحفيقة أن أبحائه تناول مجتمما كتاباً» لا تزال تقاليده حيّة؛ تخطى كل ١١
تف القرآنء وعبر التفسير تغتي معلوماتنا عن العالم العربي القديم. وهنالك أدب زمني؛ غني
بالشمر ومختلف المؤلفات؛ حيث يمكن استكشاف الوقائع الأكثر إدعاشاً وفائةً؛ وتكوين فكرة.
بفضل هذه المواد والأدوات: يغدو مبكن التوصل إلى البنى القديمة للفكر العريي» إلى
المرتكزات العميقة ٠ وقولبت عبر أحداث التاريخ» العقلية والحضارة الإسلاميتين.
9 على الرغم من بعض الاتفاداتة فلن تردد في الرجوع إلى الفيلولرجيا لفق اللقة وتاريجها) كتصدر
معلومات . فهذ الفيلولوجا؛ حين تستعمل بدقة تبدو في الواقع بالفة الخصوية وا
على عتية عملي يرمي إلى دزا
إجمالاً بعبارة «الظاهرة الثقافة العربية»: من المناسب بلا ريب النظر
هن له تي هرد م:
حديث بات مشهورا لكترة الأستشهاد به.
اللبن إذ يتخفى الشيطان بين الزيد والقشدة؛ ومع ذلك
تاركين المراهز حيث يصلون مماً. هذا الحديث المشكوك في صحته لأن يمنع غذاةٌ يصقه القرآن
للبدارة. وربما لا يتناسب وجود الرعاة
مز ني الإسلام )ا
المشردين مع مثال الإسلام الديني والاجتماعي الذي
انتشاره تجد في توسيع المنشآت المدئية'"". ويقول في ختام رسالته إلى أكاديمي الآداب والفنون
الجميلة «المدن في نظر الإسلام هي الأماكن الرحيدة التي يستطيع فيها أنباعه القيام بكل متطلبات
الوجيزة؛ نستكشف الموضوعات الكبرى لأطروحة باتت اليوم شبه كلاسيكية""؛ مفادها أن
الإسلام قد يكون في جوهره دين مدثيين» متعارضاً مع الحياة البدوية . فهذه قد تشكل عقبةٌ كأداء
أمام الأداء الكامل لواجبات الإنسان المسلم الدينّة. والأهم من كل ذلك هو إمكان قيام صراع
" تلم ل تسل ٠
رع إلى تقديم هذا النظام الاعتقادي وكأنه ا 3س
الأمر باستعارة شكلية خالصة؛ صهرها القرآن؛ ثم
زل إن الإسلام قد يكون راغيا في جَبٌ ما قبله؛ وقوق ذلك
ًِ 1 » قد يكون من
الشرك والجاهلية؛ وأ ما أغذ من الماضي لا يحمل من أصله صوى ذكرى بعيدة أحيناً. ومن وجو
غير مواصلة وتصعيد حركة نشونية بدأت قبله بكثير. ففي مكة»
ن التدريجي سمح للفرد بالتحرر من القيود الجماية»
اماع ا لعج ل ؛ بذلوا
كان الخافز
التكافل القام من قبل بين ت عينه؛ أبرز الجائب القومي للتطور. فكرّر
محمد في القرآن أنه أي؛ بتمي إلى الكافةالمرية. ويأتي من الجماعة (القرآن 0174/5 4181
177 17/17 114/4)؛ حاملاً لقومه رسالةً يلسانهم العربي (10/ 4117 8148/19
107 44). وباتت مكة؛ مع حرمها الشهير + مركز العالم الإسلامي.
الناشىء بطابعها المميق. لاحظ ميليو «أنَّ البدوي هو بالمنى البيولوجي للكلمة النموذج القديم
تقاطها باستسلام البدرتي «الرراقي» أمام الأمور المعادية. كما أن كاثر بهذا الطابع الحميم والخامضص
للمقدس؛ الخاص بالعفلية البدوية. كنبنا في موضع آخر: يتم تدين العربي البدوي بشيء
فطري؛ ساذج ومؤثر. فعنده قاعدة ثابنة قوامها التعالي : فالألوهة» البعيدة جداً عن المشافل
القدسي» استرجع هذا الازدواج» ولكثه جعله يتبذل في العمق. فتجسد الازدواج القيمي عنده
عمليا في التعالي الأكثر إطلاقً؛ كما تجسد في التلازم الذي ينشر القدسي في الكائنات والأشياء
كما أن الإسلام يسجل عوداً إلى البداوة في التصؤر الذي كؤته عن القيادة أو الزعانة. فلا
ريب أن شرف الأصل والفخر القبلي والشراء تخضع لهذه الفضيلة الجديدة التي تستى التفوى» والتي
تجّدث في الاحترام الكلي للتعليم الإسلامي. يقول القرآن إن أكرتكم عند لله أتقاكم . لكن إلى
جائب هذا المبدأ الجديد للتمرتب» نلاحظ أن الإسلام يجدد الصلة» إلى حٍ بعيد؛ مع المفهوم
البدوي لنسيادة والأشراف. وعلى غرار الشبخ» يدين «أمير المؤمنين» بلقبه إلى الوراثة؛ وهي هنا
الأصل القرشي؛ كما يدين به إلى مواصفاته الشخصية التي تجمله المّير الممتاز لمصالح الأمة
فالخليفة والرئيس البدوي يجدان نفسيهما أمام سئة ثابنة ومقدسة؛ أمام مدونة شرائع لا يستطيع
القديم وفي الإمكان المقي قدما والتبيان أن الإسلام الأول» حتى في تصوزه الاقتصادي» هو إلى
دليل على ذلك . لكن الجوهري بالنسبة إلى موضوعنا هو أن. البداوة في هذه الديائة لا
أعتبرنا هذه الانتقادات ركأئها إداثة للبداوة. فالواقع» وعلى الرغم من عقلبة محمد التوفيقية»
بعض المدنيين [من أهل المدينة] ووعد كل الكافرين بعذاب جهتم . وكانت كلماته الناقدة تتتاول
0 هام بعمافا! مل ماممتمافدة ملل ملممرمها بممطام ١ل
المنصر المضطرب والمنفلت. كان في صحرائه خارج أي انضباط. وهكذاء كان يثير بوجه مؤيس
الإسلام مسألة سياسية خطيرة؛ ظلت تفرض نفسها على سكان المدن: إنه الصراع الأزلي بين
الراعي والمزارع. الممثل منذ بدايات البشرية بمقتل هابيل على يد أيه قابيل؛ والمرموز إليه لاحقاً
في أشكال أقل دموية؛ مثل نفي إسماعيل إلى الصحراء. سيشجع محمد؛ وكذلك خلفاؤة»
والواقع ويتخوف من مباذلهاء بقذر ما
إل من قبل التجار الكبار خلال تجوالهم في المناطق الخاضعة
ببلانهول: «في الغالب لم تكن المدن الأولى للبدو الخارجين من الجزيرة العربية سوى معسكرات
الخو مها بسهولة إلى ملاذ السهوب» ولم تتحضر حقاً إلآ في زمن متأخره!"". إن مشهد المدن
من الممكن الاعتراض علينا بالقول إن التوسع الإسلامي تجشد عملي في تكاثر المدن. لكن
هذه الحركة الحَري ا يمكٌ تفسيرها بالأسباب الخارجة عن الإسلام إلى حدٍ ما. وفي مقدمتها
النظر في المشهد الذي تقدمه الجزيرة العريية قبل الإسلام وبعده. فاليم اليوم في أول الستينات]+
الاوتوقراطي والمنغلق؛ لا يسمح أبداً بتكوين فكرة عن درجة التحضر التي بلغها بَمٌ القدامى.
السعيد. على الرغم من عداه العناصر والبشر» تسعى الحفرياث الأثرية إلى استقاض آثار ماضي
مجيد من بواطن الرمال والنسيان""". والأعمال ١! بقدر ما تقدم؛ نظام ري في غاية
"0 566 73م بتي مات
© و5 05ل مو يلا عات ما بتضويفع 6ك جود 6 ع الوه ,افق 6.06
وم سل مارب» عاصمة مملكة سيأً. ويرى جام أن عرب الجنوب *كانوا أسائذة
ثانوياً؛ عابراً: إذ ولد في ظروف اقتصادية َ اهرين وأثرياء بالاستيلاء على
التجارة الهندية مع حوض المتوسط؛ لكنها اتقطمت يوم تخلّى الرومان عن تقل البضائع بواسطة
استقرت تلك القبائل في شمال البلاد وغريها»
من اليسير إيراد أمثلة أخرى عن بلدان شهدت ازدهاراً وفيرا قل الإسلام» ولم تحفظ متذ ذلك
الحين سوى بعض آثار ماضيها المجيد. نحضارات الشرق الأدنى المأثورة؛ لا سيما حضارات مصر
وآشور وبابل؛ ذات شهرة كافية لتفسير نقص الحيوية لدى الأجيال اللاحقة؛ باللجوء إلى أطروحة
التبدل المناخي وقلة الأمطار. لكن هذه الفرضية أسقطها أكثر من باحث""". فالاتحلال لير
فقد أعلث زمام
ا ا 0 قد أحالها إلى الطرق الجنوبية+
فما كان من تدفق الثروات إل أن غلب حياة الصحراء راسآً على عقب» لدرجة أن أحمالاً من الثلج
كانت تقل على ظهور الجمال لتأمين شراب بارد ل «أمير المؤمنين». لكن؛ بعد عذا
الفتوحات عن تغذية خزائن الخليفة. فبغداد» عاصمة العباسبين التي كانت تمد في قرزة
حوالى مليون ونصف ملبون نسمة» سرعان ما انحظت وصارت مدينة بلا نفوذ؛ شبه محطمة؛ لا
تكاد تقرى على إطعام سين ألف نسمة. وعاد الناس يبط إلى الصحراه. أما الجزيرة العربية.
0غ بحكم اضطرارها لاستثمار ثررائها